فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي [ و ] إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).
الثالث عشر : محمّد بن منصور ، عن عباد ، عن عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : نزل النبي ( صلى الله عليه وآله ) الجحفة ، فأمر بدوح فنظّف ما تحتهن ، ثمّ أقبل على الناس فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « إنّي لا أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر الذي قبله ، فإنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟ ».
قالوا : نقول : إنّك قد بلّغته ووضّحت فجزاك الله خيراً ، كما قدر كل إنسان أن يقول.
قال : « أليس تشهدون ألاّ إله إلاّ الله ، وأنّي عبد الله ورسوله؟ ».
قالوا : بلى.
قال : « أتشهدون أنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، والبعث حقّ بعد الموت؟ ».
فقالوا : بلى.
قال : فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يده فوضعها على صدره ، ثمّ قال : « وأنا أشهد معكم » ، ثمّ قال : « هل تسمعون؟ » قالوا : نعم.
قال : « فإنّي فرطكم ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، وأنّ عرضه أبعد ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد الكواكب أقداح من فضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين » فنادى مناد : يا رسول الله ، وما الثقلان؟
قال : « الأكبر كتاب الله طرفه بأيدكم ، وطرفه بيد الله فاستمسكوا به ولا
____________
١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٧٦ ، ح٦٥٤.