الرد لقصور أعمالكم طامعين في الإجابة لسعة رحمته ووفور كرمه.
والخَوْفُ من الشيء : الحذر منه.
قوله : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) [ ٧ / ٢٠٥ ] الخِيفَة بالكسر فالسكون : الخوف ، يقال خَافَ يَخَافُ خَوْفاً وخِيفَةً بالكسر ومَخَافَةً أيضا فهو خَائِفٌ إذا حذر من عدو ونحوه.
والتَّخَوُّفُ : التنقص ، ومنه قوله تعالى : ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ ) [ ١٦ / ٤٧ ].
وَفِي الْحَدِيثِ « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَافَةِ الزَّرْعِ ».
قال بعض الشارحين : الخَافَةُ وعاء الحب ، سميت بذلك لأنها وقاية له ، وروي بالميم وسيأتي.
وَفِي الْخَبَرِ « الْكُسُوفُ آيَةٌ يُخَوِّفُ اللهَ بِهَا عِبَادَهُ ». إذ تبديل النور بالظلمة يحصل الخَوْف ليتركوا معاصيه ، وكونها آية من حيث الكسف لا من حيث الذات ، وإن كان كل مخلوق آية ، وهو رد على أهل الهيئة حيث قالوا إن الكسوف عادي لا يتقدم ولا يتأخر.
والفرق بين الخوف والحزن أن الخَوْفُ من المتوقع والحزن على الواقع.
( خيف )
في الحديث « مسجد الخَيْفِ » الخَيْفُ ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء ، ومنه سمي مسجد الخَيْفِ بمنى لأنه بني في خَيْفِ الجبل ، والأصل مسجد خيف منى فخفف بالحذف.
قال في المصباح : ولا يكون خيف إلا بين جبلين ، وكان مسجد رسول الله صلى الله عليه واله على عهده عند المنارة التي في وسط المسجد ، وفوقها إلى القبلة نحوا من ثلاثين ذراعا وعن يمينها ويسارها وخلفها نحوا من ذلك (١).
رُوِيَ « أَنَّهُ صَلَّى فِيهِ أَلْفُ نَبِيٍّ » (٢).
فيستحب فيه صلاة ست ركعات في أصل الصومعة.
__________________
(١)هذا الكلام من جملة حديث عن الإمام الصادق عليه السلام ـ انظر الكافي ج ٤ ص ٥١٩.
(٢) الكافي ج ٤ ص ٥١٩.