ويقال إذا أذهب للرجال ما يُخَلِّفُهُ مثل المال والولد « أَخْلَفَ الله لك وعليك » وإذا ذهب له ما يخلفه غالبا كالأب والأم قيل « خَالَفَ الله عليك ».
وعن بعض الأفاضل جوز بعض اللغويين أَخْلَفَ بالألف بمعنى عوض في المقامين.
وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَ اخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ ». قال بعض الشارحين : اخْلُفْ بالضم والكسر : العقب والولد وولد الولد والغابرين الباقين ، ولعل لفظ في للسببية والمراد الدعاء بجعل الباقين من أقارب عقبه عوضا لهم عن الميت.
وقولهم « هو يُخَالِفُ امرأة فلان » أي يأتيها إذا غاب عنها زوجها.
وَفِي خَبَرِ الصَّلَاةِ « ثُمَ أُخَالِفُ إِلَى رِجَالٍ فَأُحْرِقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتِهِمْ ».
أي آتيهم من خلفهم.
وَفِيهِ « سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبِكُمْ ».
أي إذا تقدم بعضكم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبكم ونشأ بينكم الخَلْفُ.
والخُلُوفُ بضم الخاء على الأصح وقيل بفتحها : هو رائحة الفم المتغير ، من قولهم خَلَفَ فم الصائم خُلُوفاً من باب قعد : أي تغيرت رائحة فمه ، وأَخْلَفَ فوه لغة في خلف.
ومنه الْحَدِيثُ « لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ » (١).
فإن قلت : هو على سبيل الفرض ، أي لو تصور الطيب عند الله لكان الخلوف أطيب منه.
قال بعض الشراح : لما أراد رسول الله أن يبين فضل الصوم ودرجة الصائم ضرب ما يكره من الرائحة في الطباع البشرية بأطيب ما يرام ويستنشق من الروائح ، والنزول من الأعلى إلى الأدنى في هذا الباب عند التمثيل وتقرير المعنى من أحد طرق البلاغة وأنهج مناهج البيان و « الخَلِفَةُ » بفتح الخاء وكسر اللام : الحامل من النوق ، وجمعها مخاض من غير
__________________
(١) الكافي ج ٤ ص ٦٥.