أقعد متكئا على الأرطئة حال الأكل ، إذ هو فعل من يكثر من الأطعمة « لَكِنِّي أَقْعُدُ مُسْتَوْقِراً وَآكُلُ لُعْقَةً مِنَ الطَّعَامِ » وليس المراد من الاتكاء الميل على أحد جانبيه.
ومن الأمثال « كم أَكْلَةٍ منعت أَكَلَاتٍ » قيل أول من قال ذلك عامر بن الظرب العدواني وأوله قصة تطلب من محلها (١).
( الل )
قوله تعالى ( لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً ) [ ٩ / ٩ ] الإِلُ بالكسر هو الله تعالى.
__________________
(١) يضرب في ذم الحرص على الطعام.
قال المفضل : أول من قال ذلك عامر بن الظرب العدواني وكان من حديثه أنه كان يدفع الناس ، فرآه ملك من ملوك الغساسنة ، فقال : لا أترك هذا العدواني أو أذله.
فلما رجع الملك إلى منزله أرسل إليه : أحب أن تزورني فأحبوك وأكرمك وأتخذك خلا ، فأتاه قومه فقالوا : تفد ويفد معك قومك إليه ، فيصيبون في جنبك ، ويتجيهون بجاهك.
فخرج وأخرج معه نفرا من قومه ، فلما قدم بلاد الملك أكرمه وأكرم قومه.
ثم انكشف له رأي الملك فجمع أصحابه وقال : الرأي نائم والهوى يقظان ، ومن أجل ذلك يغلب الهوى الرأي عجلت حين عجلتم ، ولن أعود بعدها ، إنا قد توردنا بلاد هذا الملك فلا تسبقوني بريث أمر أقيم عليه ولا بعجلة رأي أخف معه ، فإن رأيي لكم.
فقال قومه : قد أكرمنا كما ترى وبعد هذا ما هو خير منه.
قال : لا تعجلوا فإن لكل عام طعام ورب أكلة تمنع أكلات .. إلى آخر القصة.
وتخلص منه بحيلة غريبة راجع مجمع الأمثال ج ١ ص ٢٩٧.