الملائكة تنزل تفرق ما بين الحلال والحرام.
قوله ( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِ ) [ ١١ / ٢٤ ] أراد بهما المؤمنين والكفار.
قوله ( فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ ) [ ٥ / ٢٥ ] وفي لغة من باب ضرب وبها قرأ بعض التابعين.
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ « لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ ».
قيل فيه : أما الجمع بين المُتَفَرِّقِ فهو أن يكون بين ثلاثة نفر مثلا لكل واحد منهم أربعون شاة وقد وجب على كل واحد شاة ، فإذا أظلمهم (١) المصدق جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إلا شاة واحدة.
وأما تفريق المجتمع فهو أن يكون اثنان شريكان ، ولكل واحد منهما مائة شاة وشاة فيكون عليهما في مالها ثلاث شياة ، فإذا أظلمها (٢) المصدق فرقا غنمهما فلم يكن على واحد منهما إلا شاة واحدة.
والمُتَفَرِّقُ : ضد المجتمع الذي يجتمع في حيز واحد.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَفْتَرِقَا بِالْأَبْدَانِ ».
والأصل ما لم تَتَفَرَّقْ أبدانهما.
والمَفْرِقُ : وسط الرأس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر.
وَفِي الْحَدِيثِ « وَكَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله فَرَطاً لَمْ يَبْلُغِ الْفَرْقَ أي التسريح.
وَفِيهِ » مَنِ اتَّخَذَ شَعْراً فَلَمْ يُفَرِّقْهُ فَرَّقَهُ اللهُ بِمِنْشَارٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وفَرْقُ شعر النساء من مقدم الرأس إلى القفا.
وَفِي الْحَدِيثِ « مُحَمَّدٌ صلى الله عليه واله فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ ».
فإن كانت مشددة من التفريق ، فالمعنى أنه ميز بينهم فبين المطيع من العاصي
__________________
(١) هكذا في النسخ والصحيح : ظلمهم ، بدون الهمز.
(٢) هذا كسابقه.