[ ١٠ / ٩٣ ] وكقولهم « دار صِدْقٍ » و « فرس صِدْقٍ ».
قوله ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) [ ٩ / ١١٩ ] أي الذين صدقوا في دين الله نية وقولا وعملا.
وَعَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام « كُونُوا مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله ».
وَعَنِ الرِّضَا عليه السلام « أَنَّهُ قَالَ : الصَّادِقُونَ الْأَئِمَّةُ عليهم السلام ».
قوله ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ ) [ ١٩ / ٥٤ ] يعني إذا وعد بشيء وفى به وخصه به وإن كان غيره من الأنبياء كذلك تشريفا له وإكراما.
أو لأنه المشهور من خصاله.
قال الشيخ أبو علي : وناهيك أنه وعد من نفسه الصبر على الذبح حيث قال ( سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) [ ٣٧ / ١٠٢ ] فوفى.
وَعَنِ الرِّضَا عليه السلام « أَنَّهُ وَاعَدَ رَجُلاً أَنْ يَنْتَظِرَهُ بِمَكَانٍ وَنَسِيَ الرَّجُلُ فَانْتَظَرَ سَنَةً ».
قوله ( وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ) فسر بوجهين :
أحدهما : الصيت الحسن والذكر الجميل بين ما يتأخر عنه من الأمم.
الثاني : اجعل من ذريتي صادقا يجدد معالم ديني ويدعو الناس إلى مثل ما كنت أدعوهم إليه وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله.
قوله ( أَوْ صَدِيقِكُمْ ) رَوَى مُحَمَّدٌ الْحَلَبِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام « أَنَّهُ قَالَ هُوَ وَاللهِ الرَّجُلُ يَدْخُلُ بَيْتَ صَدِيقِهِ فَيَأْكُلُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « فَاطِمَةُ عليها السلام صِدِّيقَةٌ لَمْ يَكُنْ يُغَسِّلُهَا إِلَّا صِدِّيقٌ ».
الصِّدِّيقُ فعيل للمبالغة في الصدق ويكون الذي يصدق قوله بالعمل.
وأراد بالصِّدِّيقِ هاهنا عليا عليه السلام وفيه « ذكر النية الصَّادِقَة » وفسرت بانبعاث القلب نحو الطاعة غير ملحوظ فيها شيء سوى وجه الله تعالى.
والصِّدْقُ : خلاف الكذب وهو مطابقة الخبر لما في نفس الأمر ، أي لما في اللوح