التي لا تحصى ولا تخفى على من تامل فيها.
روي ان الله اوحى الى نبي من الانبياء في الزمن الاول : ان لرجل في امته دعوات مستجابة ، فأخبر به ذلك الرجل ، فانصرف من عنده الى بيته فأخبر زوجته بذلك.
فالحت عليه ان يجعل دعوة لها فرضي ، فقالت : سل الله ان يجعلني اجمل نساء الزمان ، فدعى الرجل فصارت كذلك ، ثم انها لما رأت رغبة الملوك والشبان المتنعمين فيها متوفرة زهدت في زوجها الشيخ الفقير وجعلت تغالظه وتخاشنه وهو يداريها ولا يكاد يطيقها.
فدعا الله ان يجعلها كلبة فصارت كذلك ، ثم اجمع اولادها يقولون : يا ابة ان الناس يعيرونا ان امنا كلبة نائحة ، وجعلوا يبكون ويسألونه ان يدعو الله ان يجعلها كما كانت ، فدعا الله تعالى فصيرها مثل التي كانت في الحالة الاولى ، فذهبت الدعوات الثلاث ضياعا. (١)
قال الطبرسي رحمه الله : عن ابن عباس قال : كان في بني اسرائيل عابد اسمه « برصيصا » عبد الله زمانا من الدهر حتى كان يؤتى بالمجانين يداويهم ويعوذهم فيبرؤون على يده ، وانه اتي بامرأة في شرف قد جنت وكان لها اخوة بها وكانت عنده ، فلم يزل به الشيطان يزين له حتى وقع عليها فحملت ، فلما استبان حملها قتلها ودفنها ، فلما فعل ذلك ذهب الشيطان حتى لقي احد اخوتها فأخبره بالذي
__________________
١ ـ دعوات الراوندي : عنه البحار ج ١٤ ص ٤٨٥.