ان عبيد الدنيا وطلابها الذين غرتهم الدنيا حين ينالون القوة والاقتدار ، ينسون كل شيء ، وينسون الله عزوجل ، وكل ما يقع في ايديهم يحسبونه من عند انفسهم وبقدرتهم ، لا من غيرهم ولا من الله كما كان قارون يقول : « انما اوتيته على علم عندي » ...
في حين ان عباد الله من المؤمنين والمتقين والانبياء والصالحين لم يقولوا هذا الكلام بل يقولوا هو من عند الله ، كل هذه النعم والبركات من فضل الله تعالى كما كان النبي سليمان عليهالسلام يرى جميع النعم التي يتمتع بها هي من نعم الله عليه.
وعندما شاهد عرش ملكة سبأ عنده قال :
( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم ) (١).
هذا هو معيار معرفة الموحدين الخلص ، وهذه سيرة السالكين والمقربين الى الله عزوجل والداعين له ، ونرى النبي سليمان ايضا قال : ( وقال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه ... ) (٢).
ومع الاسف نرى الكثير من المتظاهرين بالشكر والطواغيت ومن الذين اعتادوا على كتابة هذه العبارة والآية المباركة ( هذا من فضل ربي ) على قصورهم ودورهم ـ الطاغوتية ـ دون ان يعتقدوا بذلك ويعملوا به ...
ولكن ومع هذا ، المهم هو ان تكتب هذه العبارة على ابواب البيوت ، وعلى
__________________
١ ـ النمل : ٤٠.
٢ ـ النمل : ١٩.