قالوا : لن تصرفها عنك ، قال : فلماذا تجلدوني؟
قالوا : مررت يوما بعبد لله ضعيف مسكين مقهور فاستغاث بك فلم تغثه ولم تدفع عنه ، قال : فجلدوه جلدة واحدة فامتلأ قبره نارا (١).
روي ان كان عابد في بني اسرائيل لم يكسب من امر الدنيا شيئا ، فنخر ابليس نخرة فاجتمع اليه جنوده ، فقال : من لي بفلان؟ فقال بعضهم : انا ، فقال : من اين تأتيه؟ فقال : من ناحية النساء ، قال لست له ، لم يجرب النساء.
فقال له آخر : فانا له ، قال : من اين تأتيه؟ قال من ناحية الشراب واللذات ، قال لست له ، ليس هذا بهذا.
قال آخر : فانا له ، قال : من اين تاتيه ، قال : من ناحية البر ، قال : انطلق فانت صاحبه.
فانطلق الى موضع الرجل فاقام حذاءه يصلي ، قال : وكان الرجل ينام والشيطان لا ينام ، ويستريح والشيطان لا يستريح ، فتحول اليه الرجل وقد تعاصرت اليه نفسه واستصغر عمله.
فقال الرجل : يا عبد الله بأي شيء قويت على هذه الصلاة؟ فلم يجبه ، ثم اعاد عليه فلم يجبه ، ثم اعاد عليه فقال : يا عبد الله اني اذنبت ذنبا وانا تائب منه ، فاذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة.
قال : فاخبرني بذنبك حتى اعمله واتوب ، فاذا فعلته قويت على الصلاة.
قال : ادخل المدينة فسل عن فلانة البغية فاعطها درهمين ونل منها ، قال :
__________________
١ ـ نفس المصدر.