البارئ عزوجل مرة اخرى ابواب رحمته على عبده الصابر والشاكر ايوب عليهالسلام واعاد عليه النعم التي افتقدها الواحدة تلو الاخرى ، بل اكثر مما كان يمتلك من المال والزرع والغنم والاولاد.
كل ذلك من اجل ان يفهم الجميع ماهي العاقبة الحسنة للصبر والتحمل والشكر.
وجاءه النداء من الله عزوجل ان يا ايوب ( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ) (١) اي دك الارض برجلك فدكها وتفجرت عين ماء باردة ليشرب منها ويغتسل بمائها للشفاء من كافة الامراض التي اصابته.
وروي ان ايوب عليهالسلام لبث في البلاء ثماني عشرة سنة وقيل سبعة سنين وقيل غير ذلك ....
وروي ان عمر ايوب عليهالسلام كان ثلاثا وتسعين سنة ، وقيل : كان عمره مائتي سنة ، وانه اوصى عند موته الى ابنه حومل ... (٢)
في قصة النبي ايوب عليهالسلام توجد دروس وحكم مهمة جدا علينا ان نتعض منها ونجعلها منهجا نسير عليه في حياتنا اليومية من اجل الوصول الى سعادة الدارين. منها :
١ ـ الامتحان الالهي.
لقد بنيت الحياة الانسانية على اساس الامتحان والتجربة ، ومن دون هذا الامتحان لا تتفجر الامكانيات والطاقات الكامنة في الانسان ، وعلى هذا
__________________
١ ـ ص : ٤٢.
٢ ـ البحار : ج ١٢ ص ٣٧٢.