حيث يقول القرآن في ذلك : ( ثم اتبع سببا ) (١) ، اي استخدم الوسائل والامكانات التي كانت بحوزته.
( حتى اذا بلغ مطلع الشمس ) (٢) رأى هنا انها تطلع على قوم آخرين ، ما هي صافتهم؟ ( وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ) (٣) اي كانت صفاتهم عراة ، لا يملكون سوى القليل من الملابس التي لا تكفي لتغطية ابدانهم من الشمس ، ولم تكن عندهم مساكن تحميهم من الشمس ، ويحتمل ان يكون هؤلاء القوم في ارض صحراوية لا يوجد فيها جبال ولا اشجار ولا ملاجيء يمكنهم حماية انفسهم.
( كذلك وقد احطنا بما لديه خبرا ) (٤). هكذا كانت اعمال ـ ذو القرنين ـ ونحن ، اي الله يعلم جيدا بامكاناته وقدراته وكل جزئياته ، ولا يخفى عليه ما قاساه ذو القرنين في هذا المسير وما تحمله من مصائب وشدائد.
بعد ان انتهى ـ ذي القرنين ـ من سفره الى المغرب والمشرق ، ينتقل الى المرحلة الثانية والسفرة الثالثة وهي بناء السد والتقاءه بقوم آخرين. حيث يقول تعالى :
( ثم اتبع سببا ) : اي استفاد من الوسائل المهمة التي كانت تحت تصرفه لبناء السد .. فقال تعالى :
( حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون
__________________
١ ـ الكهف : ٨٩.
٢ ـ ٣ ـ الكهف : ٩٠.
٤ ـ الكهف : ٩١.