فلما مضى اذا هو بلحم ميتة منتن مدوّد فقال : امرني ربي عزوجل ان اهرب من هذا ، فهرب منه ورجع.
وراى في المنام كانه قد قيل له : انك قد فعلت ما امرت به ، فهل تدري ماذا كان؟ قال : لا ، قال له اما الجبل : فهو الغضب ان العبد اذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب ، فاذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكّن غضبه ، كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي اكلتها.
واما الطست : فهو العمل الصالح ، اذا كتمه العبد واخفاه ، ابى الله عزوجل الا ان يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الآخرة.
واما الطير : فهو الرجل الذي ياتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته.
واما البازي : فهو الرجل الذي ياتيك في حاجة فلا تؤيسه.
واما اللحم المنتن : فهي الغيبة فاهرب منها (١).
عن ابي جعفر عليهالسلام قال : مر نبي من انبياء بني اسرائيل برجل بعضه تحت حائط وبعضه خارج قد نقبته الطير ومزقته الكلاب ، ثم مضى فرفعت له مدينة فدخلها فاذا هو بعظيم من عظمائها ميت على سرير مسجى بالديباج حوله المجامير.
فقال : يا رب اشهد انك حكيم عدل لا تجور ، عبدك لم يشرك بك طرفة عين امته بتلك الميتة ، وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين امته بهذه الميتة.
قال الله عزوجل : عبدي : انا كما قلت حكم عدل لا اجور ، ذلك عبدي
__________________
١ ـ عيون الاخبار : ص ١٥٢ ، عنه البحار : ج ١٤ ص ٤٥٧.