بقي يوسف في البئر يومين او ثلاثة ايام ، وبينما هو كذلك اذ جاءت قافلة وحطت رحلها بالقرب من البئر ، وجاء احدهم الى البئر وادلى بدلوه ليستسقي من ماء البئر.
التفت يوسف الى صوت وحركة من اعلى البئر ، ثم رأى الحبل والدلو يسرعان الى النزول ، فانتهز الفرصة وتعلق بالحبل بشدة.
فاحس المامور بجلب الماء ان الدلو قد ثقل اكثر مما ينبغي ، فلما سحبه بقوة الى الاعلى فوجيء بغلام كانه فلقة القمر ، فصرخ وقال : يا بشرى هذا غلام ...
انتشر خبر يوسف شيئا فشيئا بين اهل القافلة ، ولكن الذي وجده اخفاه من اجل ان لا يذاع هذا الخبر وينتشر كي يمكن بيع هذا الغلام في مصر ( وأسرّه بضاعة والله عليم بما يعملون ) (١).
عندما وصلت القافلة الى مصر عرضوا يوسف للبيع ، فاشتراه عزيز مصر الذي كان وزيرا لفرعون ، ولم يكن يرزق ولدا وكان في غاية الشوق للولد ، وحينما رأى هذا الصبي الجميل تعلق قلبه به ليكون مكان ولده.
جاء به الى بيته وقال العزيز لامراته ( اكرمي مثواه ) ، اي تصدي بنفسك امره وتربيته واجعلي له مقاما كريما عندك عسى ان ينفعنا في امورنا او نتخذه ولدا لنا.
بقي يوسف في بيت العزيز وواجه في هذا المحيط الجديد ، الذي يعد
__________________
١ ـ يوسف : ١٩.