فانطلق اليها فقرع الباب عليها ، فخرجت وقالت : هل نزل في شيء؟ قال : نعم ، قالت : وماهو؟ قال : ان الله تعالى اوحى الي واخبرني انك قرينتي في الجنة وان ابشرك بالجنة.
قالت : او يكون اسم وافق اسمي؟ قال : انك لانتي هي ، قالت : يا نبي الله ما اكذبك ، ولا والله ما اعرف من نفسي ما وصفتني به.
قال داود عليهالسلام : اخبريني عن ضميرك وسريرتك ما هو ، قالت : اما هذا فساخبرك به.
اخبرك انه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ما كان ، وما نزل ضر بي وحاجة وجوع كائنا ماكان الا صبرت عليه ولم اسأل الله كشفه عني حتى يحوله الله عني الى العافية والسعة ، ولم اطلب بها بدلا ، وشكرت الله عليها وحمدته ، فقال داود عليهالسلام : فبهذا بلغت ما بلغت ، ثم قال ابو عبد الله عليهالسلام : وهذا دين الله الذي ارتضاه للصالحين. (١)
وروي ان داود عليهالسلام خرج مصحرا منفردا ، فأوحى الله اليه :
يا داود مالي اراك وحدانيا؟ فقال : الهي اشتد الشوق مني الى لقائك ، وحال بيني وبينك خلقك ، فأوحى الله اليه :
ارجع اليهم فانك ان تاتني بعبد آبق اثبتك في اللوح حميدا. (٢)
روي انه كانت امرأة على عهد داود عليهالسلام يأتيها رجل يستكرهها على نفسها ، فالقى الله عزوجل في نفسها فقالت له :
__________________
١ ـ قصص الانبياء مخطوط : البحار ج ١٤ ص ٣٩.
٢ ـ ارشاد القلوب : ١ ـ ٢٠٨.