كان ايوب النبي عليهالسلام رجلا من الروم ، وكان رجلا طويلا عظيم الرأس ، جعد الشعر ، حسن العينين والخلق ، وكان دينه التوحيد والصلاح والاصلاح بين الناس ، وكان اذا اراد حاجة سجد وطلبها ، وكان صابرا محتسبا ، وابتلي باصعب الابتلاءات فصبر وخرج منها منتصرا ناجحا ، وضربت بصبره الامثال ، وسمي « ايوب الصابر ».
وهو ايوب بن اموص ، بن رازخ ، » او تارخ « بن روم ، بن عيص ، بن اسحاق ، بن ابراهيم ، وكانت امه من ولد لوط بن هاران عليهالسلام.
وكان الله تعالى قد اصطفاه ونبأه وبسط عليه الدنيا ، وكانت له » البثنة « (١) من ارض الشام كلها ، سهلها وجبلها بما فيها ، وكان له فيها من اصناف المال كله من الابل والبقر والخيل والغنم والحمر ، ما لا يكون للرجل افضل منه في العدة والكثرة ، وكان له بها خمسمائة فدان (٢) يتبعها خمسمائة عبد ، لكل عبد امرأة وولد ومال .....
وكان النبي ايوب عليهالسلام برا تقيا رحيما بالمساكين ، يتكفل الارامل والايتام ، ويكرم الضيف ، ويبلغ ابن السبيل ، وكان شاكرا لانعم الله تعالى ، مؤديا لحق الله تعالى ... ، وكان نموذجا حيا للصبر والاستقامة.
روي عن ابي بصير عن الامام الصادق عليهالسلام قال : سالته عن بلية ايوب عليهالسلام التي ابتلى بها في الدنيا لاي علة كانت؟ قال : لنعمة انعم الله عزوجل عليه بها في الدنيا وادى شكرها.
__________________
١ ـ البثنة : هو اسم ناحية من نواحي دمشق ، وقيل هي قرية بين دمشق واذرعات ، وكان ايوب منها.
٢ ـ الفدان : الثوران يقرن بينهما للحرث.