الجبل ، ظننت انه يخفى علي صوت من صوت ، ثم مضى به الى البحر الى جدة ، فرسب به في الماء مسيرة اربعين صباحا في البر ، فاذا صخرة فغلقها فاذا فيها دودة ، فقال :
يا داود يقول لك ربك انا نسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذا البحر ، فظننت انه يخفى علي صوت من صوت. (١)
وعنه عليهالسلام قال : قال داود النبي عليهالسلام ، لاعبدن الله اليوم عبادة ولاقرأن قراءة لم افعل مثلها قط ، فدخل محرابه ففعل.
فلما فرغ من صلاته ان هو بضفدع في المحراب ، فقال له : يا داود اعجبك اليوم ما فعلت من عبادتك وقراءتك؟ فقال : نعم ، فقالت : لا يعجبك فاني اسبح الله في كل ليلة الف تسبيحة يتشعب لي مع كل تسبيحة ثلاثة آلاف تحميدة ، واني لاكون في قعر الماء ، فيصوت الطير في الهواء فاحسبه جائعا ، فاطفو له على الماء لياكلني ، ومالي ذنب. (٢)
قيل اصاب الناس في زمان داود عليهالسلام طاعون جارف ، فخرج بهم داود الى موضع بيت المقدس ، وكان يرى الملائكة تعرج منه الى السماء ، فلهذا قصده ليدعو فيه ، فلما وقف موضع الصخرة دعا الله تعالى في كشف الطاعون عنهم ، فاستجاب له ورفع الطاعون ، فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا ، وكان الشروع في بنائه لاحدى عشرة سنة مضت من ملكه ، وتوفي قبل ان يستتم بناءه ، واوصى الى سليمان باتمامه.
__________________
١ ـ ٢ ـ قصص الانبياء للجزائري : ص ٣٨٥.