اسكتي انما هذا لدعوتك ، فقال الناس لما سمعوا ذلك منه : وكيف لنا بذلك؟ قال : هاتوا الصبي ، فجاؤوا به فاخذه فقال : من ابوك؟ فقال : فلان الراعي للبني فلان ، فاكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح ، فحلف جريح الا يفارق امه يخدمها (١).
روي انه كان رجل في بني اسرائيل يكثر قول : « الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين » فغاظ ابليس ذلك فبعث اليه شيطانا فقال : قل : العاقبة للاغنياء ، فجاءه فقال ذلك ، فتحاكما الى اول من يطلع عليهما على قطع يد الذي يحكم عليه ، فلقيا شخصا فاخبراه بحالهما ، فقال : العاقبة للاغنياء ، فقطع يده ، فرجع وهو يحمد الله ويقول : « العاقبة للمتقين » فقال له : تعود ايضا؟ فقال : نعم على يدي الاخرى ، فخرجا فطلع الآخر فحكم عليه ايضا ، فقطعت يده الاخرى ، وعاد ايضا يحمد الله ويقول : « العاقبة للمتقين ».
فقال له : تحاكمني على ضرب العنق؟ فقال : نعم ، فخرجا فرأيا مثالا فوقفا عليه ، فقال : اني كنت حاكمت هذا وقصا عليه قصتهما قال : فمسح يديه فعادتا ، ثم ضرب عنق ذلك الخبيث ، وقال : هكذا العاقبة للمتقين. (٢)
روي انه كان قاض في بني اسرائيل وكان يقضي بالحق فيهم ، فلما حضرته الوفاة قال لامراته ، اذا مت فاغسليني وكفنيني وغطي وجهي ، وضعيني على
__________________
١ ـ قصص الانبياء للجزائري : ٥١٧.
٢ ـ نفس المصدر.