ان في مثل هذه الظروف الصعبة ، لا سبيل الى النجاة من وساوس الشيطان واغراءاته ، الا بالالتجاء الى الله ، الله الذي لا فرق عنده بين السر والعلن ، بين الخلوة والاجتماع ، فهو مطلع ومهيمن على كل شيء ، وموجود في كل مكان.
هناك رواية يستفاد منها انه كان في قصر امرأة العزيز صنم تعبده ، وفجاة وقعت عيناها عليه ، عندما ارادت ان تراود يوسف ، فانها احست بالصنم ينظر اليها والى حركاتها الخيانية ، فنهضت في غضب والقت عليه سترا ، فاهتز يوسف لهذا المنظر.
وقال : انت ايها الصنم الذي لا تملك عقلا ولا شعورا ولا احساسا تستحي منك العزيزة ! ، فكيف لا استحي من ربي الخبير بكل شيء ، والذي لا تخفى عليه خافية.
فهذا الاحساس منح يوسف قوة جديدة ، واعانه على الصراع الشديد في اعماق نفسه بين الغريزة والعقل ، ليتمكن من التغلب على امواج الغريزة النفسية.
نحن نعرف ان اعظم الجهاد في الاسلام هو جهاد النفس ، الذي عبر عنه في حديث عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بـ « الجهاد الاكبر » وجهاد العدو الذي عبر عنه ـ بالجهاد الاصغر ـ ، وقصة يوسف ، وما كان من عشق امرأة العزيز الملتهب ، واحد من هذه الصور الجهادية بالنسبة الى يوسف عليهالسلام.
لقد انتصر يوسف عليهالسلام في هذا الصراع بوجه مشرق ابيض لثلاثة اسباب:
الاول : انه التجأ الى الله واستعاذ به ، وقال : « معاذ الله ».