وكان فيهم تسعة من رؤسائهم كما ذكر الله في سورة النمل : ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون ) (١) فعقروا الناقة ورموها حتى قتلوها وقتلوا الفصيل ، فلما عقروا الناقة قالوا لصالح عليهالسلام : ( فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ) (٢) قال صالح : ( تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب ) (٣).
ثم قال لهم : وعلامة هلاككم انه تصفر وجوهكم غدا ، وتحمر بعد غد ، وتسود يوم الثالث فلما كان من الغد نظروا الى وجوههم قد ابيضت (٤) مثل القطن ، فلما كان يوم الثاني احمرت مثل الدم ، فلما كان يوم الثالث اسودت وجوههم ، فبعث الله عليهم صيحة وزلزلة فهلكوا ، وهو قوله تعالى : ( فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في ديارهم جاثمين ) (٥) فما تخلص منهم غير النبي صالح عليهالسلام وقوم مستضعفين مؤمنين وهو قوله تعالى : ( فلما جاء امرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ ان ربك هو القوي العزيز ، واخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين ... ) (٦).
وقد كان بعث الله تعالى النبي صالحا عليهالسلام الى قومه بعد ما اكثروا الفساد وعبدوا الاوثان ، فدعاهم الى الله تعالى فلم يجيبوه وعتوا عليه فقالوا له : لن نؤمن
__________________
١ ـ النمل : ٤٨.
٢ ـ الاعراف : ٧٠.
٣ ـ هود : ٦٥.
٤ ـ قد اصفرت.
٥ ـ الاعراف : ٧٨.
٦ ـ هود : ٦٦ ـ ٦٧.