وعظيم الزلفة ، « اي عظيم الدرجة » ، فلما استوفى طعمته واستكمل مدته رمته قسي الفناء بنبال الموت ، واصبحت الديار منه خالية ، والمساكن معطلة ، ورثها قوم آخرون. (١)
روي انه خرج سليمان يستسقي ومعه الجن والانس فمر بنملة عرجاء ناشرة جناحها ، رافعة يديها ، وتقول :
اللهم انا خلق من خلقك ، لا غنى بنا عن رزقك ، فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم ، واسقنا.
فقال سليمان عليهالسلام لمن كان معه : ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم ، وفي خبر آخر : قد كفيتم بغيركم (٢).
روى ابن شهر آشوب في البيان :
فيحكى ان سليمان عليهالسلام مر بحراث فقال الحارث لقد اوتي ابن داود ملكا عظيما ، فسمعه سليمان ، فنزل ومشى الى الحراث وقال : انما مشيت اليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه ، ثم قال :
لتسبيحة واحدة يقبلها الله تعالى خير مما اوتي آل داود ، لان ثواب التسبيحة يبقى ، وملك سليمان يفنى. (٣)
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ١ ـ ٣٤١.
٢ ـ رواه المسعودي في اثبات الوصية.
٣ ـ عدة الداعي : ١٩١. عنه البحار : ج ١٤ ص ٨١.