توضح لنا هذه القصة كيف ان قوما مذنبين مستحقين للعذاب يستطيعون في آخر اللحظات تغيير مسيرتهم التاريخية بعودتهم الى احضان الرحمة الالهية وتوبتهم الى الله ، وانقاذ انفسهم من العذاب المحقق.
وهذا مشروط بالصحوة من غفلتهم قبل فوات الاوان ، وانتخاب قيادة علمائية رشيدة وامتثال اوامرها واطاعتها.
روي عن ابي عبد الله عليهالسلام قال : ان داود النبي عليهالسلام قال : يا رب اخبرني عن قريني ونظيري في منازلي؟ فاوصى الله تبارك وتعالى اليه :
ان ذلك متي ـ ابا يونس عليهالسلام ـ
قال : فاستاذن الله في زيارته فاذن له ، فخرج داود وسليمان ، حتى اتيا موضعه ، فاذا هما ببيت من سعف ، فقيل لهما : هو في السوق ، فسألا عنه فقيل لهما : اطلباه في الحطابين ، فسألا عنه ، فقال لهما جماعة من الناس : نحن ننتظره الآن يجيء فجلسا ينتظرانه.
اذ اقبل ـ متي ـ وعلى رأسه الحطب ، فقام اليه الناس ، فالقى عنه الحطب فحمد الله وقال : ( من يشتري طيبا بطيب )؟ فساومه واحد وزاد بآخر ، حتى باعه من بعضهم.
قال : فلما سلما عليه ، فقال : انطلقا بنا الى المنزل ، واشترى طعاما بما كان معه ، ثم طحنه وعجنه ، ثم اجج نارا واوقدها ، ثم جعل العجين في تلك النار ، وجلس معهما يتحدث.
ثم قام وقد نضجت خبيزته فوضعها في الاجانة وفلقها وذر عليها ملحا ووضع الى جنبه مطهرة ماء ، وجلس على ركبتيه واخذ لقمة ، فلما وضعها الى فيه