الى الرجل « العالم » الذي آمن بيونس ولم يخرج معه كما خرج « العابد » وبقي بين قومه ، واتخذوه قائدا لهم.
قال لهم الرجل العالم اخرجوا الى الصحراء ، وفرقوا بين المرأة وطفلها ، بين الحيوانات واطفالها ، وادعوا الله بتضرع واخلاص.
خرج القوم الى الصحراء كبيرا وصغيرا ومريضا وعاجزا واخذوا يدعون الله ويبكون وينتحبون باعلى اصواتهم ، داعين الله سبحانه وتعالى باخلاص ان يتقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم وتقصيرهم بعدم اتباعهم نبي الله يونس.
وهنا استجاب الله دعائهم ، وازاح عنهم العذاب وانزله على الجبال ، وهكذا نجا قوم يونس التائبون المؤمنون بالطاف الله.
بعد هذا عاد النبي يونس عليهالسلام الى قومه ، وذلك بعد ان انجاه الله سبحانه وتعالى من بطن الحوت ، ليرى ماذا صنع بهم العذاب الالهي؟ ولكن ما ان عاد الى قومه حتى فوجيء بأمر اثار عنده الدهشة والعجب ، حيث رآهم مؤمنين يعبدون الله عزوجل ويوحدونه بعدما كانوا يعبدون الاصنام.
يقول تعالى : ( وارسلناه الى مئة الف او يزيدون * فآمنوا فمتعناهم الى حين ) (١).
بعد ان آمن قوم يونس ، بعث لهم الله نبيه يونس مرة ثانية واغدق عليهم النعم الالهية المادية والمعنوية لمدة معينة ، وزاد ايمان القوم بالله وبرسوله يونس ، واخذوا ينفذون تعليماته واوامره ، الى نهاية حياتهم وحلول اجلهم.
__________________
١ ـ الصافات : ١٤٨.