يعقوب؟ » (١).
هذا ولا مانع ان تشمل الآية المباركة الارث المعنوي ايضا ، لان الذي كان يشغل فكر زكريا عليهالسلام الاموال والهدايا المودعة عنده واموال زوجته ، وخوف سقوطها بايدي الموالي الانتهازيين والخونة ، فطلب من الله تعالى ، من يرثها من الصالحين والمؤمنين ، حيث قال : « واني خفت الموالي من ورائي ... ».
فانها مناسبة لتفسير كلا المعنيين ، وعلى هذا فان خوف زكريا عليهالسلام يمكن توجيهه في كلا الصورتين ، وحديث فاطمة الزهراء عليهاالسلام ايضا يناسب هذا المعنى ....
لم تكن ولادة يحيى عليهالسلام عجيبة ومذهلة لوحدها ، بل ان موته ايضا كان عجيبا من عدة جهات ، وقد ذكر اغلب المفسرين المسلمين ، وكذلك المصادر المسيحية قصة شهادته على هذا النحو ، بالرغم من وجود اختلاف يسير في خصوصياتها بين هذه المراجع :
لقد اصبح يحيى ضحية للعلاقات غير الشرعية لاحد طواغيت زمانه مع احد محارمه.
عشق « هروديس » ملك فلسطين اللاهث وراء شهواته بنت اخته « هيروديا » وهام في غرامها ، والهب جمالها قلبه بنار العشق ، ولذلك صمم على الزواج منها !
فبلغ هذا الخبر نبي الله يحيى عليهالسلام ، فاعلن بصراحة ان هذا الزواج غير
__________________
١ ـ نور الثقلين : ج ٣ ص ٣٢٤ عن الاحتجاج عنهم الامثل : ج ٩ ص ٣٦٠.