شرعي ومخالف لتعليمات التوراة ، وقال سوف احارب مثل هذا العمل واقف امامه.
لقد انتشر الخبر وادى الى ضوضاء وصخب في كل ارجاء المدينة ، وسمعت تلك الفتاة « هيروديا » بذلك ، فكانت ترى يحيى اكبر عائق في طريقها ، لذلك صممت على الانتقام منه في فرصة مناسبة لترفع هذا المانع من طريق شهوتها وميولها.
وطدت علاقتها بخالها وملكت احاسيسه ومشاعره وجعلت جمالها مصيدة له ، الى ان قال لها ـ هيروديس ـ يوما : اطلبي مني كل ما تريدين فساحققه لك قطعا ـ كان ذلك من اجل ان ينال منها ـ فقالت له : لا اريد منك الا رأس يحيى ! لانه قد شوه سمعتي وسمعتك ، وقد اصبح كل الناس يعيروننا ، فان كنت تريد ان يهدأ قلبي ويسر خاطري فيجب ان تقوم بهذا العمل !
فسلم « هيروديس » ـ الذي اصبح مجنونا لا يعقل من عشق هذه المرأة ـ ودون ان ينتبه الى عاقبة هذا العمل ، امر بقتل يحيى ، واحضر رأسه وقدمه في طشت من ذهب الى تلك المرأة البغية الفاجرة.
الا ان هذا العمل المؤلم كانت عاقبته ان اخذ باطراف الملك والمرأة في النهاية ، وكانت به زوال ملكه وقتله وقتل سبعين الفا من بني اسرائيل على يد « نبخت نصّر ».
وروي عن ابي عبد الله عليهالسلام قال : كان الذي قتل الحسين بن علي عليهالسلام ولد زنا ، والذي قتل يحيى بن زكريا عليهماالسلام ولد زنا. (١)
__________________
١ ـ البحراني في تفسيره ج ٣ ص ٤ عنه البحار : ج ١٤ ص ١٨٤.