بعد هذه البشارة والآية الواضحة ، خرج زكريا من المحراب الى الناس فكلمهم بالاشارة ( فخرج على قومه من المحراب فأوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشيا ) (١). هذا بالاضافة الى انه كان يسبح الله ، كذلك طلب من القوم ان يسبحوا لله ويشكروه من اجل ان تقوى اسس الايمان في قلوب الناس.
وروي ان زكريا عليهالسلام سأل ربه ان يعلمه اسماء الخمسة ، فاهبط عليه جبرئيل عليهالسلام فعلمه اياها ، فكان زكريا عليهالسلام اذا ذكر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليا وفاطمة والحسن عليهمالسلام وانكشف عنه همه وانجلى كربه ، واذا ذكر اسم الحسين عليهالسلام خنقته العبرة ووقعت عليه الزفرة وتشايع النفس.
فقال ذات يوم : الهي ما بالي اذا ذكرت اربعة منهم تسليت باسمائهم من همومي ، واذا ذكرت الحسين عليهالسلام تدمع عيني وتثور زفرتي ، فانبأه الله تعالى عن قصة كربلاء وما يجري على الحسين عليهالسلام وعترته الطاهرة ... (٢)
فلما ولدت مريم بنت عمران عليهاالسلام ، وتنافس فيها الرهبان في من يكفلها لانها كانت بنت امامهم ونبيهم ، فقال زكريا : انا اكفلها ، انا احق بها لان خالتها عندي ، لان عمران كان متزوجا « بجنة بنت فاقوراء » ، وكان زكريا متزوجا باختها « اشاع بنت فاقوراء » وكان زكريا رئيس الرهبان فقال الرهبان نقترع عليها ، فاقترعوا فوقعت القرعة على زكريا فاخذها وكفلها وضمها الى خالتها ام يحيى واسترضع لها حتى كبرت.
فكان زكريا كلما يدخل على مريم يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف
__________________
١ ـ مريم : ١١.
٢ ـ البحار : ج ١٤ ص ١٧٨.