ومن هنا أيضا جعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليا بوحده باب حطة ، كما جعل أهل بيته باب حطّة في حديث آخر ... وقد مرّت طرق هذا الحديث بالتفصيل ، كما أن عليا عليهالسلام قال : « مثلنا » ليشير إلى الاتحاد المذكور بينه وبين سائر أهل البيت ، فقد روى السيوطي قائلا : « أخرج ابن أبي شيبة عن علي ابن أبي طالب قال : إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل » (١).
فسواء كان لدار الحكمة باب واحد أو أبواب ، فإن الأمر لا يخرج عن علي وأهل البيت إلى غيرهم ، فبطل ما توخّاه الطيبي. والحمد لله.
ومن آيات علوّ الحق : اعتراف بعض علماء أهل السنة بأنّ الأئمة الاثني عشر هم أبواب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل ذكر هذا المطلب عن رسالة يوحنّا المسيحي ، ضمن البراهين التي أقامها لإثبات نبوة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجعله مصداقا لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها :
قال العلامة جواد الساباطي في المقالة الثالثة من التبصرة الثالثة من كتابه ( البراهين الساباطية ) بعد إيراد البرهان الخامس عن رسالة يوحنا : « وترجمته بالعربية : فأخذتني الروح إلى جبل عظيم شامخ ، وأرتني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله ، وفيها مجد الله ، وضوؤها كالحجر الكريم كحجر اليشم والبلور ، وكان لها سور عظيم عال ، واثنا عشر بابا ، وعلى الأبواب اثنا عشر ملكا ، وكان قد كتب عليها أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر.
__________________
(١) الدر المنثور ١ / ٧١.