بحث الاجزاء
اتيان المأمور به على وجهه يقتضى الاجزاء فى الجملة ، وقبل الخوض فى المطلب ، يجدر بنا ان نبحث عن امور
(الامر الاول) فى بيان المراد من كلمة ـ على وجهه ـ فى العنوان.
فقد ذكر صاحب الكفاية (قده) انها راجعة الى المأمور به ، وفسرها «بالنهج الذى ينبغى ان يؤتى به على ذلك النهج شرعا وعقلا» ، وانما اعتبرها كذلك لاعتقاده ان بعض القيود لا يمكن ان تؤخذ فى المأمور به ، كقصد القربة فى العباديات ، لانها من كيفيات الاطاعة عقلا ومع الاقتصار على المأمور به لا يتحقق الاجزاء فيما لو اتى بالفعل العبادى خاليا من قصد القربة لاعتباره فيه وان لم يمكن الامر به ، لذلك احتاج الى كلمة ـ على وجهه ـ ليدخل مختلف القيود شرعية ، وعقلية ، وهذا انما يتم على مبناه ، من استحالة اخذ قصد القربة فى المأمور به ، اما على مبنانا السابق من امكان اخذه ابتداء فى المأمور به ، او على مبنى شيخنا الاستاذ (قده) من امكانه بمتمم الجعل ولو بالامر الثانى فان القيد يكون توضيحيا لا تاسيسيا.
وما قيل : من ان القيد انما ذكر لا دخال قصد الوجه (مندفع) بان قصد الوجه غير معتبر لدى الكثير ، فلا حاجة لا دخالة بمثل هذا القيد ، بالاضافة الى ان اعتباره لو تم فهو مختص بالعبادات فلا وجه لجعله فى العنوان العام الشامل للتعبديات والتوصليات.