التيسير في التفسير للقرآن - ج ١

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

التيسير في التفسير للقرآن - ج ١

المؤلف:

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٤

س ٢٢٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (٢٥٥) [البقرة : ٢٥٥]؟!

الجواب / قرأأبو الحسن الرضا عليه‌السلام : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (١) ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ) ـ أي نعاس ـ (وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) وما بينهما وما تحت الثرى ، عالم الغيب والشهادة ، هو الرحمن الرحيم ، (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) ـ قال الصادق عليه‌السلام : «نحن أولئك الشافعون» (٢) ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم».

قال : «ما بين أيديهم : فأمور الأنبياء ، وما كان ، وما خلفهم : أي ما لم يكن بعد ، إلّا بما شاء ، أي بما يوحى إليهم ، ولا يؤده حفظهما ، أي لا يثقل عليه حفظ ما في السماوات والأرض» (٣).

س ٢٢٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٥٦) اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٥٧) [البقرة : ٢٥٦ ـ ٢٥٧]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (فَمَنْ يَكْفُرْ

__________________

(١) راجع سورة آل عمران : ٢.

(٢) المحاسن : ص ١٨٣ ـ ١٨٤.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٨٤.

٢٨١

بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) : «هي الإيمان بالله وحده لا شريك له» (١).

٢ ـ قال عبد الله بن أبي يعفور ، قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّي أخالط الناس ، فيكثر عجبي من أقوام لا يتولّونكم ، فيتولّون فلانا وفلانا ، لهم أمانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتولّونكم ، ليس لهم تلك الأمانة ، ولا الوفاء ، ولا الصدق! قال : فاستوى أبو عبد الله عليه‌السلام جالسا ، وأقبل عليّ كالغضبان ، ثمّ قال : «لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله».

قال عبد الله : لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء؟

فقال عليه‌السلام : «نعم ، لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء ـ ثمّ قال ـ : أما تسمع لقول الله : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة ، لولايتهم كلّ إمام عادل من الله ، قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ)(٢).

قال عبد الله : أليس الله عنى بها الكفّار حين قال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا)؟

قال عليه‌السلام : «وأي نور للكافر وهو كافر ، فأخرج منه إلى الظلمات؟! إنّما عنى الله بهذا أنّهم كانوا على نور الإسلام ، فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من الله ، خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر ،

__________________

(١) الكافي : ج ٦ ، ص ١٢ ، ح ١.

(٢) قال الباقر عليه‌السلام ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) نزلت في أعدائه ومن تبعهم ، أخرجوا الناس من النور ـ والنور : ولاية عليّ فصاروا إلى ظلمة ولاية أعدائه.

٢٨٢

فأوجب لهم النار مع الكفّار ، فقال : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(١).

س ٢٢٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٢٥٨) [البقرة : ٢٥٨]؟!

الجواب / قال الصادق عليه‌السلام : «خالف إبراهيم عليه‌السلام قومه ، وعاب آلهتهم حتى أدخل على نمرود فخاصمهم ، فقال إبراهيم : (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ). قال : (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) ـ قال الصادق عليه‌السلام : قال له إبراهيم عليه‌السلام ـ أحيي من قتلته إن كنت صادقا (٢) ـ قال إبراهيم : (فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(٣).

س ٢٢٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٣٨ ، ح ٤٦٠.

(٢) مجمع البيان : ج ٢ ، ص ٦٣٥.

(٣) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٣٩ ، ح ٤٦٤.

٢٨٣

نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٥٩) [البقرة : ٢٥٩]؟!

الجواب / قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «إنّ الله بعث إلى بني إسرائيل نبيّا يقال له إرميا ، فقال : قل لهم : ما بلد تنقّيته من كرائم البلدان ، وغرست فيه من كرائم الغرس ، ونقّيته من كلّ غريبة ، فأخلف فأنبت خرنوبا؟ ـ قال ـ فضحكوا واستهزءوا به ، فشكاهم إلى الله ـ قال ـ : فأوحى الله إليه : أن قل لهم : إنّ البلد بيت المقدس ، والغرس بنو إسرائيل تنقيته من كلّ غريبة ، ونحّيت عنهم كلّ جبّار ، فأخلفوا فعملوا بمعاصي الله ، فلأسلّطنّ عليهم في بلدهم من يسفك دماءهم ، ويأخذ أموالهم ، فإن بكوا إليّ فلم أرحم بكاءهم ، وإن دعوا لم أستجب دعاءهم ثمّ لأخرّبنها مائة عام ، ثمّ لأعمّرنّها.

فلما حدّثهم جزعت العلماء ، فقالوا : يا رسول الله ، ما ذنبنا نحن ، ولم نكن نعمل بعملهم ، فعاود لنا ربّك. فصام سبعا ، فلم يوح إليه شيء ، فأكل أكلة ثمّ صام سبعا فلم يوح إليه شيء ، فأكل أكلة ، ثمّ صام سبعا. فلمّا كان يوم الواحد والعشرين أوحى الله إليه : لترجعنّ عمّا تصنع ، أتراجعني في أمر قضيته ، أو لأردّنّ وجهك على دبرك. ثمّ أوحى إليه : قل لهم : لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه ، فسلّط الله عليهم بخت نصّر ، فصنع بها ما قد بلغك ، ثمّ بعث بخت نصّر إلى النبي عليه‌السلام ، فقال : إنّك قد نبئت عن ربّك وحدّثتهم بما أصنع بهم ، فإن شئت فأقم عندي فيمن شئت ، وإن شئت فاخرج.

فقال : لا بل أخرج ، فتزوّد عصيرا وتينا وخرج ، فلما أن كان مدّ البصر التفت إليها ، فقال (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ) ، أماته غدوة ، وبعثه عشية قبل أن تغيب الشمس ، وكان أوّل شيء خلق منه عينيه في مثل غرقىء البيض ، ثمّ قيل له : كم لبثت؟ قال : لبثت يوما. فلمّا نظر إلى الشمس لم تغب ، قال : (أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى

٢٨٤

طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً).

قال : «فجعل ينظر إلى عظامه ، كيف يصل بعضها إلى بعض ، ويرى العروق كيف تجري ، فلمّا استوى قائما ، قال : (أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

وفي رواية أخرى لهارون : فتزود عصيرا ولبنا (١).

س ٢٢٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٦٠) [البقرة : ٢٦٠]؟!

الجواب / قال عليّ بن محمد بن الجهم : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليّ بن موسى عليه‌السلام ، فقال له المأمون : يابن رسول الله ، أليس من قولك أنّ الأنبياء معصومون؟ قال : «بلى».

فسأله عن آيات من القرآن ، فكان فيما سأله أن قال له : فأخبرني عن قول الله : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).

قال الرضا عليه‌السلام : «إن الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه‌السلام : أنّي متّخذ من عبادي خليلا ، إن سألني إحياء الموتى أجبته ، فوقع في نفس إبراهيم عليه‌السلام أنّه ذلك الخليل ، فقال : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَ

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٤٠ ، ح ٤٦٦.

٢٨٥

لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) على الخلّة (قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). فأخذ إبراهيم عليه‌السلام نسرا وبطّا وطاوسا وديكا فقطعهن وخلطهنّ ، ثمّ جعل على كلّ جبل من الجبال التي كانت حوله ـ وكانت عشرة ـ منهنّ جزءا ، وجعل مناقيرهنّ بين أصابعه ، ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ ، ووضع عنده حبّا وماء ، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتّى استوت الأبدان ، وجاء كلّ بدن حتّى انضمّ إلى رقبته ورأسه. فخلّى إبراهيم عليه‌السلام عن مناقيرهن فطرن ، ثمّ وقعن وشربن من ذلك الماء ، والتقطن من ذلك الحبّ ، وقلن : يا نبيّ الله ، أحييتنا أحياك الله. فقال إبراهيم عليه‌السلام : بل الله يحيي ويميت ، وهو على كلّ شيء قدير».

قال المأمون : بارك الله فيك يا أبا الحسن (١).

س ٢٢٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٢٦١) [البقرة : ٢٦١]؟!

الجواب / قال حمران قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أرأيت المؤمن له فضل على المسلم في شيء من المواريث والقضايا والأحكام حتّى يكون للمؤمن أكثر ممّا يكون للمسلم في المواريث أو غير ذلك؟ قال : «لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحدا إذا حكم الإمام عليهما ، ولكنّ للمؤمن فضلا على المسلم في أعمالهما ، وما يتقرّبان به إلى الله تعالى».

قال حمران : أليس الله يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)(٢) ،

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ، ص ١٩٨ ، ح ١.

(٢) الأنعام : ١٦٠.

٢٨٦

وزعمت أنّهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ مع المؤمن؟

قال عليه‌السلام : «أليس الله قد قال : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) أضعافا كثيرة؟ فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله لهم الحسنات ، لكلّ حسنة سبعين ضعفا ، فهذا من فضلهم ، ويزيد الله المؤمن في حسناته على قدر صحّة إيمانه أضعافا مضاعفة كثيرة ، ويفعل الله بالمؤمن ما يشاء» (١).

س ٢٢٩ : بمن نزل قوله تعالى :

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (٢٦٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (٢٦٤) [البقرة : ٢٦٢ ـ ٢٦٤]؟!

الجواب / قال الإمام الصادق عليه‌السلام أو الإمام الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) إلى آخر الآية. «نزلت في عثمان ، وجرت في معاوية وأتباعهما» (٢).

س ٢٣٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) [البقرة : ٢٦٤]؟!

الجواب / قال الصادق عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أسدى إلى مؤمن معروفا ، ثمّ آذاه بالكلام أو منّ عليه ، فقد أبطل الله صدقته ، ثم ضرب فيه

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٤٦ ، ح ٤٧٩.

(٢) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٤٧ ، ح ٤٨٢.

٢٨٧

مثلا ، فقال : (كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ) ـ إلى قوله تعالى ـ (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ).

وقال : من كثر امتنانه وأذاه لمن يتصدّق عليه بطلت صدقته ، كما يبطل التراب الذي يكون على الصفوان».

والصّفوان : الصخرة الكبيرة التي تكون في المفازة فيجيء المطر فيغسل التراب عنها ويذهب به ، فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثمّ أتبعه بالمنّ والأذى (١).

س ٢٣١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٢٦٥) [البقرة : ٢٦٥]؟!

الجواب / قال الصادق عليه‌السلام : «ما شيء أحبّ إليّ من رجل سلفت منّي إليه يد أتبعتها أختها وأحسنت بها له ، لأنّي رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل».

ثمّ ضرب مثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله ، وتثبيتا من أنفسهم عن المنّ والأذى ، فقال : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة : ٢٦٥] ، قال : مثلهم كمثل جنّة : أي بستان ، في موضع مرتفع ، أصابها وابل : أي مطر ، فآتت أكلها ضعفين : أي يتضاعف ثمرها كما يتضاعف أجر من أنفق

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٩١.

٢٨٨

ماله ابتغاء مرضاة الله ، والطّلّ : ما يقع بالليل على الشّجر والنبات (١).

س ٢٣٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (٢٦٦) [البقرة : ٢٦٦]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «والله يضاعف لمن يشاء : لمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ـ قال ـ فمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ثمّ امتنّ على من تصدّق عليه ، كان كما قال الله : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) ، قال : الإعصار : الرياح ، فمن امتنّ على من تصدّق عليه ، كان كمن له جنّة كثيرة الثمار ، وهو شيخ ضعيف وله أولاد ضعفاء فتجيء ريح أو نار فتحرق ماله كلّه» (٢).

س ٢٣٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (٢٦٧) [البقرة : ٢٦٧]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو بصير ، سألت أبا عبد الله عليه‌السلام : (وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ)؟

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٩١.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٩١.

٢٨٩

قال عليه‌السلام : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أمر بالنخل أن يزكّى ، يجيء قوم بألوان من التمر ، هو من أردأ التمر يؤدّونه عن زكاتهم تمرا ، يقال له : الجعرور والمعافارة ، قليلة اللّحاء ، عظيمة النّوى ، فكان بعضهم يجيء بها عن التمر الجيّد ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تخرجوا هاتين ، ولا تجيبوا منها بشيء ، وفي ذلك أنزل الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) ـ إلى قوله ـ (إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ). والإغماض : أن يأخذ هاتين التمرتين من التمر».

وقال : «لا يصل إلى الله صدقة من كسب حرام» (١).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) : «كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهليّة ، فلمّا أسلموا أرادوا أن يخرجوها من أموالهم ليتصدّقوا بها ، فأبى الله تبارك وتعالى إلّا أن يخرجوا من أطيب ما كسبوا» (٢).

س ٢٣٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٢٦٨) [البقرة : ٢٦٨]؟!

الجواب / قال أبو عبد الرحمن : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّي ربما حزنت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد ، وربما فرحت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد.

فقال : «إنّه ليس من أحد إلا ومعه ملك وشيطان ، فإذا كن فرحه كان من دنوّ الملك منه ، وإذا كان حزنه كان من دنوّ الشيطان منه ، وذلك قول الله

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٤٨ ، ح ٤٨٩.

(٢) الكافي : ج ٤ ، ص ٤ ، ح ١٠.

٢٩٠

تبارك وتعالى : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)(١).

س ٢٣٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٢٦٩) [البقرة : ٢٦٩]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو بصير سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) قال عليه‌السلام : «هي طاعة الله ، ومعرفة الإمام عليه‌السلام» (٢)» (٣).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إن الحكمة : المعرفة والتّفقّه في الدين ، فمن فقه منكم فهو حكيم ، وما من أحد يموت من المؤمنين أحبّ إلى إبليس من موت فقيه» (٤).

س ٢٣٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) (٢٧٠) [البقرة : ٢٧٠]؟!

الجواب / أقول : تقول الآية : إنّ كلّ ما تنفقونه في سبيل الله ـ سواء الواجب منه أم غير الواجب ، القليل منه أم الكثير ، حلالا كان مصدره أم حراما ، مخلصا كان الإنفاق أم مرائيا ، أتبعه المنّ والأذى أم لم يتبعه ، أكان

__________________

(١) علل الشرائع : ج ٢ ، ص ٩٣ ، ح ١.

(٢) في نسخة «ومعرفة الإسلام».

(٣) المحاسن : ص ١٤٨ ، ح ٦٠.

(٤) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٤٩٨.

٢٩١

ممّا أوجب الله الإنفاق منه أم ممّا أوجبه الإنسان بالنذر على نفسه ـ فإنّ الله يعلم تفاصيله ويثيب عليه أو يعاقب.

(وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ).

أي أنّ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ـ وبذلك يكونون عونا للمحروم والمحتاج ، أو يصرفون أموالهم في مجالات النفع العام للمجتمع للخدمة والرفاه العامّين ـ فإنفاقهم يكون لهم سندا ومددا قويا ، بينما البخلاء الذي يجمعون المال ، أو الذين ينفقون رياء ويؤذون الناس بما ينفقون ، يكونون محرومين من هذا السند والمدد.

وقد تكون الآية إشارة إلى أنّ هؤلاء المرائين والبخلاء والذين ينفقون بالمنّ والأذى لن يكون لهم نصير ولا شفيع فيما ينتظرهم يوم القيامة من عقاب ، فهؤلاء أناس ظالمون سحقوا حقوق المحرومين ، لذلك ليس ثمّة من يدافع عنهم يوم المحاكمة الكبرى ، وهذه من خصائص وآثار الظلم على اختلاف ألوانه وأشكاله.

س ٢٣٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(٢٧١) [البقرة : ٢٧١]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام لرجل ، في قوله عزوجل : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ). قال : «يعني الزكاة المفروضة».

قال الرجل : (وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ). قال : «يعني النافلة ، إنهم يستحبّون إظهار الفرائض ، وكتمان النوافل» (١).

__________________

(١) الكافي : ج ٤ ، ص ٦٠ ، ح ١.

٢٩٢

س ٢٣٨ : ما هو سبب نزول قوله تعالى :

(لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (٢٧٢) [البقرة : ٢٧٢]؟!

الجواب / أقول : جاء في تفسير مجمع البيان عن ابن عبّاس أنّ المسلمين لم يرضوا بالإنفاق على غير المسلمين فنزلت هذه الآية تجيز لهم ذلك عند الضرورة.

وهناك سبب نزول آخر لهذه الآية قريب من سبب النزول السابق. فقد جاء أنّ امرأة مسلمة تدعى «أسماء» كانت في رحلة عمرة القضاء مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجاءتها أمّها وجدّتها تطلبان بعض العون منها ، ولكن لمّا كانتا من المشركين وعبدة الأصنام ، فقد امتنعت أسماء عن مدّ يد المساعدة إليهما ، وقالت : لا بدّ أن أستجيز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذلك لأنكما لستما على ديني. وأقبلت إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تستجيزه فنزلت الآية المذكورة.

س ٢٣٩ : ما هو بمن نزل قوله تعالى :

(لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) (٢٧٣) [البقرة : ٢٧٣]؟!

الجواب / قال أبو عليّ الطبرسي : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «نزلت الآية في أصحاب الصّفة». وهم نحو من أربع مائة رجل لم يكن لهم مساكن بالمدينة ولا عشائر يأوون إليهم فجعلوا أنفسهم في المسجد ، وقالوا : نخرج في كلّ

٢٩٣

سريّة (١) يبعثها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فحثّ الله الناس عليهم ، فكان الرجل إذا أكل وعنده فضل أتاهم به إذا أمسى (٢).

وقال الإمام الباقر عليه‌السلام : «إنّ الله يبغض الملحف (٣)» (٤).

س ٢٤٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢٧٤) [البقرة : ٢٧٤]؟!

الجواب / الشيخ المفيد في (الاختصاص) : بإسناده ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا عليّ ما عملت في ليلتك»؟.

قال عليه‌السلام : «ولم يا رسول الله؟». قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «نزلت فيك أربعة معان». قال : «بأبي أنت وأمّي ، كانت معي أربعة دراهم ، فتصدقت بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية».

قال : «فإنّ الله أنزل فيك : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٥).

__________________

(١) السرية : القطعة من الجيش.

(٢) مجمع البيان : ج ٢ ، ص ٦٦٦.

(٣) الملحف : أي الملحّ بالسؤال.

(٤) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٥١ ، ح ٥٠٠.

(٥) الاختصاص : ص ١٥٠.

٢٩٤

س ٢٤١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) [البقرة : ٢٧٥]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لمّا أسري بي إلى السّماء رأيت قوما يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر أن يقوم من عظم بطنه ، فقلت : من هؤلاء يا جبرائيل؟». قال : هؤلاء : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) وإذا هم بسبيل آل فرعون ، يعرضون على النار غدوّا وعشيّا ، ويقولون : ربّنا متى تقوم الساعة؟» (١).

س ٢٤٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة : ٢٧٥]؟!

الجواب / ١ ـ قال عمر بن يزيد بيّاع السّابريّ : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك ، إنّ الناس يزعمون أنّ الرّبح على المضطرّ حرام وهو من الربا؟

فقال عليه‌السلام : «وهل رأيت أحدا اشترى ـ غنيّا أو فقيرا ـ إلّا من ضرورة؟ يا عمر ، قد أحلّ الله البيع وحرّم الرّبا ، فاربح ولا ترب».

قلت : وما الرّبا؟

قال : «دراهم بدراهم ، مثلان بمثل» (٢).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٩٣.

(٢) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ، ص ١٧٦ ، ح ٧٩٣.

٢٩٥

وقال الباقر عليه‌السلام : «الموعظة : التّوبة» (١).

٢ ـ الشيخ في (أماليه) : بإسناده عن عليّ عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه تلا هذه الآية : (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ، قيل : يا رسول الله من أصحاب النار؟

قال : «من قاتل عليّا بعدي فأولئك أصحاب النار مع الكفّار ، فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم وإنّ عليّا منّي ، فمن حاربه فقد حاربني ، وأسخط ربّي».

ثمّ دعا عليا عليه‌السلام ، فقال : «يا عليّ حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وأنت العلم فيما بيني وبين أمّتي بعدي» (٢).

س ٢٤٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (٢٧٦) [البقرة : ٢٧٦]؟!

الجواب / ١ ـ قال زرارة قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : سمعت الله يقول : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) وقد أرى من يأكل الرّبا يربو ماله!

فقال عليه‌السلام : «أيّ محق أمحق من درهم الرّبا ، يمحق الدّين ، وإن تاب منه ذهب ماله وافتقر» (٣).

٢ ـ قال علي بن الحسين عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله ليربي لأحدكم الصّدقة كما يربي أحدكم ولده ، حتّى يلقاها يوم القيامة وهي مثل أحد» (٤).

__________________

(١) التهذيب : ج ٧ ، ص ١٥ ، ح ٦٨.

(٢) الأمالي : ج ١ ، ص ٣٧٤.

(٣) التهذيب : ج ٧ ، ص ١٥ ، ح ٦٥.

(٤) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٥٣ ، ح ٥٠٨.

٢٩٦

س ٢٤٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢٧٧) [البقرة : ٢٧٧]؟!

الجواب / أقول : مقابل المرابين الآثمين الكافرين بأنعم الله هناك أناس من المؤمنين تركوا حب الذات ، وأحيوا عواطفهم الفطرية ، وارتبطوا بالله بإقامة الصلاة ، وأسرعوا لمعونة المحتاجين بدفع الزكاة ، وبذلك يحولون دون تراكم الثروة وظهور الاختلاف الطبقي المؤدّي إلى الكثير من الجرائم. هؤلاء ثوابهم محفوظ عند الله ويرون نتائج أعمالهم في الدنيا والآخرة.

ثم إنّ هؤلاء لا يعرفون القلق والحزن ، ولا يهدّدهم الخطر الذي يتوجّه إلى المرابين من قبل ضحاياهم في المجتمع.

وأخيرا فإنّهم يعيشون في اطمئنان تام (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).

س ٢٤٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٢٧٨) [البقرة : ٢٧٨]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إنّ التّوبة مطهّرة من دنس الخطيئة ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ـ إلى قوله : ـ (تَظْلِمُونَ) فهذا ما دعا الله إليه عباده من التوبة ، ووعد عليها من ثوابه ، فمن خالف ما أمر الله به من التوبة سخط الله عليه ، وكانت النار أولى به وأحقّ» (١).

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٥٣ ، ح ٥١٢.

٢٩٧

س ٢٤٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) (٢٧٩) [البقرة : ٢٧٩]؟!

الجواب / قالا عليهما‌السلام ـ أي الباقر والصادق عليهما‌السلام ـ في الرجل يكون عليه الدّين إلى أجل مسمّى ، فيأتيه غريمه ، فيقول له : أنقد لي من الذي لي كذا وكذا ، وأضع عنك بقيّته ، أو يقول : أنقد لي بعضا ، وأمدّ لك في الأجل فيما بقي.

قال : «لا أرى به بأسا ، ما لم يزد على رأس ماله شيئا ، يقول الله : (فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)(١).

س ٢٤٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٢٨٠) [البقرة : ٢٨٠]؟!

الجواب / قال رجل من أهل الجزيرة يكنى أبا محمد ، سأل الرضا عليه‌السلام رجل وأنا أسمع ، فقال له : جعلت فداك ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول : (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) أخبرني عن هذه النّظرة التي ذكرها الله تعالى في كتابه ، لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر [إليه] لا بدّ له من أن ينظر ، وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفقه على عياله ، وليس له غلّة ينتظر إدراكها ، ولا دين ينتظر محلّه ، ولا مال غائب ينتظر قدومه؟

قال : «نعم ، ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام ، فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله عزوجل ، فإن كان أنفقه في

__________________

(١) التهذيب : ج ٦ ، ص ٢٠٧ ، ح ٤٧٥.

٢٩٨

معصية الله فلا شيء له على الإمام».

قلت : فما لهذا الرجل الذي ائتمنه وهو لا يعلم فيما أنفقه ، في طاعة الله أم في معصية الله؟

قال : «يسعى له في ماله فيردّه وهو صاغر» (١).

س ٢٤٨ : متى نزل قوله تعالى :

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٢٨١) [البقرة : ٢٨١]؟!

الجواب / قال ابن شهر آشوب في (أسباب النزول) عن الواحديّ : أنّه روى عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لمّا أقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غزوة حنين ، وأنزل الله سورة الفتح ، قال : يا عليّ بن أبي طالب ، ويا فاطمة (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)(٢) إلى آخر السورة.

وقال السّديّ وابن عباس : ثمّ نزل (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)(٣) الآية ، فعاش بعدها ستّة أشهر ، فلمّا خرج إلى حجّة الوداع نزلت عليه في الطريق (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ)(٤) الآية ، فسمّيت آية الصّيف ، ثمّ نزل عليه وهو واقف بعرفة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(٥) فعاش بعدها واحدا وثمانين يوما ، ثمّ نزلت عليه آيات الرّبا ، ثمّ نزل بعدها (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) وهي آخر آية نزلت من السّماء ، فعاش بعدها واحدا وعشرين يوما (٦).

__________________

(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٩٣ ، ح ٥.

(٢) النصر : ١.

(٣) التوبة : ١٢٨.

(٤) النساء : ١٧٦.

(٥) المائدة : ٣.

(٦) المناقب : ج ١ ، ص ٢٣٤.

٢٩٩

س ٢٤٩ : هنالك خمسة عشر حكما في قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلاَّ تَرْتابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٢٨٢) [البقرة : ٢٨٢] نرجو تبيانها؟

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم : أمّا قوله تعالى : فقد روي في الخبر : أنّ في البقرة خمس مائة حكم ، وفي هذه الآية خمس عشر حكما وهو قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ) ثلاثة أحكام (فَلْيَكْتُبْ) أربعة أحكام (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ) خمسة أحكام ، وهو إقراره إذا أملاه.

(وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً) ولا يخونه ستة أحكام (فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ)(١)(٢) أي لا

__________________

(١) (١ و ٢) قال أبو عبد الله عليه‌السلام : (في معنى السفيه والضّعيف): (السفيه) «الذي يشتري الدرهم بأضعافه» أما الضعيف : قال عليه‌السلام : «الأبله». (التهذيب : ج ٩ ، ص ١٨٢ ، ح ٧٣١).

(٢) (١ و ٢) قال أبو عبد الله عليه‌السلام : (في معنى السفيه والضّعيف): (السفيه) «الذي يشتري الدرهم بأضعافه» أما الضعيف : قال عليه‌السلام : «الأبله». (التهذيب : ج ٩ ، ص ١٨٢ ، ح ٧٣١).

٣٠٠