التيسير في التفسير للقرآن - ج ١

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

التيسير في التفسير للقرآن - ج ١

المؤلف:

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٤

٤ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «كان الناس يستنجون بالكرسف والأحجار ، ثم أحدث الوضوء ، وهو خلق كريم ، فأمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصنعه ، فأنزل الله في كتابه : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)(١).

س ١٩٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢٢٤) [البقرة : ٢٢٤]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «إذا دعيت لتصلح بين اثنين ، فلا تقل : عليّ يمين أن لا أفعل» (٢).

٢ ـ قال أبو أيّوب الخزّار سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين ، فإنّه عزوجل يقول : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ)(٣).

٣ ـ قال الإمام الباقر عليه‌السلام ـ في هذه الآية ـ : «يعني الرجل يحلف أن لا يكلّم أخاه ، وما أشبه ذلك ، أو لا يكلّم أمّه» (٤).

س ١٩٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (٢٢٥) [البقرة : ٢٢٥]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «اللّغو : قول الرجل : لا والله ، وبلى والله ، ولا يعقد على شيء» (٥).

__________________

(١) الكافي : ج ٣ ، ص ١٨ ، ح ١٣.

(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٦٧ ، ح ٦.

(٣) الكافي : ج ٧ ، ص ٤٣٤ ، ح ١.

(٤) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١١١ ، ح ٣٣٧.

(٥) الكافي : ج ٧ ، ص ٤٤٣ ، ح ١.

٢٦١

س ١٩٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢٦) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢٢٧) [البقرة : ٢٢٦ ـ ٢٢٧]؟!

الجواب / ١ ـ سأل محمد بن سليمان الإمام الباقر عليه‌السلام قال له : جعلت فداك ، كيف صارت عدة المطلّقة ثلاث حيض ، أو ثلاثة أشهر ، وصارت عدّة المتوفّى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا؟

قال عليه‌السلام : «أمّا عدّة المطلقة ثلاث قروء فلأستبراء الرّحم من الولد ، وأما عدّة المتوفّى عنها زوجها ، فإنّ الله عزوجل شرط للنساء شرطا ، وشرط عليهنّ شرطا ، فلم يحابهنّ فيما شرط لهنّ ، لم يجر فيما شرط عليهنّ ، فأمّا شرط لهنّ في الإيلاء أربعة أشهر ، إنّ الله عزوجل يقول : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) فلم يجوّز لأحد أكثر من أربعة أشهر في الإيلاء ، لعلمه تبارك وتعالى أنّه غاية صبر المرأة عن الرجل ، وأمّا ما شرط عليهنّ ، فإنّه أمرها أن تعتدّ إذا مات عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا ، فأخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند إيلائه ، قال الله تبارك وتعالى : (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً)(١) ولم يذكر العشرة أيّام في العدّة إلّا مع الأربعة أشهر ، وعلم أنّ غاية صبر المرأة الأربعة أشهر في ترك الجماع ، فمن ثمّ أوجبه لها وعليها» (٢).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام ـ في حديث طويل ـ «فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء ، مثل قول الله عزوجل : (فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي رجعوا ، ثمّ قال : (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٣)(٤).

__________________

(١) البقرة : ٢٣٤.

(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ١١٣ ، ح ١.

(٣) البقرة : ٢٢٧.

(٤) الكافي : ج ٥ ، ص ١٦ ، ح ١.

٢٦٢

وقال عليه‌السلام : في الرجل إذا آلى من امرأته ، فمضت أربعة أشهر ولم يفىء ، فهي مطلقة ، ثم يوقف ، فإن فاء فهي عنده على تطليقتين ، وإن عزم فهي بائنة منه» (١).

س ١٩٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [البقرة : ٢٢٨]؟!

الجواب / ١ ـ قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «القرء ما بين الحيضتين» (٢).

٢ ـ سأل محمد بن مسلم أبا جعفر عليه‌السلام في رجل طلّق امرأته ، متى تبيّن منه؟ قال عليه‌السلام : «حين يطلع الدم من الحيضة الثالثة» (٣).

٣ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام في معنى هذه الآية الكريمة ـ : «يعني لا يحلّ لها أن تكتم الحمل إذا طلّقت وهي حبلى ، والزوج لا يعلم بالحمل ، فلا يحلّ لها أن تكتم حملها ، وهو أحقّ بها في ذلك الحمل ما لم تضع» (٤).

س ١٩٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة : ٢٢٨]؟!

الجواب / قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «جاءت امرأة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله ما حقّ الزوج على المرأة؟

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١١٤ ، ح ٣٤٩.

(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ٨٩ ، ح ٢.

(٣) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١١٥ ، ح ٣٥٧.

(٤) نفس المصدر : ج ١ ، ص ١١٥ ، ح ٣٥٦.

٢٦٣

فقال لها : تطيعه ولا تعصيه ، ولا تتصدّق من بيتها شيئا إلّا بإذنه ، ولا تصوم تطوّعا إلّا بإذنه ، ولا تمنعه نفسها ، وإن كانت على ظهر قتب (١) ، ولا تخرج من بيتها إلّا بإذنه ، فإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض وملائكة الغضب وملائكة الرّحمة حتى ترجع إلى بيتها.

فقالت : يا رسول الله ، من أعظم الناس حقّا على الرجل؟ ، قال : والده.

قالت : فمن أعظم الناس حقّا على المرأة؟ قال : زوجها.

قالت : فما لي من الحقّ عليه مثل ما له عليّ؟ قال : لا ، ولا من كلّ مائة واحدة.

فقالت : والذي بعثك بالحقّ نبيّا لا يملك رقبتي رجل أبدا» (٢).

س ١٩٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ) [البقرة : ٢٢٩]؟!

الجواب / ١ ـ قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «طلاق السنّة يطلّقها تطليقة ـ يعني على طهر ، من غير جماع ، بشهادة شاهدين ـ ثمّ يدعها حتّى تمضي أقراؤها ، فإذا مضت أقراؤها فقد بانت منه ، وهو خاطب من الخطاب ، إن شاءت نكحته ، وإن شاءت فلا. وإن أراد أن يراجعها ، أشهد على رجعتها قبل أن تمضي أقراؤها ، فتكون عنده على التطليقة الماضية (٣).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «التطليقة الثالثة تسريح بإحسان» (٤).

__________________

(١) القتب : رحل صغير على قدر السّنام.

(٢) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ، ص ٢٧٦ ، ح ١٣١٤.

(٣) التهذيب : ج ٨ ، ص ٢٥ ، ح ٨٢.

(٤) التهذيب : ج ٨ ، ص ٢٥ ذيل الحديث ٨٢.

٢٦٤

وقال الإمام الرضا عليه‌السلام : «أمّا الإمساك بالمعروف فكفّ الأذى وإحباء ـ أي إعطاء الشيء بغير عوض ـ النفقة ، وأمّا التسريح بإحسان فالطلاق على ما نزل به الكتاب» (١).

س ١٩٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) [البقرة : ٢٢٩]؟!

الجواب / سأل أبو بصير الإمام الصادق عليه‌السلام عن المختلعة ، كيف يكون خلعها؟

فقال عليه‌السلام : «لا يحلّ خلعها حتى تقول : والله لا أبرّ لك قسما ، ولا أطيع لك أمرا ، ولاوطئنّ فراشك ، ولأدخلنّ عليك بغير إذنك ، فإذا هي قالت ذلك حلّ خلعها ، وأحلّ له ما أخذ منها من مهرها ، وما زاد ، وهو قول الله : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) وإذا فعل ذلك فقد بانت منه بتطليقة ، وهي أملك بنفسها ، إن شاءت نكحته ، وإن شاءت فلا ، فإن نكحته فهي عنده على ثنتين» (٢).

س ٢٠٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة : ٢٢٩]؟!

الجواب / قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «إن الله غضب على الزاني فجعل له

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٣٦٥.

(٢) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٣٦٧.

٢٦٥

مائة جلدة ، فمن غضب عليه فزاد ، فأنا إلى الله منه بريء ، فذلك قوله تعالى : (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها)(١).

س ٢٠١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (٢٣٠) [البقرة : ٢٣٠]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام في قوله : (فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ) : «هي هنا التطليقة الثالثة ، فإن طلّقها الأخير فلا جناح عليهما أن يتراجعا بتزويج جديد» (٢).

وقال الحسن الصّيقل للإمام الصادق عليه‌السلام : رجل طلّق امرأته ، طلاقا لا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره ، فتزوّجها رجل متعة ، أتحل للأوّل؟ قال : «لا ، لأن الله تعالى يقول : (فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا) والمتعة ليس فيها طلاق» (٣).

س ٢٠٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) [البقرة : ٢٣١]؟!

الجواب / قال الإمام الصادق عليه‌السلام ـ والإمام الباقر عليه‌السلام ـ في قول الله عزوجل : (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا) : «هو الرجل يطلّق المرأة تطليقة

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١١٧ ، ح ٣٦٧.

(٢) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١١٦ ، ح ٣٦٢.

(٣) التهذيب : ج ٨ ، ص ٣٤ ، ح ١٠٣.

٢٦٦

واحدة ، ثم يدعها حتى إذا كان آخر عدّتها راجعها ، ثمّ يطلّقها أخرى ، فيتركها مثل ذلك ، فنهى عن ذلك» (١).

س ٢٠٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : ٢٣١]؟!

الجواب / الحديث مرفوع إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «مكتوب في التّوراة : من أصبح على الدنيا حزينا ، فقد أصبح لقضاء الله ساخطا ، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به ، فقد أصبح يشكو الله ، ومن أتى غنيّا فتواضع لغناه ، ذهب الله بثلثي دينه ، ومن قرأالقرآن من هذه الأمّة ثمّ دخل النار ، فهو ممّن كان يتّخذ آيات الله هزوا. ومن لم يستشر يندم ، والفقر الموت الأكبر» (٢).

س ٢٠٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٢٣٢) [البقرة : ٢٣٢]؟!

الجواب / قال عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَ) : أي لا تحبسوهنّ : (أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) يعني إذا رضيت المرأة بالتزويج الحلال (٣).

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١١٩ ، ح ٣٧٧.

(٢) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٢٠ ، ح ٣٧٩.

(٣) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٧٦.

٢٦٧

س ٢٠٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَها لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ فَإِنْ أَرادا فِصالاً عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(٢٣٣) [البقرة : ٢٣٣]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام لحمّاد بن عثمان : «لا رضاع بعد فطام».

قال حمّاد : جعلت فداك ، وما الفطام؟ قال : «الحولان اللذان قال الله عزوجل» (١).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الحبلى المطلّقة ينفق عليها حتى تضع حملها ، وهي أحقّ بولدها إن ترضعه بما تقبله امرأة أخرى ، إن الله عزوجل يقول : (لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ). قال : «كانت امرأة منّا ترفع يدها إلى زوجها ، إذا أراد مجامعتها ، تقول : لا أدعك ، لأنّي أخاف أن أحمل على ولدي. ويقول الرجل : لا أجامعك ، إنّي أخاف أن تعلقي ـ تحبلي ـ فأقتل ولدي. فنهى الله عزوجل أن تضارّ المرأة الرجل ، وأن يضارّ الرجل المرأة».

وأمّا قوله : (وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ) فإنّه : نهى أن يضارّ بالصبيّ ، أو يضارّ أمّه في الرّضاعة ، وليس لها أن تأخذ في رضاعه فوق حولين كاملين ،

__________________

(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٤٤٣ ، ح ٣.

٢٦٨

وإن أرادا فصالا عن تراض منهما قبل ذلك ، كان حسنا ، والفصال هو الفطام» (١).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «لا ينبغي للوارث أيضا أن يضارّ المرأة ، فيقول : لا أدع ولدها يأتيها ، ويضارّ ولدها إن كان لهم عنده شيء ، ولا ينبغي له أن يقترّ عليه» (٢).

س ٢٠٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(٢٣٤) [البقرة : ٢٣٤]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام في امرأة توفي عنها زوجها لم يمسّها. قال : «لا تنكح حتّى تعتدّ أربعة أشهر وعشرا ، عدّة المتوفّى عنها زوجها» (٣).

س ٢٠٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)(٢٣٥) [البقرة : ٢٣٥]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله في قول الله عزوجل : (وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) ـ إلى قوله تعالى ـ (حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ) : «السّرّ أن يقول الرجل : موعدك بيت آل فلان ، ثمّ يطلب إليها أن لا تسبقه بنفسها ، إذا انقضت عدّتها».

__________________

(١) الكافي : ج ٦ ، ص ١٠٣ ، ح ٣.

(٢) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٢١ ، ح ٣٨٤.

(٣) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٢٢ ، ح ٣٨٧.

٢٦٩

وقال عليه‌السلام في قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً) : «هو طلب الحلال في غير أن يعزم عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله» (١).

س ٢٠٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) (٢٣٦) [البقرة : ٢٣٦]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام في رجل طلّق امرأته قبل أن يدخل بها : «عليه نصف المهر ، إن كان فرض لها شيئا ، وإن لم يكن فرض لها شيئا فليمتّعها على نحو ما يمتّع مثلها من النساء» (٢).

وقال عليه‌السلام : «أما يحب أن يكون من المحسنين ، أما يحبّ أن يكون من المتّقين؟!» (٣).

س ٢٠٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(٢٣٧) [البقرة : ٢٣٧]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام في رجل طلّق امرأته قبل أن يدخل بها : «عليه نصف المهر ، إن كان فرض لها شيئا ، وإن لم يكن فرض لها ، فليمتّعها على نحو ما يمتّع مثلها من النساء».

__________________

(١) الكافي : ج ٥ ، ص ٤٣٤ ، ح ٢.

(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ١٠٦ ، ح ٣.

(٣) الكافي : ج ٦ ، ص ١٠٤ ، ح ١.

٢٧٠

وقال عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) : «هو الأب والأخ (١) والرجل يوصى إليه ، والرجل يجوز أمره في مال المرأة ، فيبيع لها ويشتري ، فإذا عفا فقد جاز» (٢).

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «يأتي على الناس زمان عضوض ، يعضّ كلّ امرىء على ما في يده ، وينسى الفضل ، وقد قال الله عزوجل : (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) ثمّ ينبري في ذلك الزمان أقوام ، يبايعون المضطرّين ، أولئك هم شرار الناس» (٣).

س ٢١٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) (٢٣٨) [البقرة : ٢٣٨]؟!

الجواب / ١ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الصلاة الوسطى : الظهر ـ وقيل العصر ـ (٤) (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) إقبال الرجل على صلاته ، ومحافظته على وقتها حتى لا يلهيه عنها ولا يشغله شيء» (٥).

وقيل في رواية سماعة : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) قال : «هو الدعاء» (٦).

__________________

(١) قال إسحاق بن عمّار ، سألت جعفر بن محمد عليه‌السلام عن قول الله : «إلّا أن يعفون» ، قال : المرأة تعفو عن نصف الصداق». قلت : (أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ)؟. قال : «أبوها إذا عفا جاز له ، وأخوها إذا كان يقيم بها ، وهو القائم عليها ، وهو بمنزلة الأب يجوز له ، وإذا كان الأخ لا يقيم بها ، ولا يقوم عليها ، لم يجز عليها أمره». (تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٢٦ ، ح ٤١٠).

(٢) الكافي : ج ٦ ، ص ١٠٦ ، ح ٣.

(٣) التهذيب : ج ٧ ، ص ١٨ ، ح ٨٠.

(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٧٩.

(٥) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٢٧ ، ح ٤١٨.

(٦) نفس المصدر السابق : ج ١ ، ص ١٢٨ ، ح ٤٢٠.

٢٧١

٢ ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «الصلوات : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين وفاطمة (١) والحسن والحسين (سلام الله عليهم) ، والوسطى : أمير المؤمنين (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) طائعين للأئمّة».

س ٢١١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)(٢٣٩) [البقرة : ٢٣٩]؟!

الجواب / سأل زرارة الإمام الباقر عليه‌السلام عن صلاة المواقفة (٢) :

فقال عليه‌السلام : «فإذا لم يكن النّصف من عدوّك صلّيت إيماء ، راجلا كنت أو راكبا ، فإنّ الله يقول : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) تقول في الركوع : لك ركعت وأنت ربّي. وفي السجود : لك سجدت وأنت ربّي. أينما توجّهت بك دابّتك ، غير أنّك توجّه حين تكبّر أول تكبيرة» (٣).

س ٢١٢ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٤٠) [البقرة : ٢٤٠]؟!

الجواب / قال عليه‌السلام ـ الباقر أو الصادق ـ لأبي بصير : «هي منسوخة» ، قال له : وكيف كانت؟ ، قال : «كان الرجل إذا مات أنفق على امرأته من صلب المال حولا ، ثمّ أخرجت بلا ميراث ، ثمّ نسختها آية الرّبع والثمن ، فالمرأة

__________________

(١) نفس المصدر : ج ١ ، ص ١٢٨ ، ح ٤٢١.

(٢) المحاربة.

(٣) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٢٨ ، ح ٤٢٢.

٢٧٢

ينفق عليها من نصيبها (١)(٢).

س ٢١٣ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (٢٤١) كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٢٤٢) [البقرة : ٢٤١ ـ ٢٤٢]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «متاعها بعدما تنقضي عدّتها ، على الموسع قدره ، وعلى المقتر قدره ، وكيف يمتّعها وهي في عدّتها ، ترجوه ويرجوها ، ويحدث الله بينهما ما يشاء؟».

قال : «إذا كان موسعا عليه ، متّع امرأته بالعبد والأمة ، والمقتر ، يمتّع بالحنطة والزّبيب والثّوب والدرهم ، وإنّ الحسن بن عليّ عليهما‌السلام متّع امرأة بأمة ، ولم يطلّق امرأة إلّا متّعها» (٣).

س ٢١٤ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (٢٤٣) [البقرة : ٢٤٣]؟!

الجواب / قال الصادق عليه‌السلام : أحيا الله قوما خرجوا من أوطانهم هاربين من الطاعون ، لا يحصى عددهم ، فأماتهم الله دهرا طويلا حتى بليت عظامهم ، وتقطّعت أوصالهم ، وصاروا ترابا ، فبعث الله ـ في وقت أحبّ أن

__________________

(١) في رواية ثانية بالإضافة إلى آية الميراث ، (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) (البقرة : ٢٣٤) [تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٤٢٦].

(٢) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٢٩ ، ح ٤٢٧.

(٣) الكافي : ج ٦ ، ص ١٠٥ ، ح ٣.

٢٧٣

يري خلقه قدرته ـ نبيّا ، يقال له : حزقيل فدعاهم فاجتمعت أبدانهم ، ورجعت فيها أرواحهم ، وقاموا كهيئة يوم ماتوا ، لا يفتقدون من أعدادهم رجلا ، فعاشوا بعد ذلك دهرا طويلا» (١).

س ٢١٥ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢٤٤) [البقرة : ٢٤٤]؟!

الجواب / أقول : ما مرّ من أحداث على جماعة من بني إسرائيل في الآية السابقة اتّضح أن الحياة والموت بيد الله ، وعليه فإنّ الفرار من الجهاد والضعف في ميادين الحرب لا يمكن أن ينقذ الإنسان من الموت ، يأمر الله في هذه الحكاية بالجهاد في سبيل الله ، ويقول إنّه يعلم كلّ شيء ويعلم دوافعكم الباطنية ونواياكم في التقدّم للجهاد أو في التخلّف عنه ، ويسمع ما تقولون فما من شيء يخفى عليه.

س ٢١٦ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة : ٢٤٥]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «ما من شيء أحبّ إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام ، وإنّ الله ليجعل له الدرهم في الجنّة مثل جبل أحد ـ ثمّ قال ـ : إنّ الله تعالى يقول في كتابه ؛ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) ـ قال ـ هو ـ والله ـ في صلة الإمام» (٢).

__________________

(١) الاحتجاج : ج ٢ ، ص ٣٤٤.

(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٤٥١ ، ح ٢.

٢٧٤

س ٢١٧ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة : ٢٤٥]؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «يعني يعطي ـ ويوسع ـ ويمنع ـ ويضيق ـ» (١).

س ٢١٨ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٢٤٦) وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٤٧) وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٤٨) فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ

__________________

(١) التوحيد : ص ١٦١ ، ح ٢.

٢٧٥

غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٢٤٩) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٢٥٠) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) (٢٥١) [البقرة : ٢٤٦ ـ ٢٥١]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام : «إنّ بني إسرائيل من بعد موسى عليه‌السلام عملوا بالمعاصي ، وغيّروا دين الله ، وعتوا عن أمر ربّهم ، وكان فيهم نبيّ يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه ، وروي أنّه إرميا النبي عليه‌السلام ، فسلّط الله عليهم جالوت ، وهو من القبط ، فأذلّهم ، وقتل رجالهم ، وأخرجهم من ديارهم وأموالهم ، واستعبد نساءهم ، ففزعوا إلى نبيهم ، وقالوا : سل الله أن يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله.

وكانت النبوّة في بني إسرائيل في بيت ، والملك والسلطان في بيت آخر ، لم يجمع الله تعالى لهم النبوّة والملك في بيت واحد ، فمن ذلك قالوا لنبيّ لهم : ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله.

فقال لهم نبيّهم : (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا) وكان كما قال الله : (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).

فقال لهم نبيهم : (إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً). فغضبوا من ذلك ، وقالوا : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ) ، وكانت النبوّة في ولد لاوي ، والملك في ولد يوسف ، وكان طالوت من ولد بنيامين أخي يوسف لأمّه ، لم يكن من بيت النبوّة ، ولا من بيت المملكة.

فقال لهم نبيّهم : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ

٢٧٦

وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) وكان أعظمهم جسما ، وكان شجاعا قويّا ، وكان أعلمهم ، إلّا أنّه كان فقيرا ، فعابوه بالفقر ، فقالوا : لم يؤت سعة من المال ، (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ).

وكان التابوت الذي أنزل الله على موسى ، فوضعته فيه أمّه وألقته في اليمّ ، فكان في بني إسرائيل معظّما ، يتبرّكون به ، فلما حضرت موسى الوفاة وضع فيه الألواح ، ودرعه ، وما كان عنده من آيات النبوّة ، وأودعه يوشع وصيّه ، فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفّوا به ، وكان الصّبيان يلعبون به في الطرقات.

فلم يزل بنو إسرائيل في عزّ وشرف ما دام التابوت عندهم ، فلمّا عملوا بالمعاصي ، واستخفوا بالتابوت ، رفعه الله عنهم ، فلمّا سألوا النبيّ بعث الله تعالى طالوت عليهم ملكا ، يقاتل معهم ، فردّ الله عليهم التابوت ، كما قال : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) ـ قال ـ البقيّة ذريّة الأنبياء» (١).

وقال الإمام الرضا عليه‌السلام : «السكينة ريح من الجنّة ، لها وجه كوجه الإنسان ، فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفّار ، فإن تقدّم التابوت رجل لا يرجع حتى يقتل أو يغلب ، ومن رجع عن التابوت كفر ، وقتله الإمام.

فأوحى الله إلى نبيّهم : أنّ جالوت يقتله من تستوي عليه درع موسى ، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب عليه‌السلام اسمه داود بن آسي ، وكان آسي راعيا ، وكان له عشرة بنين أصغرهم داود. فلمّا بعث طالوت إلى بني

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٨١.

٢٧٧

إسرائيل ، وجمعهم لحرب جالوت ، بعث إلى آسي : أن أحضر ولدك ، فلمّا حضروا دعا واحدا واحدا من ولده ، فألبسه الدّرع ، درع موسى عليه‌السلام ، فمنهم من طالت عليه ، ومنهم من قصرت عنه ، فقال لآسي : هل خلّفت من ولدك أحدا؟ قال : نعم ، أصغرهم تركته في الغنم راعيا ، فبعث إليه [ابنه] فجاء به ، فلمّا دعي أقبل ومعه مقلاع ـ الذي يرمي به الجمر ـ قال ـ فنادته ثلاث صخرات في طريقه ، قالت : يا داود ، خذنا ، فأخذها في مخلاته ، وكان شديد البطش ، قويّا في بدنه ، شجاعا.

فلمّا جاء طالوت ألبسه درع موسى فاستوت عليه ، ففصل طالوت بالجنود ، وقال لهم نبيّهم : يا بني إسرائيل ، (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ) ، في هذه المفازة ، (فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ) من حزب الله ، ومن لم يشرب فإنه من حزب الله إلّا من اغترف غرفة بيده. فلمّا وردوا النهر ، أطلق الله لهم أن يغرف كلّ واحد منهم غرفة بيده ، فشربوا منه إلّا قليلا منهم ، فالذين شربوا منه كانوا ستّين ألفا ، وهذا امتحان امتحنوا به ، كما قال الله» (١).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : «القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، فلمّا جاوزوا النهر ونظروا إلى جنود جالوت ، قال الذين شربوا منه (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ) وقال الذين لم يشربوا : (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ).

فجاء داود حتى وقف بحذاء جالوت ، وكان جالوت على الفيل ، وعلى رأسه التاج ، وفي جبهته ياقوتة ، يلمع نورها ، وجنوده بين يديه ، فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا ، فرمى به في ميمنة جالوت ، فمرّ في الهواء ووقع عليهم فانهزموا ، وأخذ حجرا آخر ، فرمى به في ميسرة جالوت ، فوقع عليهم

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٨٢.

٢٧٨

فانهزموا ، ورمى جالوت بحجر ثالث فصكّ الياقوتة في جبهته ، ووصل إلى دماغه ، ووقع إلى الأرض ميّتا» (١).

س ٢١٩ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) [البقرة : ٢٥١]؟!

الجواب / قال الصادق عليه‌السلام لأصحابه : «إنّ الله ليدفع بمن يصلّي من شيعتنا عمّن لا يصلّي من شيعتنا ، ولو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا ، وإن الله ليدفع بمن يزكّي من شيعتنا عمّن لا يزكّي ، ولو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا ، وإنّ الله ليدفع بمن يحجّ من شيعتنا عمّن لا يحجّ ، ولو اجتمعوا على ترك الحجّ لهلكوا ، وهو قول الله عزوجل : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) ، فو الله ما نزلت إلا فيكم ، ولا عنى بها غيركم» (٢).

س ٢٢٠ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٢٥٢) [البقرة : ٢٥٢]؟!

الجواب / قال محمد بن موسى صاحب الأكسية : سمعت زيد ابن عليّ يقول في هذه الآية : (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) وما يعقلها إلا العالمون ، قال زيد : نحن هم. ثمّ تلا : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ)(٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٨٣.

(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٢٦ ، ح ١.

(٣) تفسير فرات بن إبراهيم : ٣١٩ / ٤٣٢ ، العنكبوت : ٤٩.

٢٧٩

س ٢٢١ : ما هو تفسير قوله تعالى :

(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (٢٥٣) [البقرة : ٢٥٣]؟!

الجواب / قال الأصبغ بن نباتة ، كنت واقفا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يوم الجمل ، فجاء رجل حتى وقف بين يديه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، كبّر القوم وكبّرنا ، وهلّل القوم وهلّلنا ، وصلى القوم وصلّينا ، فعلام نقاتلهم؟

فقال عليه‌السلام : «على هذه الآية : (تِلْكَ الرُّسُلُ) ـ إلى قوله ـ (مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) ، فنحن الذين من بعدهم (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) فنحن الذين آمنّا ، وهم الذين كفروا».

فقال الرجل : كفر القوم ، وربّ الكعبة ، ثمّ حمل فقاتل حتى قتل (رحمه‌الله(١).

س ٢٢٢ : ما هو معنى (خُلَّةٌ) في قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٢٥٤) [البقرة : ٢٥٤]؟!

الجواب / علي بن إبراهيم : أي صداقة (٢).

__________________

(١) تفسير العياشي : ج ١ ، ص ١٣٦ ، ح ٤٤٨.

(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٨٤.

٢٨٠