تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٣

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٣

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٩٥٧

ويجعلون «للآلهة» (١) نصيبا فإن لم يزك (٢) ما جعلوه للآلهة من الحرث والأنعام وزكا ما جعلوه لله ـ عزوجل ـ ليس للآلهة شيء «وهي» (٣) تحتاج إلى نفقة ، فأخذوا ما جعلوه لله ، قالوا لو شاء الله لأزكى نصيبه ولا يعطون المساكين شيئا مما زكى لآلهتهم ، فقال المؤمنون لكفار قريش : أنفقوا («مِمَّا (٤) رَزَقَكُمُ اللهُ» قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا) فقالت كفار قريش : (أَنُطْعِمُ) المساكين الذي للآلهة (مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) يعنى رزقه لو شاء الله لأطعمه وقالوا لأصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ـ ٤٧ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا «الْوَعْدُ» (٥) إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٤٨ ـ بأن العذاب نازل بنا فى الدنيا يقول الله ـ عزوجل ـ (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) لا مثنوية لها (تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) ـ ٤٩ ـ وهم يتكلمون فى الأسواق والمجالس وهم أعز ما كانوا (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) يقول اعجلوا عن التوصية فماتوا (وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) ـ ٥٠ ـ يقول ولا إلى منازلهم يرجعون من الأسواق فأخبر الله ـ عزوجل ـ بما يلقون فى الأولى. ثم أخبر بما يلقون فى الثانية إذا بعثوا ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ) من القبور (إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) ـ ٥١ ـ يخرجون إلى الله ـ عزوجل ـ من قبورهم أحياء فلما رأوا العذاب ذكروا قول الرسل فى الدنيا : أن البعث حق (قالُوا

__________________

(١) فى أ : «الله» ، ل : «وللآلهة».

(٢) فى أ ، ل : «يزكو» ، وهو مضارع معتل يجزم بحذف حرف العلة.

(٣) «وهي» : زيادة اقتضاها السياق ليست فى أ ، ولا فى ل.

(٤) فى أ : «مما ...» الآية ، والمثبت من ل.

(٥) فى أ : الآية ، وليس فيها : «إن كنتم صادقين».

٥٨١

يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) وذلك أن أرواح الكفار كانوا يعرضون على منازلهم من النار طرفي النهار كل يوم فلما كان بين النفختين رفع عنهم العذاب فرقدت تلك الأرواح بين النفختين ، فلما بعثوا فى النفخة الأخرى وعاينوا فى القيامة ما كذبوا به فى الدنيا [١٠٨ أ] من البعث والحساب فدعوا بالويل «قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا» فى قراءة ابن مسعود «من ميتنا» ، قال حفظتهم من الملائكة (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) على ألسنة الرسل ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ (وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) ـ ٥٢ ـ وذكر النفخة الثانية فقال ـ سبحانه ـ : (إِنْ) يعنى ما (كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) من إسرافيل (فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ) الخلق كلهم (لَدَيْنا) عندنا (مُحْضَرُونَ) ـ ٥٣ ـ «بالأرض» (١) المقدسة فلسطين لنحاسبهم (فَالْيَوْمَ) فى الآخرة (لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ـ ٥٤ ـ من الكفر جزاء الكافر النار ، ثم قال ـ جل وعز ـ : (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ) فى الآخرة (فِي شُغُلٍ) يعنى شغلوا بالنعيم ، بافتضاض العذارى عن ذكر أهل النار فلا يذكرونهم ولا يهتمون بهم ، ثم قال ـ جل وعز ـ : (فاكِهُونَ) ـ ٥٥ ـ فكهون يعنى معجبين بما هم فيه شغل النعيم والكرامة (هُمْ وَأَزْواجُهُمْ) يعنى الحور العين حلائلهم (فِي ظِلالٍ) ومن قرأ «فاكهون» (٢) يعنى ناعمين فى ظلال كبار القصور (عَلَى الْأَرائِكِ) على السرر عليها الحجال (مُتَّكِؤُنَ) ـ ٥٦ ـ (لَهُمْ فِيها) فى الجنة (فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) ـ ٥٧ ـ يتمنون ما شاءوا من الخير (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) ـ ٥٨ ـ وذلك أن الملائكة تدخل على أهل الجنة من كل باب يقولون سلام عليكم يا أهل الجنة من ربكم الرحيم (وَامْتازُوا)

__________________

(١) فى الأصل : أرض.

(٢) قراءة «فاكهون» وقرأ يعقوب فى رواية «فكهون» للمبالغة وانظر تفسير البيضاوي للآية.

٥٨٢

واعتزلوا (الْيَوْمَ) فى الآخرة (أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) ـ ٥٩ ـ وذلك حين اختلط الإنس والجن والدواب دواب البر والبحر والطير فاقتص بعضهم من بعض ثم قيل لهم كونوا ترابا فكانوا ترابا فبقى الإنس والجن خليطين إذ بعث الله ـ عزوجل ـ إليهم مناديا أن امتازوا اليوم يقول اعتزلوا اليوم ـ أيها المجرمون ـ من الصالحين (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ) الذين أمروا بالاعتزال (يا بَنِي آدَمَ) فى الدنيا (أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ) يعنى إبليس وحده ولا تطيعوه فى الشرك (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) ـ ٦٠ ـ بين العداوة (وَأَنِ اعْبُدُونِي) يقول وحدونى (هذا) التوحيد (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) ـ ٦١ ـ دين الإسلام لأن غير دين الإسلام ليس بمستقيم (وَلَقَدْ أَضَلَ) إبليس (مِنْكُمْ) عن الهدى (جِبِلًّا) خلقا (كَثِيراً) (١) (أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) ـ ٦٢ ـ فلما دنوا من النار قالت لهم خزنتها (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ـ ٦٣ ـ فى الدنيا فلما ألقوا فى النار قالت لهم الخزنة : (اصْلَوْهَا الْيَوْمَ) فى الآخرة (بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) ـ ٦٤ ـ فى الدنيا (الْيَوْمَ نَخْتِمُ) وذلك أنهم سئلوا [١٠٨ ب] أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون فقالوا : والله ربنا ما كنا مشركين فيختم الله ـ جل وعز ـ (٢) على أفواههم وتتكلم (٣) أيديهم وأرجلهم بشركهم ، فذلك قوله ـ تعالى ـ : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ (٤)

__________________

(١) فى أ : «كثيرا ...» الآية ، وليس فيها نص تمام الآية.

(٢) نلاحظ فى نسخة أحمد الثالث أنه فى النصف الأول من القرآن يتبع لفظ الجلالة بقوله ـ عزوجل ـ وفى النصف الثاني من القرآن يغلب عليه أن يقول ـ جل وعز ـ وحبذا لو كان سار فى النصف الثاني على نمط النصف الأول.

(٣) فى أ : «وتكلمت».

(٤) «على أفواههم» : ليست فى أ.

٥٨٣

وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ «أَرْجُلُهُمْ» (١) بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) ـ ٦٥ ـ بما كانوا يقولون من الشرك (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) نزلت فى كفار مكة بقول لو نشاء لحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) (٢) ولو طمست الكفر لاستبقوا الصراط يقول لأبصروا طريق الهدى ، ثم قال ـ جل وعز ـ : (فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) ـ ٦٦ ـ فمن أين يبصرون الهدى إن لم أعم عليهم طريق الضلالة ، ثم خوفهم فقال ـ جل وعز ـ : (وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ) يقول ـ تعالى ـ لو شئت لمسختهم حجارة فى منازلهم ليس فيها أرواح (فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ) ـ ٦٧ ـ يقول لا يتقدمون ولا يتأخرون (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) «فنطول عمره» (٣) (نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) ـ ٦٨ ـ وما علمناه الشعر نزلت فى عقبة بن أبى معيط وأصحابه قالوا إن القرآن شعر (وَما يَنْبَغِي لَهُ) أن يعلمه (إِنْ هُوَ) يعنى القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ) تفكر (وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) ـ ٦٩ ـ بين (لِيُنْذِرَ) يعنى «لتنذر يا محمد بما فى القرآن» (٤) من الوعيد (مَنْ كانَ حَيًّا) من كان مهديا فى علم الله ـ عزوجل ـ (وَيَحِقَّ الْقَوْلُ) ويجب العذاب (عَلَى الْكافِرِينَ) ـ ٧٠ ـ بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا) من فعلنا (أَنْعاماً) الإبل والبقر والغنم (فَهُمْ لَها مالِكُونَ) ـ ٧١ ـ ضابطين (وَذَلَّلْناها) كقوله ـ عزوجل ـ : «... وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (٥) ...» «وذللناها» فيحملون

__________________

(١) فى أ : «أرجلهم ...» الآية.

(٢) (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) : ساقطة من أ ، ل.

(٣) «فنطول عمره» : من ل ، وليست فى أ.

(٤) من ل. وفى أ : («لتنذر» يا محمد بما فى القرآن من الوعيد)

(٥) سورة الإنسان : ١٤.

٥٨٤

عليها ويسوقونها حيث شاءوا ولا تمتنع منها (فَمِنْها رَكُوبُهُمْ) حمولتهم الإبل والبقر (وَمِنْها يَأْكُلُونَ) ـ ٧٢ ـ يعنى الغنم (وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ) فى الأنعام ومنافع فى الركوب عليها ، والحمل عليها ، وينتفعون بأصوافها وأوبارها ، وأشعارها ، ثم قال ـ جل وعز ـ : (وَ) فيها (مَشارِبُ) ألبانها (أَفَلا يَشْكُرُونَ) ـ ٧٣ ـ ، ثم قال ـ جل وعز : ـ (وَاتَّخَذُوا) يعنى كفار مكة (مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) يعنى اللات والعزى ومناة (لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) ـ ٧٤ ـ لكي تمنعهم (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ) لا تقدر الآلهة أن تمنعهم من العذاب ، ثم قال ـ جل وعز : ـ (وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) ـ ٧٥ ـ يقول كفار مكة للالهة حزب «يغضبون لها ويحضرونها فى الدنيا» (١) (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) كفار مكة (إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ) من التكذيب (وَما يُعْلِنُونَ) ـ ٧٦ ـ يظهرون من القول بألسنتهم حين قالوا للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كيف يبعث الله هذا العظم علانية ، نزلت فى أبى بن خلف [١٠٩ أ] الجمحي فى أمر العظم ، «وكان قد أضحكهم» (٢) بمقالته فهذا الذي «أعلنوا» (٣) وذلك أن أبا جهل ، والوليد بن المغيرة ، وعتبة ، وشيبه ابني ربيعة ، وعقبة ، والعاص بن وائل ، كانوا جلوسا فقال لهم أبى بن خلف ، قال لهم فى النفر من قريش : إن محمدا يزعم أن الله يحيى الموتى ، وأنا آتيه بعظم فاسأله : كيف يبعث الله هذا؟ فانطلق أبى ابن خلف فأخذ عظما باليا ، حائلا نخرا ، فقال : يا محمد ، تزعم أن الله يحيى

__________________

(١) فى أ : «يغضبون لها فى الدنيا ويحضرونها». وفى ل : «يغضبون لها ويحضرونها فى الدنيا».

(٢) فى أ ، ل : «وأضحكهم».

(٣) فى أ : «علنوا».

٥٨٥

الموتى بعد إذ بليت عظامنا وكنا ترابا تزعم أن الله يبعثنا خلقا جديدا. ثم جعل يفت العظم ثم يذريه فى الريح ، ويقول يا محمد : من يحيى هذا؟ فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يحيى الله ـ عزوجل ـ هذا ثم يميتك ، ثم يبعثك ، ثم يدخلك ، نار جهنم ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى أبى بن خلف (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ) يعنى أولم يعلم الإنسان (أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) ـ ٧٧ ـ بين الخصومة فيما يخاصم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن البعث ثم قال ، (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً) وصف لنا شبها فى أمر العظم (وَنَسِيَ خَلْقَهُ) وترك المنظر فى بدء خلق نفسه إذ خلق من نطفة ، ولم يكن قبل ذلك شيئا ف (قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) ـ ٧٨ ـ يعنى بالية (قُلْ) يا محمد لأبى (يُحْيِيهَا) يوم القيامة (الَّذِي أَنْشَأَها) خلقها (أَوَّلَ مَرَّةٍ) فى الدنيا ولم تك شيئا (١) (وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) ـ ٧٩ ـ عليم بخلقهم فى الدنيا عليم بخلقهم فى الآخرة بعد الموت خلقا جديدا (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) (٢) (فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (٣) ـ ٨٠ ـ فالذي يخرج من الشجر الأخضر النار فهو قادر على البعث ، ثم ذكر ما هو أعظم خلقا من خلق الإنسان ، فقال ـ جل وعز ـ : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) هذا أعظم خلقا من خلق الإنسان (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ) فى الأرض (مِثْلَهُمْ) مثل خلقهم فى الدنيا ، ثم قال لنفسه ـ تعالى ـ : (بَلى) (٤) قادر على ذلك (وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) ـ ٨١ ـ بخلقهم فى الآخرة

__________________

(١) فى أ : الآية ، واكتفى بذلك عن سرد تمام الآية.

(٢) فى أ : الآية.

(٣) (فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) : ليس فى أ.

(٤) «بلى» : ساقطة من أ ، وفى حاشية أ : يحتمل أنه سقط هنا (بلى)

٥٨٦

العليم ببعثهم (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً) أمر البعث وغيره (أَنْ يَقُولَ لَهُ) مرة واحدة (كُنْ فَيَكُونُ) ـ ٨٢ ـ لا يثنى قوله ، ثم عظم نفسه عن قولهم فقال ـ عزوجل ـ : (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ) خلق (كُلِّ شَيْءٍ) من البعث وغيره (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ـ ٨٣ ـ إلى الله ـ عزوجل ـ بعد الموت لتكذيبهم.

٥٨٧
٥٨٨

سورة الصافات

٥٨٩
٥٩٠

(٣٧) سورة الصافّات مكّية

وآياتها ثنتان وثمانون ومائة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥) إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (٦) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (٧) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (٨) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (٩) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (١٠) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (١١) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢) وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤) وَقالُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (١٥) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (١٦) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (١٧) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (١٨) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (١٩) وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١) احْشُرُوا الَّذِينَ

٥٩١

ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤) ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (٢٦) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧) قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨) قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ (٣٠) فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ (٣١) فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ (٣٢) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣) إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤) إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦) بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (٣٧) إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ (٣٨) وَما تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٩) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٤) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (٤٧) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٥٠)

٥٩٢

قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلاَّ مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ (٦١) أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (٦٨) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ (٧٠) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (٧١) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (٧٢) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (٧٣) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (٧٤) وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (٧٥) وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ (٧٧) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (٧٨) سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (٧٩) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠)

٥٩٣

إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٨٢) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (٨٣) إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ (٨٥) أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ (٨٦) فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٨٧) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (٩٠) فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٩١) ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (٩٢) فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (٩٣) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (٩٤) قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (٩٥) وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ (٩٦) قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (٩٧) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (٩٨) وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ (٩٩) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (١٠١) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢) فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٠٥) إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (١٠٦) وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (١٠٩)

٥٩٤

كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١١٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١) وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢) وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (١١٤) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (١١٦) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (١١٩) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (١٢٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢) وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (١٣٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢) وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٣٥) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٣٨) وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَساهَمَ

٥٩٥

فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) * فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (١٤٨) فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٥٧) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨) سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٥٩) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٠) فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣) وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (١٦٦) وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١)

٥٩٦

إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٢))

٥٩٧
٥٩٨

سورة الصافات (*)

سورة الصافات مكية.

وعددها مائة واثنتان وثمانون آية كوفية (٢).

__________________

(*) معظم مقصود السورة :

الإخبار عن صف الملائكة والمصلين للعبادة ، ودلائل الوحدانية ، ورجم الشياطين وذل الظالمين ، وعز المطيعين فى الجنان ، وقهر المجرمين فى النيران ، ومعجزة نوح ، وحديث إبراهيم ، وفداء إسماعيل فى جزاء الانقياد وبشارة إبراهيم بإسحاق ، والمنة على موسى وهارون بإيتاء الكتاب ، وحكاية الناس فى حال الدعوة ، وهلاك قوم لوط ، وحبس يونس فى بطن الحوت ، وبيان فساد عقيدة المشركين فى نسبة الملائكة إليه ، وقولهم إن الملائكة بنات الله ، ودرجات الملائكة فى مقام العبادة وما منح الله الأنبياء من النصرة والتأييد ، وتنزيه الله عن الضد والنديد فى قوله : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) سورة الصافات : ١٨٠.

***

(١) فى المصحف (٣٨) سورة الصافات مكية ، وآياتها ١٨٢ نزلت بعد سورة الأنعام.

وقد سميت سورة الصافات لافتتاحها بها.

***

٥٩٩
٦٠٠