تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٣

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٣

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٩٥٧

(مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ) يعنى عن إيمان بالقرآن (فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً) ـ ١٠٠ ـ يعنى إثما بإعراضه عن القرآن يحمله على ظهره (خالِدِينَ فِيهِ) يعنى فى الوزر فى النار (وَساءَ لَهُمْ) يعنى وبئس لهم (يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً) ـ ١٠١ ـ يعنى إثما والوزر هو الخطأ الكبير (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ) يعنى المشركين إلى النار (يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) ـ ١٠٢ ـ زرق الأعين (يَتَخافَتُونَ) يعنى يتساءلون (بَيْنَهُمْ) يقول بعضهم لبعض : (إِنْ) يعنى ما (لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) ـ ١٠٣ ـ يعنى عشر ليال» (١) (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) يعنى أمثلهم نجوى ورأيا (إِنْ لَبِثْتُمْ) فى القبور (إِلَّا يَوْماً) ـ ١٠٤ ـ واحدا (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ) نزلت فى رجل من ثقيف (فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) ـ ١٠٥ ـ من الأرض من أصولها (فَيَذَرُها قاعاً) لا تراب فيها (صَفْصَفاً) ـ ١٠٦ ـ لا نبت فيها (لا تَرى فِيها عِوَجاً) يعنى خفضا (وَلا أَمْتاً) ـ ١٠٧ ـ يعنى رفعا (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ) يعنى صوت الملك الذي هو قائم على صخرة بيت المقدس وهو إسرافيل ـ عليه‌السلام ـ حين ينفخ فى الصور يعنى (٢) فى القرن لا يزيغون ولا يروغون عنه يمينا ولا شمالا يعنى لا يميلون عنه ، كقوله ـ سبحانه ـ : (... تَبْغُونَها عِوَجاً ...) (٣) يعنى زيغا وهو الميل (لا عِوَجَ لَهُ) «يعنى عنه ، يستقيمون قبل الصوت» (٤) نظيرها «... ولم يجعل له عوجا ...» (٥) (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ

__________________

(١) فى أ : لبثتم عشر ليال.

(٢) يعنى : من ز ، وهي ساقطة من أ.

(٣) سورة آل عمران : ٩٩.

(٤) ما بين القوسين «...» : من ز فقط.

(٥) سورة الكهف : ١.

٤١

إِلَّا هَمْساً) ـ ١٠٨ ـ إلا خفيا من الأصوات مثل وطء الأقدام (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ) يعنى شفاعة الملائكة (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) أن يشفع له (وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) ـ ١٠٩ ـ يعنى التوحيد (يَعْلَمُ) الله ـ عزوجل ـ (ما «بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ») (١) يقول ما كان قبل أن يخلق الملائكة وما كان بعد خلقهم (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) ـ ١١٠ ـ يعنى بالله ـ عزوجل ـ علما هو أعظم من ذلك (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ) يعنى استسلمت الوجوه (لِلْحَيِ) الذي لا يموت (الْقَيُّومِ) يعنى القائم على كل شيء (وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) ـ ١١١ ـ يقول وقد خسر من حمل شركا يوم القيامة على ظهره (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) مصدق بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (فَلا يَخافُ ظُلْماً) فى الآخرة (٢) يعنى أن تظلم حسناته كلها حتى لا يجازى بحسناته كلها (وَلا هَضْماً) ـ ١١٢ ـ يعنى ولا ينقص منها شيئا ، مثل قوله ـ عزوجل ـ : «... فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً» (٣) (وَكَذلِكَ) يعنى وهكذا (أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) ليفقهوه (وَصَرَّفْنا) يعنى وصنفنا (فِيهِ) يعنى لوّنا فيه يعنى فى القرآن (مِنَ) ألوان (الْوَعِيدِ) للأمم الخالية فى الدنيا من الحصب والخسف والغرق والصيحة فهذا الوعيد لهم [٨ أ] (لَعَلَّهُمْ) يعنى لكي (يَتَّقُونَ) يعنى لكي يخلصوا التوحيد بوعيدنا فى القرآن (أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ) يعنى الوعيد (ذِكْراً) ـ ١١٣ ـ عظة فيخافون فيؤمنون (فَتَعالَى اللهُ) يعنى

__________________

(١) ما بين القوسين «...» ساقط من أوهو من ز.

(٢) فى أ : الأرض ، ز : الآخرة.

(٣) سورة الجن : ١٣.

٤٢

ارتفع الله (الْمَلِكُ الْحَقُ) لأن غيره ـ عزوجل ـ وما سواه من الآلهة باطل (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ) وذلك أن جبريل ـ عليه‌السلام ـ كان إذا أخبر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالوحي لم يفرغ جبريل ـ عليه‌السلام ـ من آخر الكلام ، حتى يتكلم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بأوله فقال الله ـ عزوجل ـ : «ولا تعجل» بقراءة القرآن (مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) يقول من قبل أن يتمه لك جبريل ـ عليه‌السلام ـ (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) ـ ١١٤ ـ يعنى قرآنا (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ) محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ألا يأكل من الشجرة (فَنَسِيَ) يقول فترك آدم العهد ، كقوله : (... وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ) (١) يقول ترك ، وكقوله ـ سبحانه ـ : (... إِنَّا نَسِيناكُمْ ...) (٢) يقول تركناكم ، وكقوله (... فَنَسُوا حَظًّا ...) (٣) يعنى تركوا فلما نسى العهد سمى الإنسان ، فأكل منها (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) ـ ١١٥ ـ يعنى صبرا عن أكلها (وَإِذْ قُلْنا) يعنى وقد قلنا (لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) إذ نفخ فيه الروح (فَسَجَدُوا) ، ثم استثنى فقال : (إِلَّا إِبْلِيسَ) لم يسجد ف (أَبى) (٤) ـ ١١٦ ـ أن يسجد (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ) حواء (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) ـ ١١٧ ـ بالعمل بيديك (٥) وكان يأكل من الجنة رغدا من غير أن يعمل بيده شيئا فلما أصاب الخطيئة أكل من عمل يده

__________________

(١) سورة طه : ٨٨.

(٢) سورة السجدة : ١٤.

(٣) سورة المائدة : ١٤.

(٤) فى حاشية أ : الإباء أشد من الامتناع.

(٥) فى ز : بيدك ، أ : بيديك.

٤٣

فكان يعمل ويأكل (إِنَّ لَكَ) يا آدم (أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى) ـ ١١٨ ـ (وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها) يعنى لا تعطش فى الجنة (وَلا تَضْحى) ـ ١١٩ ـ يقول لا يصيبك حر الشمس فيؤذيك فتفرق» (١) (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ) يعنى إبليس وحده ف (قالَ يا آدَمُ «هَلْ أَدُلُّكَ») (٢) يقول ألا أدلك (عَلى شَجَرَةِ «الْخُلْدِ») (٣) من أكل منها خلد فى الجنة فلا يموت (وَ) على (مُلْكٍ لا يَبْلى) ـ ١٢٠ ـ يقول لا يفنى (فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) يقول ظهرت لهما عورتهما (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما) يقول وجعلا يخصفان يقول يلزقان الورق بعضه على بعض (مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)» (٤) ورق التين ليستتروا به فى الجنة (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) ـ ١٢١ ـ يعنى فضل وتولى عن طاعة ربه ـ عزوجل ـ (ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ) يعنى استخلصه ربه ـ عزوجل ـ (فَتابَ عَلَيْهِ) من ذنبه (وَهَدى) ـ ١٢٢ ـ يعنى وهداه للتوبة (قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً) يعنى آدم وإبليس (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) يقول إبليس وذريته عدو لآدم وذريته [٨ ب] (فَإِمَّا) يعنى فان (يَأْتِيَنَّكُمْ) يعنى ذرية آدم (مِنِّي هُدىً) يعنى رسلا معهم كتب فيها البيان (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ) يعنى رسلي وكتابي (فَلا يَضِلُ) فى الدنيا (وَلا يَشْقى) ـ ١٢٣ ـ فى الآخرة (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) يعنى عن إيمان بالقرآن نزلت فى الأسود بن عبد الأسود المخزومي قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر على الحوض (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً)

__________________

(١) فى ز : «كقوله ـ تعالى ـ : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) يعنى وحرها ، والآية سورة الشمس : وليس فى أ.

(٢) فى أ : («أدلك» يعنى أدلك) ، وفى ز : («هل أدلك» يقول ألا أدلك)

(٣) «الخلد» : ساقطة من أ ، وهي من ز.

(٤) ما بين القوسين «...» ساقط من النسخ.

٤٤

يعنى معيشة سوء لأنها فى معاصى الله ـ عزوجل ـ الضنك والضيق (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) ـ ١٢٤ ـ عن حجته (قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى) عن حجتي (وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) ـ ١٢٥ ـ فى الدنيا عليما (١) بها ، وهذا مثل قوله ـ سبحانه ـ : «هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ» (٢) يعنى ضلت عنى حجتي ، وهذا قوله حين شهدت عليه الجوارح بالشرك والكفر (قالَ) الله ـ تعالى ـ : (كَذلِكَ) يعنى هكذا (أَتَتْكَ آياتُنا) يعنى آيات القرآن (فَنَسِيتَها) يعنى فتركت إيمانا بآيات القرآن (وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) ـ ١٢٦ ـ فى الآخرة تترك فى النار ولا تخرج منها ولا نذكرك (وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ) يعنى وهكذا نجزى (٣) من أشرك فى الدنيا بالنار فى الآخرة (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) يقول ولم يؤمن بالقرآن (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ) مما أصابه فى الدنيا من القتل ببدر (وَأَبْقى) ـ ١٢٧ ـ يعنى وأدوم من عذاب الدنيا ثم خوف كفار مكة فقال ـ سبحانه ـ : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) يقول أو لم نبين لهم (كَمْ أَهْلَكْنا) بالعذاب (قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) يقول يمرون فى قراهم فيرون هلاكهم يعنى عادا وثمودا (٤) وقوم لوط وقوم شعيب (إِنَّ فِي ذلِكَ) يعنى إن فى هلاكهم بالعذاب فى الدنيا (لَآياتٍ) (٥) لعبرة (لِأُولِي النُّهى) ـ ١٢٨ ـ يعنى لذوي العقول فيحذرون مثل عقوبتهم (وَلَوْ لا

__________________

(١) فى أ : عليم ، ل : عليما.

(٢) سورة الحاقة : ٢٩.

(٣) فى أزيادة : يقول هكذا تجزى ، والمثبت من ل.

(٤) فى أ : عاد وثمود ، ل : عادا وثمودا.

(٥) «لآيات» : ساقطة من الأصل.

٤٥

كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) فى تأخير العذاب عنهم إلى تلك المدة (لَكانَ لِزاماً) (١) (وَأَجَلٌ مُسَمًّى) ـ ١٢٩ ـ يعنى يوم القيامة «لكان لزاما» للزمهم العذاب في الدنيا كلزوم الغريم الغريم (٢) (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) من تكذيبهم إياك بالعذاب (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) يعنى صل بأمر ربك (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) يعنى الفجر (وَقَبْلَ غُرُوبِها) يعنى الظهر والعصر (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ) يعنى المغرب والعشاء (فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) ـ ١٣٠ ـ يا محمد فى الآخرة بثواب الله ـ عزوجل ـ.

قال مقاتل : كانت الصلاة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي فلما عرج بالنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فرضت عليه خمس صلوات ركعتين ركعتين غير المغرب ، فلما هاجر إلى المدينة أمر [٩ أ] بتمام الصلوات ولها ثلاثة أحوال (٣).

(وَلا تَمُدَّنَّ) (٤) (عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) يعنى كفار مكة من الرزق أصنافا ـ منهم ـ من الأموال فإنها (زَهْرَةَ) يعنى زينة (الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) يقول أعطيناهم ذلك لكي نبتليهم (وَرِزْقُ رَبِّكَ) فى الآخرة يعنى الجنة (خَيْرٌ وَأَبْقى) ـ ١٣١ ـ يعنى أفضل وأدوم وأبقى مما أعطى كفار مكة (وَأْمُرْ أَهْلَكَ) يعنى قومك (بِالصَّلاةِ) كقوله ـ

__________________

(١) (لَكانَ لِزاماً) : ساقطة من أ ، ل.

(٢) جاء فى أبعد انتهاء.

(٣) المراد بقوله لها ثلاثة أحوال : أن الصلوات الخمس منها ما هو ركعتان ، ومنها ما هو ثلاث ركعات ، ومنها ما هو أربع ، فتلك ثلاثة أحوال. الصبح ركعتان ، الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات ، المغرب ثلاث ركعات.

(٤) فى أ : لا تمدن.

٤٦

سبحانه ـ : «وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ (١) ...» يعنى قومه (وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) يعنى الصلاة فإنا (لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً) إنما نسألك العبادة (نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) ـ ١٣٢ ـ يعنى عاقبة التقوى دار الجنة ، لقوله ـ عزوجل ـ : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (٢) إنما أريد منهم العبادة (وَقالُوا) أى كفار مكة» (٣) : (لَوْ لا) يعنى هلا (يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) فتعلم أنه نبى رسول كما كانت الأنبياء تجيء بها إلى قومهم يقول الله ـ عزوجل ـ : (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) ـ ١٣٣ ـ يعنى بيان كتب» (٤) إبراهيم وموسى الذي كان (٥) قبل كتاب» (٦) محمد ـ صلى الله عليهم أجمعين ـ (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ) فى الدنيا (مِنْ قَبْلِهِ) يعنى من قبل هذا القرآن فى الآخرة (لَقالُوا رَبَّنا) (٧) (لَوْ لا) يعنى هلا (أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً) معه كتاب (فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) يعنى آيات القرآن (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَ) يعنى نستذل (وَنَخْزى) ـ ١٣٤ ـ يعنى ونعذب فى الدنيا نظيرها فى القصص» (٨) (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ) وذلك أن كفار

__________________

(١) سورة مريم : ٥٥.

(٢) سورة الذاريات : ٥٦ ـ ٥٧.

(٣) ما بين القوسين «...» ، من ل ، فى أ : (وقال) كفار مكة.

(٤) فى : كتب ، ل : كتابي.

(٥) فى أ ، ل : الذي ، والأولى التي كانت.

(٦) فى أ : كنا ، ل : كتاب.

(٧) «لقالوا ربنا» : ساقط من أ ، ل.

(٨) يشير إلى ٤٧ من سورة القصص وتمامها : (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

٤٧

مكة قالوا نتربص بمحمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الموت لأن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أوعدهم العذاب فى الدنيا ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ «قل» لكفار مكة «كل متربص» أنتم بمحمد الموت ومحمد يتربص بكم العذاب فى الدنيا (فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ) إذا نزل بكم العذاب فى الدنيا (مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِ) يعنى العدل» (١) أنحن أم أنتم (وَمَنِ اهْتَدى) ـ ١٣٥ ـ منا ومنكم» (٢).

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى عن الهذيل ، قال : سمعت الواقدي ـ ولم أسمع مقاتلا ـ يحدث عن أبى إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبى بن كعب ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فى قوله ـ عزوجل ـ : (... خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) (٣) قال أعقبت بعد ذلك غلاما (٤).

__________________

(١) فى أ : العذاب ، ل : العدل.

(٢) انتهى إلى هنا تفسير سورة طه ـ والقصص القادمة آثار تتعلق بسورة الكهف ومكانها الطبيعي هو آخر سورة الكهف إلا أن أصول المخطوطة أوردتها كما تشاهد فى آخر سورة طه.

وتلحظ أن سورة الكهف هي آخر الجزء الأول فى الأصول ـ وسورة طه هي بداية الجزء الثاني.

وربما كان المفسر قد استدرك بهذه النصوص ، بعد أن أتم الجزء الأول وأكمله ، فألحق هذه النصوص فى آخر السورة الأولى من الجزء الثاني وهي سورة طه.

وتلاحظ أنه أورد بعد ذلك نصوصا عامة تتعلق بالقرآن والإسلام.

(٣) سورة الكهف : ٨١.

وكان الأنسب ذكر هذا السند فى سورة الكهف لا فى سورة طه ، وفى (ز) عدة أسانيد تتعلق بآيات من سور أخرى.

(٤) فى أ ، ل : العقب عند ذلك غلاما.

٤٨

حدثنا عبيد الله ، قال حدثني أبى عن الهذيل ، عن المسيب عن السدى» (١) ، ومقاتل ، عن حذيفة ، أنه لما حان للخضر وموسى ـ عليهما‌السلام ـ أن يفترقا : قال له الخضر : يا موسى ، لو صبرت لأتيت على ألف عجيبة أعجب مما رأيت. قال : فبكى موسى على فراقه.

فقال موسى للخضر : أوصنى يا نبى الله. قال له : الخضر يا موسى اجعل همك فى معادك ، ولا تخض فيما لا يعينك ولا تأمن الخوف فى أمنك ، ولا تيأس» (٢) من الأمن فى خوفك ، ولا تذر الإحسان فى قدرتك ، وتدبر الأمور فى عاقبتك.

قال له موسى ـ عليه‌السلام ـ زدني رحمك الله.

قال له الخضر : إياك والإعجاب بنفسك ، والتفريط فيما بقي من عمرك ، «واحذر» (٣) من لا يغفل عنك. قال له موسى ـ صلى الله عليهما ـ : زدني رحمك الله.

قال له الخضر : إياك واللجاجة ، ولا تمش فى غير حاجة ، ولا تضحك من غير عجب ، ولا تعيرن أحدا من الخاطئين بخطاياهم بعد الندم ، وابك على خطيئتك يا ابن عمران.

قال له موسى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قد أبلغت فى الوصية فأتم الله عليك نعمته ، وغمرك فى رحمته ، وكلأك من عدوه.

__________________

(١) فى أ : عن المسيب بن سويك ، وفى حاشية أ ، كذا الكاف ظاهرة.

ولم يحتمل سويد ويحتمل ابن شريك إلا أن الواو ظاهرة.

وفى ل : عن المسيب عن الرتل ومقاتل عن نفيه ، وجميع الأسانيد ليست فى ف ، وفى ز : إسناد فيه عن المسيب عن السدى.

(٢) فى أ : تأيس.

(٣) «ر احذر» : من ز ، ولبست فى أ.

٤٩

قال له الخضر آمين ، فأوصنى يا موسى.

قال له موسى : إياك والغضب إلا فى الله ـ تعالى ـ ، ولا ترض عن أحد إلا فى الله ـ عزوجل ـ ، ولا تحب لدنيا ، ولا تبغض لدنيا تخرجك من الإيمان وتدخلك فى الكفر.

قال الخضر ـ عليهما‌السلام ـ : قد أبلغت فى الوصية فأعانك الله على طاعته ، وأراك السرور فى أمرك ، وحببك إلى خلقه ، وأوسع عليك من فضله.

قال له موسى : آمين. فبينما هما جلوس على ساحل البحر إذ انقضت «خطافة» (١) فنقرت بمنقارها من البحر نقرتين.

قال موسى للخضر ـ عليهما‌السلام ـ : يا نبى الله ، هل تعلم ما نقص من البحر؟

قال له الخضر : لو لا ما نراد» (٢) فيه لأخبرتك.

قال موسى للخضر : يا نبى الله ، هل من شيء ليس فيه بركة؟

قال له الخضر : نعم يا موسى ، ما من شيء إلا وفيه بركة ما خلا آجال العباد ، ومدتهم ولو لا ذلك لفنى «الناس» (٣).

قال موسى : وكيف ذلك؟

قال له الخضر : لأن كل شيء ينقص منه فلا يزاد فيه ينقطع.

قال له موسى» (٤) : يا نبى الله ، من أجل أى شيء أعطاك الله ـ عزوجل ـ

__________________

(١) «خطافة» : كذا فى أ ، ل.

(٢) فى أ : نراك ، ل : نراد.

(٣) «الناس» : زيادة اقتضاها السياق.

(٤) «قال له موسى» : مكررة فى أ.

٥٠

من بين العباد «أن» (١) لا تموت حتى نسأل الله ـ تعالى ـ ، واطلعت على ما فى قلوب العباد تنظر بعين الله ـ عزوجل ـ.

قال له الخضر : يا موسى ، بالصبر» (٢) عن معصية الله ـ عزوجل ـ ، والشكر لله ـ عزوجل ـ فى نعمته ، وسلامة القلب لا أخاف [١٠ أ] ولا أرجو دون الله أحدا.

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى عن الهذيل ، قال : سمعت عبد القدوس يحدث عن الحسن ، قال : سمعت ابن عباس على المنبر يقول : (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) (٣) قال جارية مكان الغلام.

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا أبى عن الهذيل ، عن المسيب ، عن رجل ، عن ابن عباس ، فى قوله ـ عزوجل ـ : (... وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ...) قال كان لوحا» (٤) من ذهب مكتوب فيه «بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا الله ، أحمد رسول الله ، عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح؟ وعجبت لمن يرى الدنيا وتصريف أهلهما كيف يطمئن إليها؟

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى عن الهذيل ، عن أبى يوسف ، عن الحسن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، فى قوله ـ عزوجل ـ : (... لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ ...) قال : لم ينس ولكن هذا من معاريض الكلام.

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل ، قال : سمعت المسيب يحدث عن عبيد الله بن مالك ، عن على ـ رضى الله عنه ـ وقد لقيه ،

__________________

(١) أن : زيادة اقتضاها السياق.

(٢) فى أ : على الصبر.

(٣) سورة الكهف : ٨١.

(٤) فى أ ، ل : لوح.

٥١

قال : إن الترك سرية خرجوا من يأجوج ومأجوج يغيرون على الناس فردم ذو القرنين دونهم فبقوا.

قال مقاتل : إنما سموا الترك لأنهم تركوا خلف الردم.

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل عن أبى المليح عن ميمون بن مهران عن ابن عباس ، قال : انتهى ذو القرنين إلى ملك من ملوك الأرض ، فقال لذي القرنين : إنك قد بلغت ما لم يبلغه أحد ، وقد أخبرت أن عندك علما ، وأنا سائلك عن خصال أربع فإن أنت أخبرتنى عنهم علمت أنك عالم. ما اثنان قائمان؟ واثنان ساعيان؟ واثنان مشتركان؟ واثنان متباغضان؟

قال له ذو القرنين : أما الاثنان القائمان فالسموات والأرض لم يزولا منذ خلقهما الله ـ عزوجل ـ ، وأما الاثنان الساعيان فالشمس والقمر لم يزالا (دائِبَيْنِ) (١) منذ خلقهما الله ـ عزوجل ـ ، وأما الاثنان المشتركان فالليل والنهار يأخذ كل واحد منهما من صاحبه ، وأما الاثنان المتباغضان فالموت» (٢) والحياة لا يحب أحدهما صاحبه أبدا ، قال صدقت فإنك من علماء أهل الأرض.

حدثنا عبيد الله ، قال حدثني : أبى عن الهذيل ، عن المسعودي عن عون بن عبد الله المزني عن مطرف بن الشخير ، أنه قال : فضل العلم خير من فضل العمل وخير العمل [١٠ ب] أوسطه والحسنة بين السيئتين» (٣).

قوله ـ سبحانه ـ : (... وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) سيئة «وابتغ بين ذلك سبيلا» (٤) حسنة. قال الهذيل ولم أسمع مقاتلا.

__________________

(١) فى الأصل دائبان.

(٢) فى أ : الموت ، ل : فالموت.

(٣) من أ ، ل : بين الستين.

(٤) سورة الإسراء : ١١٠.

٥٢

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : الهذيل قال مقاتل : تفسير آدم ـ عليه‌السلام ـ لأنه خلق من أديم الأرض ، وتفسير حواء لأنها خلقت من حي» (١) ، وتفسير نوح لأنه ناح على قومه ، وتفسير إبراهيم أبو الأمم ، ويقال أب رحيم ، وتفسير» (٢) إسحاق لضحك سارة ، ويعقوب لأنه» (٣) خرج من بطن أمه قابض على عقب العيص ، وتفسير يوسف زيادة فى الحسن ، وتفسير يحيى : أحيى من بين مبتين ، لأنه خرج من بين شيخ كبير وعجوز عاقر ـ صلى الله عليهم أجمعين.

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثني الهذيل عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : دخل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «على ابنة عمته أم هانئ» (٤) فنعس ، فوضعت له وسادة ، فوضع رأسه فنام ، «فبينا» (٥) هو نائم إذ ضحك فى منامه ثم وثب فاستوى جالسا فقالت أم هانئ : لقد سرني ما رأيت فى وجهك ، يا رسول الله ، من البشرى. فقال : يا أم هانئ ، إن جبريل ـ عليه‌السلام ـ أخبرنى فى منامي أن ربى ـ عزوجل ـ قد وهب لي أمتى كلهم يوم القيامة ، وقال : لي لو استوهبت غيرهم لأعطيناكهم ، ففرحت لذلك وضحكت.

ثم وضع رأسه فنام فضحك ، ثم وثب فجلس ، فقالت له أم هانئ : بأبى أنت وأمى ، لقد سرني ما رأيت من البشرى فى وجهك. قال : يا أم هانئ ، أتانى

__________________

(١) فى أ : حية ، ل : حي.

(٢) فى أ : تفسير.

(٣) لأنه : ليست فى أ.

(٤) من ل ، وفى أ : بيت بنت عمته بنت أبى طالب فنعس.

(٥) «فبينا» : كذا فى أ ، ل.

٥٣

جبريل ـ عليه‌السلام ـ فأخبرنى أن الجنة تشتاق إلى وإلى أمتى فضحكت من ذلك وفرحت.

قالت أم هانئ : يحق لك ، يا رسول الله ، أن تفرح.

ثم وضع رأسه فنام فضحك فى منامه ، فاستوى جالسا ، فقالت أم هانئ : لقد سرني ما رأيت من البشرى فى وجهك يا رسول الله ، قال : يا أم هانئ ، عرضت على أمتى فإذا معهم قضبان النور ، إن القضيب منها» (١) ليضيء ما بين المشرق والمغرب ، فسألت جبريل ـ عليه‌السلام ـ عن تلك القضبان التي فى أيديهم ، فقال ذلك الإسلام يا محمد ـ صلى الله عليك ـ وفتحت أبواب الجنة فى منامي فنظرت إلى داخلها من خارجها فإذا فيها قصور الدر والياقوت فقلت لمن هذه؟ فقال : لك يا محمد ولأمتك ولقد زينها الله ـ عزوجل ـ لك ولأمتك قبل أن يخلقك [١١ أ] بألفى عام ، فضحكت من ذلك. قالت أم هانئ : يحق لك أن تضحك وتفرح» (٢) هنيئا لك مريئا ، يا نبى الله ، بما أعطاك ربك.

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : لما خلق الله ـ عزوجل ـ جنة الفردوس وغرسها بيده فلما فرغ منها ، لم تر عين ولم يخطر على قلب بشر مثلها وما فيها ، فقال لها ـ تبارك وتعالى ـ : تزيني. فتزينت ، ثم قال لها : تزيني. فتزينت ، ثم قال لها : تكلمي. فتكلمت قالت (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (٣) قال لها : من هم؟ قالت : الموحدون أمة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

__________________

(١) فى أ : فيها.

(٢) فى أ : يحق لك أن تفرح وتفرح ، ل : يحق لك أن تضحك وتفرح.

(٣) سورة المؤمنون الآية الأولى.

٥٤

(أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١) ثم أغلق بابها فلا يفتح إلى يوم القيامة فما يجيئهم من طيب الشجر» (٢) فهو من خلال بابها والحور يوم القيامة على بابها وأنا قائم على الحوض أرد عنه أمم الكفار كما يرى الراعي غرائب الإبل حتى تأتى أمتى غرا» (٣) محجلين من آثار الوضوء أعرفهم فيشربون من ذلك الحوض فمن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ، فقال معاذ : يا رسول الله ، لقد سعد الذين يشربون من ذلك الحوض. فقال : ويحك يا معاذ ، من خلق فى بطن أمه موحدا ، ويؤمن برسوله فهو يشرب من ذلك الحوض ، ويدخل الفردوس. قال معاذ : ما أكثر ما يخلق فى بطن أمه مشركا ثم يولد وهو مشرك ثم يموت مؤمنا. فقال : يا معاذ ويحك من مات مسلما فقد خلق فى ظهر آدم مسلما ثم تداولته ظهور المشركين حتى أدركنى فآمن بى فأولئك إخوانى وأنتم أصحابى ، ثم قرأ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٤).

__________________

(١) سورة المؤمنون : ١٠ ، ١١.

(٢) فى ل : فما يجيئكم من طيب السحر.

(٣) فى أ : غر محجلون ، ل : غرا محجلين.

(٤) سورة الحجر : ٤٧.

٥٥
٥٦

سورة الأنبياء

٥٧
٥٨

(٢١) سورة الأنبياء

وآياتها اثنتا عشرة ومائة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١) ما يَأْتِيهِمْ

٥٩

مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤) بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (٥) ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (٦) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧) وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ (٨) ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩) لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠) وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ (١١) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (١٢) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (١٣) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (١٤) فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ (١٥) وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (١٦) لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ

٦٠