معالم المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

معالم المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة البعثة
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٤١

الخلافة.

وتوالت الثورات والخروج على الخلافة من قبل الفريق الآخر ، وقليل من هذا الفريق عرفوا حقّ أئمّة أهل البيت (ع) واتّبعوهم وائتمّوا بهم. وكان بدء ذلك على عهد قيام الإمام الحسين ، كما فعل زهير بن القين الذي كان عثمانيا وأصبح بعد الاجتماع بالامام علويّا حسينيا ، والحرّ بن يزيد الرياحي أحد قادة جيش الخلافة لحرب الإمام الذي تاب واستشهد دون الحسين (ع).

هذا القليل من هذا الفريق أدرك مجانبة الإسلام مع سيرة الخلافة القائمة ، وآمن بصحة إمامة أئمّة أهل البيت ، وتهيّأت نفسه لقبول أحكام الإسلام الذي جاء به رسول الله (ص) والّذي كان مخزونا لدى أئمة أهل البيت (ع) يتوارثونه كابر عن كابر ، ومن ثمّ أمكن نشر أحكام الإسلام وتبليغها من جديد ، فعني بذلك أئمّة أهل البيت ، وبدأ العمل لذلك الإمام السجّاد فمهّد له في مرض وفاته كما يلي.

٤٠١

أئمّة أهل البيت (ع) يتداولون مواريث النبوّة

الإمام السجاد (ع) يدفع مواريث النبوة إلى الإمام الباقر (ع) في تظاهره

لمّا حضرت علي بن الحسين (ع) الوفاة أخرج صندوقا عنده ، فقال : يا محمّد! احمل هذا الصندوق. فحمل بين أربعة ، فلمّا توفّي جاء اخوته يدّعون في الصندوق ، فقال لهم : والله ما لكم فيه شيء ، ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إليّ. وكان في الصندوق سلاح رسول الله (ص).

ونظر الإمام السجّاد (ع) إلى ولده ، وهو يجود بنفسه وهم مجتمعون عنده ، ثمّ نظر إلى ابنه محمّد فقال : يا محمّد خذ هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك وقال : أما إنّه لم يكن فيه دينار ولا درهم ، ولكن كان مملوّا علما.

هذه التظاهرة في تسليم الكتب اختصّ بها الإمام السجّاد (ع) ولم يفعل نظيرها من سبقه من الأئمة ولا فعل مثلها من جاء بعده منهم ، والحكمة في عمله تهيئة الاجواء للامام الباقر (ع) كي ينقل للناس أحكام الإسلام وعقائده عمّا ورثه من رسول الله (ص) من كتب في مقابل من كان يفتي برأيه مثل الحكم ابن عتيبة فانّه اختلف مع الإمام الباقر (ع) في شيء فقال لابنه الصادق (ع) : يا بنيّ قم ، فأخرج كتابا مدروجا عظيما وجعل ينظر حتّى أخرج المسألة فقال : هذا خطّ عليّ واملاء رسول الله ، وأقبل على الحكم وقال : يا أبا محمّد!

٤٠٢

اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يمينا وشمالا فو الله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل.

هكذا بدأ الإمام الباقر (ع) من بين الأئمّة (ع) بإراءة الكتب التي ورثوها عن جدّه الإمام علي من املاء رسول الله للمسلمين وأقرأها بعضهم ، وتابعه في ذلك الإمام جعفر الصادق وأكثر من توصيفها والنقل عنها وبيان ما فيها وانّها كيف كتبت ، وأنّ فيها كلّ ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة حتّى ارش الخدش.

وكان الأئمّة يصادمون في عملهم هذا مدرسة الخلافة في اعتمادها على الرأي والقياس في استنباط الأحكام وبيانها ، وكانوا يصرّحون بأنّهم لا يعتمدون الرأي وانّما يحدّثون عن رسول الله. كما قال الإمام الصادق (ع) :

حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ، وحديث رسول الله قول الله عزوجل.

* * *

بعد ما انصرفت قلوب بعض المسلمين عن مدرسة الخلافة اثر استشهاد الحسين (ع) وأدركوا أنّ أولئك ليسوا على حقّ في ما يقولون ويفعلون ، ومالت قلوبهم إلى أهل بيت رسول الله (ص) ؛ عند ذاك استطاع أئمة أهل البيت أن يبصّروا بعضهم أمر دينهم ، ويعرّفوهم أنّ مدرسة الخلفاء تعتمد الرأي في الدين في قبال أئمّة أهل البيت الذين يبلّغون عن الله ورسوله ، وكان الفرد المسلم بعد تفهّم هذه الحقيقة ، يتهيّأ لقبول ما يبيّنه الإمام من أئمّة أهل البيت ، ومن ثمّ بدأ بعض الأفراد يتلقّى الحكم الإسلامي الذي جاء به رسول الله

٤٠٣

عن طريقهم. وكذلك استبصر الفرد بعد الآخر حتّى تكونت منهم جماعات اسلاميّة واعية ، ومن الجماعات الواعية مجتمعات اسلاميّة صالحة قائمة على أسس من المعرفة الإسلامية الصحيحة ، وعند ذاك احتاجوا إلى مرشدين فعيّن لهم الأئمّة من يقوم بذلك وينوب عنهم في أخذ الحقوق المالية ، فكانوا يرجعون إلى الوكلاء النوّاب في ذينك تارة ، وأخرى يجتمعون بامامهم إذا تيسّر لهم السفر إليه.

وإلى جانب ذلك ساعدت الظروف أحيانا الأئمّة منذ الإمام الباقر (ع) على تكوين حلقات دراسيّة يحضرها الأمثل فالأمثل من أهل عصرهم ، يحدّثهم الإمام فيها عن آبائه عن جدّه الرسول (ص) تارة ، ويروي لهم عن جامعة الإمام علي (ع) تارة أخرى ، وثالثة يبين لهم الحكم دون ما اسناد ، وتوسّعت تلك الحلقات على عهد الإمام الصادق (ع) حتّى بلغ عدد الدارسين عليه أربعة آلاف شخص ، وكان تلاميذهم يدونون أحاديثهم في رسائل صغيرة تسمّى بالاصول ، دأبوا على ذلك حتّى بلغوا عصر المهدي ، ثاني عشر أئمّة أهل البيت (ع) ، وغاب عن أنظار الناس وارجع بدءا شيعته أينما كانوا إلى نوّابه الأربعة التالية أسماؤهم :

أ ـ عثمان بن سعيد العمري.

ب ـ محمّد بن عثمان بن سعيد العمري.

ج ـ أبو القاسم حسين بن روح.

د ـ أبو الحسن علي بن محمّد السمري.

ومارس هؤلاء النيابة عن الإمام زهاء سبعين عاما يتوسّطون بينه وبين الشيعة حتّى تعوّدت الشيعة على الرجوع إلى نوّاب الإمام وحدهم في ما ينوبهم ، وألّف في هذا العصر ثقة الإسلام الكليني أوّل موسوعة حديثيّة في مدرسة أهل البيت (ع) أسماها الكافي ، جمع فيها قسما كبيرا من رسائل

٤٠٤

خرّيجي هذه المدرسة التي كانت شائعة في ذلك العصر يرويها المئات عن أصحابها ، وبذلك بدأ عهد جديد في تدوين الحديث بمدرسة أهل البيت (ع).

* * *

جاهد الأئمّة بعد استشهاد الحسين (ع) لاعادة الإسلام الصحيح إلى المجتمع فأعادوه حكما بعد حكم وعقيدة بعد عقيدة حتّى تمّ في نهاية هذا العهد تبليغ جميع ما جاء به الرسول ، وأبعد عنه كلّ محرّف وزائف في حدود من تقبّل منهم ، وتمّ تدوين جميع سنّة الرسول (ص) في رسائل صغيرة ومدوّنات كبيرة.

وكذلك جاهدوا في ارشاد أبناء الامّة فردا بعد فردا حتّى تكونت منهم مجتمعات إسلاميّة صالحة فيها علماء يرجعون إلى مدوّنات حديثية ، حوت كلّ ما تحتاجه أبناء الأمّة من حقائق الإسلام ، وبذلك انتهى واجب الأئمّة التبليغي في نهاية هذا العهد ، كما انتهى واجب رسول الله التبليغي في آخر سنة من حياته فقبضه الله إليه صلوات الله عليه وآله.

وكذلك اقتضت حكمة الله أن يحتجب في نهاية هذا العهد الإمام المهدي (ع) عن الانظار إلى ما شاء الله ، فأرجع شيعته إلى فقهاء مدرستهم وأنابهم عنه نيابة عامّة دون تعيين أحد بالخصوص ، وبذلك بدأ عصر غيبة الإمام المهدي الكبرى ، وناب عنه فقهاء مدرستهم في حمل أعباء التبليغ إلى اليوم وإلى ما شاء الله. كما نبيّنه في ما يلي :

نيابة الفقهاء عن الإمام في حمل أعباء التبليغ

مارس خرّيجو مدرسة أهل البيت (ع) حمل أعباء التبليغ على عهد الأئمّة تدريجيا ، وتكامل عملهم في عصر غيبة الإمام الصغرى ، وتنامى في

٤٠٥

عصر غيبته الكبرى ، حيث تحوّلت الحلقات الدراسيّة التي كانت تعقد في المساجد والبيوت على عهد الأئمّة إلى معاهد تعليميّة وحوزات علميّة شيّدت في بلاد كبيرة مثل بغداد ، على عهد المفيد والمرتضى ، والنجف الأشرف على عهد الطوسي وغيره ، ثمّ كربلاء والحلّة واصفهان وخراسان وقم في أزمان غيرهم.

ولم يزل منذئذ ولا يزال يهاجر إلى تلك المعاهد والحوزات طلاب العلوم الإسلاميّة من كلّ صقع عملا بالآية الكريمة :

(فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) التوبة / ١٢٢.

يجتمعون في تلك المعاهد والحوزات حول أساطين العلم ويستقون من معينهم ثمّ يرجعون إلى بلادهم ليقوموا بحمل الدعوة الإسلاميّة إلى كلّ صقع ، دأبوا على ذلك في خدمة الإسلام جيلا بعد جيل ، وكانوا وما يزالون مع المسلمين في كلّ نازلة ، يحاربون خصوم الإسلام أعداء الله وأعداء رسوله أبدا ، ويدافعون عن المسلمين في كلّ مكروه وكذلك لم يزل وما يزال يحاربهم بكلّ سلاح في كلّ عصر ؛ كلّ كافر وملحد ومنافق عليم يريد أن يقضي على الإسلام! وذلك لان نواب الإمام هؤلاء حملوا لواء الإسلام بعده ، وطبيعي أن يهاجم في المعارك حامل اللواء.

ونذكر على سبيل المثال من نواب الإمام في الغيبة الكبرى الشيخ الكليني ، وكان أوّل موسوعيّ في هذه المدرسة اشتهر بتأليفه الكافي ، ثمّ توالت التآليف الموسوعيّة بعده غير أنّ الذين جاءوا بعده كانوا يعنون بنوع واحد من الحديث فيجمعونه في مؤلّفاتهم ، وغالبا ما كانت العناية متّجهة إلى تجميع أحاديث الأحكام مثل ما فعله الشيخ الصدوق في : «من لا يحضره الفقيه» والشيخ الطوسي في : «التهذيب والاستبصار» والشيخ الحرّ العاملي في :

٤٠٦

«وسائل الشيعة» إلى أن لمع نجم المجلسي الكبير وألّف موسوعته الكبرى «البحار» على غرار موسوعة الكليني «الكافي» في تجميعه أنواع الأحاديث ، وبزّ المجلسي الموسوعيين جميعا لمّا جمع في موسوعته تلك بين الكتاب والسنّة وفسّر آيات كتاب الله وشرح بعض الأحاديث وبيّن علل بعضها ، إلى غير ذلك من المميزات ، وشارك الكليني في دراساته حول أحاديث الكافي بكتابه (مرآة العقول) استوعب فيها شرح الفاظ الحديث وكشف معانيها وذكر علل الحديث وقوّته وصحّته وفق القواعد المتبنّاة لدى المحدّثين منذ عصر العلّامة الحلّي وابن طاوس ، وخالفهم أحيانا فقال : (ضعيف على المشهور معتمد عندي) أو (معتبر عندي) وكان نتيجة تقويمه لأحاديث الكافي انّه وجد منها خمسة وثمانين وأربعمائة وتسعة آلاف حديث ضعيف من مجموع ١٦١٢١ حديثا.

* * *

٤٠٧
٤٠٨

آراء القراء

٤٠٩
٤١٠

كتاب الأستاذ الربيعي الثاني للمؤلّف :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله ، وعلى آله الطيبين الأطهار.

نبذة مختصرة عن كيفيّة نشر تراث أهل البيت (عليهم‌السلام) في مصر ، ومن خلال تجربتي.

سيدي الفاضل! كما تعلمون إنّ مصر فيها أرضية جيدة لتقبّل وحبّ أهل البيت (ع) ، ثم مصر وما فيها من فكر ومفكرين وعلماء وأهميتها على كافة الأصعدة ، والأزهر المشتق اسمه من فاطمة الزهراء (عليها‌السلام) ، والذي أنشأه الفاطميون ، ومن ذلك التاريخ ولحد الآن تمثل مصر مركزا علميا ، وتعتبر الآن هي قلب العالم السّنّيّ ، وفي السنوات الأخيرة وبعد قيام الثورة الإسلاميّة أصبح الناس هناك متعطشين لمعرفة تراث وعقيدة اولئك المتحمسين للشهادة ، ويا للأسف! بدلا من أن يزوّدوا بالمنهل الصافي ؛ منهل أهل البيت ، قام صدام لعنه الله والسعودية الوهابية بغزو الساحة المصرية بمئات المؤلفات وعشرات العناوين ، وأطنان من المجلات ، وآلاف من الخطباء المأجورين ، وكانت هجمة غير موضوعيّة وزبدا. وهنا وقف الكثير الكثير من المفكرين والعقلاء مندهشين ، وكان لسان حالهم يقول : هل أصبحت ايران شيعية بعد مجيء الإمام الخميني أم إنّها كانت شيعية قبل ذلك؟ ما هو مصدر قوة مذهب الشيعة الذي يقف أمام هذا التحدي العالمي والمحلي؟

لما ذا لا نسمع من الشيعة أنفسهم؟ أين هي كتبهم؟.

وبخلاصة العبارة كانت العقول متعطشة لمعرفة مذهب أهل البيت من أتباعه

٤١١

لا من خصومه ، وخاصّة اولئك الخصوم غير الموضوعيّين وكتاباتهم والتي هي عبارة عن كيل من الشتائم والسباب التي لا تقنع ناشد الحقّ.

لهذه الأمور فكرنا نحن الطلبة الدارسين في الجامعات المصرية بإيصال ما يمكن ايصاله من تراث أهل البيت (عليهم‌السلام) إلى طالبيه. وكانت بداية عملنا في المراجعات ، وأصل الشيعة واصولها ، وعقائد الإماميّة ، ومعالم المدرستين ، والنص والاجتهاد ، وبعض الكتب والكراسات الأخرى.

كانوا يقولون لنا : إنّا وجدنا أنفسنا كأننا ولدنا من جديد ؛ كنّا نشعر في الماضي بأننا نفتقد شيئا. هناك شيء مفقود ، حتى وجدنا ضالتنا في مذهب أهل البيت وكانت طبعا معاناة ومقارنة ورغم كثرة الباطل وزيفه فما أن جاء حقّ أهل البيت فإذا الزبد يذهب جفاء!!

سيدي الفاضل! هناك في الساحة المصرية مختلف التيارات الفكرية والعقائدية والحزبيّة. حتى الإسلاميون فهم يتكونون من حوالي (٤٠) حزبا وجماعة اسلاميّة ومعظمها تعيش في حيرة عند ما تستخدم تراث الصحابة وخاصّة بعد اصطدامهم بالظلمة وعند ما يأتيهم من يسمون أنفسهم علماء أزهريين يستشهدون بما وضعه مرتزقة معاويّة وجميع من باعوا دينهم بدنيا غيرهم

(أطيعوا أمراءكم وان جاروا وان فسقوا) ، (صلّوا وراء كل برّ وفاجر). لذلك هناك مجموعات كبيرة تركت الأخذ بالحديث كله والاعتماد على القرآن فقط.

لكن ـ وكما تعرفون سيادتكم ـ لا يمكن أبدا الاستغناء عن سنّة الرسول (ص). فكانوا عند ما اطّلعوا على تراث وسنّة أهل البيت الخالية من الشوائب نزلت عليهم رحمة وأخذوا يعملون ليل نهار لإيصال ذلك الحقّ إلى طالبيه.

معالم المدرستين الجزء الأول غيّر أكثر من (٢٠٠) فرد من الضلالة إلى الهدى وجميع هؤلاء من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والمفكرين.

٤١٢

معالم المدرستين والكتب الموضوعيّة التي على شاكلته هي الدواء الناجح زمانيا ومكانيا (أقصد المكان الساحة المصرية).

وبعد بضع سنوات من المعاناة والصراع الفكري تولّد من ذلك الكثير من العلماء والمفكرين والكتّاب المرموقين والّذين أخذوا يألفون الكتب وعلى طريقة معالم المدرستين والمراجعات ، ووضع المعالم الفاصلة التي تفصل بين الشجرة الطيّبة والشجرة الخبيثة. فإما شجرة محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين وإمّا شجرة أبي سفيان ومعاويّة ويزيد وهند ... خياران لا ثالث لهما.

يا علمائنا الأجلّاء! اغتنموا الفرصة فإنّها تمرّ مرّ السحاب ...

من أجل نصرة مذهب أهل البيت سيما وفي هذا الوقت وبعد أن كشف الله الوهابيّة وفتنهم بصدام فقدوا المصداقيّة ودحض الله حجّتهم وهم الّذين طالما قالوا : إنّ شعارهم الأول هو التوحيد ومحاربة الشرك والمشركين وإذا بهم مع أول صيحة يسبق بهم الفزع والخوف ، وهي الآن فرصتنا. والعمل الذي وجدناه نافعا ومفيدا هو مجرد ايصال ذلك النبع وبطريقة سهلة وميسّرة. فمثلا هذه الكتب وخاصّة كتب العلّامة الجليل شرف الدين والعلّامة الفاضل والمحقق السيّد مرتضى العسكري وبعض الكتب والمؤلفات الاخرى إنّ هناك من العلماء عند ما وقع تحت أيديهم مؤلفات العلّامة العسكري وشرف الدين ومحمد باقر الصدر كانوا يبكون ويقولون : الحمد لله الّذي أنقذنا من الضلالة ، ويقولون : لأول مرّة نجد أنفسنا نقرأ لعلماء كأننا عشنا عمرنا كلّه في غيبوبة.

٤١٣

المهم توجد الإمكانات الفكرية والعاملة لأجل الحقّ لكنها تحتاج إلى التوجيه في بعض الامور والدعم ، بعيدا عن الأعمال التنظيميّة والحزبيّة والدعائيّة.

الله أكبر! الوهابيون ... يوفّرون ويوزّعون كتب ابن تيميّة وابن قيم الجوزية مجّانا ، وكتاب المراجعات يباع في مصر ب (٢٠) جنيه مصري ، والمصريّ راتبه الشهري (٥٠) جنيه معالم المدرستين كان يبيعه اللبنانيون التجار بما يقرب من (٢٠) جنيه قال مولانا أمير المؤمنين (عليه‌السلام) : لو لم تتهاونوا في نصرة الحقّ وتوهين الباطل لم يقو من قوي عليكم.

خلاصة القول : إنّ مصر بحاجة ماسّة وفي هذا الوقت إلى نشر كتب العلّامة العسكري (حفظه الله) ، وكتب شرف الدين (رحمة الله عليه) والحمد لله أولا وآخراً

خادم أهل البيت عليهم‌السلام

... الربيعي

٤١٤

٤١٥

٤١٦

٤١٧

٤١٨

٤١٩

٤٢٠