معالم المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

معالم المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة البعثة
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٤١

حسنة ؛ وقيل : انّها ثلاثون كتابا ؛ منها ...

أخبرنا بكتبه قراءة عليه أكثرها ، والباقي إجازة ؛ أحمد بن عبدون عن عليّ بن محمّد بن الزبير سماعا واجازة عن عليّ بن الحسن بن فضّال. وذكر الاردبيلي رواياته في جامع الرواة(١).

والحسن بن الجهم :

قال النجاشي : الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الشيباني الزراري. أبو محمّد ، ثقة. روى عن أبي الحسن موسى والرضا ؛ له كتاب ... أخبرنا عدّة من أصحابنا ...

وقال الطوسي في الفهرست : له مسائل ، أخبرنا بها ... وبحث الأردبيلي في جامع الرواة عن رواياته (٢).

تداخل الأسانيد وتشابكها :

وجدنا في ما سبق :

أ ـ أن عبد الله بن أيوب يروي الكتاب عن حسين الرواسي ، عن ابن أبي عمرو تارة ، وعن ابن أبي عمرو نفسه تارة أخرى.

ب ـ وان الحسن بن علي بن فضّال ، مرة يروي الكتاب عن الإمام الصادق عن ظريف بن ناصح ، واخرى يعرض الكتاب بنفسه على الإمام الرضا ويرويه عنه.

ج ـ وأن سهل بن زياد يروي الكتاب عن الحسن بن ظريف ، عن أبيه

__________________

(١) رجال النجاشي ص ١٩٥ ـ ١٩٦ ، وفهرست الطوسي ص ١١٨ ، وجامع الرواة ١ / ٥٦٩ ومجمع الرجال ٤ / ١٨٠ ـ ١٨٢.

(٢) رجال النجاشي ص ٤٠ ، وفهرست الطوسي ٧٢ ، وجامع الرواة ١ / ١٩١ ، ومجمع الرجال ٢ / ١٠٠ ـ ١٠١.

٣٠١

ظريف ، عن أيوب ، عن ابن أبي عمرو الطبيب عن الإمام الصادق. كما يرويه عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الإمام الرضا (ع).

د ـ وان محمد بن الحسن الصفار ، يروي عن أحمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن ظريف ، وسهل بن زياد ، عن الحسن بن ظريف ، عن ظريف بسنده إلى الإمام الصادق (ع). كما روى عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن الإمام الرضا (ع).

ه ـ وانّ علي بن إبراهيم يروي عن أبيه ، عن الحسن بن فضّال ، عن ظريف بسنده عن الإمام الرضا. كما يروي عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن الإمام الرضا.

و ـ وانّ محمد بن الحسن بن الوليد ، يروي عن أحمد بن ادريس ، عن محمّد بن حسان عن اسماعيل ، عن ظريف ، وعن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن عيسى ، عن الحسن بن فضّال ، عن ظريف بسنده إلى الإمام الصادق (ع).

ز ـ وانّ الشيخ الكليني يروي : بأربعة أسانيد ، عن سهل ، وبسندين عن محمّد بن عيسى ويونس. وينتهي بثلاثة أسانيد إلى الإمام الرضا.

ح ـ وانّ الشيخ الصدوق يروي عن محمّد بن الحسن بطريقيه السابقين ، إلى الإمام الصادق (ع) وإلى الإمام الرضا (ع). وهكذا تتداخل الاسانيد ، وتتشابك في رواية أمثال كتاب الديات ، ومن ثمّ يعلم انّ ضعف أحد الرواة في سند ما ، يجبر بتسلسل رواة عدول في السند الآخر.

أضف إليه انّه أحيانا كان عندهم الاصل أو الكتاب الذي يأخذون عنه ، مشتهرا في عصرهم ، متواترا نقله عن مؤلّفه ، مثل اشتهار الكتب الأربعة : الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار اليوم لدينا ، ولم يكونوا

٣٠٢

بحاجة إلى اثبات الكتاب إلى مؤلّفه ، وانّما كانوا يذكرون اتصال سندهم قراءة إلى مؤلفه ، وأحيانا إجازة بواسطة أو بوسائط مضافا إلى اتصال سندهم قراءة بوسائط اخرى.

وكذلك يعلم انّ انقطاع سند هذا الكتاب إلى أبي الأئمة (الإمام علي (ع)) لا يقدح في صحة انتسابه إليهم بعد اتّصال سلاسل أسانيده إلى الإمامين الصادق والرضا(ع).

* * *

هكذا أدخل أصل ظريف ـ أو بالاحرى كتاب الديات برواية ظريف ـ في الموسوعات الحديثية وأصبح جزءا من آحادها وانتهى إلينا بوساطتها ، مع بقاء أصله منفردا بين أيدي المحدّثين ، يرويه محدّث عن محدّث ، حيث قال الشيخ أبو زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن الهذلي المولود بالكوفة (٦٠١ ه‍) و (ت : ٦٨٩ أو ٦٩٠ ه‍) بالحلّة (١) ، في آخر باب الديات من كتابه «جامع الشرائع» :

فصل : فلمّا انتهيت إلى هنا ، وهو المقصود بالكتاب ، سأل من وجب حقه ، اثبات كتاب الديات لظريف بن ناصح (ره) باسناده ، وأجبته إلى ذلك ، وها أنا ذاكره على وجهه ان شاء الله تعالى. أخبرني ...

ثمّ أورد أسانيده البالغة ثمانية إلى الشيخ الكليني والطوسي ، مثل قوله : أخبرني الشيخ محمّد بن أبي البركات بن إبراهيم الصنعاني في شهر رجب سنة ست وثلاثين وستمائة ، عن الشيخ أبي عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي ، عن أبي علي ، عن ولده الشيخ أبي جعفر الطوسي (٢).

__________________

(١) الذريعة ٥ / ٦١ في ترجمة جامع الشرائع.

(٢) مستدرك البحار ٣ / ٣٠٨.

٣٠٣

وقال شيخنا صاحب الذريعة : و «نسخة الجامع» هذه الّتي عليها خطّ المؤلّف ، وقد قرئت عليه ؛ موجودة في مكتبة سيّدنا الحسن صدر الدين بالكاظمية وهذه صورة خطّه: «انهاه قراءة وسماعا له ، وفقه الله وايّانا لمرضاته بمحمّد وآله ، وكتب يحيى بن سعيد في ج ٢ / ٦٨١».

وقال النوري في شرح حال الكتب ومؤلّفيها من خاتمة مستدرك الوسائل (١) : كتاب الديات هو من الاصول المشهورة واعتمد عليها المشايخ ... إلى قوله :

وبالجملة فهذا الكتاب معروف مشهور معتمد عليه وقد نقله في الوسائل ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة (٢) ـ عن الكافي والتهذيب والفقيه وفرّق أجزاءه على الابواب ، ونحن نقلناه عن الاصل وبينهما اختلاف في بعض المواضع ..

* * *

وجدنا هذا الاصل أو هذا الكتاب منذ القرن الأوّل الهجري إلى عصرنا هذا : (القرن الخامس عشر الهجري) تتداوله أيدي المحدثين ، يرجعون إلى نسخة الأصل أحيانا وآونة إلى من نقل عنه ، ولم تنقطع صلتهم به ، وانّ آخر من رجع إلى نسخة الأصل من المحدّثين هو المحدّث النوري المتوفى ١٣٢٠ ه‍ فجزأ أحاديثه على أبواب كتاب الديات من مستدرك الوسائل.

* * *

ضربنا مثلا لرجوع المشايخ إلى الاصول والمدوّنات الحديثية الصغيرة برجوعهم إلى كتاب الديات رواية ظريف ، وفي ختام البحث ينبغي أن ندرس

__________________

(١) تأليف الحاج ميرزا حسين النوري.

(٢) تأليف الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت : ١١٠٤ ه‍).

٣٠٤

كيفية اتصال أسانيد المشايخ إلى أصحاب تلك الاصول والمدوّنات الصغيرة ومنها إلى أئمة أهل البيت (ع).

٣٠٥

اتّصال سلاسل أسانيد المشايخ

في مدرسة أهل البيت (ع) بهم

في سبيل هذه المعرفة ندرس أولا بعض مصطلح المحدثين في ما يلي :

قسم المحدّثون طرق تحمّل الحديث ونقله إلى الدرجات التالية :

أولها : السماع من الشيخ :

يعتبر السماع من لفظ الشيخ ـ سواء أكان من حفظ الشيخ أو من كتابه ـ أرفع الطرق عندهم. ويقول التلميذ عندئذ في مقام الرواية : سمعت فلانا ، أو حدّثني ؛ لدلالته على قراءة الشيخ عليه.

وقد يقول : أنبأنا.

ثانيها : القراءة على الشيخ :

وتسمّى : العرض ، لأنّ القارئ يعرض الحديث على الشيخ ، سواء كانت القراءة من حفظ الراوي أو من كتاب ، وسواء كان الشيخ يعارض المقروّ على أصل بيده أو بيد ثقة غيره أو يعارضه على ما يحفظه.

ويقول التلميذ إذا أراد رواية ذلك : قرأت على فلان ، أو قرئ عليه ، وأنا أسمع فأقرّ الشيخ به ، وله أن يقول : حدثنا وأخبرنا مقيّدين بقوله : قراءة

٣٠٦

عليه.

وفي الحالتين ان كان معه غيره ، قال : حدّثنا وأنبأنا بلفظ الجمع ، وبعد الفراغ من سماع الحديث كلّه أو الكتاب بعد الفراغ منه يجيز الشيخ للسامعين روايته.

ثالثها : المناولة : (١)

وهي نوعان :

أ ـ المناولة المقرونة بالاجازة ، ويسمّى عرض المناولة في مقابل عرض القراءة ، وهي دون السماع في المرتبة.

ب ـ المناولة المجردة عن الاجازة ، بان يناوله كتابا ويقول : هذا سماعي أو روايتي من غير أن يقول : اروه عنّي أو أجزت لك روايته عنّي ، والصحيح انّه لا يجوز له الرواية بها ، وجوّزها بعض المحدّثين.

وإذا روى بها ، قال : حدّثنا فلان مناولة أو أخبرنا مناولة ، غير مقتصر على حدّثنا وأخبرنا لإيهامه السماع أو القراءة.

رابعها : الكتابة :

وهي أن يكتب الشيخ مرويّة لغائب أو حاضر بخطّه أو يأذن لثقة يكتبه له ، وهي أيضا نوعان :

أ ـ مقرونة بالاجازة : بأن يكتب إليه : أجزت لك ما كتبته لك أو كتبت به إليك ونحو ذلك من عبارات الاجازة. وهي في الصحّة والقوّة كالمناولة المقرونة بالاجازة.

__________________

(١) لقد جعلها الشهيدان رابعا وجعلا الاجازة ثالثا ، غير ان ما ذكرا في المناولة المقرونة بالاجازة بأنها أعلى أنواع الاجازة على الاطلاق ، ... جعلني أعتبرها ثالثة وجعلت الاجازة بالكتابة رابعة لقولهما فيها : هي في الصحة والقوة كالمناولة المقرونة ، وذكرت الاجازة بعد هذه وجعلتها خامسة في الترتيب.

٣٠٧

ب ـ مجردة عن الاجازة : واختلفوا في جواز الرواية بها وعدمه.

خامسها : الاجازة :

الاجازة : إذن وتسويغ ، مثل قول الشيخ : أجزتك رواية كذا ، أو الكتاب الفلاني ، أو رواية مسموعاتي أو ما اشتمل عليه فهرستي هذا. ولا تجوز الاجازة بما لم يتحمّله المجيز من حديث.

ويصحّ للمجاز له اجازة المجاز لغيره ، فيقول : أجزت لك رواية ما اجيز لي روايته.

سادسها : الاعلام :

وهو أن يعلم الشيخ الطالب أنّ هذا الكتاب أو الحديث روايته ، أو سماعه من فلان ، من غير أن يقول : اروه عنّي ، أو أذنت لك في روايته ونحوه. وفي جواز الرواية به قولان : الجواز والمنع.

سابعها : الوجادة :

وهو أن يجد انسان بخطّ معاصر له ، أو غير معاصر ، ولم يسمعه منه ، وليس له منه اجازة ، ولا خلاف بينهم في منع الرواية بها ، وانّما يقول : وجدت ، أو قرأت بخطّ فلان «حدثنا فلان» ويسوق باقي الاسناد والمتن ، أو يقول : وجدت بخط فلان ، أو في كتاب فلان ، عن فلان ... (١)

* * *

في كلّ هذه الصور ليس الكلام من مجهول لمجهول عن مجهول ، وانّما الكلام حول شيخ وطالب وحديث أو كتاب ، موجود كلّ واحد منه في الخارج ، ومعلوم ومشخص.

__________________

(١) أوردته ملخصا من الباب الثالث «في تحمل الحديث وطرق نقله» من كتاب دراية الشهيد الثاني زين الدين العاملي (ت : ٩٧٥ ه‍) ط. مطبعة النعمان بالنجف ص ٨٢ ـ ١٠٨ وقد أورد المامقاني تفصيل أقوال أهل الفن في مقباس الهداية ص ٩٥ ـ ١٠٢.

٣٠٨

دراسة اتّصال المشايخ بأئمّة أهل البيت (ع)

على ضوء ما أوردنا من تعريف مصطلحاتهم ندرس ألفاظهم في الاسانيد لنعلم مدى اتّصال المشايخ في رواية الحديث بأئمة أهل البيت :

في ترجمة ظريف :

قال النجاشي : كان ثقة في حديثه ، صدوقا ، له كتب ، منها كتاب الديات ، رواه عدّة من أصحابنا.

أخبرنا عدّة من أصحابنا ، عن أبي غالب أحمد بن محمّد ، قال : قرأ عليّ عبد الله بن جعفر وأنا أسمع ، قال : حدّثنا الحسن بن ظريف ، عن أبيه به.

وقال الطوسي : له كتاب الديات ، أخبرنا الشيخ أبو عبد الله ... وأخبرنا ابن أبي جيّد ... (١)

قال النجاشي : (أخبرنا عدّة من أصحابنا ، عن أبي غالب) وأخبرنا ـ في اصطلاحهم ـ مشترك بين سماع التلميذ من الشيخ ، وقراءة

__________________

(١) مجمع الرجال ٣ / ٢٣٣.

٣٠٩

التلميذ أو قراءة زميله على الشيخ والشيخ يسمع ، ولعلّ كلّ ذلك وقع في رواية عدّة من الاصحاب عن أبي غالب ، أمّا رواية أبي غالب عن شيخه وإلى آخر سلسلة السند فقد كانت سماعا عن الشيخ حسب مفاد الألفاظ الواردة في السند.

وقال الطوسي هنا أي في الفهرست : «أخبرنا المفيد وابن أبي جيّد» وذكر صدر السند ، بينما هو يحذف صدور الأسانيد في رواياته بكتابيه : الاستبصار والتهذيب ويختزل الفاظ الأسانيد.

وكذلك فعل الصدوق في الفقيه وقبله الكليني في الكافي وحذفا صدور أسانيد كتاب الديات.

وكذلك دأب المشايخ مع أسانيد جلّ رواياتهم يحذفون صدور الاسانيد ويرمزون إلى مقصودهم أحيانا ، واخرى يجملون القول ، مثل قولهم : «علي بن إبراهيم ، عن أبيه» ، «وعدّة من أصحابنا ، أو عدّة عن سهل بن زياد».

ثمّ يشرحون في محلّ آخر رمزهم ، ويبيّنون تفصيل ذلك المجمل ، ويذكرون تمام السند ، كما فعل الصدوق في ذكر مشيخته بآخر الفقيه ، والطوسي في شرح مشيخته بآخر الاستبصار والتهذيب.

وقد قصدنا في ما أوردنا ببحث «معرفة رواة كتاب الديات» إراءة شرحهم لكيفية تلقّيهم الرواية من كل شيخ في ترجمة ذلك الشيخ ، ووجدنا في ما ذكروا بتلك التراجم تثبتا في تحمل الحديث ونقله بما لا مزيد عليه ؛ فهذا العالم يروي عن شيخه أربعة من أحاديثه بلا واسطة لانّه قد سمعها منه بنفسه ، ويروي سائر رواياته عنه بواسطة أبيه وأخيه.

وآخر يسمع من أبيه كتبه مقابلة ومع ذلك فانّه لا يرويها عنه بلا واسطة لأنّ سنّه كان عند سماعه ايّاها عنه ثمانية عشر عاما ولم يكن يفهم معنى

٣١٠

الحديث تماما. ولهذا فهو يروي تلك الكتب عن أبيه بواسطة أخويه اللّذين سمع الكتب منهما في حال كمال ادراكه.

وذلك الشيخ الثالث يروي جميع ما في كتاب الشرائع ويستثني منه حديثا واحدا في حكم لحم البعير ويحتاط في روايته.

والرابع يقول : سمعت منه روايات يسيرة في دار ابن همام وليس لي منه اجازة.

* * *

من كلّ ما أوردناه آنفا ومن نظائره الكثيرة في سلاسل أسانيد الروايات ومحتويات رسائل الاجازات يطمئن الباحث إلى سلامة اتصال سلاسل أسانيد المشايخ إلى أئمة أهل البيت في حدود القدرات البشرية.

وبعد البرهنة على ذلك ينبغي البحث في كيفية اتصال فقهاء مدرسة أهل البيت عبر القرون بالموسوعات الحديثيّة الّتي ألّفها أولئك المشايخ ، ولنضرب مثلا لذلك اتصالهم بأول الموسوعات الحديثية بمدرسة أهل البيت ، وأقدمها زمنا ، وهو كتاب الكافي تأليف محمّد بن يعقوب الكليني ، وفي هذا الصدد ، قال الشيخ الطوسي في الفهرست : «محمّد بن يعقوب الكليني ، يكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالاخبار ، له كتب منها كتاب الكافي ، وهو يشتمل على ثلاثين كتابا ، أوّله كتاب العقل». ثمّ سجّل أسماء كتب كتاب الكافي ، وقال في آخره : «كتاب الروضة آخر كتاب الكافي».

وقال : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد ابن يعقوب بجميع كتبه.

وأخبرنا الحسين بن عبيد الله قراءة عليه أكثر هذا الكتاب الكافي عن جماعة ، منهم : أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري ، وأبو القاسم جعفر بن

٣١١

محمّد بن قولويه ، وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الصيمري المعروف بابن أبي رافع ، وأبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، وأبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني ، كلّهم عن محمّد بن يعقوب.

وأخبرنا الاجلّ المرتضى ، عن أبي الحسين أحمد بن علي بن شعيب الكوفي ، عن محمّد بن يعقوب.

وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون ، عن أحمد بن إبراهيم الصيمري ، وأبي الحسين عبد الكريم بن عبد الله بن نصر البزّاز بتفليس وبغداد ، عن أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني بجميع مصنّفاته ورواياته ... ـ انتهى.

إذا فالشيخ الطوسي عرّف كتب الكافي واحدا بعد الآخر وكان أوّلها كتاب العقل وآخرها كتاب الروضة.

وقال : انّه يرويه عن أربعة من شيوخه ، وكان هؤلاء الأربعة يروون الكتاب عن تلاميذ الكليني ، وكان أحد شيوخ الطوسي يروي الكتاب عن خمسة من تلاميذ الكليني ، وآخر عن اثنين منهم.

وروى الطوسي عن شيوخه بلفظ (أخبرنا) وأخبرنا مشترك بين سماع لفظ الشيخ والقراءة على الشيخ ، غير انّه لمّا ذكر في روايته عن الحسين بن عبيد الله انّه يروي الكتاب عنه قراءة عليه أكثرها ، نفهم بانّه قد روى الكتاب من بقية شيوخه في سلسلة هذا السند سماعا منهم.

هذا ما كان عن الشيخ الطوسي. أمّا النجاشي فقد قال : ... صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكليني ، يسمّى الكافي في عشرين سنة ، شرح كتبه : كتاب العقل ... كتاب الروضة.

يظهر مما ذكره النجاشي وغيره انّ الكتاب كما كان يسمّى باسم «الكافي» كان يسمّى أحيانا باسم مؤلّفه «الكليني» كما نسمّي نحن اليوم أحيانا كتاب

٣١٢

تاريخ الأمم والملوك» تأليف الطبري باسم مؤلّفه «الطبري».

ويظهر أيضا من تعريف النجاشي والطوسي للكافي انّه كان مقسّما حسب مواضيعه إلى ثلاثين كتابا على صورة أجزاء ، كلّ كتاب منه في مجلّد واحد ، غير انّها لم تكن مرقّمة بالتسلسل ، كما هو شأن مجلّدات الكتب في عصرنا ، لذلك حصل بعض التقديم والتأخير في ذكر أسماء كتبه ، عدا اسم الأوّل : كتاب العقل ، واسم الكتاب الأخير ، الروضة.

وقال النجاشي أيضا : كنت أتردّد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي ، وهو مسجد نفطويه النحوي ، أقرأ القرآن على صاحب المسجد ، وجماعة من أصحابنا يقرءون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب : «حدّثكم محمّد بن يعقوب الكليني» ورأيت أبا الحسن العقراوي يرويه عنه.

إذا فالشيخ النجاشي أدرك اثنين من تلاميذ الكليني يرويان الكافي عنه ، أحدهما كان يخاطب تلاميذه عند ما يقرأ الكافي ، وهو يقول : «حدّثكم محمّد ابن يعقوب الكليني» وذلك بحكم سماعه الكتاب عن الكليني واجازته له أن يرويه عنه ، ولكن النجاشي لا يروي الكافي عن هذين الشيخين من تلاميذ الكليني وان أدركهما وسمعهما ، وانّما يرويه عن تلاميذ الكليني فقد قال :

وروينا كتبه كلّها عن جماعة شيوخنا ، منهم : محمّد بن محمّد ـ الشيخ المفيد ـ ، والحسين بن عبيد الله ـ الغضائري ـ ، وأحمد بن علي بن نوح ، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه ، عنه رحمه‌الله. انتهى.

ولنشرح بعد هذا العرض اسلوب الدراسة يوم ذاك لنتفهّم مغزى أقوالهم.

٣١٣

اسلوب الدراسة في عصر الكليني فما بعد

كان اسلوب الدراسة في عصر الكليني وقبله ـ حسبما يستفاد ممّا بقي لدينا من اجازات رواية الاصول الاربعمائة والمدوّنات الحديثية الصغيرة الاخرى ـ ان يقرأ الشيخ كتابه على تلاميذه وهم يستمعون إليه ، أو يقرأ تأليف الشيخ أحد طلابه على الشيخ ويستمع زملاء الطالب إليه وينتبهون إلى تعليق شيخهم ان كان ثمّة تعليق ، وبعد انتهاء الطلاب من دراسة كتاب الشيخ عليه باحد الاسلوبين المذكورين يمنح الشيخ طلّابه اجازة رواية تأليفه عنه ، ويصبح هؤلاء الطلبة بعد ذلك شيوخا للطلبة من الجيل الجديد الصاعد ، ويدرّسونهم الكتاب كذلك ، ثمّ يجيزونهم أن يرووا ذلك الكتاب بواسطتهم عن مؤلّفه. وهكذا دواليك جيلا بعد جيل ، فكلّ طالب يقرأ الكتاب على مؤلفه أو على شيخ تتصل سلسلة قراءته وروايته بمؤلّف الكتاب.

هكذا كانت الحالة في عصر الكليني وقبله وبعده حتى عصر الشيخ الطوسي وبعد انتقاله إلى النجف الأشرف سنة (٤٤٨ ه‍) وتأسيسه الحوزة العلمية هناك.

بعد تأسيس الحوزة العلمية في النجف الأشرف :

أسّس الشيخ الطوسي الحوزة العلمية في النجف بعد انتقاله إليها وبقي

٣١٤

زعيمها حتّى توفي سنة (٤٦٠ ه‍).

في هذه الحوزة ـ منذ عصر الشيخ الطوسي ـ وفي الحوزات المماثلة والمؤسسة بعدها كانت الموسوعات الحديثية الأربع : الكافي والفقيه والاستبصار والتهذيب ؛ محورا للدراسات الفقهية إلى العصور الأخيرة يدرسونها على من تتصل قراءتهم لها بمؤلفيها.

وهكذا بقيت الكتب الحديثية متداولة بين أيدي الطلبة حتى اليوم شأنها في ذلك شأن الفية ابن مالك التي قرأها الطلاب على شيوخهم في الحوزات العلمية منذ تأليفها حتّى اليوم.

وشأنها شأن كتب ابن سينا في الطبّ والفلسفة وشأن غيرهنّ من الكتب الدراسية الّتي بقيت تتداولها أيدي الطلبة الدارسين لها جيلا بعد جيل منذ تأليفها حتّى اليوم ، غير انّ العناية بكتب الحديث كانت أكثر من أيّ كتاب بعد كتاب الله ، وبقي اسلوب روايتها سماعا وقراءة واجازة معمولا به في دراساتها إلى القرون الأخيرة كما يشهد به ما تبقى لدينا من اجازات الرواية الّتي جمع بعضها المجلسي في المجلد السابع والعشرين من موسوعته البحار ، واستدرك عليه جدّنا شيخ المحدّثين الشيخ مرزا محمّد الشريف العسكري في خمسة مجلدات من مستدركه على بحار الأنوار ، ومن أمثلة تلك الاجازات المصرّحة باتصال قراءة الموسوعات الحديثية بمؤلفيها ما ورد في الاجازات التالية :

أ ـ اجازة الشيخ فخر الدين محمّد (ت : ٧٧١ ه‍) ابن العلّامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر ، للشيخ محسن بن مظاهر ، ورد فيها : وأجزت له أيضا أن يروي عنّي مصنّفات الشيخ الأعظم والامام الأقدم ، مقرّر قواعد الشريعة ، شيخ الشيعة عماد الدين أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدّس الله روحه ، فمن ذلك كتاب تهذيب الأحكام فانّي قرأته على

٣١٥

والدي درسا بعد درس ، وتمّت قراءته في جرجان سنة اثني عشر وسبعمائة عنّي عن والدي ، ثمّ والدي قرأه على والده أبي المظفر يوسف بن عليّ بن المطهّر وأجاز له روايته ، ثمّ يوسف المذكور قرأه على الشيخ معمر بن هبة الله بن نافع الورّاق وأجاز له روايته ، ثمّ الفقيه معمر المذكور قرأه على الفقيه أبي جعفر محمّد بن شهرآشوب وأجاز له روايته ، ثمّ شهرآشوب قرأه على مصنّفه أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي قدّس الله سره وقرأه جدّي مرّة ثانية على الشيخ يحيى بن محمّد بن يحيى بن الفرج السوراوي وأجاز له روايته ، والشيخ يحيى المذكور قرأه على الفقيه الحسين بن هبة الله بن رطبة وأجاز له روايته ، والشيخ يحيى المذكور قرأه على المفيد أبي عبد الله محمّد بن الحسن الطوسيّ وأجاز له روايته ، والمفيد قرأه على والده وأجاز له روايته وعندي مجلّد واحد من الكتاب الّذي قرأه المفيد على والده وهو بخطّ المصنّف والده وقرأت أنا هذا المجلّد على والدي وباقي المجلّدات في نسخة أخرى.

وأمّا كتاب النهاية والجمل فانّي قرأتهما على والدي درسا بعد درس وأجاز لي روايتهما بالطريق الثاني عن والده قرأه عليه عن باقي أهل السند المذكور قراءة (١). انتهى موضع الحاجة من الاجازة.

في هذا القسم من اجازة ابن العلّامة للشيخ محسن بن مظاهر ، يقول المجيز وهو في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري ، انّه قرأ تهذيب الشيخ الطوسي على والده العلّامة درسا بعد درس ، وانّ والده العلّامة كان قد قرأه على شيخه ، وشيخه على شيخه ، وهكذا يذكر سلسلة القراءات حتى بنهي

__________________

(١) البحار ١٠٧ / ٢٢٣ ، وهذه الاجازة وردت ضمن اجازة الشيخ علي بن محمد البياضي (ت : ٨٢٧) للشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي.

٣١٦

تسلسل القراءات إلى قراءة على مؤلّف التهذيب الشيخ الطوسي ، ويقول : انّ جزءا من كتاب التهذيب الّذي قرأه على والده كان بخطّ مؤلّفه الّذي توفي في النصف الأوّل من القرن الخامس الهجري.

ويقول في اجازته رواية كتاب النهاية : انّه قرأه أيضا على والده العلّامة درسا بعد درس ، ويجيز الشيخ محسن روايته بطريق آخر أيضا تسلسلت فيه قراءة شيخ على شيخ إلى أن ينهي القراءة إلى مؤلف الكتاب.

في هذا النوع من أنواع الاجازة التي يصدرها الشيخ في رسالة خاصة يمنح فيها تلميذه اجازة رواية مؤلّف واحد أو عدّة مؤلّفات ومرويّات ، تارة يذكر شيوخه ، واخرى لا يذكرهم ، وعند ما يذكر شيوخه نادرا ما يصرّح بتسلسل سند قراءته الكتاب على شيوخه إلى مؤلّفه ، مثل ما مرّ في الاجازة الآنفة ، وغالبا ما يذكر ذلك بلفظ «رويت عن فلان ، عن فلان» أو بلفظ «حدّثني فلان ، عن فلان» أو بلفظ «أخبرني» كلّ ذلك اختصارا للسند. وكان هذا دأبهم على الأكثر في سلاسل الاجازات ، مثاله : ما ورد في اجازة العلّامة الحلي حسن بن يوسف (ت : ٧٢٦ ه‍) للسيد مهنّا بن سنان المدني (ت : ٧٥٤ ه‍) (١) حيث قال فيه : وما رويته من كتاب أصحابنا السالفين رضوان الله عليهم أجمعين باسنادي المتصل إليهم رحمة الله عليهم.

إلى قوله : وأجزت له رواية كتب شيخنا أبي جعفر محمّد بن الحسن ابن علي الطوسي ـ قدس الله روحه ـ بهذه الطرق وبغيرها عنّي ، عن والدي.

لم يذكر العلّامة ـ في هذا القسم من الاجازة ـ ما ذكره ابنه فخر الدين في اجازته الآنفة : انّ أباه العلّامة قرأ تلك الكتب على أبيه «يوسف» وانّما أشار إلى سنده إلى الشيخ الطوسي حسب. ولكن في اجازته رواية الكافي بعد هذا

__________________

(١) ترجمته في طبقات أعلام الشيعة للشيخ آقا بزرك الطهراني ، القرن الثامن ص ٢٢٣.

٣١٧

أورد سنده نوعا ما أكثر تفصيلا ، حيث قال : وأمّا الكافي للشيخ محمّد بن يعقوب الكليني فرويت أحاديثه المذكورة المتّصلة بالأئمة (ع) عنّي عن والدي والشيخ أبي القاسم جعفر بن سعيد وجمال الدين أحمد بن طاوس وغيرهم باسنادهم المذكور إلى الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن رجاله المذكورة في كلّ حديث عن الأئمّة (ع).

وكتب حسن بن يوسف بن المطهر الحلّي في ذي الحجّة سنة تسع عشرة وسبعمائة بالحلّة حامدا مصلّيا.

في هذه الاجازة نجد العلّامة يقول «رويت أحاديث الكافي عن ، عن ..» ومرّ سابقا انّهم يقصدون من «رويته عن» انّهم سمعوه من الشيخ وورود «عن فلان» بعده يفيد تسلسل سماع شيخ عن شيخ إلى حيث ينهون التعبير ب «عن».

وورد نظيره في اجازة المجلسي محمّد باقر للأردبيلي حيث قال فيه : أمّا بعد فقد قرأ عليّ وسمع مني المولى الفاضل ... حاجي محمّد الاردبيلي ... كثيرا من العلوم الدينية ... لا سيّما كتب الاخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين ، ثمّ استجازني فاستخرت الله سبحانه وأجزت له أن يروي عنّي ... بحق روايتي واجازتي عن مشايخي الكرام ... فمن ذلك ما أخبرني به عدّة ... ممّن قرأت عليهم أو سمعت منهم ... منهم والدي العلّامة وشيخه ... مولانا حسن علي التستري و... وبحق روايتهم واجازتهم عن شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة ... محمّد العاملي قدّس الله روحه عن والده.

وهكذا سلسل المجلسي في هذه الاجازة سنده حتى انتهى إلى فخر الدين محمّد ، عن والده العلّامة الحلّي ، ثم سلسل السند منه إلى الشيخ المفيد

٣١٨

والكليني والصدوق.

ثمّ بدأ بذكر سند آخر له وقال : ومنها ما أخبرني به العدّة المتقدّم ذكرهم بحقّ روايتهم عن ... ، ثمّ ذكر سلسلة مشايخه إلى الشهيد محمّد بن مكي (ت : ٧٨٦ ه‍) (١) وسنده روايته عنهم.

وهكذا ذكر طرقه واسانيده وأكثرها بلفظ أخبرني ممّا يدل على السماع من الشيخ أو سماع القراءة عليه ، وتسلسل ذلك إلى صاحب التأليف في اجازته رواية تأليفه ، ثم ختم الاجازة بقوله : كتب بيمينه ... محمّد باقر بن محمّد تقي ... سنة ثمان وتسعين بعد الألف الهجرية (٢).

* * *

وردت نظائر هذه الاجازات كثيرا في مجلدات اجازات البحار ممّا فيها ذكر قراءات الكتب على الشيوخ المجيزين روايتها.

مثل اجازة الشيخ حسن علي ابن المولى عبد الله لمحمد تقي المجلسي سنة (١٠٣٤ ه‍) حيث ورد فيها : وقرأ من الحديث ، كثيرا من تهذيب الاحكام وسمع منه أيضا ، ومن من لا يحضره الفقيه أكثره ، ومن الكافي كتبا كثيرة (٣).

وورد في اجازة محمّد تقي المجلسي (ت : ١٠٧٠ ه‍) لميرزا إبراهيم «فمنها ما أخبرني به قراءة وسماعا واجازة بهاء الملة ... والدين محمّد العاملي ... عن الشيخ عبد العالي .. (٤)

وفي إجازة محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت : ١١٠٤ ه‍) للشيخ

__________________

(١) ترجمته في المائة الثامنة من طبقات الشيخ آقا بزرك ص ٢٠٥.

(٢) آخر جامع الرواة ٢ / ٥٤٩ ـ ٥٥٢.

(٣) البحار ١١٠ / ٣٨ ـ ٤٢.

(٤) البحار ١١٠ / ٦٧ ـ ٧٣.

٣١٩

محمّد فاضل المشهدي (١). وقد قرأ عندي ما تيسّر قراءته وهو كتاب من لا يحضره الفقيه ، من أوّله إلى آخره ، وكتاب الاستبصار أيضا بتمامه ، وكتاب اصول الكافي كلّه ، وأكثر كتاب التهذيب ، وغير ذلك ، قراءة بحث وتنقيح وتدقيق ، فأحسن وأجاد وأفاد أكثر ممّا استفاد بحيث ظهر جدّه واجتهاده وقابليته واستعداده ... وأهليته لنقل الحديث وروايته بل نقده ودرايته ، وقد التمس مني الاجازة فبادرت إلى اجابته ... (٢).

كان هذا نوعا من أنواع الاجازة يحرّرها الشيخ في رسالة خاصّة ، ونوع ثان منها يحرّرها الشيخ بظهر الكتاب الّذي قرأه التلميذ عليه ، مثل خمس اجازات للمجلسي محمّد باقر منحها تلميذه محمّد شفيع التويسركاني وجدناها بخطّه في أواخر كتب الكافي من نسخة مخطوطة ثبتنا صورها بآخر الكتاب وهي كالآتي :

أ ـ الاجازة الأولى مدوّنة بآخر كتاب العقل والتوحيد وما يقابل ١ / ١٦٧ ط. طهران جاء فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم

انهاه المولى الفاضل الكامل التقيّ الذكيّ الالمعي مولانا محمّد شفيع التويسركاني وفقه الله تعالى للارتقاء على أعلى مدارج الكمال في العلم والعمل سماعا وتصحيحا وتدقيقا وضبطا في مجالس آخرها خامس عشر شهر جمادى الأولى من شهور سنة ثلاث وثمانين بعد الألف من الهجرة ، وأجزت له أن يروي عنّي كلّما صحّت روايته واجازته بحق روايتي عن مشايخي واسلافي ، باسانيدي المتكثرة المتصلة إليهم ، رضوان الله عليهم أجمعين ، وكتب بيمناه

__________________

(١) ترجمته في الفوائد الرضوية للشيخ عباس القمي ص ٥٨٨.

(٢) البحار ١١٠ / ١٠٧ ـ ١٠٩ ، وراجع ص ١٢٧ و ١٥٧ وما بعدها وما قبلها.

٣٢٠