معالم المدرستين - ج ٣

السيد مرتضى العسكري

معالم المدرستين - ج ٣

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة البعثة
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٤١

فيوشك أن يريحك من بلائي

نزولي في المهالك وارتحالي(١)

وأرسل معاوية يزيد إلى الحجّ وقيل بل أخذه معه فجلس يزيد بالمدينة على شراب فاستأذن عليه عبد الله بن العبّاس والحسين بن علي فأمر بشرابه فرفع ، وقيل له : انّ ابن عباس إن وجد ريح شرابك عرفه ، فحجبه واذن للحسين ، فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب ، فقال : ما هذا يا ابن معاوية؟ فقال : يا أبا عبد الله هذا طيب يصنع لنا بالشام ، ثمّ دعا بقدح فشربه ثمّ دعا بقدح آخر فقال : اسق أبا عبد الله يا غلام. فقال الحسين : عليك شرابك أيّها المرء ...

فقال يزيد :

ألا يا صاح للعجب

دعوتك ثم لم تجب

إلى القينات واللّذا

ت والصهباء والطرب

وباطية مكلّلة

عليها سادة العرب

وفيهنّ الّتي تبلت

فؤادك ثمّ لم تتب

فوثب الحسين عليه وقال : بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت (٢).

وحجّ معاوية وحاول أن يأخذ البيعة من أهل مكّة والمدينة فأبى عبد الله بن عمر وقال: نبايع من يلعب بالقرود والكلاب ويشرب الخمر ويظهر الفسوق ، ما حجّتنا عند الله؟

وقال ابن الزبير : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقد أفسد علينا ديننا (٣). وفي رواية : إنّ الحسين قال له : كأنّك تصف محجوبا أو تنعت غائبا أو تخبر عمّا كان احتويته لعلم خاصّ ، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد في ما أخذ من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش ، والحمام

__________________

(١) ترجمة دير مران والغذقدونة : من معجم البلدان.

(٢) الأغاني ١٤ / ٦١ ، وتاريخ ابن الأثير ٤ / ٥٠ في ذكره سيرة يزيد. وقد أوردت الخبر بايجاز.

(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٢٨.

٢١

السّبق لأترابهنّ ، والقينات ذوات المعازف ، وضروب الملاهي ، تجده ناصرا ، ودع عنك ما تحاول (١) انتهى.

قال المؤلّف : لست أدري أكان هذا الحوار من سبط النبي مع معاوية وحوار ابن الزبير وابن عمر معه في مجلس واحد أم في مجلسين ، ومهما يكن من أمره فانّ معاوية لم يستطع أن يأخذ البيعة من هؤلاء ، واستطاع أن يأخذ البيعة من أهل الحرمين ويموّه عليهم أمر العبادلة في بيعة ابنه ، وارتحل عنهم.

* * *

وجدنا يزيد في سفريه إلى الحجّ والغزو يتظاهر باللامبالاة بالمقدسات الإسلامية وعدم الاكتراث بنكبة الجيش الإسلامي الغازي ، خلافا لرغبة أبيه معاوية ووصيّة دعيّه زياد بأن يتظاهر بالتخلّق بالاخلاق الإسلامية حولا أو حولين عساهم أن يموّهوا على الناس أمره ، ولم يكتف بذلك حتى نظم في سكره واعلام أمره ما سارت به الركبان.

وأكثر يزيد من نظم الشعر في الخمر والغناء مثل قوله :

معشر الندمان قوموا

واسمعوا صوت الأغاني

واشربوا كأس مدام

واتركوا ذكر المثاني (٢)

شغلتني نغمة العيدان

عن صوت الاذان

وتعوّضت من الحور

عجوزا في الدنان

وقوله :

ولو لم يمسّ الأرض فاضل بردها

لما كان عندي مسحة للتيمّم

وأظهر ذات صدره في قصيدته التي يقول فيها :

__________________

(١) الامامة والسياسة لابن قتيبة ١ / ١٧٠.

(٢) في الأصل : «المعاني» تحريف ويقصد بالمثاني : السبع المثاني أي اتركوا قراءة الحمد في الصلاة.

٢٢

عليّة هاتي واعلني وترنّمي

بذلك إنّي لا أحب التناجيا

حديث أبي سفيان قدما سما بها

إلى أحد حتى أقام البواكيا

ألا هات سقّيني على ذاك قهوة

تخيّرها العنسي كرما شاميا

إذا ما نظرنا في أمور قديمة

وجدنا حلالا شربها متواليا

وإن متّ يا أمّ الاحيمر فانكحي

ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا

فإنّ الذي حدّثت عن يوم بعثنا

أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا

ولا بدّ لي من أن أزور محمدا

بمشمولة صفراء تروي عظاميا

إلى غير ذلك ممّا نقلت من ديوانه. انتهى نقلا عن تذكرة خواصّ الأمّة (١).

يخاطب يزيد في هذه القصيدة حبيبته ويقول لها : ترنّمي وأعلني قصّة أبي سفيان لمّا جاء إلى أحد وفعل ما فعل ، حتى أقام البواكي على حمزة وغيره من شهداء أحد ، أعلني ذلك ولا تذكريه في نجوى ، واسقيني على ذلك خمرا تخيّرها الساقي من كروم الشام ، فإنّا إذا نظرنا في أمور قديمة من أعراف قريش وآل أميّة في الجاهلية وجدنا حلالا شربها متواليا وأمّا ما قيل لنا عن البعث فهو من قبيل أساطير (طسم) تشغل قلبنا ، فلا بعث ولا نشور ، فإذا متّ فانكحي بعدي إذ لا تلاقي بعد الموت ، ثمّ يستهزئ بالرسول ، ويقول : ولا بدّ أن ألقاه بخمرة باردة تروي عظامي ، كان يزيد يستهين بمشاعر المسلمين وينادم النصارى.

وروى صاحب الأغاني وقال : كان يزيد بن معاوية أوّل من سنّ الملاهي في الإسلام من الخلفاء ، وآوى المغنّين ، وأظهر الفتك ، وشرب

__________________

(١) تذكرة خواص الأمة ـ ص ١٦٤ تأليف أبي المظفر يوسف بن قزأغلي أي السبط وكان سبط جمال الدين عبد الرحمن ابن الجوزي ، من مؤلفاته التاريخ المسمى بمرآة الزمان (ت : ٦٥٤) راجع ترجمة جده في وفيات الأعيان لابن خلكان.

٢٣

الخمر ، وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه ، والأخطل ـ الشاعر النصراني ـ وكان يأتيه من المغنّين سائب خاثر فيقيم عنده فيخلع عليه ... (١).

كان يزيد بن معاوية أوّل من أظهر شرب الشراب ، والاستهتار بالغناء ، والصيد واتخاذ القيان والغلمان ، والتفكّه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعافرة بالكلاب والديكة (٢).

وكان من الطبيعي أن تتأثّر بيزيد حاشيته ، ويتظاهر الخلعاء والماجنون بأمرهم كما ذكره المسعودي في مروجه قال : وغلب على أصحاب يزيد وعمّاله ما كان يفعله من الفسوق ، وفي أيّامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي ، وأظهر الناس شرب الشراب.

وكان له قرد يكنّى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته ، ويطرح له متّكأ ، وكان قردا خبيثا ، وكان يحمله على أتان وحشيّة قد ريضت وذلّلت لذلك بسرج ولجام ويسابق بها الخيل يوم الحلبة ، فجاء في بعض الايام سابقا ، فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل وعلى أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشمّر ، وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات الألوان بشقائق ، وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمّع بأنواع من الألوان ، فقال في ذلك بعض شعراء الشام في ذلك اليوم.

تمسّك أبا قيس بفضل عنانها

فليس عليها إن سقطت ضمان

ألا من رأى القرد الذي سبقت به

جياد أمير المؤمنين أتان (٣)

وروى البلاذري عن قصّة هذا القرد وقال : كان ليزيد بن معاوية قرد يجعله بين يديه ويكنّيه أبا قيس ، ويقول : هذا شيخ من بني اسرائيل أصاب

__________________

(١) الأغاني ١٦ / ٦٨.

(٢) أنساب الأشراف للبلاذري ج ٤ القسم الأول ص ١. المعافرة كالمهارشة.

(٣) مروج الذهب ٣ / ٦٧ ـ ٦٨.

٢٤

خطيئة فمسخ وكان يسقيه النبذ ويضحك ممّا يصنع ، وكان يحمله على أتان وحشيّة ويرسلها مع الخيل فيسبقها ، فحمله يوما وجعل يقول تمسّك ... البيتين (١).

واشتهر يزيد بمنادمة القرود حتى قال فيه رجل من التنوخ :

يزيد صديق القرد ملّ جوارنا

فحنّ إلى أرض القرود يزيد

فتبّا لمن أمسى علينا خليفة

صحابته الادنون منه قرود (٢)

وقال ابن كثير : اشتهر يزيد بالمعازف وشرب الخمور ، والغناء والصيد ، واتّخاذ القيان والكلاب ، والنطاح بين الاكباش والدباب والقرود ، وما من يوم إلّا ويصبح فيه مخمورا. وكان يشدّ القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به ، ويلبس القرد قلانس الذهب وكذلك الغلمان ، وكان يسابق بين الخيل وكان إذا مات القرد حزن عليه وقيل إن سبب موته أنّه حمل قردة وجعل ينقزها فعضّته ... (٣).

وروى البلاذري عن شيخ من أهل الشام : انّ سبب وفاة يزيد أنّه حمل قردة على الأتان وهو سكران ثمّ ركض خلفها فسقط فاندقّت عنقه أو انقطع في جوفه شيء.

وروى عن ابن عيّاش أنّه قال : خرج يزيد يتصيّد بحوّارين وهو سكران فركب وبين يديه أتان وحشيّة قد حمل عليها قردا وجعل يركض الأتان ويقول :

أبا خلف احتل لنفسك حيلة

فليس عليها إن هلكت ضمان

__________________

(١) أنساب الأشراف ٤ / ١ / ١ ـ ٢ وفي لفظ البيتين اختلاف يسير مع رواية المسعودي.

(٢) أنساب الأشراف ٤ / ١ / ٢.

(٣) ابن كثير ٨ / ٤٣٦.

٢٥

فسقط واندقّت عنقه (١)

ولا منافاة بين هذه الروايات فمن الجائز أنّه أركب قردة على أتان وركب هو أيضا وركض خلفه وجعل ينقزها فعضّته وسقط واندقّت عنقه وانقطع في جوفه شيء وهكذا استشهد الخليفة قتيل القرد.

* * *

كان هذا شيئا من سيرة يزيد ، وكان أبناء الأمّة آنذاك قد تبلّد احساسهم وأخلدوا إلى سبات عميق ، وما غيّر حالهم تلك عدا استشهاد الإمام الحسين (ع) كما نشرحه في الباب التالي.

__________________

(١) أنساب الأشراف ٤ / ١ / ٢ ويبدو ان هذا القرد الذي كناه أبا خلف غير القرد الذي كناه أبا قيس.

٢٦

الفصل الأوّل

استشهاد الإمام الحسين

أيقظ الأمة من سباتها العميق

٢٧
٢٨

ينبغي لنا في سبيل دراسة آثار استشهاد الإمام الحسين (ع) على الإسلام وأهله أن ندرس جميع جوانبه بدءا بدراسة ما ورد من أنباء باستشهاده قبل وقوعه عن الأنبياء السابقين وخاتم الأنبياء والإمام علي ممّا مهد السبيل لقيامه كما يأتي بيانه.

٢٩

أنباء باستشهاد الحسين (ع) قبل وقوعه

١ ـ خبر رأس الجالوت :

روى الطبري والبلاذري ، والطبراني ، وابن سعد ، واللفظ للأوّل ، عن رأس الجالوت عن أبيه قال : ما مررت بكربلاء ، إلّا وأنا أركض دابّتي حتّى أخلف المكان ، قال : قلت : لم؟ قال : كنّا نتحدّث أنّ ولد نبيّ مقتول في ذلك المكان وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلمّا قتل الحسين قلنا : هذا الذي كنّا نتحدّث ، وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض (١)

٢ ـ خبر كعب :

روى الذهبيّ والهيثميّ والعسقلانيّ وابن كثير عن عمّار الدهنيّ قال : مرّ علي (ع) على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتّى يردوا على محمّد (ص) ، فمرّ حسن (ع) فقالوا : هذا؟ قال : لا ، فمرّ حسين (ع) فقالوا : هذا؟ قال : نعم (٢).

__________________

(١) تاريخ الطبري ط. أوربا ٢ / ٢٨٧ وترجمة الإمام الحسين بمعجم الطبراني الكبير تأليف أبي القاسم سليمان بن أحمد (ت : ٣٦٠ ه‍) ، ح ـ ٦١. ص ١٢٨ وقد طبع ضمن مجموعة باسم «الحسين والسنة» اختيار وتنظيم السيد عبد العزيز الطباطبائي بمطبعة مهر ، قم. وفي المجموعة بالإضافة إليه فضائل الحسين من كتاب فضائل امام الحنابلة أحمد بن حنبل ، وفي تاريخ ابن عساكر ح ٦٤١ وفي لفظه «فلما قتل حسين كنت أسير على هيئتي» ، وسير النبلاء ٣ / ١٩٥ بايجاز.

(٢) معجم الطبراني الكبير ح ٨٥ ، وطبقات ابن سعد بترجمة الإمام الحسين ح ٢٧٧ ، وتاريخ ابن ـ

٣٠

وأخرج ابن قولويه (ت : ٣٦٧ ه‍) أربع روايات في باب علم الأنبياء بمقتل الحسين من كتابه كامل الزيارة ، وفي باب علم الملائكة حديثا واحدا ، وفي باب لعن الله ولعن الأنبياء لقاتليه روايتين إحداهما ما رواها عن كعب ان إبراهيم وموسى وعيسى أنبئوا بقتله ولعنوا قاتله (١).

٣ ـ حديث أسماء بنت عميس :

عن عليّ بن الحسين (ع) قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : قبّلت جدّتك فاطمة بالحسن والحسين ...

فلمّا ولد الحسين فجاءني النبي (ص) فقال : يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأذّن في اذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ثمّ وضعه في حجره وبكى ، قالت أسماء : فقلت فداك أبي وأمّي ممّ بكاؤك؟ قال : على ابني هذا. قلت : انه ولد الساعة ، قال : يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي ، ثم قال : يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا ، فإنّها قريبة عهد بولادته. الحديث (٢).

__________________

ـ عساكر ح ٦٣٩ و ٦٤٠ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ٣ / ١١ ، وسير النبلاء له ٣ / ١٩٥ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٣٩ ، وفي مقتل الخوارزمي أخبار من كعب بقتل الحسين ١ / ١٦٥ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٤٧ ، والروض النضير ، شرح مجموع الفقه الكبير تأليف الحسين بن أحمد بن الحسين السياغي الحيمي الصنعاني (ت : ١٢٢١ ه‍) وفي لفظ بعضهم مع بعض اختلاف. نقلنا هذا الخبر عن كعب مع عدم اعتمادنا عليه ، لتواتر الأخبار عن رسول الله أنّه أنبأ بقتل الحسين فلعل كعبا سمع ممن سمع من النبي (ص) ، ومن الجائز أنه قرأ شيئا من ذلك في كتب أهل الكتاب.

(١) كامل الزيارة لابن قولويه ط. المرتضوية ـ النجف سنة ١٣٥٦ ص ٦٤ ـ ٦٧ ، الابواب ١٩ و ٢٠ و ٢١ من الكتاب.

(٢) مقتل الحسين للخوارزمي ١ / ٨٧ ـ ٨٨ ، وذخائر العقبي ١١٩ واللفظ للأول. لا تستقيم هذه الرواية مع الواقع التاريخي فإن أسماء كانت بالحبشة ورجعت مع زوجها جعفر بعيد فتح خيبر ، وقد ولد الحسنان (ع) قبل ذلك. ولعل الصحيح سلمى بنت عميس زوجة حمزة سيد الشهداء. ترجمتها بأسد الغابة ٥ / ٤٧٩.

٣١

٤ ـ حديث أم الفضل :

في مستدرك الصحيحين وتأريخ ابن عساكر ومقتل الخوارزميّ وغيرها واللفظ للأوّل ، عن أمّ الفضل بنت الحارث.

انّها دخلت على رسول الله (ص) فقالت : يا رسول الله انّي رأيت حلما منكرا الليلة ، قال : وما هو؟ قالت : انّه شديد. قال : وما هو؟ قالت : رأيت كأنّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ، فقال رسول الله (ص) : رأيت خيرا ، تلد فاطمة ـ إن شاء الله ـ غلاما فيكون في حجرك ، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري ـ كما قال رسول الله (ص) ـ فدخلت يوما إلى رسول الله (ص) فوضعته في حجره ، ثم حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع. قالت : فقلت : يا نبي الله! بأبي أنت وأمي ما لك؟ قال : أتاني جبرئيل عليه الصلاة والسلام فأخبرني انّ أمّتي ستقتل ابني هذا ، فقلت : هذا؟ قال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء.

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (١).

٥ ـ في مقتل الخوارزمي :

لما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة هبط على رسول الله (ص)

__________________

(١) مستدرك الصحيحين ٣ / ١٧٦ ، وباختصار في ص ١٧٩ منه ، وتاريخ ابن عساكر ، ح ٦٣١ ، وقريب منه في ح ـ ٦٣٠ ، وفي مجمع الزوائد ٩ / ١٧٩ ومقتل الخوارزمي ١ / ١٥٩ وفي ١٦٢ بلفظ آخر ، وتاريخ ابن كثير ٦ / ٢٣٠ وأشار إليه في ٨ / ١٩٩ ، وأمالي الشجري ص ١٨٨. وراجع الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ١٤٥ ، والروض النضير ١ / ٨٩ ، والصواعق ١١٥ وفي ط ١٩٠ ، وراجع كنز العمال ط القديمة ٦ / ٢٢٣ ، والخصائص الكبرى ٢ / ١٢٥. وفي كتب أتباع مدرسة أهل البيت ورد في مثير الاحزان ص ٨ واللهوف لابن طاوس ٦ ـ ٧.

٣٢

اثنا عشر ملكا محمرّة وجوههم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون : يا محمّد! سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل ، وسيعطى مثل أجر هابيل ، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل ، قال : ولم يبق في السماء ملك إلّا ونزل على النبيّ (ص) يعزّيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطى ، ويعرض عليه تربته ، والنبيّ يقول : اللهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، ولا تمتعه بما طلبه.

ولمّا أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبيّ في سفر فلمّا كان في بعض الطريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه ، فسئل عن ذلك فقال : هذا جبريل يخبرني عن أرض بشاطئ الفرات يقال لها : كربلاء ، يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة ، فقيل : من يقتله يا رسول الله؟ فقال : رجل يقال له يزيد ، لا بارك الله في نفسه ، وكأنّي أنظر إلى منصرفه ومدفنه بها ، وقد أهدي رأسه ، والله ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلّا خالف الله بين قلبه ولسانه (يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة).

قال : ثم رجع النبي من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسين بين يديه مع الحسن ، فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين ورفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنّي محمّد عبدك ونبيّك ، وهذان أطائب عترتي وخيار ذريّتي وأرومتي ومن أخلفهما بعدي ، اللهم وقد أخبرني جبريل بأنّ ولدي هذا مقتول مخذول ، اللهم فبارك لي في قتله ، واجعله من سادات الشهداء إنك على كل شيء قدير ، اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله.

قال : فضجّ الناس في المسجد بالبكاء ، فقال النبي : أتبكون ولا تنصرونه؟! اللهم فكن له أنت وليا وناصرا (١).

__________________

(١) مقتل الخوارزمي ١ / ١٦٣ ـ ١٦٤ وقد أوردنا ما ذكره باختصار.

٣٣

٦ ـ رواية زينب بنت جحش في بيتها :

في تاريخ ابن عساكر ومجمع الزوائد وتأريخ ابن كثير وغيرها واللفظ للأوّل عن زينب ، قالت : بينا رسول الله (ص) في بيتي وحسين عندي حين درج ، فغفلت عنه ، فدخل على رسول الله (ص) فقال : دعيه ـ إلى قولها ـ ثم قام فصلّى فلمّا قام احتضنه إليه فإذا ركع أو جلس وضعه ثم جلس فبكى ، ثم مدّ يده فقلت حين قضى الصلاة : يا رسول الله! إنّي رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك تصنعه؟ قال : إنّ جبريل أتاني فأخبرني أنّ هذا تقتله أمّتي ، فقلت : فأرني تربته ، فأتاني بتربة حمراء (١).

٧ ـ حديث انس بن مالك :

في مسند أحمد ، والمعجم الكبير للطبرانيّ ، وتأريخ ابن عساكر وغيرها ، واللفظ للأوّل ، عن انس بن مالك ، قال : استأذن ملك القطر ربّه أن يزور النبيّ (ص) فاذن له وكان في يوم أمّ سلمة ، فقال النبيّ (ص) : يا أمّ سلمة احفظي علينا الباب ، لا يدخل علينا أحد. قال : فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي (ع) فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل النبي (ص) يلتزمه ويقبله ، فقال الملك : أتحبّه؟ قال : نعم. قال : ان أمتك ستقتله ، ان شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال : نعم. قال : فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت : فكنا نقول إنّها كربلاء (٢).

__________________

(١) تاريخ ابن عساكر ح ٦٢٩ ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٨ ، وكنز العمال ١٣ / ١١٢ ، وأشار إليه ابن كثير بتاريخه ٨ / ١٩٩ ، وورد في كتب أتباع مدرسة أهل البيت بامالي الشيخ الطوسي ١ / ٣٢٣ ، ومثير الاحزان ص ٧ ـ ٨ ، وورد قسم منه في ص ٩ ـ ١٠ وفي آخره تتمة مهمة ، وكذلك في اللهوف ص ٧ ـ ٩.

(٢) مسند أحمد ٣ / ٢٤٢ و ٢٦٥ ، وتاريخ ابن عساكر ح ٦١٥ و ٦١٧ ، وتهذيبه ٤ / ٣٢٥ واللفظ ـ

٣٤

٨ ـ حديث أبي إمامة :

في تاريخ ابن عساكر ، والذهبي ومجمع الزوائد ، وغيرها ، واللفظ للأوّل ، عن أبي إمامة. قال : قال رسول الله (ص) لنسائه : «لا تبكوا هذا الصبيّ» يعني حسينا. قال : وكان يوم أمّ سلمة فنزل جبرئيل فدخل على رسول الله (ص) الداخل وقال لامّ سلمة : «لا تدعي أحدا أن يدخل عليّ» فجاء الحسين فلمّا نظر إلى النبيّ (ص) في البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته فلما اشتدّ في البكاء خلّت عنه ، فدخل حتّى جلس في حجر النبيّ (ص) فقال جبريل للنبي (ص) إنّ أمتك ستقتل ابنك هذا ، فقال النبي (ص) «يقتلونه وهم مؤمنون بي؟» قال : نعم يقتلونه. فتناول جبريل تربة فقال : مكان كذا وكذا ، فخرج رسول الله (ص) وقد احتضن حسينا كاسف البال ، مهموما. فظنّت أم سلمة انّه غضب من دخول الصبيّ عليه فقالت : يا نبي الله! جعلت لك الفداء إنّك قلت لنا : لا تبكوا هذا الصبي ، وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك ، فجاء فخلّيت عنه ، فلم يردّ عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال «إنّ أمتي يقتلون

__________________

ـ له ، وبترجمة الحسين من المعجم الكبير للطبراني ح ٤٧ ، ومقتل الخوارزمي ١ / ١٦٠ ـ ١٦٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٣ / ١٠ ، وسير النبلاء ٣ / ١٩٤ ، وذخائر العقبى ص ١٤٦ ـ ١٤٧ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ ، وفي ص ١٩٠ منه بسند آخر وقال : اسناده حسن ، وفي باب الاخبار بمقتل الحسين من تاريخ ابن كثير ٦ / ٢٢٩ في لفظه «وكنا نسمع يقتل بكربلاء» ، وفي ٨ / ١٩٩ ، وكنز العمال ١٦ / ٢٦٦ ، والصواعق ص ١١٥ ، وراجع الدلائل للحافظ أبي نعيم ٣ / ٢٠٢ ، والروض النضير ١ / ١٩٢ ، والمواهب اللدنيّة للقسطلاني ٢ / ١٩٥ ، والخصائص للسيوطي ٢ / ٢٥ ، وموارد الظمآن بزوائد صحيح ابن حبان لابي بكر الهيتمي ص ٥٥٤. وفي كتب أتباع مدرسة أهل البيت بأمالي الشيخ الطوسي (ت : ٤٦٠ ه‍). ط ـ النعمان بالنجف سنة ١٣٨٤ ه‍ ١ / ٢٢١ وفي لفظه : «ان عظيما من عظماء الملائكة ...».

٣٥

هذا» وفي القوم أبو بكر وعمر ، وفي آخر الحديث : فأراهم تربته (١).

٩ ـ روايات أم سلمة :

أ ـ عن عبد الله بن وهب بن زمعة :

في مستدرك الصحيحين ، وطبقات ابن سعد ، وتاريخ ابن عساكر ، وغيرها ، واللفظ للأوّل ، قال : أخبرتني أم سلمة : رضي الله عنها : انّ رسول الله (ص) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر (٢) ، ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبّلها (٣) ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال : أخبرني جبريل (عليه الصلاة والسلام) ان هذا يقتل بأرض العراق ـ للحسين ـ فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها. فهذه تربتها.

فقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (٤).

ب ـ عن صالح بن أربد :

روى الطبراني ، وابن أبي شيبة ، والخوارزمي ، وغيرهم ، واللفظ للأول ، عن صالح بن أربد ، عن أمّ سلمة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله (ص) : اجلسي بالباب ، ولا يلجنّ عليّ أحد ، فقمت بالباب إذ جاء

__________________

(١) تاريخ ابن عساكر ح ٦١٨ ، وتهذيبه ٤ / ٣٢٥ ، وتاريخ الإسلام للذهبي ٣ / ١٠ ، وسير النبلاء له ٣ / ١٠ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ، وتاريخ ابن كثير ٨ / ١٩٩ ، وأمالي الشجري ص ١٨٦ ، وفي الروض النضير ١ / ٩٣ ـ ٩٤ اسناده حسن ، وأبو إمامة هذا صديّ بن عجلان.

(٢) كذا في لفظه الحاكم والبيهقي وفي غيرهما من الاصول : خائر ، وفي النهاية : أصبح رسول الله وهو خائر النفس ، أي ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط ه.

(٣) في الحديث الآتي «يقلّبها».

(٤) مستدرك الصحيحين ٤ / ٣٩٨ ، والمعجم الكبير للطبراني ح ٥٥ ، وتاريخ ابن عساكر ح ٦١٩ ـ ٦٢١ ، وترجمة الحسين بطبقات ابن سعد بترجمة الحسين ح ٢٦٧ ، والذهبي في تاريخ الاسلام ٣ / ١١ ، وسير النبلاء ٣ / ١٩٤ ـ ١٩٥ ، والخوارزمي في المقتل ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩ باختصار ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص ١٤٨ ـ ١٤٩ ، وتاريخ ابن كثير ٦ / ٢٣٠ ، وكنز العمال للمتقي ١٦ / ٢٦٦.

٣٦

الحسين رضي الله عنه فذهبت أتناوله فسبقني الغلام فدخل على حدّه ، فقلت : يا نبيّ الله جعلني الله فداك أمرتني أن لا يلج عليك أحد ، وانّ ابنك جاء فذهبت أتناوله فسبقني ، فلمّا طال ذلك تطلّعت من الباب فوجدتك تقلّب بكفّيك شيئا ودموعك تسيل والصبيّ على بطنك؟

قال : نعم ، أتاني جبريل (ع) فأخبرني انّ أمتي يقتلونه ، وأتاني بالتربة التي يقتل عليها فهي التي أقلّب بكفي (١).

ج ـ عن المطلب بن عبد الله بن حنطب :

في معجم الطبراني ، وذخائر العقبى ، ومجمع الزوائد ، وغيرها ، واللفظ للأول ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أم سلمة قالت :

كان رسول الله (ص) جالسا ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخل عليّ أحد فانتظرت فدخل الحسين رضي الله عنه ، فسمعت نشيج رسول الله (ص) يبكي ، فاطّلعت فإذا حسين في حجره والنبيّ (ص) يمسح جبينه وهو يبكي ، فقلت : والله ما علمت حين دخل فقال : إنّ جبريل (ع) كان معنا في البيت فقال : تحبّه؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : ان أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها : كربلاء. فتناول جبريل (ع) من تربتها فأراها النبيّ (ص). فلما أحيط بحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : كربلاء ، قال : صدق الله ورسوله ، أرض كرب وبلا (٢).

د ـ عن شقيق بن سلمة :

في معجم الطبراني ، وتأريخ ابن عساكر ، ومجمع الزوائد ، وغيرها ،

__________________

(١) ترجمة الحسين في المعجم الكبير للطبراني ح ٥٤ ص ١٢٤ ، وطبقات ابن سعد ح ٢٦٨ ، ومقتل الخوارزمي ١ / ١٥٨ ، وكنز العمال ١٦ / ٢٢٦ ، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ج ١٢ بلفظ آخر.

(٢) معجم الطبراني ح ٥٣ ، ص ١٢٥ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٨ ـ ١٨٩ ، وكنز العمال ١٦ / ٢٦٥ ، وفي ذخائر العقبى ص ١٤٧ بايجاز ، وراجع نظم الدرر ص ٢١٥ للحافظ جمال الدين الزرندي.

٣٧

واللفظ للأول ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن أمّ سلمة قالت : كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبي (ص) في بيتي ، فنزل جبريل (ع) فقال : يا محمّد! انّ أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، فأومأ بيده إلى الحسين ، فبكى رسول الله (ص) وضمّه إلى صدره ، ثم قال رسول الله (ص) : وديعة عندك هذه التربة ، فشمها رسول الله (ص) وقال : ويح كرب وبلاء. قالت :

وقال رسول الله (ص) : يا أمّ سلمة إذا تحوّلت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل ، قال : فجعلتها أم سلمة في قارورة ، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : انّ يوما تتحوّلين فيه دما ليوم عظيم (١).

ه ـ عن سعيد بن أبي هند :

في تاريخ ابن عساكر ، وذخائر العقبى ، وتذكرة خواصّ الأمة ، وغيرها ، واللفظ للأول ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه قال : قالت أمّ سلمة رضي الله عنها :

كان النبي (ص) نائما في بيتي فجاء حسين رضي الله عنه يدرج ، فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه ، ثم غفلت في شيء فدبّ فدخل فقعد على بطنه قالت : فسمعت نحيب رسول الله (ص) فجئت فقلت : يا رسول الله! والله ما علمت به فقال : إنّما جاءني جبريل (ع) ـ وهو على بطني قاعد ـ فقال لي : أتحبه؟ فقلت : نعم ، قال : انّ أمتك ستقتله ، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال : فقلت : بلى ، قال : فضرب بجناحه فأتى

__________________

(١) معجم الطبراني ح ٥١ ، ص ١٢٤ ، وتاريخ ابن عساكر ح ٦٢٢ ، وتهذيبه ٤ / ٣٢٨ ، وبايجاز في ذخائر العقبى ص ١٤٧ ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ، وراجع طرح التثريب للحافظ العراقي ١ / ٤٢ ، والمواهب اللدنية ٢ / ١٩٥ ، والخصائص الكبرى للسيوطي ٢ / ١٥٢ ، والصراط السوي ، للشيخاني المدني ٩٣ ، وجوهرة الكلام ص ١٢٠ ، والروض النضير ١ / ٩٢ ـ ٩٣.

٣٨

بهذه التربة ، قالت : وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟ (١).

و ـ عن شهر بن حوشب :

في فضائل ابن حنبل ، وتأريخ ابن عساكر ، وذخائر العقبى ، وغيرها ، واللفظ للأول ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة قالت : كان جبريل عند النبي (ص) والحسين معي فبكى فتركته ، فدنا من النبي (ص) فقال جبريل : أتحبه يا محمّد؟ فقال : نعم ، قال : انّ أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها ، فأراه إيّاها فإذا الأرض يقال لها : كربلاء (٢).

ز ـ عن داود :

في تأريخ ابن عساكر ، وغيره ، واللفظ له ، عن داود ، قال : قالت أم سلمة : دخل الحسين على رسول الله ففزع ، فقالت أم سلمة : ما لك يا رسول الله؟ قال : انّ جبريل أخبرني أنّ ابني هذا يقتل ، وانّه اشتدّ غضب الله على من يقتله (٣).

ح ـ في معجم الطبراني ، وتأريخ ابن عساكر ، وغيرهما ، واللفظ للأول ، عن أمّ سلمة قالت : قال رسول الله (ص) يقتل الحسين بن علي (رض) على رأس ستين من مهاجري (٤).

__________________

(١) تاريخ ابن عساكر ح ٦٢٦ ، وذخائر العقبى ص ١٤٧ ، وراجع الفصول المهمة ص ١٥٤ ، وتذكرة خواص الامة ١٤٢ نقلا عن الإمام الحسين (ع) وأمالي الشجري ص ١٦٣ و ١٦٦ و ١٨١.

(٢) فضائل الحسن والحسين عن كتاب الفضائل تأليف أحمد بن حنبل ح ٤٤ ، ص ٢٣ من المجموعة وطبقات ابن سعد ح ٢٧٢ ، وتاريخ ابن عساكر ح ٦٢٤ ، والعقد الفريد في الخلفاء وتواريخهم ، وقد أسنده إلى أم سلمة ، وذخائر العقبى ص ١٤٧.

(٣) تاريخ ابن عساكر ح ٦٢٣ ، وتهذيبه ٤ / ٣٢٥ ، وكنز العمال ٢٣ / ١١٢ ، والروض النضير ١ / ٩٣.

(٤) ترجمة الحسين ح ٤١ ص ١٢١ من المجموعة وتاريخ ابن عساكر ح ٦٣٤ ، وتهذيبه ٤ / ٣٢٥ ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ، ومقتل الخوارزمي ١ / ١٦١ ، وأمالي الشجري ص ١٨٤.

٣٩

ط ـ في معجم الطبراني عن أمّ سلمة ، قالت :

قال رسول الله يقتل الحسين حين يعلوه القتير.

قال الطبراني : القتير : الشيب (١).

١٠ ـ روايات عائشة :

أ ـ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن في تاريخ ابن عساكر ، ومقتل الخوارزمي ، ومجمع الزوائد ، وغيرها ، واللفظ للثاني ، عن عائشة ، قالت : إنّ رسول الله (ص) أجلس حسينا على فخذه فجاء جبريل إليه ، فقال : هذا ابنك؟ قال : نعم ، قال : أما انّ أمتك ستقتله بعدك ، فدمعت عينا رسول الله ، فقال جبريل : إن شئت أريتك الأرض التي يقتل فيها. قال : «نعم» فأراه جبريل ترابا من تراب الطف.

وفي لفظ آخر : فأشار له جبريل إلى الطفّ بالعراق فأخذ تربة حمراء ، فأراه إيّاها فقال : هذه من تربة مصرعه (٢).

ب ـ عن عروة بن الزبير : في مجمع الطبراني وغيره واللفظ للطبراني ، عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : دخل الحسين بن عليّ رضي الله عنه على رسول الله (ص) وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله (ص) وهو منكبّ ، ولعب على ظهره ، فقال جبريل لرسول الله (ص) : أتحبّه يا محمّد؟ قال : يا جبريل وما لي لا أحب ابني؟ قال : فإنّ أمتك ستقتله من بعدك ، فمدّ جبريل (ع)

__________________

(١) ترجمة الحسين من معجم الطبراني ح ٤٢ ص ١٢١ من المجموعة ، وأمالي الشجري ص ١٨٤.

(٢) طبقات ابن سعد ح ٢٦٩ ، وتاريخ ابن عساكر بترجمة الحسين ح ٦٢٧ ، ومقتل الخوارزمي ١ / ١٥٩ واللفظ له .. ، ومجمع الزوائد ٩ / ١٨٧ ـ ١٨٨ ، وكنز العمال ١٣ / ١٠٨ ، وفي ط. القديمة ٦ / ٢٢٣ ، والصواعق المحرقة لابن حجر ، ص ١١٥ ، وفي ط : ١٩ ، وراجع خصائص السيوطي ٢ / ١٢٥ و ١٢٦ ، وجوهرة الكلام للقره غولي ص ١١٧ ، وفي أمالى الشيخ الطوسي من كتب أتباع مدرسة أهل البيت ١ / ٣٢٥ ، وفي أمال الشجري ص ١٧٧ بتفصيل.

٤٠