قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٨ ]

174/552
*

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رآهم بدأهم بالسلام (١).

وقال عطاء : نزلت في أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وبلال ، وسالم ، وأبي عبيدة ، ومصعب بن عمير ، وحمزة ، وجعفر ، وعثمان بن مظعون ، وعمّار بن ياسر ، والأرقم بن أبي الأرقم وأبي سلمة بن عبد الأسد (٢).

قال ابن الخطيب (٣) : «وهاهنا إشكال ، وهو أن النّاس اتفقوا على أن هذه السّورة نزلت دفعة واحدة ، وإذا كان كذلك ، فكيف يمكن أن يقال في كلّ واحد من آيات هذه السّورة : إن سبب نزول هذه الآية الأمر الفلاني بعينه ، بل الأقرب أن تحمل هذه الآية على عمومها ، فكل من آمن بالله دخل تحت هذا التشريف».

فصل فيما يطلق عليه لفظ «السلام»

قال المبرّد (٤) : السّلام في اللغة على أربعة أشياء :

فمنها سلمت سلاما ، وهو معنى الدعاء.

ومنها أنه اسم من أسماء الله تعالى.

ومنها الإسلام.

ومنها الشّجر العظيم أحسبه مسمّى بذلك لسلامته من الآفات.

ومنها أيضا اسم للحجارة الصّلبة ، وذلك أيضا لسلامتها من الرّخاوة.

ثم قال الزّجّاج (٥) : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) هاهنا يحتمل أن يكون له تأويلان :

أحدهما : أن يكون مصدر : سلّمت تسليما وسلاما ، مثل «السّراح» من «التّسريح» ، ومعنى سلمت عليه سلاما : دعوت بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه ، والسّلام بمعنى التّسليم.

والثاني : أن يكون «السّلام» جمع «السلامة» ، فمعنى قولك : السّلام عليكم :السّلامة عليكم.

وقال ابن الأنباري (٦) : قال قوم : السلام هو الله تعالى ، فمعنى السّلام عليكم [يعني الله عليكم](٧) أي : على حفظكم ، وهذا بعيد في هذه الآية لتنكير السّلام ، ولو كان معرّفا لصحّ هذا الوجه.

فصل في الكلام على «السلام»

قال قوم (٨) : إنّه ـ تعالى ـ لمّا أمر الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأن يقول لهم :

__________________

(١) أخرجه الطبري (٥ / ٢٠٠) عن عكرمة.

(٢) أخرجه الطبري (٥ / ٢٠٠) عن عكرمة.

(٣) ينظر : الرازي ١٣ / ٣.

(٤) ينظر : الرازي ١٣ / ٤.

(٥) ينظر : المصدر السابق.

(٦) ينظر : الرازي ١٣ / ٤.

(٧) سقط في أ.

(٨) ينظر : الرازي ١٣ / ٥.