غداة : غدوة ، تحركت الواو ، وانفتح ما قبلها ، فقلبت ألفا.
وقرأ ابن (١) أبي عبلة : «بالغدوات والعشيّات» ، جمع «غداة» و «عشية» وروي عن أبي (٢) عبد الرحمن أيضا «بالغدوّ» بتشديد الواو من غير هاء.
فصل في المراد بالآية
قال ابن عبّاس [معنى الآية](٣) يعبدون ربّهم بالغداة والعشيّ يعني صلاة الصبح ، وصلاة العصر ، وهو قول الحسن ومجاهد (٤).
وروي عنه أن المراد الصلوات الخمس (٥) ، وذلك أن ناسا من الفقراء كانوا يصلّون مع النبيصلىاللهعليهوسلم فقال ناس من الأشراف : «إذا صلّينا فأخّر هؤلاء فليصلّوا خلفنا» فنزلت هذه الآية (٦).
وقال مجاهد : صليت الصبح مع سعيد بن المسيّب ، فلما سلم الإمام ابتدر النّاس القاص ، فقال سعيد : ما أسرع الناس إلى هذا المجلس ، فقال مجاهد : فقلت : يتأوّلون قوله تعالى : (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ) فقال : أفي هذا هو؟ إنما ذلك في الصّلاة التي انصرفنا عنها الآن (٧).
وقال إبراهيم النخعي : يعني : يذكرون ربّهم (٨).
وقيل : المراد حقيقة الدعاء.
قوله : «يريدون» هذه الجملة في محلّ نصب على الحال من فاعل «يدعون» أو من مفعوله ، والأوّل هو الصحيح ، وفي الكلام حذف ، أي : يريدون بدعائهم في هذين الوقتين وجهه.
فصل في الرد على شبهة المجسمة
تمسكت المجسّمة في إثبات الأعضاء لله ـ تعالى ـ بهذه الآية ، وسائر الآيات
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٣ / ٦٨ ، البحر المحيط ٤ / ١٣٩.
(٢) ينظر : الدر المصون ٣ / ٦٨ ، البحر المحيط ٤ / ١٣٩.
(٣) سقط في أ.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٢٠١) عن مجاهد وقتادة.
(٥) أخرجه الطبري (٥ / ٢٠١ ـ ٢٠٢) عن ابن عباس ومجاهد وإبراهيم والشعبي.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٢٦) عن ابن عباس وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه.
(٦) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٢٦) وعزاه لابن مردويه عن ابن عباس.
وأخرجه أيضا الطبري (٥ / ٢٠٣) عنه أيضا.
(٧) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٢٠٢) عن مجاهد.
(٨) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٢٠٣) عن إبراهيم النخعي.