قائمة الکتاب
سورة التغابن
٣٢٧الفهارس
إعدادات
أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها
أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها
المؤلف :محمّد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
الصفحات :408
تحمیل
سورة التغابن
[١١٠١] فإن قيل : كيف قال تعالى : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) [التغابن : ٢] قدم الكافر في الذكر؟
قلنا : الواو لا تعطي رتبة ولا تقتضي ترتيبا كما قال تعالى : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) [هود : ١٠٥] وقال تعالى : (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) [الحشر : ٢٠] وقال سبحانه : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) [فاطر : ٣٢] وقال تعالى : (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) [الشورى : ٤٩] وقد ذكرنا في الآية الأخيرة معنى آخر في موضعها.
[١١٠٢] فإن قيل : قوله تعالى : (وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ) [التغابن : ٦] ، يوهم وجود التولي والاستغناء معا بعد مجىء رسلهم إليهم ؛ والله تعالى لم يزل غنيا؟
قلنا : معناه وظهر استغناء الله تعالى عن إيمانهم وعبادتهم ؛ حيث لم يلجئهم إلى الإيمان ولم يضطرهم إليه ؛ مع قدرته تعالى على ذلك.
[١١٠٣] فإن قيل : كيف قال تعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) [التغابن : ١١] مع أن الهداية سابقة على الإيمان ، لأنه لو لا سبق الهداية لما وجد الإيمان؟
قلنا : ليس المراد يهد قلبه للإيمان ، بل المراد يهد قلبه لليقين عند نزول المصائب ، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
الثاني : يهد قلبه للرضا والتسليم عند نزول المصائب.
الثالث : يهد قلبه للاسترجاع عند نزول المصائب ، وهو أن يقول : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).
الرابع : يهد قلبه ، أي يجعله ممن إذا ابتلي صبر ، وإذا أنعم عليه شكر ، وإذا ظلم غفر.
الخامس : يهد قلبه لاتّباع السنة إذا صح إيمانه ، وقرئ يهدأ بفتح الدال وبالهمز من الهدوّ وهو السكون ، فمعناه : ومن يؤمن بالله إيمانا خالصا يسكن قلبه ويطمئن عند نزول المصائب والمحن ولا يجزع ويقلق.