أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢
ثم رجع إلى حديث عبد الحكيم (١) عن عبد الله بن عمرو بن سعيد قال : فلما خرج أبو أحيحة إلى ماله بالظّريبة أسلم عمرو بن سعيد ولحق بأخيه خالد بأرض الحبشة.
قال (٢) : ونا محمّد بن عمر ، نا جعفر بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، قال :
أسلم عمرو بن سعيد بعد خالد بن سعيد بيسير ، وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية معه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث (٣) بن شق بن رقبة بن مخدج الكنانية ، وكان محمّد بن إسحاق أيضا (٤) يسميها وينسبها هكذا.
قال (٥) : ونا محمّد بن عمر ، حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن أم خالد بنت خالد قالت :
قدم علينا عمي عمرو بن سعيد أرض الحبشة بعد مقدم أبي بسنتين ، فلم يزل هناك في السفينتين مع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقدموا على النبي صلىاللهعليهوسلم وهو بخيبر سنة سبع من الهجرة ، فشهد عمرو مع النبي صلىاللهعليهوسلم الفتح ، وحنينا ، والطائف ، وتبوك ، فلما خرج المسلمون إلى الشام وكان فيمن خرج ، فقتل يوم أجنادين شهيدا في خلافة أبي بكر الصّدّيق في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ، وكان على الناس يومئذ عمرو بن العاص.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو (٦) العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي ، وأحمد بن الحسن بن خيرون ، قالا : ـ أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، نا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خياط (٧) قال :
أبان بن سعيد وأخواه : عمرو والحكم ابنا سعيد بن العاص أمهما هند بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، روى عمرو في : الخاتم (٨) ، واستشهد عمرو يوم مرج الصّفّر ، ويقال : يوم اليرموك.
__________________
(١) بالأصل و «ز» وم : عبد الحكم.
(٢) القائل : محمد بن سعد ، والخبر في الطبقات الكبرى ٤ / ١٠١.
(٣) الأصل : «محرز بن شف» ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وابن سعد.
(٤) الأصل : «له ما» والمثبت «أيضا» عن م ، و «ز» ، وابن سعد.
(٥) طبقات ابن سعد ٤ / ١٠١.
(٦) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٧) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٣٩ رقم ٥٢ ، ٥٣ ، و ٥٤.
(٨) انظر الاستيعاب ٢ / ٤٨٧ وطبقات ابن سعد ٤ / ١٠٠.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنبأ أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، قال (١) :
وولد سعيد بن العاص : سعيد (٢) قتل يوم الطائف شهيدا ، وعبد الله بن سعيد وكان اسمه الحكم ، وعمرا قتل يوم أجنادين شهيدا ، وأمّهم صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وخالد بن سعيد وكان إسلام خالد متقدما ، وأسلم أخوه عمرو ، وهاجرا جميعا إلى أرض الحبشة ، وكانا ممن قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في السفينتين ، ولعمرو وخالد يقول أبان بن سعيد أخوهما جميعا (٣) :
ألا ليت ميتا بالظّريبة شاهد |
|
لما يفتري في الدّين عمرو وخالد |
أطاعا بنا أمر النساء فأصبحا |
|
يعينان من أعدائنا من نكايد |
فأجابه عمرو بن سعيد فقال (٤) :
أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه |
|
ولا هو عن سوء المقالة مقصر |
يقول إذا شكّت عليه أموره : |
|
ألا ليت ميتا بالظّريبة بنشر |
فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله |
|
وأقبل على الحيّ الذي هو أفقر |
ثم أسلم أبان واستشهد بأجنادين.
أخبرنا (٥) أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٦) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٧) قال : عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية أسلم بعد خالد بيسير.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٨) قال في الطبقة الثانية :
__________________
(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٧٤.
(٢) الأصل : بن سعيد ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، ونسب قريش.
(٣) البيتان في نسب قريش ص ١٧٥ والإصابة ٢ / ٥٣٩ وأسد الغابة ٣ / ٧٢٨ ومعجم البلدان (الظريبة).
(٤) الأبيات في نسب قريش ص ١٧٥ والإصابة ٢ / ٥٣٩ ومعجم البلدان (الضريبة) ونسبها ياقوت لخالد بن سعيد.
(٥) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٦) في «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.
(٧) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.
(٨) طبقات ابن سعد ٤ / ١٠٠ ...
عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمّه صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ولم يكن له عقب.
أخبرنا (١) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي قال : قال محمّد بن سعد :
عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ، وقال ابن عمر : شهد عمرو بن سعيد مع النبي صلىاللهعليهوسلم الفتح ، وحنينا والطائف ، وتبوكا ، وقتل يوم أجنادين في سنة ثلاث عشرة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال :
وممن قدم الشام للجهاد فقتل ومات : عمرو بن سعيد بن العاص.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين الصّيرفي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا (٢) أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا أبو الحسين الكلابي ، أنا أحمد ـ قراءة ـ قال :
سمعت أبا الحسين بن سميع يقول : وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية قتل بأجنادين.
وكذا قال أبو سليمان بن زبر.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال :
عمرو بن سعيد بن العاص القرشي ، رأى النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال الزّهري محمّد بن مسلم :
وهو من مهاجرة الحبشة ، وقتل بأجنادين.
أنبأنا أبو علي الحداد قال : قال : أنا [أبو](٣) نعيم الحافظ.
عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس من مهاجرة الحبشة ، استعمله
__________________
(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٣) زيادة عن م و «ز».
رسول الله صلىاللهعليهوسلم على تيماء ، وحنين ، قتل بأجنادين من أرض الشام في خلافة أبي بكر.
قال ابن إسحاق (١) : لا عقب له ، أخو خالد بن سعيد ، ولمّا أن أسلما قال فيهما أخوهما أبان بن سعيد وكان أبوهم سعيد بن العاص هلك بالظريبة مال له من ناحية الطائف :
ألا ليت ميتا بالظّريبة شاهد (٢) |
|
لما يفتري في الدّين عمرو وخالد |
أطاعا بنا أمر النّساء فأصبحا |
|
يعينان من أعدائنا من نكايد |
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله ، نا إسماعيل (٣) بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عمّه موسى بن عقبة قال في تسمية من يذكر أنه خرج إلى أرض الحبشة من بني أمية بن عبد شمس : عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية ، وامرأته ابنة صفوان بن أمية بن محرث قتل ـ زعموا ـ عمرو بأجنادين.
أخبرنا (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق (٥) : في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني أمية بن عبد شمس : عمرو بن سعيد بن العاص معه امرأته فاطمة ابنة صفوان بن أمية بن شفي بن محرث (٦) بن شفي الكناني قتل عمرو يوم أجنادين ، ولعمرو يقول أبوه سعيد (٧) :
يا ليت شعري عنك يا عمرو سائلا |
|
إذا شبّ واشتدت يداه ، سلّحا (٨) |
أتترك أمر القوم فيه بلابل |
|
تكشف غيظا كان في المصدر موهجا (٩) |
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١٠) : في تسمية عمّال النبي صلىاللهعليهوسلم : وعمرو بن
__________________
(١) راجع الخبر والبيتين في سيرة ابن هشام ٤ / ٤.
(٢) الأصل : شاهدا ، والمثبت عن م و «ز» وسيرة ابن هشام ، وقد مرّ البيتان قريبا.
(٣) الأصل وم : سعيد ، والمثبت عن «ز».
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٥) سيرة ابن إسحاق ص ٢٠٩ رقم ٣٠٣ وانظر سيرة ابن هشام ٤ / ٤.
(٦) سيرة ابن إسحاق : محرب.
(٧) البيتان في سيرة ابن إسحاق ص ٢٠٩ وسيرة ابن هشام ٤ / ٤.
(٨) في ابن هشام : «وسلحا» وفي سيرة ابن إسحاق و «ز» : تبلّجا.
(٩) ابن هشام : موجحا.
(١٠) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٩٧.
سعيد بن العاص على قرى عربية : خيبر ، ووادي القرى ، وتيماء ، وتبوك ، وقبض النبي صلىاللهعليهوسلم وعمرو عليها.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا سلم بن جنادة ، نا إبراهيم بن يوسف بن معمر بن حمزة بن عمر بن سعد بن أبي وقّاص ، حدّثني خالد ـ يعني ابن سعيد بن عمرو بن سعيد ـ حدّثني أبي.
أن أعماما له خالدا ، وأبان ، وعمرا بني سعيد رجعوا عن أعمالهم حين بلغتهم وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم [فقال أبو بكر : ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ارجعوا](١) إلى أعمالكم ، فقال بنو أحيحة : لا نعمل بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لغيره ، فخرجوا إلى الشام ، فقتلوا جميعا ، وكان خالد على اليمن ، وأبان على البحرين ، وعمرو على تيماء وخيبر.
أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن عمر ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر.
قال : ونا محمّد بن إسحاق ، وابن سمعان عن بعض مشيخته أن عبد الله بن قرط الثماليّ (٣) ـ وكان من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان قد نزل حمص وأقام بها ، وحدّثنا عنه طلحة بن عمرو المكي أيضا ، أن عبد الله بن قرط ـ قال :
مررت يومئذ (٤) بعمرو بن سعيد ومعه رجال من المسلمين سبعة أو ثمانية ، وهم بارزو أيديهم نحو العدو ، ويقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)(٥) حتى فرغ من الآية ، ولكن الجنة نعم المصير ، ولمن؟ هي ـ والله ـ لمن يشري نفسه لله ، وقاتل في سبيل الله.
ونادى يا أهل الإسلام : أنا عمرو بن سعيد بن العاص ، لا تفرّوا فإنّ الله يراكم ، ومن رآه الله فارّا عن نصر دينه مقته ، فاستحيوا من ربكم أن يراكم تطيعون أبغض خلقه إليه الشيطان الرجيم ، وتعصونه وهو أرحم الراحمين.
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، و «ز».
(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٣) الأصل و «ز» : اليماني ، والمثبت عن م ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٤٢٤.
(٤) يعني يوم أجنادين.
(٥) سورة الأنفال ، الآية : ١٥.
قال عبد الله بن قرط : ودنا القوم من الروم ، فحملوا حملة منكرة ، فرّقت بيني وبين أصحابي ، فانتهيت إلى عمرو بن سعيد.
قال : فقلت في نفسي : ما أنا بواجد اليوم في هذا العسكر رجلا أقدم صحبة ولا أقرب من رسول الله صلىاللهعليهوسلم قرابة من هذا الرجل ، فدنوت منه ومعي رمحي ، وقد أحاطت به من العدو جماعة ، فحملت عليهم ، فأصرع منهم واحدا ، ثم أقبلت إليه وأقف معه ثم قلت له : يا ابن [أبي](١) أحيحة أتعرفني؟ قال : نعم ، ألست أخا ثقيف؟ فقلت له : لم تبعد من الإخوان والجيران والحلفاء ، وأنا أخو ثمالة ، أنا عبد الله بن قرط ، قال : مرحبا بك ، أنت أخي في الإسلام ، وأقرب نسبا ، والله لئن استشهدت لأشفعنّ لك.
قال : فنظرت فإذا هو مضروب على حاجبه بالسيف ، وإذا الدماء قد ملأت عينيه ، وإذا هو لا يستطيع أن يطرف ولا يستطيع أن يفتح عينيه من الدم.
قال : فقلت : أبشر بخير ، فإنّ الله معافيك من هذه الضربة ، ومنزل النصر على المسلمين ، قال : أما النصر على أهل الإسلام فأنزله الله فعجّل (٢) ، وأما أنا فجعل (٣) الله لي هذه الضربة شهادة وأهدى إليّ بأخرى مثلها ، فو الله ما أحبّ أنها بعرض أبي قبيس ، والله لو لا [أن](٤) قتلي يكسر بعض من ترى حولي (٥) لأقدمت على هذا العدو حتى ترى ـ يا ابن أخي ـ أن ثواب الشهادة عظيم ، وأن الدنيا دار لا يسلم فيها.
قال عبد الله : فما كان بأسرع أن شدّت علينا منهم جماعة ، فمشى إليهم بسيفه فضاربهم [ساعة ، وانكشف الغبار ، قال : فشددنا عليهم وصرعنا منهم ثلاثة ، وإذا نحن بصاحبنا صريع وقد قتل](٦) وبه أكثر من ثلاثين ضربة مما رأوا من شدة قتاله إياهم ، فحنقوا عليه ، فأخذوه يجزّعونه بأسيافهم.
قالوا : وقال معاذ بن جبل حين حضر القتال : يا أهل الإسلام أنّ هذا اليوم له ما بعده ، غضوا أبصاركم ، وقدموا أقدامكم على عدوكم ، ولا تفارقوا ذراريكم ، ولا تزولوا عن مصافّكم ، والعدوّ منهزمون ، وسوقوهم سوقا ، ولا تشاغلوا عنهم بغنائمهم ، ولا بما في
__________________
(١) الزيادة عن م و «ز».
(٢) الأصل : فجعل ، والمثبت عن م ، و «ز».
(٣) الأصل : فعجل ، والمثبت عن م ، و «ز».
(٤) زيادة عن «ز» ، وم.
(٥) الأصل : حرمى ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز».
(٦) زيادة عن م و «ز» ، للإيضاح.
عسكرهم ، إنّي أخاف أن يكون لهم عليكم عطفة إن أنتم تفرقتم واشتغلتم بغنائمكم واطلبوهم حتى لا ترون لهم جمعا ولا صفا.
قالوا : فمضى المسلمون على راياتهم وصفوفهم ، يقتلون ويأسرون قالوا : فقتلوا منهم في المعركة أكثر من ثلاثة آلاف ، وقتلوا في عسكرهم نحوا من ألفين ، فخرجوا على ذلك والجند يتبعهم حتى اقتحموا في فحل ، وفحل على الهوتة (١) تحتها الماء.
أخبرنا أبو محمّد [بن حمزة](٢) نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا (٣) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب.
ح وأخبرنا (٤) أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، قالا : نا إبراهيم بن المنذر ، حدّثني محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب ـ زاد يعقوب : وابن لهيعة ـ عن أبي الأسود ، عن عروة ، قالا : وقتل يوم أجنادين من المسلمين من بني عبد شمس : عمرو بن سعيد بن العاص.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا محمّد بن [عبد الله بن] أحمد بن ريذة (٥) ، أنبأ سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا محمّد بن عمرو بن خالد الحرّاني ، نا أبي ، نا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من استشهد يوم أجنادين من قريش من بني أمية : عمرو بن سعيد بن العاص.
أخبرنا (٦) أبو علي الحسين بن علي بن [أشليها](٧) وابنه أبو الحسن (٨) علي قالا : أنبأ أبو الفضل بن الفرات ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال :
__________________
(١) الهوتة : الأرض المنخفضة (تاج العروس : بتحقيقنا).
(٢) زيادة عن «ز».
(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٥) بالأصل : «أنا أبو محمد بن أحمد بن ريذة» والتصويب والزيادة عن م و «ز».
(٦) كتب فوقها في «ز» : «خ س» بحرف صغير.
(٧) بياض بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٨) الأصل : أبو أنس ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز».
وقتل من المسلمين يوم أجنادين من قريش من بني عبد شمس بن عبد مناف : عمرو بن سعيد بن العاص.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا محمّد بن عمرو الباهلي ، نا الأصمعي قال :
كان عمرو بن سعيد من أهل السوابق في الإسلام ، يقال : إنه استشهد بأجنادين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأ أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، قال : وكانت أجنادين في خلافة أبي بكر ، قتل بها من بني عبد شمس : عمرو بن سعيد ، وذكره غيره.
قال (٢) : وحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، حدّثني الوليد بن مسلم ، حدّثني الأموي عن أبيه ، قال : وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السّري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، أنا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان ـ وهو يزيد بن أسيد الغساني ـ وخالد قالوا (٣) : وكان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك : عمرو بن سعيد ، وذكر غيره.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأ أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٤) ، حدّثني الوليد بن هشام ، عن أبيه ، عن جده قال : يوم مرج الصّفّر استشهد خالد بن سعيد ، ويقال : عمرو بن سعيد بن العاص ، قتل أيضا.
قال : ونا بكر بن سليمان ، عن ابن (٥) إسحاق ، قال : واستشهد يوم اليرموك عمرو بن سعيد (٦).
آخر (٧) الثاني والأربعين بعد الخمسمائة (٨).
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢١٧.
(٢) تاريخ أبي زرعة ١ / ١٧١.
(٣) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٤٠٢.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٢٠ (العمري) حوادث سنة ١٣.
(٥) الأصل و «ز» : أبي ، تصحيف ، والتصويب عن خليفة ، وم.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٣٠.
(٧) ما بين الرقمين ليس في م و «ز».
(٨) ما بين الرقمين ليس في م و «ز».
٥٣٤٣ ـ عمرو بن سعيد بن العاص
ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس أبو أمية الأموي
المعروف بالأشدق (١)
وهو ابن أبي أخي المذكور آنفا.
ولّاه معاوية ويزيد المدينة ، ثم إنه بعد ذلك طلب الخلافة ، وزعم أن جعله ولي عهده بعد عبد الملك ابنه ، وغلب على دمشق ثم قتله عبد الملك بعد أن أعطاه الأمان.
يقال : إنه رأى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وحدّث عن عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفّان.
روى عنه : بنوه : موسى ، وأمية ، وسعيد بنو عمرو ، وخثيم (٢) بن مروان.
أخبرنا (٣) أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين ، وأبو (٤) الفتح المختار بن عبد الحميد ، وأبو (٥) المحاسن أسعد بن علي ، وأبو (٦) عبد الله محمّد بن العمركي بن نصر ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر ، أنا عبد الله بن أحمد ، أنا إبراهيم بن خزيم ، ثنا عبد بن حميد ، حدّثني أبو الوليد ، نا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، حدّثني أبي ، عن أبيه قال :
كنت عند عثمان فدعا بطهور ، فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلّا كانت كفّارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله» [٩٩٥٦].
أخرجه مسلم (٧) عن عبد ، وحجاج بن يوسف عن أبي الوليد.
أخبرنا (٨) أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الحسين المقابري ، وهو عبد الله بن سعيد بن عمر المصري ، نا عمرو بن علي ، وأبو
__________________
(١) ترجمته في : مروج الذهب (الفهارس) ، والبداية والنهاية (الفهارس) ، الكامل لابن الأثير (الفهارس) ، تهذيب الكمال ١٤ / ٢٢٨ تهذيب التهذيب ٤ / ٣٤٠ نسب قريش للمصعب ص ١٧٦ والإصابة ١٧٥٣.
(٢) بالأصل وم و «ز» : خيثم ، تصحيف ، وهو خثيم بن مروان بن قيس السلمي.
(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٥) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٦) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٧) صحيح مسلم (٢) كتاب الطهارة ، (٤) باب فضل الوضوء والصلاة عقبه (رقم ٢٢٨).
(٨) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
موسى ، وأبو إسحاق قالوا : ثنا عامر بن أبي عامر الخزّاز (١) عن أيوب بن موسى ، عن أبيه ، عن جده قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن» [٩٩٥٧].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا خلف بن هشام ، والقواريري ، ونصر بن علي وغيرهم.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنبأ أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، نا خلف بن هشام البزار (٣) ، والقواريري ، قالا (٤) : حدّثنا عامر بن أبي عامر ـ زاد ابن السّمرقندي : الخزّاز (٥) ـ عن أيوب بن موسى ، عن أبيه ، عن جده قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما نحل والد ولده (٦) أفضل من أدب حسن» [٩٩٥٨].
أخرجه الترمذي عن نصر بن علي الجهضمي ، وقال : لا نعرفه إلّا من حديث عامر وأيوب بن موسى ، هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص.
وهذا عندي مرسل.
أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، وحدّثنا (٧) أبو الفضل بن ناصر ، أنبأ أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال :
قال لي بشر بن يوسف : نا عامر بن أبي عامر أبو بكر البصري ، سمع أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه ، عن جده عن النبي صلىاللهعليهوسلم مرسل قال : «ما نحل والد ولدا أفضل من أدب حسن» ، ولم يصح سماع جده من النبي صلىاللهعليهوسلم ، وروي هذا الحديث عن أبي عامر صالح بن رستم الخزّاز ، والد عامر بن أبي عامر ، عن أيوب بن موسى ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده.
__________________
(١) الأصل بدون إعجام ، وفي ز : الخزاز.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٦٠٨ رقم ١٦٧١٠ طبعة دار الفكر.
(٣) الأصل وم ، وفي ز : البزاز ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٧٦.
(٤) الأصل وم و «ز» : قالوا ، والمثبت عن المسند.
(٥) إعجامها مضطرب بالأصل وم ، والمثبت عن «ز» ، والمسند.
(٦) في المسند : ولده نحلا أفضل.
(٧) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
أخبرناه أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر ، أنا أبو الحسين بن مكي ، أنا أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد قوله ، نا عبد الله بن محمّد بن إسحاق المروزي ، نا عبيد الله (١) ابن جرير ـ هو ابن جبلة ـ نا يحيى بن يونس المعلم ، نا صالح بن رستم ، نا أيوب بن موسى ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن» [٩٩٥٩].
وقد روي عن عمرو بن سعيد حديث آخر :
أخبرناه (٢) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا عبد الرّحمن بن يحيى قال : نا أبو مسعود.
قال : وأنا علي بن العباس الغزي ـ بها ـ نا محمّد بن حمّاد الطّهراني ، قالا : أنا عبد الرزّاق ، عن عمر بن حوشب ، حدّثني إسماعيل بن أمية ، عن أبيه ، عن جده قال :
كان لهم غلام يقال له طهمان (٣) أو ذكوان ، فاعتق جده نصفه ، فجاء يعدو إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبره ، فقال : «تعتق في عنقك» ، فكان يخدم سيده حتى مات [٩٩٦٠].
خالفهما محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، فرواه عن عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن إسماعيل بن أمية.
أخبرناه (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني ابن زنجويه ، حدّثنا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أبيه ، عن جده قال :
كان لنا غلام اسمه طهمان (٥) أو ذكوان ، فعتق نصفه ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «تعتق في عنقك ترق في رقّك» [٩٩٦١].
وأخبرناه (٦) أبو القاسم أيضا في موضع آخر قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى ، نا أبو القاسم ، نا محمّد بن زنجويه ، وزهير بن محمّد ، قالا : نا عبد الرزّاق ، أنا عمر بن حوشب ، عن إسماعيل بن أمية ، عن جده قال :
__________________
(١) في «ز» : عبد الله.
(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٣) في «ز» : طهران.
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٥) في «ز» : طهران.
(٦) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
قال لنا غلام اسمه طهمان (١) أو قال ذكوان : فأعتق نصفه فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فذكر ذلك له ، فقال : «تعتق في عنقك وترق في رقّك» [٩٩٦٢].
قال البغوي : إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص ابن عم أيوب بن موسى.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو (٢) غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، قال (٣) :
فولد سعيد بن العاص محمّدا ، وعثمان الأكبر ، وعمرا ، يقال له الأشدق ، ورجالا درجوا ، وأمّهم أم البنين بنت الحكم بن أبي العاص ، أخت مروان بن الحكم لأبيه وأمّه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٤) :
فولد سعيد بن العاص : عثمان الأكبر ، درج ، ومحمّدا ، وعمرا ، وأمّهم أم البنين ابنة الحكم بن أبي العاص بن أمية.
قال : وأنا أبو (٥) عمر ـ إجازة ـ أنا سليمان بن إسحاق ، نا حارث بن محمّد بن أبي أسامة ، نا (٦) محمّد بن سعد ، قال :
فولد عمرو بن سعيد : عبد الملك ، وعبد العزيز ، ورملة ، وأمّهم سودة بنت الزبير بن العوّام ، وعبد الرّحمن لأم ولد ، وذكر غيرهم.
قال : ونا محمّد بن سعد ، قال (٧) في الطبقة الثانية من أهل المدينة :
عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس ، قالوا : وكان عمرو بن سعيد من رجال قريش ، وكان أحبّ الناس إلى أهل الشام ، وكانوا يسمعون له ويطيعون ، وكان عمرو يكنى أبا أمية ، وقد روى عمرو عن عمر.
__________________
(١) الأصل وم ، وفي «ز» : طهران.
(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٣) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٧٦.
(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٠.
(٥) ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز» ، وبعد صح.
(٦) ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز» ، وبعد صح.
(٧) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا (١) أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، وأبو الحسين (٢) بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٣) ، قال :
عمرو بن سعيد بن العاص الأموي القرشي ، أخو عنبسة بن سعيد أبو أمية ، سمع أباه ، عمرو بن سعيد بن العاص الأموي القرشي ، أخو عنبسة بن سعيد أبو أمية ، سمع أباه ، سمع عمر ، كان غزا ابن الزبير ، ثم قتله عبد الملك بن مروان ، كنّاه لنا (٤) موسى ، نا حمّاد ، نا كلثوم بن جبر ، نا خثيم (٥) بن مروان.
أخبرنا (٦) أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا محمّد بن الحسن ، نا أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن إسماعيل ، قال : عمرو بن سعيد أبو أمية القرشي بن العاص.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، قال : ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال :
عمرو بن سعيد بن العاص يكنى أبا أمية ، وهو المقتول ، ومن ولده إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص ، وأيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص ، وكلاهما حسن الحديث (٧).
أخبرنا (٨) أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول :
أبو أمية عمرو بن سعيد بن العاص ، سمع أباه ، روى عنه خثيم (٩) بن مروان.
__________________
(١) قوله : «حدثنا» استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٢) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والمثبت عن م ، و «ز».
(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣٣٨.
(٤) الأصل : انا ، وفي م : أبا ، والمثبت عن «ز» ، والتاريخ الكبير.
(٥) الأصل وم و «ز» : خيثم ، والمثبت عن التاريخ الكبير.
(٦) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٧) لم أعثر على الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع.
(٨) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٩) الأصل وم و «ز» : خيثم ، تصحيف ، والصواب ما أثبت وضبط مصغرا عن تقريب التهذيب.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :
أبو أمية عمرو بن سعيد بن العاص قتله عبد الملك بن مروان.
كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال : قال : أنا أبو سعيد بن يونس :
عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، يكنى أبا أمية ، قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين ، قتله عبد الملك بن مروان ، يقال : بيده سنة سبعين (١).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم (٢) ، قال :
أبو أمية عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي أخو عنبسة بن سعيد ، سمع أباه ، روى عنه خثيم (٣) بن مروان.
أخبرنا (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النقور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنبأ عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أنبأ زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، نا المبارك بن سعيد ، عن عبد الملك بن عمير عن أبيه قال (٥) :
لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة جمع بنيه [فقال](٦) أيكم يكفك ديني؟ فسكتوا ، فقال : ما لكم لا تكلمون؟ فقال عمرو الأشدق ـ وكان عظيم الشدقين ـ وكم دينك يا أبة؟ قال : ثلاثون (٧) ألف دينار ، قال : فيما استدنتها يا أبة؟ قال : في كريم سددت فاقته ، وفي لئيم فديت عرضي منه ، فقال عمرو : هي عليّ يا أبة.
فقال سعيد : مضت خلّة وبقيت خلّتان ، فقال عمرو : ما هما يا أبة؟ قال : بناتي لا تزوجهن إلّا من الأكفاء ، ولو بعلق الخبز الشعير ، فقال : أفعل يا أبة.
__________________
(١) راجع تهذيب الكمال ١٤ / ٢٣٠.
(٢) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ١ / ٣٤٤ رقم ٢٦٥.
(٣) الأصل وم و «ز» : خيثم ، تصحيف.
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٥) الخبر في تهذيب الكمال ١٤ / ٢٢٩.
(٦) الزيادة للإيضاح عن م ، و «ز» ، وتهذيب الكمال.
(٧) في «ز» : ثمانون.
قال سعيد : مضت خلّتان وبقيت خلّة واحدة ، فقال : وما هي يا أبة؟ فقال : إخواني إن فقدوا وجهي فلا تفقدون معروفي ، فقال عمرو : وأفعل يا أبة.
فقال سعيد : أما والله لئن قلت ذلك لقد عرفت ذلك في حماليق وجهك ، وأنت في مهدك ، ثم قال سعيد : ما شتمت رجلا منذ كنت رجلا ، ولا كلّفت من يرتجيني أن يسألني لهو أمنّ عليّ مني عليه إذا قضيتها له إذ قصدني لحاجته (١).
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي ، نا محمّد بن علي بن محمّد.
ح وأخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، أنا أبي محمّد بن الحسين.
قالا : أنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص ، قال : قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي ، قال :
كنا جلوسا عند المجالد بن سعيد ، فجاء رجل ـ يتخطى الناس ـ من الكتّاب ، فكلّمه لحاجته ثم ذهب ، فلما ولّى أقبل أولئك الذين عنده ، فقالوا له : يا أبا عمير الكتّاب شرار خلق الله ، فقال : ما يدريكم؟ كان معاوية كاتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم كان خليفة ، وكان عثمان بن عفّان كاتب أبي بكر ، وكان خليفة ، وكان مروان بن الحكم كاتب عثمان وكان خليفة ، وكان عبد الملك بن مروان كاتب ديوان الجند بالمدينة في خلافة معاوية وكان خليفة ، وكان عمرو بن سعيد كاتب ديوان الجند بالمدينة ، فطلب الخلافة ، فقتل دونها (٢).
قال الهيثم : قال ابن عيّاش في تسمية الفقم من الأشراف : عمرو بن سعيد بن العاص (٣).
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو
__________________
(١) بعدها ورد خبر في «ز» ـ وسقط من م أيضا ـ وقسم من إسناده ضائع ومكانه بياض فيها ، وكتب على هامش «ز» :
مقصوص بالأصل. وما استطعنا قراءته من الخبر فيها نثبته هنا :
.... الوراق ، نا الحسن ، نا أبو علي الحسن بن علي الزينبي ، نا علي بن محمد بن عبدوس قال : وقال معاوية لعمرو بن سعيد الأشدق ، وهو صبي ، عند موت أبيه : إلى من ـ يعني ـ أوصى بك أبوك؟ قال : أوصى إليّ ولم يوص بي.
(٢) تهذيب الكمال ١٤ / ٢٣٠.
(٣) تهذيب الكمال ١٤ / ٢٢٩.
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
الحسين (١) بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة ستين ـ نزع الوليد بن عتبة عن أهل المدينة ، وأمّر عمرو بن سعيد على المدينة ، ومكة والطائف ، فحج عامئذ بالناس عمرو بن سعيد ، ثم نزع مستهل ذي الحجة وأمّر الوليد بن عتبة.
أخبرنا (٢) أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن حسن عن نوفل بن عمارة قال : سئل سعيد بن المسيّب عن خطباء قريش في الجاهلية فقال : الأسود بن المطّلب بن أسد ، وسهيل بن عمرو ، وسئل عن خطبائهم في الإسلام فقال : معاوية وابنه ، وسعيد وابنه ، وعبد الله بن الزبير (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٤) ، حدّثني أبي ، نا عبد الصمد ، نا حمّاد ، حدّثني علي بن زيد قال : أخبرني من سمع أبا هريرة يقول :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليرعفن على منبري جبار من جبابرة بني أمية ، فيسيل رعافه» قال : فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص رعف على منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى سال رعافه [٩٩٦٣].
أخبرنا (٥) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الله.
__________________
(١) الأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن «ز».
(٢) الخبر التالي سقط من «ز».
(٣) ورد خبر هنا في م و «ز» ، وقسم منه في «ز» بياض ، وكتب على هامشها مقصوص بالأصل. وقد وضعنا البياض فيها بين قوسين. نثبته هنا ، واللفظ عن م : أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت ، أنبا [أحمد] بن محمود الثقفي أنا (محمد بن إبراهيم المقرئ انبا محمد) بن الطيب المنبجي ، حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري قال انبا أبي (قال :) واستخلف ولد معاوية (يزيد بن معاوية) هلال رجب سنة ستين ، ونزع الوليد بن عتبة ، وأمر عمرو بن سعيد بن العاص على المدينة فحج عمرو بالناس سنة ستين ، ثم نزع عمرو بن سعيد عن المدينة في هلال ذي الحجة وأمر الوليد بن عتبة.
(٤) مسند أحمد بن حنبل ٣ / ٦١٠ رقم ١٠٧٦٨ طبعة دار الفكر.
(٥) كتب فوقها في ز : «ح» بحرف صغير.
ح وأخبرنا (١) أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر بن سوار ، قالا : أنا الحسين بن علي ، أنا محمّد بن زيد بن علي (٢) ، أنا محمّد بن عتبة ، نا هارون بن حاتم ، نا أبو بكر بن عياش ، قال :
وبايع الناس يزيد بن معاوية فحجّ بالناس عمرو بن سعيد بن العاص سنة ستين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة ، قال (٣) :
وجمعهما ـ يعني معاوية ـ مكة والمدينة لسعيد بن العاص ، فولاها ـ يعني مكة ـ سعيد بن العاص ابنه عمرا ، ومات معاوية وعلى المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، فأقره يزيد ثم عزله ، وولّى عمرو بن سعيد بن العاص أشهرا ثم عزله وولّى الوليد بن عتبة ، وأقام الحجّ ـ يعني سنة ستين ـ عمرو بن سعيد بن العاص.
أخبرنا (٤) أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأم (٥) المجتبى بنت ناصر ، قالا : أنبأ أبو الطيب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى ، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عاصم ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة ـ واللفظ له ـ ومحمّد بن زيان ، قالا : نا عيسى بن حمّاد ، أنبأ الليث ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي شريح العدوي.
أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة : أتأذن لي أيها الأمير أحدّثك قولا قام يعني به رسول الله صلىاللهعليهوسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، وأبصرته عيناي حين تكلّم به.
إنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال : «إنّ مكّة حرّمها الله ولم يحرمها الناس ، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، أو يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص به لقتال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فيها ، فقولوا : إنّ الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم ، وإنّما أذن لي فيها ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، وليبلّغ الشاهد الغائب».
فقيل لأبي شريح : ما قال عمرو؟ قال : أنا أعلم بذلك منكم يا أبا شريح ، إنّ الحرم لا يعيذ عاصيا ، لا فارّا بدم ، ولا فارّا بجزية [٩٩٦٤].
__________________
(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٢) «نا محمد بن زيد بن علي» مكرر بالأصل.
(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٣٥.
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٥) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا يعقوب ، نا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدّثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي شريح الخزاعي قال :
لما بعث عمرو بن سعيد إلى مكة بعثه يغزو ابن الزبير ، أتاه أبو شريح ، فكلّمه وأخبره بما سمع من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم خرج إلى نادي قومه ، فجلس فيه ، فقمت إليه ، فجلست معه ، فحدّث قومه كما حدّث عمرو بن سعيد ما سمع من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعما قال له عمرو بن سعيد. قال : قلت : يا هذا ، إنّا كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين افتتح مكة ، فلمّا كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل ، فقتلوه وهو مشرك فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فينا خطيبا ، فقال : «أيها الناس (٢) ، إن الله حرّم مكّة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام من حرام الله إلى يوم القيامة ، لا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، لم تحلل لأحد كان قبلي ، ولا تحلّ لأحد يكون بعدي ، ولم تحلل لي إلّا هذه الساعة غضبا على أهلها ، ألا ثم قد رجعت كحرمتها بالأمس ، ألا فليبلّغ الشاهد منكم الغائب ، فمن قال لكم إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد قاتل بها فقولوا : إنّ الله أحلّها لرسوله ولم يحللها لكم ، يا معشر خزاعة ، ارفعوا أيديكم عن القتل ، فقد كثر أن يقع ، لقد قتلتم قتيلا لآدينّه فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين إن شاءوا فدم قاتله ، وإن شاءوا فعقله» ، ثم ودّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الرجل الذي قتلته خزاعة. فقال عمرو بن سعيد لأبي شريح : انصرف أيها الشيخ ، فنحن أعلم بحرمتها منك ، إنّها لا تمنع سافك دم ، ولا خالع طاعة ، ولا مانع جزية ، قال : فقلت : قد كنت شاهدا ، وقد كنت غائبا ، فقد بلّغت ، وقد أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يبلّغ شاهدنا غائبنا ، فقد بلّغتك ، فأنت وشأنك [٩٩٦٥].
أخبرنا (٣) أبو طالب (٤) بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن الخلعي ، قال : أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد ، نا علي بن داود ، نا عبد الله بن صالح ، نا الليث بن سعد ، حدّثني جرير بن حازم ، عن حمّاد بن موسى رجل من أهل المدينة أن عثمان بن البهي بن أبي رافع حدّثه هذا الحديث فقال :
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٥١٥ ـ ٥١٦ رقم ١٦٣٧٧ طبعة دار الفكر.
(٢) في المسند : يا أيها الناس إن الله عزوجل.
(٣) كتب فوقها في «ز» : «س» بحرف صغير.
(٤) في «ز» : أبو غالب.
هو جدي ، فكان أبو أحيحة تركه ميراثا فخرج يوم بدر مع بنيه ، فلما كان يوم بدر أعتق ثلاثة منهم أنصباءهم منه منهم : عبيد (١) بن سعيد ، والعاص بن سعيد ، وسعيد بن سعيد ، فقتلوا يوم بدر ، ثلاثتهم كفّارا ، قال : فشرى أبو رافع أيضا الذين بقوا بأربعين ومائة أوقية من ذهب ، غير أن خالد بن سعيد أبى أن يعتق ولا يبيع ، وذلك أن خالدا غضب على أبي رافع في أم ولد لأبي أحيحة أراد أبو رافع أن يتزوجها فنهاه خالد عن تزويجها وأبى إلّا أن يفعل ، فاحتمل عليه في ذلك في نفسه ، فلمّا أسلم أبو رافع وهاجر إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلّمه في أمره ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالد بن سعيد فقال : «أعتق إن شئت» ، قال : ما أنا بفاعل ، قال : «فبع» ، قال : ولا ، قال : «فهب» ، قال : ولا ، قال : «فأنت على حقك منه» فلبث ما شاء الله ، ثم أتى خالد النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : قد وهبت نصيبي منه لك ، وإنّما حملني على ما صنعت الغضب الذي كان في نفسي عليه ، فأعتق رسول الله صلىاللهعليهوسلم نصيبه (٢) ، فكان يقول : أنا مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وذلك بعد ، فلما ولي عمرو بن سعيد المدينة أرسل إلى البهي بن أبي رافع ، فقال له : من مولاك؟ قال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فضربه مائة سوط ، ثم سأله فقال مثلها حتى ضربه خمسمائة سوط ، فلمّا خاف أن يقتله قال : أنا مولاكم ، فلمّا قتل عبد الملك عمرو بن سعيد قال البهي بن أبي رافع وكان شاعرا ظريفا يهجو عمرو بن سعيد ويمدح عبد الملك.
قال أبو الحسن : أصبت الشعر عند غيري ولم أجده في كتابي فقال :
صحت ولا شلت ونالت عدوها
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن (٣) بن خيرون ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري ، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلابي ، نا أبي (٤) ، نا أبو عبد الله يعني مصعب بن عبد الله الزّبيري قال :
لما قدم عمرو بن سعيد بن العاص واليا دعا البهي واسمه (٥) عبيد الله بن [أبي] رافع ، وابنه عثمان بن عبيد الله ، أدرك أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : انتسب ، قال : أنا عبيد الله بن [أبي] رافع : مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجلده مائة سوط ، ثم قال له : انتسب ، فقال
__________________
(١) في «ز» : عبيد الله بن سعيد ، وخالد بن سعيد ، والعاص بن سعيد.
(٢) «نصيبه» سقطت من «ز».
(٣) الأصل : الحسين ، والمثبت عن م ، و «ز».
(٤) «أبي ، نا» استدرك على هامش «ز» ، وبعدهما صح.
(٥) في «ز» : وأباه.
له : أنا عبيد الله بن [أبي] رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجلده مائة سط ، ثم قال له : انتسب ، فقال له : أنا عبيد الله بن [أبي] رافع مولاك ، فخلّى سبيله ، فلما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد قال عبيد الله :
صحّت ولا شلّت وضرّت عدوّها |
|
[يمين](١) هراقت مهجة ابن سعيد |
هو ابن أبي العاص مزارا وينتمي |
|
إلى أسرة طابت له وحدود |
وكان سبب ولايته رافع أنه كان عبدا لأبي أحيحة ، فهلك وتركه عبدا ، وأعتق بنوه أنصباءهم منه ، وتمسك خالد بن سعيد بنصيبه ، فتشفع رافع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليكلم له خالدا ، وكلّم خالدا فيه ، فوهب نصيبه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأعتقه رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو عبد الله الطوسي ، نا الزبير بن بكّار (٢) ، قال :
وكان عمرو بن سعيد ولاه معاوية المدينة ، ثم ولاه (٣) يزيد بن معاوية ، وبعث عمرو بعثا إلى ابن الزبير بمكة ، وقتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بعد ذلك.
وكان عمرو بن سعيد يدّعي أنّ مروان بن الحكم جعل إليه ولاية العهد بعد عبد الملك ، ثم نقض ذلك وجعله إلى عبد العزيز بن مروان ، فلما شخص عبد الملك إلى حرب مصعب بن الزبير خالف عليه عمرو ، وغلّق دمشق ، فرجع إليه عبد الملك ، فأعطاه الأمان ، ثم غدر به ، فقتله فقال يحيى بن الحكم بن أبي العاص في ذلك :
أعينيّ جودا بالدموع على عمرو |
|
عشية تبتزّ الخلافة بالغدر |
كأنّ بني مروان إذ يقتلونه |
|
بغاث من الطير اجتمعن على صقر |
غدرتم بعمرو يا بني خيط باطل (٤) |
|
وأنتم (٥) ذوو قربى به وذوو صهر |
__________________
(١) زيادة للوزن عن «ز».
(٢) راجع الخبر والشعر في نسب قريش ص ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٣) في نسب قريش : وأقرّه.
(٤) خيط باطل ، لقب كان يلقب به مروان بن الحكم ، لقب به لأنه كان طويلا مضطربا ، قال عبد الرحمن بن الحكم :
لحى الله قوما ملكوا خيط باطل |
|
على الناس يعطي من يشاء ويمنع |
(تاج العروس : خيط) ومروج الذهب ٢ / ١٠٤.
(٥) البيت في تاج العروس : خيط ، وعجزه فيه :
ومثلكم يبني البيوت على عمرو