أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢
رأيت عمرو بن ميمون ، وسويد بن غفلة التقيا فاعتنق كل واحد منهما صاحبه (١).
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة ، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن يونس ، أنا القاضي أبو عمر ، نا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم ، نا القاسم بن مالك المزني ، نا عاصم بن كليب قال :
رأيت سويد بن غفلة ، وعمرو بن ميمون التقيا ، فعانق كل واحد منهما صاحبه ، وتصافحا.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم (٢) ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب ، نا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا داود بن رشيد ، نا أبو المليح ، [قال :] قال عمرو بن ميمون : ما يسرني أن أمري (٣) يوم القيامة إلى أبوي.
ح قال (٤) : ونا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا عبد الله بن مطيع.
ح قال : وثنا عبد الله بن محمّد ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا أحمد بن منيع ، قالا : نا هشيم ، نا أبو بلج ، عن عمرو بن ميمون.
أنه كان لا يتمنى الموت حتى أرسل إليه يزيد بن أبي مسلم فبعثه ولقي منه شدة ، ولم يكد أن يدعه ثم تركه بعد ذلك قال : وكان يقول : اليوم أتمنى الموت ، اللهم ألحقني بالأبرار ، ولا تلحقني مع الأشرار ، واسقني من خير الأنهار.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٥) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا سريج (٦) ، حدّثني هشيم ، عن أبي بلج (٧) ، عن أبي [عبد الله] عمرو بن ميمون.
أنه كان لا يتمنى الموت قال : إنّي أصلي في كل يوم كذا وكذا صلاة ، حتى أرسل إليه
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٤ / ١٦٠.
(٢) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ١٥٠.
(٣) الأصل وم : «امرنى؟؟؟» تصحيف ، والمثبت عن حلية الأولياء.
(٤) القائل أبو نعيم الحافظ ، والخبر في حلية الأولياء ٤ / ١٤٨.
(٥) في م : اللبناني ، بتقديم الباء تصحيف.
(٦) الأصل : «شريح» وفي م بدون إعجام ، والصواب ما أثبت وهو سريج بن يونس البغدادي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٥٩.
(٧) الأصل وم : «بلخ» تصحيف.
يزيد بن مسلم ، فبعثه ولقي منه ، فكان يقول : اللهم الحقني بالأخيار ، ولا تلحقني مع الأشرار ، واسقني ماء عذب الأنهار.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد ، نا الهيثم بن عدي قال : مات عمرو بن ميمون الأودي في ولاية الحجّاج قبل الجماجم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السمّاك ، نا حنبل بن إسحاق.
ح وأخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو خازم (١) بن الفراء ، أنا يوسف بن عمر ، نا محمّد بن مخلد ، نا عباس بن محمّد ، قالا : نا أبو نعيم.
ح وأخبرنا أبو سعد (٢) إسماعيل بن أحمد ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أحمد بن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله (٣) محمّد بن عبد الله الصفار ، أنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي ، قال : سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول : مات عمرو بن ميمون الأودي سنة أربع وسبعين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، نا ابن نمير قال : مات عمرو بن ميمون الأودي سنة أربع وتسعين.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا نصر بن أحمد بن نصر ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الله.
ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر أحمد بن علي المقرئ ، قالا : أنا أبو الفرج الطّناجيري ، قالا : أنا محمّد بن زيد الأنصاري ، أنا محمّد بن محمّد الشيباني ، نا هارون بن حاتم ، نا أصحابنا قالوا : مات عمرو بن ميمون الأودي سنة أربع وتسعين.
__________________
(١) الأصل وم : حازم ، بالحاء المهملة ، تصحيف ، والصواب بالخاء المعجمة. تقدم التعريف به.
(٢) الأصل وم : سعيد ، تصحيف.
(٣) أقحم بعدها بالأصل وم : «بن».
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني (١) ، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن أبي عمرو ، أنا أبو عبد الله بن مروان ، أنا أبو عبد الملك البسري ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا علي بن عبد الله التميمي ، قال : عمرو بن ميمون مات سنة أربع وسبعين ، وقال قائل : سنة خمس وسبعين.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي الحسن الصّيرفي ، أنا أبو بكر بن بيري ، وعن أبي نعيم الواسطي ، أنا أبو الحسن (٢) بن خزفة (٣) ، أنا أبو عبد الله الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة قال : قال المدائني : مات عمرو بن ميمون سنة أربع وسبعين ، أو خمس وسبعين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال أبو نعيم وابن نمير : فيها يعني سنة أربع وسبعين مات عمرو بن ميمون (٤).
وقال : عمرو بن ميمون الأودي سنة خمس وسبعين ، وكان قد أدرك الجاهلية ، وذكر أن الهروي أخبره عن إسحاق بن سيّار (٥) ، ومحمّد بن إسماعيل الترمذي ، عن أبي نعيم والهروي أخبره عن محمّد بن عبد الله بن سليمان بن أبي نمير ، ومصعب بن إسماعيل المصعبي أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان ، عن عمرو بذلك.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عمر بن أبي شيبة قال : قال عمي : ومات عمرو بن ميمون في سنة خمس وسبعين.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلاس قال :
مات عمرو بن ميمون الأودي سنة خمس وسبعين ، وكان قد أدرك الجاهلية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص
__________________
(١) في م : الكناني ، تصحيف.
(٢) الأصل : الحسين تصحيف ، والتصويب عن م.
(٣) الأصل وم : حزفة ، تصحيف.
(٤) تهذيب الكمال ١٤ / ٣٥٣.
(٥) إعجام مضطرب بالأصل وم ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٩٤.
ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، وأخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة خمس وسبعين فيها توفي عمرو بن ميمون الأودي بالكوفة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) :
وفيها يعني سنة ست وسبعين مات عمرو بن ميمون الأودي ويقال : سنة أربع وقد تقدم قول خليفة : أنه مات سنة ست أو سبع ، ويقال أربع.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب ، أنا أبو الحسن الجرّاحي.
ح قال : وأنا أبو علي الفضالي ، أنا إسحاق بن محمّد ، أنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، نا قعنب بن المحرّر قال : وقال أبو نعيم : ومات عمرو بن ميمون الأودي سنة أربع وثمانين.
هذا وهم ، والصواب : أربع وسبعين ، وقد تقدم عن أبي نعيم قوله : إنه مات سنة أربع وسبعين.
٥٤١٠ ـ عمرو بن ميمون بن مهران
أبو عبد الله بن أبي أيوب الجزري الفقيه (٢)
حدّث عن أبيه ، وسليمان بن يسار ، وعمر بن عبد العزيز ، ومكحول ، والزهري.
روى عنه : جعفر بن برقان ، والثوري ، وشريك ، وبزيع والد أحمد بن بزيع الرّقّي ، وابن أخيه عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الواحد بن زياد ، وزهير بن معاوية ، وزكريا بن أبي زائدة ، ويزيد بن هارون ، ومحمّد بن بشر العبدي ، وعنبسة بن سعيد البصري ، وعبد الرّحمن بن سوّار ، وبشر بن المفضل (٣).
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٧٥ (ت. العمري).
(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٤٦ وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٨٥ والجرح والتعديل ٦ / ٢٥٨ والتاريخ الكبير ٦ / ٣٦٧ وسير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٦ وتذكرة الحفاظ ١ / ٦٠ وتاريخ بغداد ١٢ / ١٨٨.
(٣) بالأصل وم : الفضل ، تصحيف ، والتصويب عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
ووفد على عمر بن عبد العزيز يستعفي لأبيه من العمل ، فلم يعفه ، وولّاه عمر البريد.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى.
ح وأخبرنا أبو نصر أحمد بن منصور بن محمّد ، أنا أحمد بن إبراهيم بن موسى.
قالا : أنا أبو طاهر بن خزيمة ، نا جدي أبو بكر ، نا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعاني (١) ، نا بشر ـ يعني ابن المفضّل ـ نا عمرو بن ميمون.
ح قال : ونا محمّد بن العلاء بن كريب أو ابن مبارك عن عمرو بن ميمون.
ح قال : ونا محمّد بن عبد الله المخرمي ، نا يزيد بن هارون ، أنا عمرو بن ميمون ، عن سليمان بن يسار ، عن عائشة.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا أصاب ثوبه منيّ ، غسله ثم يخرج إلى الصلاة ، وأنا أنظر إلى بقعة من أثر الغسل في ثوبه.
هذا لفظ حديث الصّنعاني (٢) ، وفي حديث ابن المبارك قال :
كنت أغسل ثوب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المنيّ ، فيخرج وفي ثوبه أثر الماء.
وفي حديث يزيد بن هارون ، نا سليمان بن يسار ، أخبرتني عائشة ، رواه مسلم عن ابن كريب (٣).
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو حفص عمرو بن إبراهيم بن أحمد الكناني المتوفى ببغداد ، نا أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العباس الكاتب ، نا محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني أبو بكر ، نا سليمان بن عبد الرّحمن بن سوّار ، نا عمرو بن ميمون بن مهران ، حدّثني أبي ميمون بن مهران ، عن أبيه مهران ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من لم يقرأ مع الإمام فصلاته خداج» [١٠٠٩٧].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهّان ، أنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ ، أنا أحمد بن بزيع الرّقّي ، حدّثني أبي قال : سمعت عمّي عمرو بن ميمون بن مهران يقول :
__________________
(١) الأصل وم : الصغاني ، تصحيف ، والصواب : الصنعاني ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٧٥.
(٢) الأصل وم : الصغاني ، تصحيف ، والصواب : الصنعاني ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٧٥.
(٣) صحيح مسلم (٢) كتاب الطهارة ، (٣٢) باب ، حكم المني ، (رقم ٢٨٨).
أرسلني أبي إلى عمر بن عبد العزيز أستعفيه له من الولاية ، قال : فدخلت على عمر وعنده شيخ ، فقال عمر : هذا ابن الشيخ الذي كنّا في حديثه آنفا ، قال : فسلّم علي الشيخ وأدناني إلى جنبه ، فقال لي : كيف أنت يا بني؟ وكيف أبوك؟ قال : قلت : صالح ، وهو يقرأ عليك السلام ، قال : كيف يقرأ عليك السلام ولم يعرفني؟ ولم يرني؟ قال : قلت : أرسلني أو أوصاني أن أبلّغ من سألني عنه السلام ، قال : فقال الشيخ لعمر : شدّ يدك بهذا. أو لا تعفي أباه.
قال : وأنا أبو علي الحافظ ، نا الميمون ـ يعني عبد الملك بن عبد الحميد ـ قال : سمعت أبي يقول : وجّه ـ يعني ميمونا ـ عمرا ابنه إلى عمر بن عبد العزيز يستعفيه من ولاية الجزيرة ، فلم يعفه ، وولّى عمرا البريد وهو ابن نيّف وعشرين سنة (١).
قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر (٢) بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، أنا أحمد بن إسحاق ـ وهو الدّورقي ـ عن عمر بن حفص (٣) ، نا عمرو بن ميمون قال :
أتيت سليمان بن عبد الملك بهذه الجزيرة فرأيت عنده عمر ، وهو كأشد الرجال وأغلظهم عنقا ، فما لبثت بعد ما استخلف عمر إلّا سنة حتى أتيته ، فخرج يصلّي بنا الظهر وعليه قميص ثمن (٤) دينار أو نحوه وملته مثله ، وعمامة قد سدلها بين كتفيه ، وقد نحل ودقّت عنقه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، نا وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو سعيد بن حيوية ، أنا عبد الله بن جعفر.
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد أبو البركات : وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو حفص الأهوازي قالا : نا عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خياط (٥) قال :
عمرو بن ميمون بن مهران نزل الرّقّة ، مات سنة خمس وأربعين ومائة.
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٤ / ٣٤٩.
(٢) الأصل : بكر ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.
(٣) اللفظة غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.
(٤) مكانها بياض في م.
(٥) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٨٧ رقم ٣٠٧٨.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، نا محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عمرو بن ميمون كان جزريا نزل بغداد.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب.
أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب (١) ، أنا محمّد بن حميد المخرمي (٢) ، نا علي بن الحسين بن حبان (٣) قال : وجدت في كتاب أبي عن أبي زكريا يحيى بن معين قال : عمرو بن ميمون بن مهران كان بالرّقة ، وكان هاهنا ببغداد.
قال الخطيب : وأنا أبو خازم (٤) بن الفراء ، أنا الحسين بن علي الحلبي ، نا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب.
ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو العبدي ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٥) ، قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا.
ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، قالا : نا محمّد بن سعد (٦) قال : عمرو بن ميمون بن مهران كان ينزل الرقّة.
قال محمّد بن عمر الواقدي : مات ـ وقال الخطيب : قال الواقدي : مات ـ سنة خمس وأربعين ومائة ـ زاد ابن الفهم : في خلافة أبي جعفر المنصور ـ وكان ثقة إن شاء الله (٧).
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٨) قال :
__________________
(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ٤٩.
(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٢٦٤.
(٣) بالأصل وم وتاريخ بغداد هنا حبان ، وفي تاريخ بغداد ، ترجمته ، ١١ / ٣٩٥ حيان.
(٤) الأصل وم : حازم ، تصحيف ، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(٥) الأصل وم : اللبناني ، بتقديم الباء ، تصحيف.
(٦) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٨٢ وجاء فيها : عمرو بن ميمون بن مطران.
(٧) الخبر في تاريخ بغداد ١٢ / ١٨٨ و ١٨٩.
(٨) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨.
عمرو بن ميمون بن مهران الجزري عن عمر بن عبد العزيز ، وأبيه ، روى عنه الثوري ، وشريك قال سليمان بن عبد الرّحمن : كنيته أبو عبد الله. وقال موسى بن عمرو (١) بن ميمون مات عمرو أبو عبد الله سنة سبع وأربعين ومائة ، وكانت أم ميمون لبني نصر بن معاوية بن قيس بن عيلان ، وأبوه للأزد.
كذا قال ، وهو موسى بن عمر بن عمرو.
أخبرنا أبو الحسين (٢) هبة الله بن الحسن ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :
عمرو بن ميمون بن مهران الجزري ، يقال : كنيته أبو عبد الله ، روى عن أبيه ، وسليمان بن يسار ، روى عنه الثوري وغيره ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول :
أبو عبد الله عمرو بن ميمون بن مهران الجزري عن أبيه ، وعمر بن عبد العزيز ، روى عنه الثوري ، وشريك ، ويزيد بن هارون.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله عمرو بن ميمون بن مهران.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي (٤) قال : أبو عبد الله عمرو بن ميمون بن مهران.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي التاريخ الكبير : «موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون» وسينبه المصنف إلى الصواب.
(٢) الأصل وم : الحسن ، تصحيف ، والصواب : الحسين ، والسند معروف.
(٣) الجرح والتعديل ٦ / ٢٥٨.
(٤) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٥٧.
أبو عبد الله عمرو بن ميمون بن مهران البصري الجزري عن أبيه ، وعمر بن عبد العزيز ، روى عنه الثوري ، وشريك بن عبد الله النّخعي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري (١) قال :
عمرو بن ميمون بن مهران أبو عبد الله الجزري الرقي أخو عبد الأعلى بن ميمون ، يقال : إن جده مهران كان مكاتبا لبني نصر بن معاوية ، فعتق ، وأن أبا ميمون ، وبكير أبا أيوب ، كان مملوكا لأم نمر (٢) من الأزد من ثمالة فأعتقته ، ولم يزل بالكوفة إلى هيج الجماجم ، ثم تحوّل إلى الجزيرة نسبة ابن سعد إلى الهيثم بن عدي ، سمع عمرو سليمان بن يسار ، روى عنه ابن المبارك ، وزهير بن عبد الواحد ، ويزيد بن زريع في الوضوء ، وقال البخاري : قال ابن ابنه موسى بن عمر بن عمرو : مات سنة سبع وأربعين ومائة ، وقال ابن سعد : مات سنة خمس وأربعين ومائة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب قال :
عمرو بن ميمون بن مهران أبو عبد الله الجزري ، سمع أباه ، وسليمان بن يسار ، روى عنه سفيان الثوري ، وأبو معاوية الضرير ، ويزيد بن هارون وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) :
عمرو بن ميمون بن مهران أبو عبد الله الجزري ، سمع أباه ، وسليمان بن يسار ، وعمر بن عبد العزيز بن مروان ، روى عنه سفيان الثوري ، وزهير بن معاوية ، وشريك بن عبد الله ، وعبد الله بن المبارك ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وبشر بن المفضّل ، ويزيد بن هارون ، ومحمّد بن بشر العبدي وغيرهم ، وكان ثقة.
ذكر يحيى بن معين أنه نزل بغداد.
قال : وأنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الغائب ـ بأصبهان ـ أنا
__________________
(١) الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٦٩.
(٢) غير مقروءة بالأصل وم وصورتها : «تمر» والمثبت عن تاريخ بغداد ١٢ / ١٨٨.
(٣) الخير في تاريخ بغداد ١٢ / ١٨٨.
(٤) الخير في تاريخ بغداد ١٢ / ١٨٨.
عبد الله بن جعفر بن حبان (١) ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي ، نا خليفة بن خياط.
ح قال : وأنا أبو خازم (٢) بن الفراء ، أنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي ، أنا أبو عمران موسى بن القاسم الأشيب ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد ، قالا : قال الهيثم بن عدي : أنا عمرو بن ميمون بن مهران قال : قلت لأبي : ممن أنت؟ قال : كان أبي مكاتبا لبني نصر بن معاوية فعتق ، وكان مملوكا لامرأة من الأزد من ثمالة يقال لها أم نمر ، فأعتقتني.
هذا آخر حديث خليفة ، وزاد ابن سعد : فلم أزل بالكوفة حتى كان هيج الجماجم ، فتحوّلت إلى الجزيرة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي ، أنا أبو الحسين محمّد بن علي (٣) بن محمّد ، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع ، أنا أبو علي محمّد بن سعيد (٤) بن عبد الرّحمن قال : قال لي أبو بكر بن صدقة : كتبت عن أحمد بن مختار ـ رجل من أهل حصن مسلمة ـ عن رجل من أهل حصن مسلمة عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه ، عن أبي عبد الرّحمن السلمي ، عن علي بن أبي طالب قراءة القرآن.
وكان عمرو بن ميمون قد أقام بحصن مسلمة.
أخبرنا أبو بكر أيضا ، أنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح وأنا الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا الأزهري والنّرسي قالوا : أنا محمّد بن عبد الله بن جامع ، نا أبو علي محمّد بن سعيد (٦) الحرّاني ، نا الميموني قال : سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون بالقرآن والنحو ، وقال : عندنا مصحف من كتابه ، وسمعت أبي يقول : ما يرى إلّا قلمين فما غيرهما (٧) حتى فرغ منه [أو](٨) هذا المعنى إن شاء الله.
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد : عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان.
(٢) الأصل وم : حازم ، تصحيف ، والتصويب ـ بالخاء ـ عن تاريخ بغداد.
(٣) ما بين الرقمين سقط من م.
(٤) ما بين الرقمين سقط من م.
(٥) رواه البغدادي في تاريخ بغداد ١٢ / ١٨٩.
(٦) الأصل وم : سعد ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٧) الأصل وم : غيرها ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٨) زيادة عن تاريخ بغداد.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، نا أبو الحسن ، أنا محمّد بن عبد الله ، أنا أبو علي الحرّاني قال : سمعت الميموني يقول : سمعت أبي يقول : سمعت عمّي عمرا يقول : لو علمت أنه بقي عليّ حرف من السّنّة باليمن لأتيتها (١).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الكتاني (٢) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) قال : قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم : إن أبا مسهر عن صدقة بن خالد ، عن ابن جابر : أن مسلمة بن عبد الملك أرسل إلى رجاء بن حيوة ، وعدي (٤) بن عدي ، ومكحول ، وعمرو بن ميمون بن مهران ، فسألتهم ، فهل يحتمل عمرو بن ميمون أن يسأل مع هؤلاء؟ فأخبرني عن محمّد بن شعيب ، عن الأوزاعي : أن عمر بن عبد العزيز سأل عمرو بن ميمون ولم يدفع عمرا عما ذكره عنه ابن جابر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ ، نا محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو أحمد الدهان ، نا محمّد بن سعيد الحرّاني ، نا هلال بن العلاء ، نا عبد الله بن جعفر ، نا أبو المليح ، عن ميمون قال :
ما أحد من الناس أحبّ إليّ من عمرو ، ولأن يموت أحبّ إليّ من أن أراه على عمل (٥).
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، نا عبد العزيز بن أبي طاهر ، أنا عبد الرّحمن بن عثمان ، أنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر ، أنا عبد الرّحمن بن عمر قال : فحدّثني معاوية ـ يعني ابن صالح ـ نا منصور بن أبي مزاحم ، نا أبو بكر بن نوفل بن الفرات العقيلي ، قال : قيل لميمون بن مهران : كيف عبد الأعلى ابنك؟ قال : نعم الرجل عمرو (٦).
أخبرنا أبو بكر المقرئ ، أنا أبو (٧) أحمد ، نا محمّد بن سعيد قال : سمعت
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٦ وتهذيب الكمال ١٤ / ٣٤٧.
(٢) في م : الكناني ، تصحيف.
(٣) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٦٢٣ ـ ٦٢٤.
(٤) الأصل : وعدي ومكحول بن عدي.
(٥) تهذيب الكمال ١٤ / ٣٤٧.
(٦) تهذيب الكمال ١٤ / ٣٤٧.
(٧) «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين في م.
الميموني (١) يقول (٢) : تذاكرنا أنا وأبو عبد الله بن حنبل ميمونا فقال : ما كان أكبر في الورع (٣). قلت : عمرو؟ قال : ميمون الآن أشهر عند الناس من عمرو ، قلت له : حدّثنا أبي أن عمرا لم يكن يقبل الهدية ، فقال : لعلّها أن تكون من ناحية السلطان.
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.
قالا : أنا محمّد بن أبي حاتم قال (٤) :
ذكر عبد الملك الميموني قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : جدك عمرو بن ميمون ليس به بأس ، قال : وذكر أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين أنه قال : عمرو بن ميمون بن مهران ثقة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو القاسم الواسطي ، قالا : ثنا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن عبدوس (٦) يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين عن عمرو بن ميمون الجزري؟ فقال : ثقة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (٧) ، أنا علي بن طلحة المقرئ ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي ، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي (٨) ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش ، قال : عمرو بن ميمون بن مهران شيخ صدوق.
__________________
(١) وهو أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران.
(٢) من طريقه الخبر في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧.
(٣) الأصل وم : «أكثره في المورع» والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٢٥٨.
(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ١٩٠.
(٦) في تاريخ بغداد : أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي.
(٧) تاريخ بغداد ١٢ / ١٩٠.
(٨) الأصل وم : الكرخي ، تصحيف ، والتصويب عن تاريخ بغداد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين (١) ، نا محمّد بن علي بن المهتدي ، أنا أبو أحمد الدهان ، أنا أبو علي الحرّاني ، أنا الميموني قال : وحدّثني أبي.
أن عمرو بن ميمون تخلّف عن أمير المؤمنين مروان بن محمّد ، وكأنهم كانوا يخافون عليه ، قال : فبلغه أنه محا اسمه من الديوان ، فقال : الحمد لله الذي لم يكن إلّا ذلك.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا الأزهري ، والحسن بن محمّد بن عمر النّرسي.
ح وأخبرناه عاليا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.
قالوا : أنا أبو أحمد ومحمّد بن عبد الله بن أحمد بن جامع الدهان ، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحراني (٤) ، نا عبد الملك الميموني قال (٥) :
حدثت أبا عبد الله أحمد بن حنبل قلت : حدّثني أبي قال : لما رأيت قدر عمي عند أبي جعفر قلت : يا عمّ لو سألت أمير المؤمنين أبا جعفر أن يقطعك قطعة (٦)؟ قال : فسكت عنّي ، قال : فلمّا ألححت عليه قال : يا بني إنّك تسألني أن أسأله شيئا قد ابتدأني هو به غير مرة ، ولقد قال لي يوما : يا أبا عبد الله إنّي أريد أن أقطعك قطيعة وأجعلها لك طيبة ، وإنّ أحبّائي من أهلي وولدي يسألوني ذلك ، فأبى عليهم فما يمنعك أن تقبلها ،؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين إنّي رأيت همّ الرجل على قدر انتشار صيته (٧) ، وإنه يكفيني من همّي ما أحاطت به داري ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني فعل ، قال : قد فعلت ، قال : فقال لي ابن حنبل : أعده (٨) عليّ ، فأعدته عليه حتى حفظه (٩).
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (١٠) ، نا محمّد بن علي ، أنا أبو أحمد الدّهّان ، نا أبو علي
__________________
(١) الأصل وم : الحسن ، تصحيف.
(٢) رواه البغدادي في تاريخ بغداد ١٢ / ١٨٨ ـ ١٨٩.
(٣) بالأصل : المرزقي ، وفي م : المروقي ، تصحيف ، والصواب ما أثبت : المزرفي ، والسند معروف.
(٤) الأصل وم : الميموني ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٤٧.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ بغداد وتهذيب الكمال : قطيعة.
(٧) تقرأ بالأصل : «ضيعته» وفي م : «صنعته» وفي تهذيب الكمال : «ضيعته» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٨) الأصل وم : عده ، والمثبت عن تهذيب الكمال وتاريخ بغداد.
(٩) الأصل : حفظته ، والمثبت عن م وتهذيب الكمال وتاريخ بغداد.
(١٠) الأصل وم : المزرقي ، بالقاف ، والصواب بالفاء ، وقد تقدم.
الحرّاني ، نا الميموني ، حدّثني أبي عن عمرو بن ميمون قال :
ما سمعته بعد أحد شيئا قط.
قال : قال (١) الميموني : حدّثني أبي قال : كان عمي عمرو يعطش فما يستسقي من أحد يشربه من بيته ويقول : كلّ معروف صدقة ، وما أحبّ أن يتصدّق عليّ (٢).
قال : ونا الميموني قال : ما سمعت عمرا اغتاب أحدا قط ، أو قال : عابه ، ولقد ذكر عنده يوما رجل فلم يجد فيه شيئا يذكره به ـ يعني من الخير ـ فقال : إنّه لحسن الأكل (٣).
قال : ونا الميموني قال : سمعت أبي يقول : لما مات ميمون اشتد جزع أم عبد الله بنت سعيد بن جبير عليه ، وكانت زوجته فعزاها عمرو فقال : يا أمة احمدي الله عزوجل ، خرج من الدنيا سالما لم يصب في سنّه ولا في عينه ، ولا في يديه ذا المعنى.
قال : وحدّثني أبي قال : ربّاني عمرو صغيرا ، قال : فربما قال لي : أي بنيّ أي أحبّ إليك أقرأ لك سورة أو أحدّثك أحدوثة ، فربّما قرأ : الحمد لله ، وربما قلت له أحدوثة.
قال : فحدّثني أنّ رجلا كان رقاء فسمع بحيّة عظيمة في موضع من المواضع ، فأتاها فرقاها حتى أخذها ، ثم جعلها في جوالق (٤) ضخم وحملها على حمار ، فلمّا كان ببعض الطريق أعيا الرجل ، فمال إلى شجرة ، فطرح الجوالق فوضع رأسه ثم نام ، فاستيقظ فإذا الحية قد قرصت الجوالق ثم أتت قدميه فابتلعتها ، فأقبل يرقيها وهي تبتلعه حتى غيّبته في جوفها.
قال الميموني : وأكبر علمي أن أبي حدّثني بها.
قال : ونا الميموني ، حدّثني أبي قال : سمعت عمّي عمرا يقول ـ وكان بالكوفة : ـ بلغني أنه يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب ، فأحبّ أن أموت بها ، فمات ودفناه بها.
رواها الخطيب (٥) عن الأزهري والنّرسي عن ابن جامع.
وذكر هلال بن العلاء أنه مات بالرّقّة وذلك في ما.
أخبرنا أبو الحسن بن إبراهيم بن مخلد ، وأبو القاسم بن التنوخي ، قالوا : أنا
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ١٨٩.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ١٨٩.
(٤) الجوالق بكسر الجيم واللام ، وبضم الجيم وفتح اللام : وعاء (القاموس).
(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ١٩٠.
محمّد بن عبد الله الأبهري ، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد الحرّاني ، قال :
عمرو بن ميمون بن مهران قال لي هلال بن العلاء : مات بالرّقّة وكان يؤدب بحصن مسلمة ، قال : وذكر لي شيوخ الحصن أنه روى القرآن عن أبيه عن أبي عبد الرّحمن السلمي ، وعن يحيى بن وثاب وكنيته أبو عبد الله.
وفي رواية غيره : أنه مات سنة خمس وأربعين ومائة.
قال : وأنا ابن الفضل ، أنا علي بن إبراهيم ، نا أبو أحمد بن فارس ، نا البخاري قال : قال لي موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون بن مهران : مات عمرو أبو عبد الله سنة أربعين ومائة.
هذا وهم ، وقد تقدم في تاريخ البخاري (١) بهذا الإسناد أنه مات سنة سبع وأربعين ، والمحفوظ أنه مات سنة خمس وأربعين ، فقد ،
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٢) :
عمرو بن ميمون بن مهران من أهل الجزيرة ـ يعني مات سنة خمس وأربعين ومائة ـ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري (٣) ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد (٤) قال : سنة خمس وأربعين ومائة وفيها مات عمرو بن ميمون بن مهران.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التّميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها يعني سنة خمس وأربعين مات عمرو بن ميمون بن مهران.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٥) ، نا أبو الحسين بن المهندس ، أنا أبو أحمد بن الدّهّان ، نا محمّد بن سعيد الرّقّي قال : سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني يقول :
__________________
(١) راجع التاريخ الكبير ٦ / ٣٦٨.
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢٣ (ت. العمري).
(٣) تقرأ بالأصل : اليشكري ، تصحيف ، والمثبت عن م.
(٤) سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٧.
(٥) الأصل : المرزقي ، وفي م : المزرقي ، تصحيف.
مات عمرو بن ميمون أظنه سنة ثماني وأربعين ومائة ، وكنيته أبو عبد الله.
رواها الخطيب (١) عن الأزهري والنّرسي عن ابن جامع.
٥٤١١ ـ عمرو بن نصر بن الحجّاج
المعروف بابن عمرون
حدّث عن أبيه.
روى عنه : أبو بكر محمّد بن عمرو.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني ، أنا أبو القاسم بن الفرات ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا ابن جوصا ، حدّثني محمّد بن عمرو بن نصر ، حدّثني أبي ، أن أباه حدّثه ، نا الأوزاعي ، حدّثني محمّد بن مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن أن أبا هريرة قال :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب وأخذ شاة ، فطلبه فالتفت إليه الذئب ، فقال : من لها يوم السّبع؟ يوم ليس لها راع غيري» ، فقال الناس : سبحان الله ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فإنّي أؤمن بذلك ، أنا وأبو بكر ، وعمر» [١٠٠٩٨].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ وأبو الحسين بن عقيل بن رشيد ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب ، نا أبو بكر محمّد بن عمر بن نصر بن الحجّاج ، حدّثني أبي عن أبيه ، عن عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي ، عن الزهري ، نا أنس بن مالك الأنصاري قال :
بينما نحن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم هبطنا ثنيّة ، ورأوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسير وحده ، فلمّا أسهلت به الطريق ضحك وكبّر ، فكبّرنا تكبيرة (٢) ، ثم سار ربوة ثم ضحك وكبّر فكبّرنا بتكبيره ، ثم سار ربوة ثم ضحك وكبّر ، فكبّرنا بتكبيره ، ثم أدركته فقال القوم : كبّرنا بتكبيرك يا رسول الله ، لا ندري مما ضحكت؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قاد جبريل الناقة ، فلمّا أسهلت التفت إليّ فقال : أبشر وبشرّ أمّتك ، إنه من قال لا إله إلّا الله ، دخل الجنّة ، وحرّم الله عليه النار ، فضحكت وكبّرت» [١٠٠٩٩].
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ١٩١.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : بتكبيره.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد ، نا أبو بكر محمّد بن عمرو بن نصر بن الحجّاج ، حدّثني أبي عمرو بن نصر ، عن أبيه نصر [بن] الحجّاج أنه حدّثه عن الأوزاعي عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة.
عن النبي صلىاللهعليهوسلم «من ابتاع ... (١) فهو بالخيار ثلاثة أيام فإنّ ردّها ردّها ومعها صاعا من [التمر ...](٢).
٥٤١٢ ـ عمرو بن واقد
أبو حفص القرشي (٣)
مولى آل أبي سفيان.
محدّث شاعر.
روى عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، وعروة بن رويم ، وعمر بن يزيد النصري (٤) ، وزرعة بن إبراهيم ، وعلي بن يزيد الهلالي (٥) ، ويزيد بن أبي مالك ، وإسماعيل بن عبيد الله (٦) ، وموسى بن يسار ، وحفص بن عمر الأنصاري ، ويحيى بن سليمان ، وزيد بن واقد ، وثور بن يزيد.
روى عنه : هشام بن عمّار ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، والقاسم بن الوليد الهمداني ، والد الوليد بن القاسم ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، وموسى بن إبراهيم المروزي ، وأبو عمر حفص بن عمر (٧) بن سويد.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالا : أنا أبو سعد الأديب.
__________________
(١) تقرأ بالأصل وم : مصراه.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، وبعد كلمة «التمر» كلمة فيها غير واضحة ورسمها : «لا سمرا».
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٦٣ وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٩٠ والجرح والتعديل ٦ / ٢٦٧ والتاريخ الكبير ٦ / ٣٧٩ وميزان الاعتدال ٣ / ٢٩١.
(٤) الأصل وم : عمرو بن يزيد البصري ، تصحيف ، والتصويب عن تهذيب الكمال.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : الألهاني.
(٦) الأصل وم : عبد الله ، تصحيف ، والمثبت عن تهذيب الكمال ، وفيه : إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي تهذيب الكمال : عمرو.
ح وأخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور قالا : أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلّاب القرشي الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا عمرو بن واقد ، نا يونس بن حلبس ، عن أبي إدريس عن معاذ بن جبل عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«نضّر الله عبدا سمع كلامي ثم لم يزد فيه ، ربّ حامل ـ يعني فقه ـ إلى من هو لها أو عجب منه لا يغلّ عليهنّ قلب مؤمن : الإخلاص لله ، والمناصحة لولاة الأمور ، والاعتصام بجماعة المسلمين ، فإنّ دعوتهم تحيط (١) من وراءهم» (٢) [١٠١٠٠].
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا أبو سعد (٣) الجنزرودي ، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن مروان بن عبد الملك ـ بدمشق ـ نا هشام بن عمّار ، نا عمرو ـ يعني ابن واقد ـ نا يونس بن حلبس (٤) ، عن أبي إدريس ، عن معاذ بن جبل قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نضّر الله عبدا استمع كلامي ثم لم يزد فيه ، ربّ حامل كلمة لها منه ثلاث لا يغل عليهنّ قلب مؤمن : الإخلاص لله ، والمناصحة لولاة الأمر ، والاعتصام ، فإن دعوتهم تحيط من وراءهم» (٥) [١٠١٠١].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو محمّد هبة لله بن سهل ، قالا : أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد البحيري.
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.
قالا : أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا هشام بن عمّار ، نا عمرو بن واقد ، نا عمر (٦) بن يزيد النّصري ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
«أن ثلاثة نفر دخلوا في غار ، فانطبق عليهم الجبل ، فقال بعضهم لبعض : هذا بأعمالكم فليقم كل امرئ منكم ، فليدع (٧) الله بخير عمل عمله قط.
__________________
(١) الأصل وم : تحبط ، والمثبت عن المختصر.
(٢) الأصل وم : ورائهم.
(٣) الأصل وم : سعيد ، تصحيف.
(٤) في م : جليس ، تصحيف.
(٥) الأصل وم : ورائهم.
(٦) الأصل وم : عمرو ، تصحيف والصواب ما أثبت.
(٧) الأصل وم : فليدعوا ، تصحيف.
فقام أحدهم فقال : اللهم إنك تعلم أنه كان لي أبوان كبيران ، وكنت لا أغتبق حتى أغبقهما ، وإنّي أتيتهما ليلة بغبوقهما ، فقمت على رءوسهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أنبههما من نومهما ، وكرهت أن أنصرف حتى يفيقا ، فلم أزل قائما على رءوسهما حتى نظرا (١) إلى الفجر ، اللهم إن كنت تعلم أنّ ذلك كذلك فأفرج عنا ، فانصدع الجبل حتى نظروا إلى الضوء.
ثم قام الآخر فقال : اللهمّ إن كنت تعلم أنه كانت له ابنة عمّ فكنت أحبها حبا شديدا ، وإنّي سمتها نفسها فقالت : لا ، إلّا بمائة دينار ، فجمعتها لها ، فلمّا أمكنتني من نفسها قالت : لا يحل لك أن تفضّ الخاتم إلّا بحقّه ، فقمت وتركتها ، اللهمّ إن كنت تعلم أنّ ذلك كذلك فأفرج عنّا ، فانفرج الجبل حتى كادوا يخرجون.
ثم قام الآخر فقال : اللهمّ إن كنت تعلم أنه كان لي أجراء كثير ، وكان لا يبيت لأحد منهم عندي أجر ، وإنّ أجيرا منهم ترك عندي أجرة وإنّي زرعته فأخصب ، فاتّخذت منه عبيدا ومالا كثيرا ، فأتى بعد حين ، فقال لي : يا عبد الله أعطني أجري ، قلت : هذا كله أجرك ، قال : يا عبد الله ، لا تتلاعب بي ، قلت : ماب علات بك ، قال : فأخذه كله ولم يترك لي منه قليلا ولا كثيرا ، اللهمّ إن كنت تعلم أن ذلك كذلك فأفرج عنّا ، فانفرج الجبل عنهم فخرجوا» [١٢٧٢].
أخبرناه أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا محمّد بن مروان بن عبد الملك ، نا هشام بن عمّار ، نا عمرو بن واقد ، نا عمر بن يزيد النصري ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«إنّ ثلاثة دخلوا في مغارة ، فانطبق عليهم الجبل ، فقال بعضهم لبعض : هذا بأعمالكم ، فليقم كل امرئ منكم فليدع الله بخير عمل عمله قط.
فقام أحدهم فقال : اللهم إنّك تعلم أنه كان لي أبوان كبيران ، وكنت لا أغتبق حتى أغبقهما وإنّي أتيتهما ليلة ، فقمت على رءوسهما بغبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أنبههما من نومهما ، وكرهت أن أنصرف حتى يغتبقا ، فلم أزل قائما على رءوسهما حتى
__________________
(١) الأصل وم : نظروا.
نظرت إلى الفجر ، اللهمّ إن كنت تعلم ذلك كذلك فأفرج عنا ، فانصدع الجبل حتى نظروا إلى الضوء.
ثم قام الآخر فقال : اللهمّ إنّك تعلم أنه كانت لي ابنة عمّ ، وكنت أحبّها حبا شديدا ، وإنّي سمتها نفسها ، فقالت : لا ، إلّا بمائة دينار ، فجمعتها لها ، فلمّا مكنتني من نفسها قالت : لا يحلّ لك أن تفضّ الخاتم إلّا بحقّه ، فقمت وتركتها ، اللهمّ إن كنت تعلم أنّ ذلك كذلك فأفرج عنا ، فانفتح الجبل حتى كادوا يخرجون (١).
ثم قام الآخر فقال : اللهمّ إنّك تعلم أنه كان لي أجراء كثير ، وكان لا يبيت لأجير عندي أجرة ، وإنّ أجيرا ترك عندي أجرة (٢) ، وإنّي زرعته فأخصب حتى اتّخذت منه عبيدا ، ومالا كثيرا ، ثم أتاني بعد حين فقال لي : يا عبد الله أعطني أجري ، فقلت : هذا كلّه أجرك ، قال : يا عبد الله لا تلعب بي ، قال : ما ألعب بك ، فأخذه كله لم يترك لي منه قليلا ولا كثيرا ، اللهمّ إن كنت تعلم أن ذلك كذلك فأفرج عنا ، فانفرج الجبل فخرجوا» [١٠١٠٣].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي قال بعد ذكر حديث الغار (٣) : قال ابن عيينة : وشعيب بن أبي حمزة ، وإسحاق بن راشد وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي عن الزهري عن سالم ، عن ابن عمر ، وهذه الرواية أولى.
يعني رواية الجماعة.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة فيما قرأت عليه ، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، نا محمّد بن جعفر بن ملاس ، نا الحسن بن محمّد بن بكار ، قال : قال هشام بن عمّار ، عمرو بن واقد مولى لقريش.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين قالا : أنا أحمد ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٤) :
__________________
(١) الأصل وم : يخرجوا.
(٢) الأصل وم : أجر.
(٣) الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ١٩٧ في ترجمة عمر بن يزيد النصري رقم ١١٩٥.
(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣٨٠.