تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

واستخفت الأفعى وكانت تظهر

وجعلت عين الحرور تسكر

وقد قال الله تعالى ، وهو أصدق القائلين : (إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا)(١) بمعنى سدّت ، وصعب النظر بإسكانها عن الحركة التي تدرك المبصرات بها. وقرأ جمهور القرأة : سكّرت بالتشديد للتكرار إذ كانت الأبصار جماعة. وقرأ بعضهم : سكرت بالتخفيف لدلالة هذه القراءة على المعنى ، ومثله : فتّحت أبوابها وفتحت في نظائر لهذا كثيرة. وهي مشروعة فيما تضمنته الكتب في علوم القرآن من كلامنا وكلام من تقدمنا. وبالتخفيف قرأ ابن كثير فيمن وافقه من المكيين.

وقوله :

إن تصبحي من أبي عثمان منجحة

فقد يهون على المستنجح العمل

من الكلام الحسن في الإنباء عن أن من أنجح سعيه وأدرك ما أمه هان عليه ما كان أنصبه وعناه وأتعبه في قصد مطلوبه ، ومثله قول سابق البربري :

إذا ما نال ذو طلب نجاحا

بأمر لم يجد ألم الطلاب

ونظائر هذا المعنى كثيرة يتعب إحصاؤها ، ويمل استقصاؤها.

أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي ، أنا أبو الحسن الطاهري قال : قرئ على بكر الختلي ، ثنا الفضل بن الحباب ، نا محمد بن سلام (٣) قال : وكان القطامي شارعا فحلا ، رقيق الحواشي ، حلو الشعر ، والأخطل أبعد منه ذكرا ، وأمتن شعرا.

وكان زفر بن الحارث أسره في حرب بينهم وبين تغلب ، فمنّ عليه وأعطاه مائة من الإبل ، ورد عليه ماله ، فقال القطامي في كلمة له :

من مبلغ زفر القيسي مدحته

عن القطامي قولا غير إفناد

فلن أثيبك بالنعماء مشتمة

ولن أبدل إحسانا بإفساد

__________________

(١) سورة الحجر ، الآية : ١٥ ، وفي «ز» ، وم : لقالوا إنما سكرت أبصارنا.

(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٣) الخبر والشعر في طبقات الشعراء للجمحي ص ١٦٥ ـ ١٦٦.

١٠١

إني وإن كان قومي ليس بينهم

وبين قومك إلّا ضربة الهادي

مثن عليك بما أسلفت من حسن

وقد تعرض منى مقتل بادي

فإن هجوتك ما تمت محافظتي

وإن مدحت لقد أحسنت إصفادي

إذ يعتريك رجال يسألون دمي

ولو تطيعهم أبكيت عوادي

وإذ يقولون أرضيت العداة بنا

لا بل قدحت بزند غير صلاد

ولا كردك مالي بعد ما كربت

تبدي الشماتة أعدائي وحسادي

فإن قدرت على يوم جزيت به

والله يجعل أقواما بمرصاد

فلما بلغ زفر قوله ، قال : لا قدرت على ذلك اليوم ، وقال [القطامي] يمدحه في أخرى (١) :

ومن يكن استلام إلى ثويّ

فقد أحسنت (٢) يا زفر المتاعا

أكفر (٣) بعد دفع الموت عنّي

وبعد عطائك المائة الرتاعا

فلم أر (٤) منعمين أقلّ منا

وأكرم عندنا ما اصطنعوا اصطناعا

من البيض الوجوه بني نفيل

أبت أخلاقهم إلّا اتّساعا

بني القرم (٥) الذي علمت معدّ

بفضل فوقهم حسبا وباعا

وهو يقول في كلمة أخرى :

إنّا محيّوك (٦) فأسلم أيها الطلل

وإن بليت وإن طالت بك الطّيل

والناس من يلق خيرا قائلون له

ما يشتهي ، ولأمّ المخطئ الهبل

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزّلل

أما قريش فلن تلقاهم أبدا

إلّا وهم خير من يحفى وينتعل

قوم هم أمراء المؤمنين وهم

رهط النبيّ فما من بعده رسل

وفيها يقول :

__________________

(١) ديوانه ص ٣٧ وطبقات الشعر للجمحي ص ١٦٦ والأغاني ٢٤ / ٤٠.

(٢) الديوان : فقد أكرمت.

(٣) كذا الأصل وم : اكفر ، وفي «ز» ، والأغاني : «أكفرا» وفي الجمحي : أأكفر.

(٤) الأصل وم : أزل ، والمثبت عن «ز» ، والمصادر.

(٥) الأصل و «ز» : القوم ، والمثبت عن «ز» ، والقرم من الرجال : السيد المعظم.

(٦) الأصل و «ز» : محبوك ، والمثبت عن م.

١٠٢

وما هداني لتسليم على دمن

بالعمر غيّرهنّ الأعصر الأول

فهنّ كالحلل الموشيّ ظاهرها

أو كالكتاب الذي قد مسّه بلل

كانت منازل بالغور (١) منّا ما يجهمنا

حتى تحلل دهر محيل حيل

والعيش لا عيش إلّا ما تقرّ

عين ولا حال إلّا سوف تنتقل

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن (٢) العلّاف ، وأخبرني (٣) أبو المعمّر الأنصاري عنه.

[ح](٤) أخبرنا (٥) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف.

قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا أبو الفضل العباس بن الفضل الربعي ، نا محمّد بن عبيد الله العتبي (٦) قال :

خرجت إلى المربد فإذا أنا بأعرابي غزل فملت إليه فذكرت عنده النساء فتنفس ثم قال : يا ابن أخي وإنّ من كلامهن لما يقوم مقام الماء فيسقي (٧) من الظمأ ، فقلت : يا أعرابي صف لي نساءكم ، فقال : نساء الحي تريد؟ قلت : نعم ، فأنشأ يقول :

رجح وليس (٨) من اللواتي بالضحى

لذيولهنّ على الطريق غبار

وإذا خرجن يردن أهل مصيبة

كان الخطا لسراعها الإستار

يأنسن عند بعولهن إذا خلوا

وإذا هم خرجوا فهن (٩) خفار

قال العتبي : فرجعت إلى أبي فذكرت ذلك فقال : أتدري من أين أخذ الأعرابي قوله : وإن من كلامهنّ لما يقوم مقام الماء فيسقي من الظمأ؟ قال : من قول القطامي : (١٠)

يقتلننا بحديث ليس يعلمه

من يتّقين ولا مكنونه بادي

__________________

(١) الغور : تهامة ، وما يلي اليمن (معجم البلدان).

(٢) «بن» كتبت فوق الكلام في «ز» ، بين السطرين.

(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».

(٥) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٦) الأصل وم : العيني ، والمثبت عن «ز».

(٧) في «ز» : فيشفي.

(٨) كذا بالأصل و «ز» ، وفي م والمختصر : ولسن.

(٩) الأصل : هن ، والمثبت عن «ز» ، والمختصر.

(١٠) ديوانه ص ٨ وشعراء النصرانية بعد الإسلام ص ٢٠٢ والأغاني ٢٤ / ٤٣.

١٠٣

فهنّ ينبذن من قول يصبن به

مواقع الماء من ذي الغلّة الصّادي

أخبرنا (١) أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن الأيلي ، نا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني ، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي ، قال :

قال بلال بن أبي بردة لجلسائه ذات ليلة : خبروني بسابق الشعراء والمصلّي والثالث ، والرابع ، فسكتوا ثم قالوا له : إن رأى الأمير أصلحه الله أن يخبرنا بذلك فعل ، قال : سابق الشعراء قول المرقش (٢) :

من يلق خيرا يحمد الناس أمره

ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائما

والمصلّي قول طرفة (٣) :

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا

ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

والثالث قول النابغة (٤) :

ولست بمستبق أخا لا تلمّه

على شعث ، أيّ الرجال المهذب؟

والرابع قول القطامي :

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزّلل

٥٣٥٥ ـ عمرو بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب

ابن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي الجمحي المكي

سكن دمشق ، وعرض عليه يزيد بن معاوية ولاية مكة فأبى ، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار (٥) قال :

في تسمية ولد صفوان بن أمية : عبد الله الأكبر (٦) ، وأمّه برزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير ، وعمرو (٧) بن صفوان ، وهو أخو عبد الله بن صفوان الأكبر لأمّه.

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) هو المرقش الأصغر ، من قصيدة مفضلية ، وهو البيت ٢٢ من المفضلية رقم ٥٦ ص ٢٤٧.

(٣) ديوان طرفة ص ٤٨.

(٤) ديوانه ، صنعة ابن السكيت ، ص ٧٨ ط. دار الفكر.

(٥) راجع نسب قريش للمصعب ص ٣٨٩.

(٦) في نسب قريش : عبد الله المتكبر.

(٧) لم يرد ذكره في نسب قريش ، ولم يذكر ابن حزم في أولاد صفوان بن أمية من اسمه : عمرو.

١٠٤

٥٣٥٦ ـ عمرو بن طراد بن عمرو بن حاتم بن سقر

 أبو القاسم الأسديّ الخلّاد

وحدّث عن أبي بكر الميانجي ، وأبي القاسم الفضل بن جعفر المؤذن ، وأبي بكر أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد اللهبي.

روى عنه أبو علي الأهوازي ، وأبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان ، وعلي بن محمّد الحنّائي ، وعبد العزيز الكتّاني ، وأبو الوليد الحسن بن محمّد بن علي الدّربندي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا [أبو](١) محمّد بن الكتاني ، أنا عمرو بن طراد بن عمرو بن حاتم الأسدي ـ قراءة عليه ـ.

ح وأخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني ، أنا أبو الحسين بن أبي نصر ، قالا : أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي القاضي ، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، نا أبو الوليد ، والحوضي جميعا عن شعبة عن عبد الله بن دينار ، قال : سمعت ابن عمر (٢) يقول : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الورس (٣) والزعفران [٩٩٨٤].

قال شعبة : قلت لعبد الله : المحرم؟ فقال : نعم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد قال :

توفي شيخنا أبو القاسم عمرو بن طراد الخلّاد في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، حدّثنا عن يوسف بن القاسم الميانجي القاضي ، والفضل بن جعفر التميمي المؤذن ، وغيرهما ، وكان ثقة مأمونا من أهل السنّة.

٥٣٥٧ ـ عمرو بن الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص

 ابن ثعلبة بن سليم بن فهم بن عمرو (٤) بن دوس بن عدثان

 ابن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب

 ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد الأزدي الدّوسي (٥)

وهو عمرو بن ذي النّور.

__________________

(١) زيادة عن م ، و «ز».

(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : عبد الله بن عمر.

(٣) الورس : نبت يزرع باليمن ، تصبغ به الثياب (تاج العروس).

(٤) كذا بالأصل وم و «ز» : عمرو ، وفي جمهرة ابن حزم : غنم.

(٥) ترجمته في : جمهرة أنساب العرب ص ٣٨٢ والإصابة ٢ / ٥٤٤ وأسد الغابة ٣ / ٧٤٠.

١٠٥

أرسله خالد بن الوليد عند توجهه من العراق إلى الشام بشيرا لأبي عبيدة ومن بالشام من المسلمين بتوجهه إليهم ، فأتى أبا عبيدة بالجابية فأخبره بذلك.

ذكر جميع هذا القول عبد الله بن محمّد بن ربيعة القدّامي في كتاب فتوح الشام تصنيفه.

أخبرنا (١) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن نافع الخزاعي ـ بمكة ـ نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا موسى بن سهل الرملي ، نا عثمان بن هاشم بن سعيد بن السّري بن هاشم بن عثمان بن سعيد بن سفيان الأزدي ـ إمام مسجد لدّ ـ قال : سمعت أبي هاشما يحدّث عن أبي عقبة محمّد بن عبد الله بن حوالة الأزدي عن آبائه ممن أدرك منهم عن عمرو بن الطفيل الدّوسي ذي النور من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا له فنوّر له سوطه ، فكان يستضيء به ، وكان ينزل بيتا من أرض فلسطين ، واستشهد يوم اليرموك.

قال ابن مندة : هذا حديث غريب لا يعرف إلّا من هذا الوجه ، وعمرو ذو النور ، وهو ابن الطفيل الدّوسي ، نسبه موسى بن سهل في حديث ، وقد كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا له ، واستشهد يوم اليرموك.

ثم ساق ابن مندة حديث الخزاعي ، وفرّق بينه وبين صاحب الحديث عن سهل بن السّري.

وعندي أنهما واحد ، ورواه إسحاق بن إبراهيم الرملي عن عثمان بن هاشم ، عن أبيه قال : حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي ، عن آبائه نحوه ، فالله أعلم.

أخبرناه أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد (٢) الأسدي ، ثنا سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا علي بن منير بن أحمد بن الحسين ، أنا أبو الطاهر محمد بن أحمد الذهلي ، حدّثني أبي ، نا حميد بن داود ، حدّثني إسحاق بن إبراهيم ، حدّثني عثمان بن هاشم ، عن أبيه ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي ، عن أبيه ممن أدرك منهم عن عمرو بن (٣) ذي النور ، وكان من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا له في سوطه فنوّر له ، فكان يستضيء به ، واستشهد باليرموك ، وكان منزله بينا من أرض فلسطين.

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) «بن محمد» استدركتا على هامش «ز» ، وبعدهما صح.

(٣) «بن» سقطت من «ز».

١٠٦

أخبرنا (١) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا سهل بن السّري ، نا نصر بن زكريا المروزي ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، نا عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجّه عمرو بن الطفيل من خيبر إلى قومه فقال عمرو وقد نشب القتال : يا رسول الله ... (٢) صحبة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما ترضى أن تكون رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (٣) [٩٩٨٥].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، قال : قال : أنا أبو نعيم الحافظ.

عمرو ذو النور وهو ابن الطفيل الدّوسي ، نسبه موسى بن سهل الرملي ، كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا له ، واستشهد يوم اليرموك ، وذو النور هو أبوه الطفيل بن عمرو ، ذكرنا قصته ، وابنه عمرو مختلف في صحبته.

قرأت في كتاب عبد الواحد ، وعبد العزيز ابني محمّد بن عبد ربّه الشيرازي ، عن أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عمّار بن جش ، عن أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي ، عن عبد الله بن محمّد بن ربيعة القدّامي في كتاب فتوح الشام ، قال :

وكان عمرو جليدا شديدا أصابته يومئذ ـ يعني يوم أجنادين ـ طعنة ، فكان المسلمون يرجون أن يبرأ منها ، فمكث أربعة أيام أو خمسة ثم إنها انتقضت عليه ، فاستأذن خالدا وأبا عبيدة ، فأذنا له ، فخرج إلى أهله ، فمات عندهم.

أخبرنا (٤) أبو القاسم بن أحمد ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا أبو محمّد الحسن بن علي القطان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال : قالوا :

وقتل يومئذ ـ يعني باليرموك ـ عمرو بن الطفيل الدّوسي (٥) ، وحقق الله رؤيا والده ـ رحمة الله عليه ـ الطّفيل ، فإنه رأى يوم مسلمة أن امرأة لقيته ففتحت له فرجها فدخله وطلبه ابنه هذا وحبس عنه فقال : أوّلت رؤياي أن أقتل وأنّ المرأة التي أدخلتني في فرجها الأرض ،

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) تقرأ بالأصل وم : تعيبني ، وإعجامها مضطرب في «ز» ، ولعل الصواب : «تغيّبني» كما في أسد الغابة.

(٣) رواه في أسد الغابة ٣ / ٧٤٠.

(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٥) استدركت لفظة «الدوسي» على هامش «ز» ، وبعدها صح.

١٠٧

وإن ابني ستصيبه جراحة ويوشك أن يلحقني ، فقتل هذا يوم اليرموك وهو يقول : يا معشر الأزد لا يؤتين المسلمون من قبلكم وأخذ يضرب بسيفه قدما وهو يقول :

قد علمت دوس ويشكر تعلم

أنّي أخو البيض ليوم مظلم

وأعرك الشكيم شدّ الأبهم

ليث عرين في الوغى ضيغم

فقاتل حتى قتل ، رحمه‌الله.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عون الدّوسي ، قال :

رجع الطفيل بن عمرو إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان معه بالمدينة حتى قبض ، فلما ارتدت العرب ، خرج مع المسلمين فجاهد حتى فرغوا من طليحة ، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل ، فقتل الطفيل باليمامة شهيدا ، وخرج ابنه عمرو بن الطفيل ، وقطعت يده ثم استبلّ وصحّت يده ، فبينا هو عند عمر بن الخطّاب إذ أتي بطعام ، فتنحّى عنه فقال عمر : ما لك؟ لعلك تنحيت لمكان يدك ، قال : أجل ، قال : لا والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك ، فو الله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك ، ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطّاب مع المسلمين ، فقتل شهيدا.

وذكر محمّد بن سعد في الطبقات الصغير : أنه قتل معه باليمامة ، وقد تقدم ذلك في ترجمة أبيه الطّفيل (٢).

٥٣٥٨ ـ عمرو بن العاص

 ابن وائل بن هاشم بن سعيد (٣) بن سهم بن عمرو

 ابن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب

 أبو عبد الله ، ويقال : أبو محمّد القرشي السّهمي (٤)

صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢٣٧ وما بعدها.

(٢) راجع ترجمته في كتابنا : تاريخ مدينة دمشق ٢٥ / ٧ رقم ٢٩٧٢.

(٣) سعيد ، بالتصغير ، كما في الإصابة.

(٤) ترجمته في الإصابة ٣ / ٢ رقم ٥٨٨٢ وأسد الغابة ٣ / ٧٤١ والاستيعاب ٢ / ٥٠٨ (هامش الإصابة ، وتهذيب الكمال ١٤ / ٢٥٢ وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٥٢ ونسب قريش ص ٤٠٩ وجمهرة الأنساب لابن حزم ص ١٦٣ وولاة مصر للكندي ص ٢٩ وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٥٤ و ٧ / ٤٩٣ وتاريخ الطبري (الفهارس) ، والبداية والنهاية (الفهارس) ، والكامل لابن الأثير (الفهارس) والفتوح لابن الأعثم (الفهارس) ، وسيرة ابن هشام (الفهارس) وسير أعلام النبلاء ٣ / ٥٤ والعبر ١ / ٥١ وشذرات الذهب ١ / ٥٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠) ص ٨٩ وانظر بهامشه أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.

١٠٨

أسلم طوعا في الهدنة ، وهاجر ، واستعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على جيش ذات السّلاسل (١) ، وفيه أبو بكر ، وعمر ، وبعثه إلى عمان ، وأمّره عمر في فتوح الشام ، ثم ولّاه مصر ، وولّاه إياها عثمان.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

روى عنه : ابنه عبد الله بن عمرو ، وأبو عثمان النّهدي ، وعليّ بن رباح ، وأبو قيس مولى عمرو ، وحبيب بن أبي أوس ، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن ، وعبد الرّحمن بن شماسة ، وقبيصة بن ذؤيب ، وزياد مولاه ، وأبو فراس مولاه.

ودخل دمشق قبل الفتح برسالة من أبي بكر ، وشهد فتح دمشق ، وكان له بها دار عند سقيفة كرمس في جيرون ، ودار في ناحية باب الجابية ما بين دار الشّعّارين ، وزقاق الهاشميين ، ودار تعرف ببني حجيجة في رحبة الزّبيب ، ودار تعرف بالمارستان الأوّل عند عين الحمى.

ذكر ذلك الهيثم بن حميد ، وشهد (٢) اليرموك أميرا على كردوس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنبأ أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن جعفر ، نا شعبة ، عن إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عمرو بن العاص قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جهارا غير سر يقول : «إنّ آل فلان (٤) ليسوا لي بأولياء ، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين» [٩٩٨٦].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي ، أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون ، أنبأ عبيد الله بن محمّد بن إسحاق بن حبابة.

__________________

(١) راجع غزوة ذات السلاسل في طبقات ابن سعد ٢ / ١٣١ والمغازي للواقدي ٢ / ٧٦٩.

(٢) الأصل : فاشهد ، والمثبت عن «ز».

(٣) رواه أحمد بن حنبل في مسنده ٦ / ٢٤١ رقم ١٧٨٢٠ طبعة دار الفكر.

(٤) في المسند : إن آل أبي فلان.

١٠٩

ح وأخبرنا (١) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، قالا : أنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا أبو نصر التّمّار ، نا حمّاد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطمي ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال :

كنا مع عمرو بن العاص في حجّ أو في عمرة ، وإذا امرأة قد أخرجت يديها عليها حبائرها (٢) وخواتيمها ، فوضعت يدها ـ وقال ابن حبابة : قد وضعت يديها ـ على هودجها ، فعدل فدخل شعبا ، فقال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في هذا الشعب فإذا غربان كثيرة ، وإذا فيها غراب أعصم (٣) أحمر المنقار والرجلين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يدخل الجنّة من النّساء إلّا كقدر هذا الغراب في هذه الغربان» [٩٩٨٧].

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو العزّ بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد ابن المبارك وأبو الفضل بن خيرون ـ قالا : أنا محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خياط ، قال (٤) :

عمرو بن العاص بن وائل بن هشام (٥) بن سعيد (٦) بن سهم بن عمرو بن هصيص ، أمّه سلمى بنت النابغة من بني جلّان بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، يكنى أبا عبد الله ، مات بمصر يوم الفطر سنة اثنتين ويقال : سنة ثلاث وأربعين.

أخبرنا (٧) أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت أبي يقول :

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، قال : سمعت هارون بن عبد الله أبا موسى يقول :

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) الحبائر : جمع حبير ، والحبير : الثوب الجديد وقيل : هو البرد الموشى (راجع تاج العروس : حبر).

(٣) الأعصم : الأحمر المنقار والرجلين ، أو الذي في جناحه ريشة بيضاء (تاج العروس : عصم).

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٦١ رقم ١٤٧.

(٥) كذا ورد هنا بالأصل ، وم ، و «ز» ، وطبقات خليفة : هشام.

(٦) في طبقات خليفة و «ز» : سعد.

(٧) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

١١٠

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم السّهمي ، كان إسلامه قبل فتح مكة.

أخبرنا أبو غالب (١) ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال (٢) :

فولد العاص بن وائل : عمرو بن العاص ، وأمّه سبية ، يقال لها النابغة من عنزة ، وأخوته (٣) لأمه : عروة (٤) بن أثاثة ، وكان عروة من مهاجرة الحبشة ، وأرنب بنت عفيف بن أبي العاص ، وعقبة بن نافع بن عبد قيس بن لقيط من بني الحارث بن فهر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٥) ، قال :

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ، ويكنى أبا عبد الله ، وأمّه النابغة بنت خزيمة من عنزة ، قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صفر سنة ثمان قبل الفتح بأشهر هو وخالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة ، فأسلموا.

أخبرنا (٦) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ [أبو](٧) محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٨) قال في الطبقة الثالثة :

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ، ويكنى أبا عبد الله ، وأمّه النابغة بنت خزيمة سبية من عنزة ، وأخواه لأمه عمرو بن أثاثة بن عبّاد بن المطّلب بن عبد مناف بن قصي ، وأرنب بنت عفيف بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، وكان لعمرو بن العاص من الولد عبد الله ، وأمّه ريطة بنت منبّه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم بن عمرو ، ومحمّد بن عمرو ، وأمه من بليّ.

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٠٩.

(٣) بالأصل وم و «ز» : وأخوه ، والتصويب عن نسب قريش.

(٤) في نسب قريش : عروة بن أبي أثاثة.

(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٦) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٧) زيادة عن «ز» ، وم.

(٨) سقط الخبر من ترجمته في طبقات ابن سعد ٤ / ٢٥٤.

١١١

حدّثنا (١) أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي (٢) ، أنا نعمة الله بن محمّد المرندي ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، نا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : عمرو بن العاص أبو عبد الله.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل قال : قال أبي : عمرو بن العاص أبو عبد الله.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني (٣) أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي قال (٤) :

وعمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ، وأمّه النابغة من عنزة ، يقول من ينسبها : النابغة بنت خزيمة بن الحارث بن كلثوم بن حريش بن سواءة من عمرو بن عبد الله بن خزيمة بن الحارث بن جلّان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، يكنى أبا عبد الله ، وكان قصيرا ، يخضب بالسواد ، وكان إسلامه قبل الفتح سنة ثمان.

قال ابن البرقي : وقال أخي محمّد بن عبد الله ، ويقال : إن عمرا (٥) وعثمان بن طلحة ، وخالد بن الوليد أسلموا عند النجاشي ، وقدموا المدينة في أوّل يوم من صفر سنة ثمان من الهجرة.

وكانت وفاته بمصر بعد الفطر ، صلى عليه عبد الله بن عمرو سنة ثلاث وأربعين. أخبرنا بذلك ابن بكير عن الليث قال أخي محمّد بن عبد الله : وكان يوم توفي ابن تسعين سنة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي النّرسي ، وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٦) ، قال :

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) بالأصل وم و «ز» : السلماتيني.

(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) راجع الخبر في الجليس الصالح ١٤ / ٢٥٣ وبعضه في سير الأعلام ٣ / ٥٦.

(٥) الأصل وم : «عمروا» والتصويب عن «ز» ، وتهذيب الكمال.

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣٠٣.

١١٢

عمرو بن العاص أبو محمّد السّهمي القرشي ، قال الحسن عن ضمرة : مات سنة إحدى ـ أو ثنتين ـ وستين في ولاية يزيد ، نزل المدينة ، ولّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على (١) جيش ذات السلاسل ، أصله مكي ، ثم سكن مصر ، ومات بها.

وقال آدم عن حمّاد بن سلمة ، عن محمّد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ابنا العاص مؤمنان : هشام وعمرو» [٩٩٨٨].

وقال عثمان المؤذن عن ابن جريج : أخبرني سعيد بن كثير : أن جعفر بن المطلّب أخبره أن عمرو بن العاص قال لعبد الله بن عمرو [في أيام منى : تعال فكل ، قال : إني صائم](٢) ثم قال له : لا إلّا أن تكون سمعته من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فإني سمعته من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن ، وأبو عبد الله الحسين (٣) بن عبد الملك ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

[ح](٤) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأ علي بن محمّد ، قالا :

أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٥) :

عمرو بن العاص بن وائل السّهمي ، أبو عبد الله له صحبة ، أصله مكي ، ثم جاء إلى المدينة ، ثم سكن مصر ، ومات بها ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه ابنه عبد الله بن عمرو ، وأبو عثمان النّهدي ، وعليّ بن رباح ، وأبو قيس مولى عمرو بن العاص ، وحبيب بن أبي أوس.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا (٦) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٧) ، قال :

__________________

(١) كتب في «ز» ، فوق الكلام بين السطرين.

(٢) العبارة بالأصل وم و «ز» شديدة الاضطراب والمثبت والزيادة عن التاريخ الكبير ، ومكانه في الأصول : «ولي بأمر مني فقال» (كذا).

(٣) الأصل وم : الحسن ، والمثبت عن «ز» ، والسند معروف.

(٤) سقطت من م ، ومكانها فراغ في الأصل ، واستدركت عن «ز».

(٥) الجرح والتعديل ٦ / ٢٤٢.

(٦) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٧) راجع كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ١ / ٣٢٣ و ٣ / ١٦٨.

١١٣

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد (١) بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب ـ زاد ابن السمرقندي : يكنى أبا عبد الله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة ، قال :

وعمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ، يكنى أبا عبد الله ، توفي بمصر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا ابن (٢) جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا ابن (٣) جوصا ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد الفتح : وأبو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ، كان أميرا على ربع قال عبد الرّحمن : مات بمصر أميرا لمعاوية.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ، وحدّثني (٤) أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أحمد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو سعيد بن يونس ، قال :

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عدي ، يكنى أبا عبد الله ، قدم مصر في الجاهلية للتجارة ، وشهد الفتح ، وكان أمير العرب ، مدخلهم مصر ، وولّي على مصر من سنة عشرين إلى مقتل عمر ، وولي بعد عمر لعثمان بن عفّان حين انتقضت الإسكندرية ، وولّي أيضا لمعاوية بن أبي سفيان من ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين إلى أن توفي بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال :

__________________

(١) في المعرفة والتاريخ : سعد.

(٢) بالأصل : «أبي» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٣) بالأصل : «أبي» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

١١٤

أبو عبد الله ـ ويقال : أبو محمّد ـ عمرو بن العاص بن وائل بن سهم (١) بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب ، ويقال : ابن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص السهمي القرشي ، له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمّه سلمى بنت النابغة من بني حيلان (٢) بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، عداده في المكيين سكن مصر ، ومات بها ، ويقال : قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسلما في صفر سنة ثمان قبل الفتح بأشهر ، هو وخالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة ، فأسلموا.

أخبرنا (٣) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال :

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد (٤) بن سهم بن عمرو بن هصيص السهمي ، أسلم في الهدنة بعد منصرف الأحزاب ، يكنى أبا عبد الله قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ابنا العاص مؤمنان» [٩٩٨٩].

روى عنه ابنه عبد الله ، وعبد الله بن عمر ، وقبيس بن أبي حازم ، اختلف في وفاته ، ويقال : توفي سنة إحدى وثمانين ، وغير ذلك.

هذا وهم فاحش.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، قال : قال : أنا أبو نعيم الحافظ.

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد (٥) بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب ، يكنى أبا عبد الله أمه النابغة من بني عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، كان يخضب بالسواد ، خرج إلى الحبشة إلى النجاشي بعد الأحزاب ، فأسلم عنده بالحبشة ، فأخذه أصحابه بالحبشة فغمّوه ، فأفلت منهم مجردا ليس عليه قشرة ، فأظهر للنجاشي إسلامه ، فاسترجع من أصحابه جميع ماله ، وردّه عليه ، فقدم هو وخالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة مهاجرين المدينة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتقدم خالد فبايع ، ثم تقدم هو فبايعه على أن يغفر له ما كان قبله ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الهجرة ، والإسلام يجبّ ما قبله» [٩٩٩٠].

__________________

(١) في «ز» : ابن سهم بن عمرو بن هصيص.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» هنا ، ومرّ : جلّان.

(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) كذا بالأصل و «ز» هنا ، والأشبه أنها مقحمة ، راجع ما ورد في عامود نسبه فيما تقدم.

(٥) كذا بالأصل و «ز» هنا ، والأشبه أنها مقحمة ، راجع ما ورد في عامود نسبه فيما تقدم.

١١٥

ثم بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على غزوة ذات السلاسل واليا لعلمه بالحرب والمكيدة ، وكان يلي مصر من قبل عمر بن الخطاب ، وكان يسرد الصوم ، وباشر (١) الحروب ، وشهد الفتنة ، توفي (٢) بمصر واليا عليها ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين ، ودفن يوم الفطر ، وصلّى عليه ابنه عبد الله قبل صلاة الفطر ، له نحو من مائة سنة ، كان أحد دهاة العرب ، قال فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أسلم الناس وآمن عمرو» [٩٩٩١].

وقال : «ابنا العاص مؤمنان عمرو وهشام» [٩٩٩٢].

وقال : «نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله ، وأم عبد الله» [٩٩٩٣].

حديثه عند ابنه عبد الله ، ومواليه أبي قيس ، وزياد وهى (٣) ، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن ، وعليّ بن رباح ، وعبد الرّحمن بن شماسة ، وأبو عثمان النّهدي ، وقبيصة بن ذؤيب وغيرهم.

أخبرنا (٤) أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري (٥) ، قال :

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم ، وأمّه النابغة بنت خزيمة بن شيبة من عنزة أبو عبد الله (٦) السهمي القرشي المدني ، نزل مصر وهو الذي افتتحها في خلافة عمرو بن الخطّاب ، وكان واليا عليها ، وهو أخو هشام بن العاص وأكبر منه ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه قيس بن أبي حازم ، وأبو عثمان النهدي ، ومولاه أبو قيس في الأدب ومناقب أبي بكر ، والاعتصام.

قال الواقدي : افتتح عمرو مصر سنة عشرين. قال البخاري : حدثنا الحسن بن واقع ، نا ضمرة قال : مات عمرو بن العاص سنة إحدى ـ أو اثنتين ـ وستين في ولاية يزيد بن معاوية ، هكذا ذكره البخاري في الصغير ، قال الذهلي : قال يحيى بن بكير : مات ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين ، سنة سبعون سنة.

__________________

(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : ويباشر.

(٢) استدركت اللفظة على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٣) كذا ورسمها بالأصل وم و «ز».

(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٥) كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٦٢.

(٦) في الجمع بين رجال الصحيحين : يكنى أبا محمد ويقال : أبا عبد الله.

١١٦

وقال خليفة : مات عمرو بمصر سنة ثلاث وأربعين ، وقال أبو عيسى مثل خليفة ، وقال الهيثم بن عدي : توفي سنة إحدى وخمسين ، وقال ابن نمير : مات سنة ثلاث وأربعين ، وقال محمّد بن سعد كاتب الواقدي عنه : قال : مات عمرو يوم الفطر سنة ثنتين أو ثلاث وأربعين ، قال : وهو وال عليها ، وقال في التاريخ : مات سنة ثلاث وأربعين يوم الفطر ، وهو ابن سبعين سنة.

أخبرنا (١) أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : قال عمي أبو بكر : عمرو بن العاص أبو عبد الله.

أخبرنا (٢) أبو بكر محمّد بن العباس ، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول :

أبو عبد الله عمرو بن العاص السهمي ، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

أبو عبد الله عمرو بن العاص ، وقال في موضع آخر : أبو محمّد عمرو بن العاص.

أخبرنا (٣) أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنا نصر بن إبراهيم الفقيه ، أنا سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس ، قال : سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول : عمرو ، ويكنى أبا عبد الله.

أخبرنا (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي (٥) قال : أبو عبد الله عمرو بن العاص السّهمي.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا عبد الله بن أحمد قال :

وجدت في كتاب أبي بخط يده ، حدّثني أبو عبد الله البصري عن ابن لابن أبي مليكة ، قال :

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٣) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٥) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧٧.

١١٧

قال عمرو بن العاص : إنّي لأذكر الليلة التي ولد فيها عمر بن الخطّاب ، كنت مع قريش ذات ليلة ، فإذا نحن بأمة للخطاب تطلب قبسا ، فقيل لها : ما تصنعين بها؟ فقالت : تركت حنتمة تطلق ، فلما أصبحنا قيل ولد للخطاب البارحة غلام.

وقد تقدم في ترجمة عمر بن الخطاب أنه ولد قبل الفجار الآخر بأربع سنين ، فيكون عمرو أكبر منه ، عاش ستين أو أكثر.

أخبرنا أبو الحسين (١) بن الفراء ، وأبو (٢) غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن حسن ، عن عبد العزيز بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال :

توفي القاسم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكّة ، فمرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو آت من جنازته على العاص بن وائل وابنه عمرو ، فقال حين رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي لأشنؤه ، فقال العاص : لا جرم لقد أصبح أبتر ، فأنزل الله عزوجل : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(٣) ، هذا منقطع.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا محمّد بن المثنّى ، نا سهل بن حمّاد أبو عتّاب (٤) ، نا عيسى بن عبد الرّحمن ، نا عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم إنّ عمرو بن العاص هجاني وهو يعلم أنّي لست بشاعر ، فاهجه ، والعنه ، عدد ما هجاني أو مكان ما هجاني» [٩٩٩٤].

في إسناده مقال. وهذا قبل إسلامه ، والإسلام يجبّ ما قبله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٥) ، أنا محمّد بن عمر ، نا عبد الله بن جعفر ، عن أبي عمير الطائي ، عن الزّهري قال :

__________________

(١) بالأصل : أبو الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، وم. والسند معروف.

(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٣) سورة الكوثر ، الآية : ٣.

(٤) الأصل : غياث ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ١٦٥.

(٥) الخبر ليس في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع ، حيث أن قسما من ترجمة عمرو بن العاص ضائع ، راجع ابن سعد ٤ / ٢٥٤ والخبر نقلا عن ابن سعد في سير أعلام النبلاء ٣ / ٦١ ، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠) ص ٩٨ في ترجمة عمرو بن العاص : ولعمرو بن العاص ترجمة طويلة في طبقات ابن سعد ثمان عشرة ورقة ، (والموجود في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد من صفحة ٢٥٤ إلى ٢٦١).

١١٨

لما رأى عمرو بن العاص أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يظهر ، خرج إلى النجاشي بأرض الحبشة ، وأهدى له هدايا ليقيم في جواره ، وافق هناك عمرو بن أمية الضّمري ، قد بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى النجاشي ، وبعث معه كتابين أحدهما يدعوه فيه إلى الإسلام ، والآخر يسأله فيه أن يزوّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، يبعث إليه بأصحابه أهل السفينتين ، فلقي عمرو بن العاص عمرو بن أمية فضربه وخنقه بردائه ، ثم دخل على النجاشي ، فأخبره ، فغضب النجاشي وقال : والله لو قتلته ما أبقيت منكم أحدا ، أتقتل رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال عمرو بن العاص : فقلت : أتشهد أنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، أشهد أنه رسول الله ، فقلت : وأنا أشهد أنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابسط يدك أبايعك ، فبسط يده ، فبايعته على الإسلام ، ثم خرجت إلى عمرو بن أمية فعانقته وعانقني ، وأخبرته بإسلامي ، وانطلقت سريعا إلى المدينة ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبايعته على الإسلام ، وأن يغفر لي ما تقدّم من ذنبي ، وأن أشرك في الأمر ، ففعل ، ونسيت أن أقول له يغفر لي ما تأخّر من ذنبي.

وروي من وجه آخر :

أخبرناه أبو الحسين بن الفراء ، وأبو (١) غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن سلام ، عن محمّد بن حفص التيمي قال : لما كانت الهدنة بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين قريش ووضعت الحرب خرج عمرو بن العاص إلى النجاشي يكيد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنده ، وكانت له منه ناحية ، فقال له : يا عمرو تكلّمني في رجل يأتيه الناموس كما يأتي موسى بن عمران ، قال : قلت : وكذلك هو أيها الملك؟ قال : نعم ، قال : فأنا أبايعك له ، فبايعه له على الإسلام ثم قدم مكة ، فلقي خالد بن الوليد بن المغيرة ، فقال : ما رأيك؟ قال : قد استقام الميسم والرجل نبي ، قال : فأنا أريده ، قال : وأنا معك ، قال عثمان بن طلحة : وأنا معك ، فخرجوا ، فقدموا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال محمّد بن سلام : قال أبان : قال عمرو بن العاص وكنت أسن منهما ، فقدمتهما لأستدبر أمرهما ، فبايعا على أن لهما ما تقدم من ذنوبهما ، فأضمرت على أن أبايعه على أنّ لي ما تقدم وما تأخّر ، فلما أخذت بيده بايعته على ما تقدّم ونسيت ما تأخّر.

أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا محمّد بن

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.

١١٩

عبد الرّحمن بن العباس ، ثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا أبو بكر خلّاد بن أسلم ، وإسحاق بن إبراهيم المروزي ، قالا : أنا النّضر بن شميل (١) ، أنا ابن عون ، عن عمير يعني ابن إسحاق ، قال :

استأذن جعفر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ائذن لي حتى آتي أرضا أعبد الله فيها ، لا أخاف أحدا ، قال : فأذن له ، فأتى النجاشي ، قال : ـ يعني عمير : ـ فحدّثني عمرو بن العاص قال : لما رأيت مكانه حسدته ، فقلت : والله لأستقبلن لهذا ولأصحابه ، فأتيت النجاشي ، فدخلت عليه فقلت : إنّ بأرضك رجلا ابن عمّه بأرضنا ، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلّا إله واحد ، وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع هذه النطفة (٢) إليك أبدا أنا ولا أحد من أصحابي ، قال : ادعه ، قال : قلت : إنه لا يجيء معي ، فأرسل [إليه](٣) معي رسولا قال : فجاء ، فلما انتهينا إلى الباب ناديت : ائذن لعمرو بن العاص ، قال : وناداهم من خلفي : ائذن لحزب الله ، قال : فسمع صوته ، فأذن له ولأصحابه ، قال : [ثم](٤) أذن لي ، فدخلت فإذا هو جالس ، فذكر أين كان مقعده من السرير ، فلما رأيته جئت حتى قعدت بين يديه ، فجعلته خلف ظهري ، قال : وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي ، فقال النجاشي : نخّروا ـ قال عمير : يعني تكلموا ـ ، قال عمرو : فقلت : إنّ ابن عمّ هذا بأرضنا ، وأنه يزعم أنه ليس إلّا إله واحد ، وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لانقطع هذه النطفة إليك أبدا ، ولا أحد من أصحابي ، قال : فتشهّد ، فإني أول ما سمعت التّشهّد ليومئذ ، قال : ـ يعني جعفر (٥) ـ صدق ، وهو ابن عمي ، وأنا على دينه ، قال : فصاح صياحا ، وقال : أوّه ، حتى قلت : ما لابن الحبشية ، فقال : ناموس مثل ناموس يعني موسى. ما يقول في عيسى بن مريم؟ قال : يقول : هو روح الله وكلمته ، قال : فتناول شيئا من الأرض ، فقال : ما أخطأ من أمره مثل هذه ، وقال : لو لا ملكي لاتّبعتكم ، وقال ـ يعني لعمرو ـ : ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا ، وقال لجعفر : اذهب فأنت آمن بأرضي ، فمن ضربك قتلته ، ومن سبّك غرّمته ، وقال لآذنه : متى ما أتاك هذا يستأذن علي ، فأذن له عليّ إلّا أن أكون عند أهلي ، فإن كنت عند أهلي فأخبره ، فإن أبى فأذن له ، قال : وتفرقنا.

__________________

(١) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٦١.

(٢) عنى بالنطفة : البحر.

(٣) زيادة عن سير الأعلام.

(٤) الزيادة عن م ، و «ز» ، وسير الأعلام.

(٥) يعني جعفر بن أبي طالب ، أخا علي ، ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٢٠