تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عمرو بن واقد مولى قريش الدمشقي ، منكر الحديث ، قال إسحاق عن محمّد بن المبارك : مولى لآل أبي سفيان ، قال أبو مسهر : ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا الحميدي ، نا البخاري قال : عمرو بن واقد مولى لآل أبي سفيان القرشي ، قال أبو مسهر ليس بشيء.

قال : وأنا ابن عدي (٢) قال : سمعت ابن حمّاد يقول : قال البخاري : عمرو بن واقد الصّوري ، دمشقي ، منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وحدّثني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين البزار ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب ، أنا حمزة بن محمّد بن علي ، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا عمرو بن واقد مولى بني هاشم ، منكر الحديث ، أو مولى بني أمية الدمشقي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

عمرو بن واقد مولى قريش ، روى عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، والوليد بن سليمان ، روى عنه ابن نفيل ، وهشام بن عمّار ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد ، وعبد الله بن عبد الرزّاق.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السلمي ، أنا نصر بن إبراهيم.

قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا أبو حفص عمرو بن واقد القرشي بحديث ذكره.

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٥ / ١١٧.

(٢) المصدر السابق ٥ / ١١٧.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٢٦٧.

٤٤١

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](١) علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم (٢) [قال : أبو حفص عمرو بن واقد القرشي مولاهم ، ويقال : مولى لآل أبي سفيان](٣) الدمشقي روى عن أبي حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس ، وأبي (٤) عبد الملك علي بن يزيد الهلالي (٥) ، روى عنه : محمّد بن المبارك الصّوري ، وهشام بن عمّار ، ليس بالقوي عندهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي (٦) قال : سمعت ابن حمّاد يقول : قال السّعدي.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ إجازة ـ ثنا عبد العزيز [بن] أحمد ، أنا عبد الوهّاب بن جعفر ، أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصمد المؤدب ، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى ، نا إبراهيم بن يعقوب السّعدي ، قال (٧) : عمرو بن واقد ، سألت عنه محمّد بن المبارك فقال : كان يتبع السلطان ، وكان صدوقا ، وما أدري ما قال الصّوري أحاديثه معضلة منكرة ، وقال القاسم : مناكير ـ وزاد في قول السعدي : قد كنا قديما ننكر حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٨) قال : قال عبد الله بن أحمد بن ذكوان : كان يعني محمّد بن المبارك الصّوري لا يحدّث عن عمرو بن واقد حتى مات مروان بن محمّد الطّاطري.

قال : وكان مروان يقول : عمرو بن واقد كذّاب.

قال : ونا يعقوب ، قال (٩) : سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم عن عمرو بن واقد فقال : لم يكن شيوخنا يحدّثون عنه ، وكأنه لم يشك أنه كان يكذب.

__________________

(١) سقطت من الأصل وم ، والسند معروف.

(٢) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٣ / ٢٢٣ رقم ١٢٧٤.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن م ، والأسامي والكنى.

(٤) الأصل وم : وأبو ، تصحيف ، والمثبت عن الأسامي والكنى.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الأسامي والكنى : «الألهاني» وتقدم عن تهذيب الكمال أيضا : الألهاني.

(٦) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ١١٧.

(٧) الأصل : «نا» ، والمثبت عن م.

(٨) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٢٠٠ وتهذيب الكمال ١٤ / ٣٦٣ وميزان الاعتدال ٣ / ٢٩١.

(٩) المعرفة والتاريخ ١ / ٢٠٠.

٤٤٢

قال يعقوب (١) : وعمرو بن واقد شامي ، ليس حديثه بشيء.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](٢) علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم (٣) قال :

أخبرني أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن عبد السلام ، نا يزيد بن عبد الصمد قال : سمعت أبا مسهر يقول : عمرو بن واقد يكذب من غير أن يتعمّد.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](٤) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، قال (٥) :

سمعت أبي يقول : قال أبو مسهر : عمرو بن واقد ليس بشيء.

قال : وحدّثني أبي قال : سمعت دحيما يقول : عمرو بن واقد ليس بشيء ، وهو دون عفير ، وأبي (٦) المهدي سعيد بن سنان ، قال : وسألت أبي عن عمرو بن واقد؟ فقال : ضعيف الحديث ، منكر الحديث.

ذكر أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني : أنه سأل أبا حاتم عن عمرو بن واقد الدمشقي؟ فقال : ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي ، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمّد ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا : أنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن عبد الله ، أنا محمّد بن أحمد المحبوبي ، أنا أبو عيسى الترمذي قال : عمرو بن واقد منكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو يعلى بن الحبوبي ، قالا : أنا أبو الفرج الإسفرايني ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : عمرو بن واقد دمشقي متروك الحديث.

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ٣ / ٦٦.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م.

(٣) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٣ / ٢٢٤.

(٤) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وم.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٢٦٧.

(٦) الأصل وم : «أبو» والتصويب عن الجرح والتعديل.

٤٤٣

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، قال :

عمرو بن واقد أصله من دمشق ، يكنى أبا حفص (٢) ، ولعمرو غير ما ذكرت من الحديث ، وهذه الأحاديث التي أمليتها بإسناد واحد كلّها غير محفوظة إلّا من رواية عمرو بن واقد عن يونس ، عن أبي إدريس ، عن معاذ بن جبل وهو في الشاميين ممن يكتب حديثه مع ضعفه.

وقال أبو حاتم بن حبّان البستي.

عمرو بن واقد البصري مولى بني أمية ، من أهل دمشق ، يروي عن الزهري ، وأهل المدينة. كان ممن يقلب الأسانيد ، ويروي المناكير عن المشاهير ، كان أبو مسهر سيّئ الرأي فيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن المظفر ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي قال (٣) في تسمية الضعفاء : عمرو بن واقد الدمشقي.

أخبرنا أبو عبد الله (٤) البلخي ، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو بكر بن محمّد بن غالب البرهاني ـ إجازة ـ قال : هذا ما وافقت عليه أبا الحسن (٥) الدارقطني من المتروكين.

ح وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق ، أنا القاضيان أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن ، وأبو الغنائم محمّد بن علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني ، قال :

عمرو بن واقد دمشقي ، عن عمر (٦) بن يزيد النصري ، ويونس بن ميسرة ـ زاد ابن بطريق : متروك ـ.

__________________

(١) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٥ / ١١٧ و ١١٩.

(٢) العبارة في الكامل : عمرو بن واقد القرشي الدمشقي من صور ، سكن دمشق ، يكنى أبا حفص.

(٣) الضعفاء الكبير للعقيلي ٣ / ٢٩٣ رقم ١٢٩٦.

(٤) الأصل : عبد ، والمثبت عن م.

(٥) الأصل : «وقفت عليه أنا أبو الحسن» والتصويب عن م ، وفيها : وفقت.

(٦) الأصل وم : عمرو ، تصحيف.

٤٤٤

٥٤١٣ ـ عمرو بن الوضّاح (١)

صاحب الوضاحة (٢) ، وهو قائد من قوّاد بني أمية ، كان مروان بن محمّد بعثه لقتال الذين خلعوه بدمشق في أيام زامل بن عمرو السّكسكي الحرّاني ، له ذكر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني (٣) ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد قال :

وأخبرني شيخ من أهل قنّسرين أنه غزا في صائفة كان يقدمها عمرو بن الوضّاح في نحو من عشرين ألفا ، فوغل في دار أرض الروم ففتح وسبى سبيا كثيرا ، وكنت فيمن غزا معه ، فأقبل بتلك الغنائم يريد عقبة الرّكاب (٤) يتلقى جماعة الصائفة ، فلما كان من عقبة الركاب على مرحلة أو مرحلتين سمع منشدا ينشد : ألا من دلّ على بغلة كذا يتبعها إلفها برذون كذا ، فدعا به عمرو فقال : ما تقول؟ فأخبره بما ينشد فقال : إنّما البغال تتبع إلفها من البراذين ، ولا يغرف برذونا يتبع البغال ، فما أنت؟ ومن أين أنت؟ ومن بعث بك؟ قال : فذهب ينسب فلجلج ، وعرف أنه قد لجلج فقال : ليخلني الأمير ، فأخلاه ، فأخبره أنه عين للروم ، وأنه خلّف أهل الرساتيق والكور قد حشروا إلى عقبة الركاب ليأخذوا عليك بها ، ويستنفذوا ما غنمت ، قال : ما ذا لي إن نصحتك نصيحة تغنم بها جماعتهم ، وتجيزها بإذن الله لمن معك وما معك.

قال : لك الأمان ، وغير ذلك؟ قال : إنّ الذين حشروا إلينا من الرّساتيق لم يحشروا إليها على بعث ضرب لهم ، أعطوا عليها العطاء ، وإنما حشروا إليها كرها ، وقد أقاموا وأبطأت عليهم ، فالرأي لك أن يؤذّن مؤذّنك في هذه الساعة أن يصبح الناس على ظهر نفير ليقيما (٥) ثم يصبح غاديتهم فيسير يوما أو يومين وتبلغهم ليوافوك عند إقبالك من العقبة ، فإذا ذهب الخبر إليهم بذلك وسرت يومك رحلوا عنها أو أكثرهم ، عطفت عليهم فأضربها بإذن الله ، وقويت على من بقي منها (٦).

قال الشيخ : نفعل ذلك ثم عطفت راجعا ، فوافى الأمر على نحو ما ذكر من رفض

__________________

(١) له ذكر في تاريخ الطبري ٧ / ٣١٣ وتاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٧٤.

(٢) في تاريخ الطبري : الوضاحية.

(٣) في م : الكناني ، تصحيف.

(٤) راجع معجم البلدان (٤ / ١٣٤).

(٥) كذا بالأصل وم.

(٦) في المختصر : منهم.

٤٤٥

عامتهم ، وقلة من ثبت عليها ، فقاتلوه قتالا شديدا فنصره الله ، وكان بيننا وبينهم معركة تشبه الملحمة ، وأجاز بما كان سبا وغنم حتى لحقنا أرض الروم.

وذكر الوليد كان [ذلك] سنة أربع عشرة ومائة ، وأمير الصائفة معاوية بن هشام.

٥٤١٤ ـ عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط

 واسمه أبان بن أبي عمرو بن أمية بن

عبد شمس بن عبد مناف

 أبو الوليد القرشي الأموي المدني المعروف بأبي قطيفة (١)

وإنّما قيل له أبو قطيفة لكثرة شعر رأسه ولحيته شبّه بالقطيفة.

شاعر محسن ، سيّره ابن الزبير في جملة من سيّر من بني أمية إلى دمشق.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال (٢) :

ومن ولد الوليد بن عقبة : عمرو بن الوليد يقال له : أبو قطيفة كان كثير الشعر ، وأمّه بنت (٣) الرّبيع بن ذي الخمار من بني أسد بن خزيمة وأبو قطيفة هو الذي يقول (٤) :

ليت شعري وأين مني ليت

أعلى العهد يلبن فبرام؟

أم كعهد البقيع أم غيّرته

بعدي المعصرات والأيام؟

أقطع الليل كله باكتئاب

وزفير فما أكاد أنام

نحو قومي إذ فرقت بيننا الدا

ر وجادت عن قصدها الأحلام

خشية أن يصيبهم عنت الهوى

وحرب يشيب منها الغلام

ولقد حان أن يكون لهذا الدّ

هر عنا تباعد وانصرام

وبقومي (٥) بدّلت لخما وكلبا

وجذاما وأين مني جذام

__________________

(١) ترجمته في نسب قريش ص ١٤٦ جمهرة أنساب العرب ص ١١٥ والأغاني ١ / ١٢ ، معجم الشعراء للمرزباني ص ٢٤٠.

(٢) الخبر في نسب قريش للمصعب ص ١٤٦.

(٣) كذا بالأصل وم والأغاني ١ / ٢٠ وفي نسب قريش : وأمه الربيع بنت ذي الخمار.

(٤) الأبيات في الأغاني ١ / ٢٨ ـ ٢٩.

(٥) الأصل وم : وبقوسي ، والمثبت عن المختصر ، وفي الأغاني : وبأهلي.

٤٤٦

أقر عني السلام إن جئت قومي

وقليل لهم لديّ السلام

وقال أيضا أبو قطيفة (١) :

أيا ليت شعري هل تغير بعدنا

جبوب المصلى أم كعهدي القرائن

أم الدور أكناف البلاط عوامر

كما كن أم هل بالمدينة ساكن

أحن إلى تلك البلاد (٢) صبابة

كأني أسير في السلاسل راهن

فما أخرجتنا رغبة عن بلادنا

ولكنه ما قدّر الله كائن

لعل قريشا أن تريع حلومها

ويزجر بعد الشؤم طير أيامن

إذا برقت نحو الحجاز سحابة

دعا الشوق مني برقها المتيامن

وقال أيضا :

بكى أحد أن فارق النوم أهله

فكيف بذي وجد من القوم آلف

من أجل أبي بكر جلت عن بلادها

أمية ، والأيام عوج عواطف

في شعر له كثير.

وذكر في غير هذه الرواية أنّ ابن الزبير لما بلغه شعر أبي قطيفة قال : حنّ والله أبو قطيفة ، وعليه‌السلام ورحمة الله ، من لقيه فليخبره أنه آمن فليرجع ، فأخبر بذلك ، فانكفأ إلى المدينة راجعا ، فلم يصل إليها حتى مات.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) :

أما قطيفة بفتح القاف وكسر الطاء وبالفاء فهو أبو قطيفة الشاعر الأموي واسمه .... (٤) كذا فيه مبيض.

ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتابه ، قال : وفي ذلك يعني تسيير بني أمية يقول أبو قطيفة واسمه عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وإنّما قيل له أبو قطيفة لأنه كان كثير شعر الرأس ، ثائره ، عظيم اللحية ، وكان ممن سيّره ابن الزبير إلى الشام :

بكا أحد لمّا تحمل أهله

فكيف بذي وجد من القوم آلف

__________________

(١) الأبيات في معجم الشعراء ص ٢٤٠ ـ ٢٤١ والأغاني ١ / ٣٠.

(٢) الأغاني : الوجوه.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٩٤.

(٤) بياض بالأصل وم ، وقد ذكره ابن ماكولا وفيه : واسمه عمرو بن الوليد بن عقبة بن معيط الشاعر.

٤٤٧

٥٤١٥ ـ عمرو بن الوليد (١)

من أهل دمشق.

سمع سالم بن عبد الله ، ومكحولا (٢).

روى عنه : الأوزاعي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين (٣) محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، أنا أبو بكر النيسابوري ، نا العباس بن الوليد بن مزيد.

ح وأخبرنا أبو الحسن السّلمي ، أنا حيدرة بن علي بن محمّد المالكي.

ح وأخبرنا أبو الفرج أحمد بن الحسن بن علي [بن](٤) زرعة ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الله الهاشمي.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، أنا العباس بن الوليد.

أخبرني أبي ، نا الأوزاعي ، حدّثني عمرو بن الوليد.

سألت سالم بن عبد الله (٥) بن عمر عن الحجر ـ حجر الكعبة ـ ما يقال فيه؟ [فقال :](٦) حدّثني القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق عن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيدها يوما فقال : «لو لا حداثة (٧) قومك هدمت الكعبة ، فألحقت [الحجر](٨) فيها ، لأنه منها ولكن قومك استحلوا (٩) من بنيانه ، ولجعلت لها بابين ، وألصقتها (١٠) بالأرض ، فإنّ قومك إنّما رفعوا بابها لئلا يدخلها إلّا من شاءوا ، ولأنفقت كنزها [١٠١٠٤].

واللفظ لحديث خيثمة ، رواه الوليد بن مسلم ، وبشر بن بكر ، عن الأوزاعي.

__________________

(١) ترجمته في الجرح والتعديل ٦ / ٢٦٦ والتاريخ الكبير ٦ / ٣٧٨.

(٢) في م : ومكحول.

(٣) الأصل وم : الحسن ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٨٥.

(٤) زيادة عن م.

(٥) الأصل وم : عبيد الله ، تصحيف ، تقدم أول الترجمة صوابا.

(٦) زيادة منا للإيضاح.

(٧) غير واضحة بالأصل وم ، وصورتها : «لومعه معنى» والمثبت عن المختصر.

(٨) زيادة عن م.

(٩) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.

(١٠) الأصل وم : فألصقتها.

٤٤٨

فأمّا حديث الوليد :

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني.

وأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ـ واللفظ له ـ أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو الحسين بن أخي ميمي ، وعمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني ، قالوا : أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن رشيد ، نا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن عمرو بن الوليد قال :

سألت سالم بن عبد الله عن حجر الكعبة ما سمع فيه؟ [فقال :](١) حدّثني القاسم بن محمّد بن أبي بكر أن عبد الله بن الزبير حدّثه عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيدها يوما فقال : «لوقفة (٢) قومك لهدمت الكعبة ، فألحقت فيها ـ وقال ابن أخي ميمي : بها ـ الحجر فإنّه منها ، ولجعلت لها بابين وألصقتها بالأرض ، ولكن قومك أسلموا ، وإنّما رفع بابها لأن لا يدخلها إلّا من شاءوا ، وأنفقت كنزها» [١٠١٠٥].

وليس في حديث الدارقطني : «وأنفقت كنزها».

وأمّا حديث بشر :

فأخبرناه أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي في كتابه ، ثم أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد ، وأبو منصور برعش بن عبد الله عنه ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي ، أنا أبو العباس الأصم ، أنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، نا بشر بن بكر ، عن الأوزاعي ، حدّثني عمرو بن الوليد.

أنه سأل سالم بن عبد الله عن الحجر ـ حجر الكعبة ـ ما يقال فيه؟ فقال : حدّثني القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، عن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيدها يوما فقال :

«لو لا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة فأدخلت الحجر فيها فإنه منها ، ولكن قومك استحلّوا من بنيانه ، ولجعلت لها بابين وألصقتها (٣) بالأرض ، فإنّ قومك إنّما رفعوا بابها لئلا يدخلها إلّا من شاءوا ، ولأنفقت كنزها» [١٠١٠٦].

تابعهم عمرو بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي.

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) كذا بالأصل وم.

(٣) الأصل : وألصقتهما ، والمثبت عن م.

٤٤٩

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قال : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري (١) قال :

عمرو بن الوليد سمع سالم بن عبد الله أن (٢) القاسم بن محمّد حدّثه عن عبد الله بن الزّبير عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيدها فقال : «لو لا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة ... (٣) ولأنفقت كنزها» [١٠١٠٧].

قاله أحمد بن عاصم ، عن عبد الرّحمن بن إبراهيم عن (٤) عمر بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي ، عن عمرو ، وقال الوليد : عن الأوزاعي ، حدّثني عمرو بن الوليد نا سالم بن عبد الله بن عمر ، نا القاسم بن محمّد بن أبي بكر : أن عبد الله بن الزبير أخبره عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسين (٥) القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أحمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٦) :

عمرو بن الوليد الدمشقي ، روى عن سالم ، روى عنه الأوزاعي ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (٧) : وقال ـ يعني الأوزاعي ـ حدّثني عمرو بن الوليد ثقة.

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣٧٨.

(٢) في التاريخ الكبير : أنا القاسم بن محمد عن عبد الله بن الزبير.

(٣) كذا اختصر الحديث بالأصل وم وهو تام في التاريخ الكبير.

(٤) الأصل وم : بن ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٥) الأصل وم : الحسن ، تصحيف ، والسند معروف.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٢٦٦.

(٧) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ٢ / ٤٧٣.

٤٥٠

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن محمّد بن عثمان السواق ، نا عيسى بن حمّاد الرّخجي ، نا الهيثم بن خلف الدوري ، نا الحكم بن عمرو ، نا أبو مسهر ، نا أبو [زبر](١) عبد الله بن العلاء بن زبر قال : رأيت عمرو بن الوليد يعرض على مكحول ـ يعني العلم ـ.

في الأصل عمر بن الوليد وهو خطأ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) ، نا أبو مسهر ، نا عبد الله بن العلاء بن زبر قال : رأيت عمرو بن الوليد يعرض على مكحول.

في الأصل بخط ابن فطيس : عمر بن الوليد وعليه علامة الشك ، والصواب عمرو بن الوليد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب المشغرائي ، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلّال ، نا أبو مسهر ، نا عبد الله بن العلاء بن زبر قال :

رأيت عمرو بن الوليد يعرض على مكحول ، قال أبو مسهر : يعني العلم.

٥٤١٦ ـ عمرو بن هاشم البيروتي (٣)

روى عن الأوزاعي ، والهقل بن زياد ، ومحمّد بن عجلان ، وعبد الله بن لهيعة ، وسليمان بن أبي كريمة ، ومحمّد بن سليمان بن أبي كريمة ، وإدريس بن زياد الألهاني ، ومحمّد بن شعيب بن شابور.

روى عنه : ابنه هاشم بن عمرو ، وبقية بن الوليد ، ومحمّد بن عوف [الحمصي](٤)

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٥٠.

(٢) لم أعثر عليه في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٥٧ وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٨٨ والجرح والتعديل ٦ / ٢٦٨ وميزان الاعتدال ٣ / ٢٩٠.

(٤) الزيادة عن م.

٤٥١

ويزيد بن محمّد بن عبد الصمد ، وبكر (١) بن سهل الدّمياطي ، وأبو زرعة الرازي ، وأحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، وأبو سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي ، وأحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملّاس ، والهيثم بن مروان ، ووزير بن القاسم الجبيلي ، وسعيد بن يزيد بن معيوف الحجوري ، وأبو القاسم يوسف بن يحيى البغدادي ـ قاضي حمص ـ وعثمان بن يحيى القرقساني ، وموسى بن سهل الرملي ، وزهير بن عباد (٢) وعصام بن روّاد بن الجرّاح ، وهارون بن عمران بن أبي جميل ، وعلي بن معبد المصري ، وثابت بن نعيم الهوجي العسقلاني.

أنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، نا بكر بن سهل الدمياطي ، أنا عمرو بن هاشم قال :

سمعت الأوزاعي يحدّث عن حسان بن عطية ، عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حلف على يمين ، فاستثنى ، ثم أتى بما حلف فلا كفّارة عليه» [١٠١٠٨].

قال : وأنا تمام ، نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن [حذلم](٣) نا أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصمد ، نا عمرو بن هاشم ، نا الهقل بن زياد ، نا الأوزاعي ، نا الزهري ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّما الحمّى من فيح جهنم ، فأطفئوها بالماء» [١٠١٠٩].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، ثم أخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (٤) ، نا بكر بن سهل ، نا عمرو بن هاشم البيروتي ، نا إدريس بن زياد الألهاني ، عن محمّد بن زياد الألهاني ، عن أبي أمامة.

أنه كان يسلّم على كل من لقيه ، قال : فما علمت أحدا يسبقه بالسلام إلّا يهوديا مرة اختبأ له خلف أسطوانة فخرج فسلّم عليه ، فقال له أبو أمامة : ويحك يا يهودي ، ما حملك على ما صنعت؟ قال : رأيتك رجلا تكثر السلام ، فعلمت أنه فضل ، فأحببت أن آخذ به ، فقال

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، «بشر» ، وفي تهذيب الكمال : بكر بن سهل الدمياطي ، وهو الصواب ، ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٤٢٥ وما أثبتناه : «بكر».

(٢) الأصل وم : حماد ، والمثبت عن تهذيب الكمال ، له ذكر في سير الأعلام ١١ / ٣٨٣.

(٣) سقطت من الأصل ، ومكانها فراغ بسيط ، وفي م : «حد» ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥١٤.

(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٨ / ١٠٩ رقم ٧٥١٨.

٤٥٢

أبو أمامة : ويحك ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الله جعل السّلام تحية لأمتنا وأمانا لأهل ذمّتنا» [١٠١١٠].

أخبرنا أبو الحسين (١) القاضي ، وأبو عبد الله الأديب قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) قال :

عمرو بن هاشم البيروتي روى عن الأوزاعي ، وهقل بن زياد ، روى عنه أبو زرعة ، سألت محمّد بن مسلم عنه فقال : كتبت عنه ، كان قليل الحديث ، قلت : ما حاله؟ قال : ليس بذلك ، كان صغيرا حين كتب عن الأوزاعي.

وبلغني أن محمّد بن عوف قيل له : من عمرو بن هاشم الذي يروي عنه بقية بن الوليد؟ فقال : هو عمرو بن هاشم البيروتي ، كتبت عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد (٣) قال : عمرو بن هاشم البيروتي ليس به بأس.

٥٤١٧ ـ عمرو ـ ويقال عمر ـ بن هانئ الطائي

من شيعة (٤) بني العباس وهو الذي تولى نبش قبور بني أمية بدمشق وغيرها.

حكى عنه الهيثم بن عدي.

٥٤١٨ ـ عمرو بن يحمد (٥)

والد الأوزاعي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمّد المزكّي ، نا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا عبد الله بن أحمد بن ربيعة ، نا جعفر بن هارون ـ يعني المصّيصي ـ نا محمّد بن كثير قال :

__________________

(١) الأصل وم : الحسن ، تصحيف.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٢٦٨.

(٣) يعني عبد الله بن عدي ، وليس لعمرو ترجمة في الكامل في ضعفاء الرجال المطبوع الذي بين يدي.

(٤) الأصل وم : شعبة ، ولعل الصواب فيما ارتأيناه.

(٥) بالأصل وم والمختصر : محمد ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمة الأوزاعي في سير أعلام النبلاء ٧ / ١٠٧ وتهذيب الكمال ١١ / ٣١١.

٤٥٣

سمعت الأوزاعي يوما وذكروا أباه فبكى بكاء خفيفا لم ينتبه إلّا من قرب منه ، وتأمّله ، ثم دعا له وجعل يترحم عليه ثم قال : حدّثني أبي قال : كنا أغيلمة أترابا نلعب في ميدان الأوزاع (١) بربض مدينة دمشق ، فمرّ بنا راكب مسرع ، فاعترضه رجل فسأله وأنا أسمع ، فقال : من أين جئت؟ قال : من المدينة؟ قال : هل وراءك من خبر؟ قال : نعم ، قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو الحسن بن السّمسار ، أنا أبو سليمان بن زبر (٢) ، أنا أبي ، [أنا](٣) الحسن بن جرير ، أخبرني عمر بن الوليد قال : قال علي بن ربيعة : أخبرني محمّد بن شعيب أن يحيى بن أبي عمرو السيباني (٤) قال :

إن حدث بي حدث فأقعد الناس بي ، وأحقّهم بميراثي عبد الرّحمن (٥) بن عمرو بن يحمد (٦) ، ويحمد (٧) جاهلي ، وعمرو ولد في الإسلام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة : عمرو بن يحمد (٨) أبو الأوزاعي ، دمشقي.

٥٤١٩ ـ عمرو بن يحيى بن سعيد

ابن عمرو بن سعيد بن العاص (٩) بن أمية

 ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو أمية المكي (١٠)

حدّث عن جدّه سعيد بن عمرو.

__________________

(١) تسمى محلة الأوزاع ، وهي العقيبة الصغيرة ظاهر باب الفراديس بدمشق (ويقال له الآن : باب العمارة) (قاله في سير أعلام النبلاء ٧ / ١٠٧ في ترجمة الأوزاعي).

(٢) هو محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٠.

(٣) بالأصل وم : نا أبي الحسن ، تصحيف ، والزيادة منا للإيضاح ، راجع ترجمة الحسن بن جرير في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٤٢ وفيها روى عنه : ... وأبو محمد بن زبر ، وهو والد أبي سليمان بن زبر ، واسمه عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣١٥.

(٤) الأصل وم : الشيباني ، تصحيف ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٨٢.

(٥) وهو ابن عمه لحّا ، (عن سير أعلام النبلاء ٧ / ١٠٩) ترجمة عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.

(٦) بالأصل وم : محمد ، ومحمد. والصواب ما أثبت ، وهو جدّ الأوزاعي ، انظر ما تقدم.

(٧) بالأصل وم : محمد ، ومحمد. والصواب ما أثبت ، وهو جدّ الأوزاعي ، انظر ما تقدم.

(٨) بالأصل وم : محمد ، ومحمد. والصواب ما أثبت ، وهو جدّ الأوزاعي ، انظر ما تقدم.

(٩) في تهذيب الكمال : ابن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية.

(١٠) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٦٧ وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٩١ الجرح والتعديل ٦ / ٢٦٩ والتاريخ الكبير ٦ / ٣٨٢.

٤٥٤

وسمع سفيان بن عيينة.

وروى عنه : أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، وأحمد بن محمّد المكي (١) ، وعبد الله بن عبد الوهّاب الحجبي ، وإبراهيم بن محمّد الشافعي ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وسويد بن سعيد ، وروح بن عبادة.

وقدم دمشق على بعض بني أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي [نا](٣) روح ـ وهو ابن عبادة ـ نا أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، أخبرني جدي سعيد بن عمرو بن سعيد ، عن أبي هريرة قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [يقول :](٤) «هلكت أمّتي على يديّ غلمة من قريش» [١٠١١١].

قال مروان وهو معنا في الحلقة قبل أن يلي شيئا : فلعنة الله عليهم غلمة ، قال : أما والله لو أشاء أن أقول : بنو فلان ، وبنو فلان لفعلت ، قال : فكنت أخرج أنا مع أبي وجدي إلى مروان بعد ما ملكوا ، فإذا هم يبايعون الصبيان منهم ، ومن بايع له وهو في خرقة ، قال لنا : هل عسى أصحابكم هؤلاء أن يكونوا أكبر؟

سمعت أبا هريرة يذكر أن هذه الملوك يشبه بعضها بعضا.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد ، وأبو سهل محمّد بن أحمد ، قالا : أنا الهيثم الكشميهني.

ح وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو علي محمّد بن عمر (٥) بن يوسف ، قالا : أنا محمّد بن يوسف الفربري ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (٦) ، نا موسى بن إسماعيل ، نا عمرو بن يحيى بن سعيد ، أخبرني جدي قال :

__________________

(١) تهذيب الكمال : أحمد بن محمد الأزرقي.

(٢) الأصل وم : «محمد» تصحيف والصواب ما أثبت.

(٣) زيادة منا للإيضاح ، راجع ترجمة روح بن عبادة في تهذيب الكمال ٦ / ٢٣٦ وفيها أنه روى عنه : أحمد بن محمد بن حنبل.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) في م : «عمرو».

(٦) أخرجه البخاري في صحيحه : ٩٣ كتاب الفتن (٣) باب ، رقم ٧٠٥٨.

٤٥٥

كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ومعنا مروان قال أبو هريرة قال : سمعت الصادق المصدوق يقول : «هلكة (١) أمتي على يدي غلمة من قريش» [١٠١١٢].

فقال مروان : لعنة الله عليهم (٢) غلمة ، قال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان [وبني](٣) وفلان لفعلت ، فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلمانا أحداثا (٤) قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم؟ قلنا : أنت أعلم.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٥) قال :

عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص الأموي ، سمع جده سعيدا ، أراه أبو أمية المكي ، سمع منه ابن عيينة ، وموسى بن إسماعيل ، وأحمد بن محمّد المكي.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أحمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن.

قالا : أنا ابن أبي حاتم (٦) قال (٧) :

عمرو بن يحيى بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي روى عن أبيه ، روى عنه ابن عيينة ، وأبو سلمة ، وعبد الله بن عبد الوهّاب الحجبي ، وإبراهيم بن محمّد الشافعي ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وسويد بن سعيد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أبو علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : (٨)

__________________

(١) الأصل وم : هلكت ، والمثبت عن البخاري.

(٢) في م : لعنة الله عليهم أجمعين غلمة ، والأصل كالبخاري.

(٣) الزيادة عن البخاري.

(٤) الأصل وم : «غلمان أحداث» والمثبت عن صحيح البخاري.

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣٨٢.

(٦) بالأصل : أنا أبو حاتم ، تصحيف ، والتصويب عن م

(٧) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٢٦٩.

(٨) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٢ / ٧٨ رقم ٤٤٩.

٤٥٦

أبو أحيحة (١) ـ ويقال أبو أمية ـ عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص الأموي القرشي ، سمع جده سعيد بن العاص ، روى عنه أبو محمّد سفيان بن عيينة الهلالي ، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري ، وقد قال يحيى بن معين : أنّ أبا أحيحة هو سعيد بن العاص ، فالله أعلم ، هي كنية سعيد بن العاص جد عمرو بن يحيى ، أو كنية عمرو حفدة سعيد اللهم إلّا أن يكون الحفدة تكنّى بكنية الجد.

قال : وأنا أبو أحمد (٢) ، حدّثني علي بن محمّد ، نا هشام بن علي السّدوسي ، نا محمّد بن عمر أبو عبد الله المقرئ ، نا عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص أبو أحيحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل المقدسي ، أنا أبو سعيد [مسعود](٣) بن ناصر ، أنا أبو الحسن بن سيّار (٤) ، أنا أبو نصر البخاري ، قال (٥) :

عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص أراه يكنى أبا أمية القرشي الأموي المكي ، سمع جده [سعيد بن عمرو](٦) وروى عنه ابن عيينة ، وموسى بن إسماعيل ، وأحمد بن محمّد الأزرقي في الوضوء والجهاد ومواضع.

أخبرنا أبو الحسين (٧) القاضي ، وأبو عبد الله الأصبهاني ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.

[ح](٨) قال : وأنا أبو طاهر ، أنا أبو الحسن.

أنا ابن أبي حاتم (٩) قال :

ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال : عمرو بن يحيى بن سعيد القرشي صالح.

٥٤٢٠ ـ عمرو بن يحيى بن وهب بن أليدر

من أهل دومة الجندل.

__________________

(١) أحيحة بمضمومة وفتح مهملتين بينهما مثناة تحت ، (المغني).

(٢) الأسامي والكنى للحاكم ٢ / ٧٨.

(٣) الزيادة عن م.

(٤) كذا بالأصل وفي م : أبو الحسين بن سياوش.

(٥) الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٧١.

(٦) ما بين معكوفتين عن الجمع بين رجال الصحيحين ، ومكانه بالأصل وم : «جده عمر».

(٧) الأصل وم : الحسن تصحيف.

(٨) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وم.

(٩) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٢٦٩.

٤٥٧

حدّث عن أبيه.

روى عنه : عمرو بن محمّد بن الحسن بن المعلّم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، نا الإمام (١) أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي ، أنا محمّد بن أيوب بن حبيب بن يحيى الرافعي ـ بمصر ـ نا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ، نا عمر بن محمّد بن الحسن المعلّم ، نا عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر صاحب دومة الجندل ، عن أبيه عن جده قال :

كتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أبي أكيدر ولم يكن معه خاتمه ، فختمه بظفره [١٢٨٣].

٥٤٢١ ـ عمرو بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب

أمه أم ولد.

ذكره الطبري في تاريخه في تسمية ولد يزيد (٢) ، وأظنه حكاه عن أحمد بن زهير ، عن علي بن محمّد.

٥٤٢٢ ـ عمرو أبو عثمان البكالي (٣)(٤)

لم ينسب ، وقيل ابن سيف (٥).

له صحبة ، ويقال لا صحبة له.

شهد اليرموك.

روى عن عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي الأعور السّلمي.

روى عنه : معدان بن أبي طلحة ، وأبي تميمة طريف بن مجالد الهجيمي ، وأبو أسماء (٦) الرّحبي عمرو بن مرثد وعبد الله بن هبيرة.

__________________

(١) في م : والإمام ، تصحيف ، راجع ترجمة الماسرجسي في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٦.

(٢) الذي ذكره الطبري في تاريخه في أسماء ولد يزيد بن معاوية ٥ / ٥٠٠ «عمر» ولم يرد فيه ذكر : «عمرو».

ولم يذكره المصعب الزبيري في ولد يزيد بن معاوية ، في نسب قريش ص ١٢٨ ، ولا ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص ١١٢.

(٣) ترجمته في الإصابة ٣ / ٢٣ وأسد الغابة ٣ / ٦٩٦ والجرح والتعديل ٦ / ٢٧٠.

(٤) البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف ، عن الإصابة.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الإصابة : اختلف في اسم أبيه فقيل : سفيان ، وقيل : سيف ، وقيل : عبد الله.

(٦) غير واضحة بالأصل وم ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٢٩.

٤٥٨

وكان يؤم الناس بدمشق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا محمّد بن عبد الملك بن مروان ، نا يزيد بن هارون ، أنا سعيد الجريري عن أبي تميمة الهجيمي ، قال :

أتيت الشام (١) ، فإذا أنا برجل مجتمع عليه ، وإذا هو مجدود الأصابع ، قال : قلت : من هذا؟ قالوا : هذا أفقه من بقي على ظهر الأرض من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هذا عمرو البكالي ، قال : قلت : فما شأن أصابعه؟ قالوا : أصيب يوم اليرموك ، قال : وإذا هو يحدّث ويقول : يا أيها الناس اعملوا وأبشروا ، فإنّ فيكم ثلاثة أعمال ليس منهن عمل إلّا وهو يوجب لأهله الجنّة ، قالوا : وما هنّ؟ قال : رجل يلقى في الفئة ، فينصب نحره حتى يهراق دمه ، فيقول الله لملائكته : ما حمل عبدي على ما صنع؟ قال : فيقولون : ربنا أنت أعلم ، قال : يقول : أنا أعلم ، ولكن أخبروني ما حمله على الذي صنع؟ قال : يقولون : ربنا رجّيته شيئا فرجاه ، وخوّفته شيئا فخافه.

قال : فيقول : فإنّي أشهدكم أنّي قد أوجبت له ما رجا ، وأمّنته مما يخاف.

قال : ورجل يقوم في الليلة الباردة من دفوة فراشه إلى الوضوء والصلاة ، [فيقول الله لملائكته : ما حمل عبدي على ما صنع؟](٢) قال : يقولون : ربنا أنت أعلم ، قال : يقول أنا أعلم ولكن أخبروني ما حمله على ما صنع ، قال : يقولون : ربنا رجّيته شيئا فرجاه ، وخوّفته شيئا فخافه ، قال : قال : أشهدكم أنّي قد أوجبت له ما رجا ، وأمّنته مما يخاف.

قال والقوم يكونون جميعا فيقرأ الرجل عليهم القرآن فيقول لملائكته : ما حمل عبادي هؤلاء على ما صنعوا؟ قال : يقولون : ربّنا أنت رجّيتهم شيئا فرجوه ، وخوّفتهم شيئا فخافوه ، قال : فيقول (٣) : إنّي أشهدكم أنّي قد أوجبت لهم ما رجوا ، وأمّنتهم مما خافوا.

تابعه حمّاد بن سلمة عن الجريري.

وهكذا رواه حمّاد بن زيد (٤) بإسناده نحوه :

__________________

(١) الأصل وم : بالشام.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن المختصر ، والجملة بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.

(٣) في م : فيقولون ، تصحيف.

(٤) الأصل وم : يزيد.

٤٥٩

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا أبو الربيع الزّهراني (١) ، نا حمّاد بن زيد ، نا سعيد الجريري قال :

قدمت الشام فإذا الناس يطيفون برجل فقلت : من هذا؟ قال : فقالوا : هذا أفقه من بقي اليوم من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هذا عمرو البكالي ، قال : ورأيت أصابعه مقطوعة ، فقلت : ما ليده؟ فقالوا : أصيب يوم اليرموك بالشام زمان عمر بن الخطّاب ، قال : فسمعته يقول : يا أيها الناس اعملوا وأبشروا ، فإنّ فيكم ثلاثة أعمال كلّها توجب لأهلها الجنّة :

رجل قام في ليلة باردة من فراشه ودثاره فتوضّأ ، ثم قام إلى الصلاة فيقول الله لملائكته : ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ وهو أعلم (٢) ، قال : فيقولون : ربّنا رجّيته أمرا فرجاه ، وخوّفته أمرا فخافه ، قال : فيقول : فإنّي أشهدكم أنّي أعطيته ما رجا ، وأمّنته مما يخاف.

قال : وقوم اجتمعوا يذكرون الله عزوجل ، قال : فيقول الله عزوجل لملائكته : ما حمل عبيدي هؤلاء على ما صنعوا؟ قال : فيقولون : ربنا رجّيتهم أمرا فرجوه ، وخوّفتهم أمرا فخافوه ، قال : فيقول : فإنّي أشهدكم أنّي قد أعطيتهم ما رجوا ، وأمّنتهم مما يخافوا.

قال : وسمعته يقول : إذا أمرك الإمام بالصلاة والزكاة والجهاد في سبيل الله فقد حلّت لك الصلاة خلفه ، وحرّم عليك سبّه (٣).

ورواه حفص بن غياث عن الجريري فزاد في إسناده : أبا السّليل (٤) ضريب بن نقير (٥) بن الجريري ، وأبا (٦) تميمة.

وهو وهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا بكر بن أحمد أبو أحمد المروزي ، نا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم ، نا علي بن المديني ، نا حفص بن غياث (٧) ، أنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه ، أنا أبو سعيد محمّد بن

__________________

(١) الأصل وم : الزهري ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٤٨.

(٢) كذا بالأصل وم في هذه الرواية : «وهو أعلم» ولعل في الكلام سقطا.

(٣) راجع الإصابة ٣ / ٢٤.

(٤) ضبطت بفتح السين المهملة وكسر اللام الأولى ، عن الاكمال ٤ / ٣٣٧.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ١٨٤.

(٦) الأصل وم : وأبي.

(٧) في م : عتاب ، تصحيف.

٤٦٠