تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٦

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤٦

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ومطوية الأقراب أمّا نهارها

فسبت وأمّا ليلها فذميل (١)

والخفات : ضعف الحسن ، يريد أنه لا يدرك الصوت إلّا كهيئة السّرار والخفوت ، خفض الصوت ومنه المخافتة في الكلام ، قال الله تعالى : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها)(٢) وإنّما قيل للميت خافت ، لانقطاع صوته ، والخفات من خفت بمنزلة الصّمات من صمت ، والسكات من سكت.

وقوله : وليله هبات ، فإن الهبات من الهبت ، وهو اللين والاسترخاء ، ويقال في فلان هبتة أي ضعف عقل ، وقد هبت السحاب إذا أرحت عزالها وقال الشاعر :

سقيا مجلجلة ينهلّ وابلها

من باكر مستهلّ الودق مهفوت

كأنه يريد أن نومه بالليل إنّما هو يقدر أن يسترخي أعضاؤه من غير أن يستغرق نوما ، ولو قيل : وليله هبّات من هبّ النائم من نومه ، كان جيدا (٣) إلّا أن الرواية متّبعة.

٥٤٠٤ ـ عمرو بن معاذ العنسي الدّاراني

حدّث عن أبي موسى عمران بن موسى الطّرسوسي.

روى عنه : ابنه أحمد بن عمرو بن معاذ ، وهو عمرو بن أحمد بن معاذ ، تقدم ذكره.

٥٤٠٥ ـ عمرو بن معاوية بن المنتفق العقيلي

ذكر الواقدي أنه من جند دمشق.

سمع معاوية بن أبي سفيان ، وأمّره على الصائفة ، ويقال : إن عثمان بن عفّان ولّاه أرمينية.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن نصر أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن [أنا أحمد بن عمير قراءة قال : سمعت أبا الحسن](٤) بن سميع قول في الطبقة الرابعة : عمرو بن معاوية العقيلي.

__________________

(١) البيت منسوبا في حواشي المختصر لحميد بن ثور.

(٢) سورة الإسراء ، الآية : ١١٠.

(٣) الأصل وم : جيد.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم فاضطرب السند ، زدناه منا قياسا إلى أسانيد مماثلة.

٣٦١

أنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نا عبد العزيز أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن صفوان بن عمرو ، عن سعيد بن حنظلة.

أن معاوية بن أبي سفيان أمّر عمرو بن معاوية العقيلي على الصائفة ، فلما قدم سأله عمّا بلغ الخمس ، فأخبره ، فقال : أين هو؟ فقال عمرو : تسألني عن الخمس وأرى رجلا من المهاجرين يمشي على قدميه لا أحمله؟ فقال معاوية : لا جرم ، لا تنالها مني ما بقيت ، فقال : إذا لا أبالي ، فأنشأ يقول :

تهادى قريش في دمشق غنيمتي

وأترك أصحابي فما ذاك بالعدل

ولست أميرا أجمع المال تاجرا

ولا أبتغي طول الإمارة بالبخل

فإن يمسك الشّيخ الدّمشقي ماله

فلست على مالي بمستغلق (١) قفلي

قال : ونا ابن عائذ ، حدّثني إسماعيل بن عيّاش ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي حسبة.

أن عمرو بن معاوية العقيلي كان هو وال على الجيش ينزل فيواسي أصحابه في سوق السبي ، والجزور ، والرمك مشمرا على ساقيه.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي ، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ، عن عمر الصواف ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا محمّد بن عوف ، وعمران بن بكّار قالا : أنا أبو المغيرة ، نا صفوان بن عمرو ، وحدّثني أبو حسبة مسلم بن أنيس.

أن عمرو بن معاوية العقيلي كان وهو على الجيش ينزل فيواسي أصحابه بسوق الجزر ، والسبي ، والرمك مشمرا عن ساقيه إزاره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن أبي العلاء ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، نا محمّد بن موسى بن الحسين ، أنا أبو بكر بن خزيمة ، نا حميد بن زنجويه ، نا معاوية بن عمرو ، نا أبو إسحاق الفزاري ، عن صفوان بن عمرو بن سعد بن حنظلة السّكسكي ، قال :

__________________

(١) الأصل وم : مستعلق ، والمثبت عن المختصر.

٣٦٢

أمّر معاوية بن أبي سفيان عمرو بن معاوية العقيلي على الصائفة ، وكان بسوق لوبية (١) مع الناس ، فإذا رأى رجلا قطع به (٢) حمله على دابة من الخمس ، فلما قدم على معاوية سأله عن الخمس وعن ما بلغت سهام المسلمين أخبره بشيء كثير ، قال : فأين الخمس ، فأتى بشيء قليل ، قال : هذا ما بقي منه ، فأين هو؟ قال : أتراني كنت أرى رجلا من المسلمين قد قطع به ولا أحمله وأدعه يمشي ، فقال معاوية : لا جرم لا تنالها بعد مرّتك هذه ، فقال الشيخ : إذا لا أبالي ، ثم أنشأ يقول :

تهادى (٣) قريش في دمشق غنيمتي

وأترك أصحابي فما ذاك بالعدل

ولست أميرا أجمع الناس (٤) تاجرا

ولا أبتغي طول الإمارة بالبخل

فإن يمسك الشّيخ الدّمشقي ماله

فلست على مالي بمستغلق قفلي

وزاد فيه غير صفوان بن عمرو :

وإنّي امرؤ للخيل عندي مزيّة

على صاحب البرذون أو صاحب البغل

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنا (٥) محمّد بن موسى ، نا محمّد بن الحارث قال : سمعت المدائني يقول : كان عمرو بن معاوية العقيلي يقول : اللئيم فنى عثرات الكرام.

٥٤٠٦ ـ عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو

ابن عاصم (٦) بن عمرو بن زبيد بن ربيعة بن سلمة

ابن مازن بن ربيعة بن منبّه ، وهو زبيد الأكبر بن صعب

 ابن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب

 ابن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

 أبو ثور الزّبيدي (٧)

له وفادة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان شجاعا من فرسان المذكورين.

__________________

(١) راجع معجم البلدان (٥ / ٢٥).

(٢) الأصل : يد ، عن م.

(٣) الأصل : تهادني ، والمثبت عن م.

(٤) كذا بالأصل ، وفي م والمختصر : المال.

(٥) سقطت من م.

(٦) في أسد الغابة : حصم ، وعن الكلبي : عصم.

(٧) ترجمته في الأغاني ١٥ / ٢٠٨ سيرة ابن هشام (الفهارس) والشعر والشعراء ١ / ٣٧٢ وأسد الغابة ٣ / ٧٧٠ والإصابة ٣ / ١٨.

٣٦٣

روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا.

روى عنه : شراحيل بن القعقاع ، وشهد اليرموك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن ، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل ، نا محمّد بن زياد الكوفي ، نا شرقي بن القطامي ، عن أبي الطلق العائذي ، عن شراحيل بن القعقاع قال : قال عمرو بن معدي كرب :

الحمد لله لقد كنا من قريب إذا حججنا قلنا : لبيك اللهم لبيك ، تعظيما إليك عذرا.

هذي زبيد قد أتتك قسرا ، يقطعن خببا (١) وجبالا وعرا ، قد تركوا الأنداد خلوا صفرا ، يقطعن من بين غضى وسمرا ، ونحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لبّيك لبيك ، لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك» ، وإن كنا لنمنع الناس أن يقفوا بعرفة ـ وذاك في الجاهلية ـ فأمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن خلوا بينهم وبين عرفة ، وإن كان موقفهم ببطن محسّر (٢) عشية عرفة فرقا من أن يخطفنا الجن ، فقال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أجيزوا بطن عرنة (٣) ، فإنا هم إذا أسلموا إخوانكم» [١٢٦٠].

أخبرنا (٤) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني ابن زنجويه ، حدّثني إبراهيم بن هانئ وأحمد بن منصور قالوا : نا محمّد بن زياد بن زيّان (٥) الكلبي ، نا شرقي بن قطامي ، عن أبي طلق العائذي ، عن شراحيل بن القعقاع ، قال : قال عمرو بن معدي كرب : ـ وقال ابن زنجويه : سمعت عمرا يقول :

الحمد لله ، قبل كنا منذ قريب إذا حججنا قلنا : لبيك لبيك ، تعظيما إليك عذرا ، هذي زبيد قد أتتك قسرا ، نعدو بها مضمرات سررا ، يقطعن خببا وجبالا وعرا ، قد تركوا الأنداد

__________________

(١) في م : «حسا» وفي المختصر : خبّا.

(٢) بطن محسر : بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها : هو وادي المزدلفة (معجم البلدان).

(٣) بطن عرنة : بوزن همزة ، واد بحذاء عرفات (معجم البلدان).

(٤) الخبر التالي سقط من م ، باستثناء تعقيب المصنف في آخر الخبر.

(٥) كذا بالأصل ، وهو خطأ ، وسينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر ، وهو أبو عبد الله محمد بن زياد بن زبار البغدادي الاخباري عن شرقي بن قطامي وغيره ، وعنه تمام (تبصير المنتبه ٢ / ٦٥١).

٣٦٤

خلوا صفرا ، يقطعن من بين غضى وسفرا ، ونحن اليوم نقول كما علّمنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لبّيك اللهم لبّيك ، لبيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك» ، قال : وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفة ، وذلك في الجاهلية ، وأمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نخلي بينهم وبين عرفة ، وكان موقفهم ببطن محسّر عشية عرفة فرقا من أن يتخطفنا الجنّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أجيزوا بطن عرنة فإنّما هم إذا أسلموا إخوانكم» [١٠٠٩١].

واللفظ لابن هانئ ، كذا فيه ، والصواب : ابن زبّار (١).

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن محمّد ، قالا : نا وأبو منصور المقرئ ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا أحمد بن محمّد بن عبّاد الجوهري البغدادي ، نا محمّد بن زياد بن زبّار الكلبي ، نا شرقي بن القطامي قال : سمعت أبا طلق العائذي يحدث عن شراحيل بن القعقاع عن عمرو بن معدي كرب قال :

لقد رأيتنا من قرب ونحن إذا حججنا قلنا : لبيك تعظيما إليك عذرا ، هذي زبيد قد أتتك قسرا ، تقطعن خببا وجبالا وعرا ، قد خلفوا الأنداد خلوا صفرا ، ولقد رأيتنا وقومنا ببطن محسّر كاد أن يتخطفنا الجن ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ارتفعوا على بطن عرنة فإنهم إخوانكم إن أسلموا» ، وعلّمنا التلبية : «لبّيك اللهمّ لبيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك».

قال سليمان : لم يروه عن شرقي إلّا محمّد بن زياد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي ، قال : وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل القاضي بخط يده نا زهير بن محمّد بن أبي (٣) زهير المروزي ، نا محمّد بن زيد الكلبي ـ كذا قال لنا زهير ـ نا شرقي بن قطامي (٤) ح وأنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، أنا

__________________

(١) في م : زياد.

(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٥ / ٢٨١ ، ٢٨٢ في ترجمة محمد بن زياد بن زبار.

(٣) كذا بالأصل وم : «بن أبي زهير» في تاريخ بغداد : بن زهير.

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٢٧٨.

٣٦٥

أحمد بن محمّد بن عبّاد الجوهري البغدادي ، نا محمّد بن زياد بن زبّار الكلبي ، نا شرقي بن القطامي ، عن أبي طلق العائذي ، عن شراحيل بن القعقاع قال : سمعت عمرو بن معدي كرب يقول :

علّمنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لبّيك اللهمّ لبّيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك» [١٠٠٩٢].

لفظ حديث المحاملي.

قال الخطيب : لا نعلم روى هذا الحديث عن شرقي غير محمّد بن زياد بن زبّار.

رواه غيرهم عن محمّد بن زياد ، فقال عن ابن طوق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو أمية محمّد بن إبراهيم ، نا محمّد بن زياد بن زبّار الكلبي ، نا شرقي بن قطامي ، عن أبي (١) طوق العائذي عن شراحيل بن القعقاع قال : قال عمرو بن معدي كرب :

الحمد لله ، لقد كنا منذ قريب حججنا فلبينا قلنا : لا شريك هو لك ، فاليوم نقول : لبيك اللهم لبيك لا شريك لك.

قال ابن مندة : هكذا رواه جماعة عن محمّد بن زياد ، ورواه أحمد بن محمّد بن الصلت البغدادي عن محمّد بن زياد ، عن شرقي بن قطام ، عن أبي الزّبير ، عن جابر قال : سمعت عمرو بن معدي كرب يقول ؛ ثم ذكر الحديث.

قال ابن مندة : أناه أحمد بن إبراهيم بن نافع ، نا أحمد بن محمّد بن الصلت بهذا ، وشرقي بن قطامي يكنى أبا المثنى ، واسمه الوليد بن حصين.

أنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان (٢) ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثني أبي ، عن عمر بن شمر ، عن أبي (٣) طوق عن شرحبيل بن القعقاع أنه سمع عمرو بن معدي كرب يقول :

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، ومرّ قريبا : ابن طوق.

(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٣٣٢.

(٣) في المعرفة والتاريخ : عن ابن أبي طوق.

٣٦٦

نحن اليوم نقول كما علّمنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فقلت له : يا أبا ثور ، وكيف علّمكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : علّمنا : «لبّيك اللهم لبيك ، لبيك ، لا شريك لك (١) لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك».

وهكذا رواه محمّد بن سعد كاتب الواقدي عن ابن أبي أويس وقال : عن أبي طوق.

ورواه علي بن المبارك الصنعاني (٢) ، عن ابن أبي أويس عن أبيه عن عمرو عن أبي طوق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله (٣) بن مندة ، أنا عبد الله بن جعفر البغدادي ـ بمصر ـ [عن](٤) عبد الله بن محمّد البردي قال إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن عمرو بن شمر ، عن شرحبيل بن القعقاع أنه قال : سمعت عمرو بن معدي كرب فقلت له : يا أبا ثور ، ثم ذكر حديث التلبية.

قال ابن مندة : رواه يونس بن بكير ، وأشعث بن شعبة عن عمرو بن شمر (٥) ، عن أبي (٦) طوق ، عن شرحبيل بن القعقاع ، قال : سمعت عمرو بن معدي كرب يحدّث نحوه.

كذا قال في الموضعين عن أبي طوق ، والصواب أبو طلق.

ذكره كذلك أبو أحمد الحاكم وسمّاه عديا ، قال : ويقال علي بن حنظلة بن نعيم.

وقد رواه أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ، عن محمّد بن زياد بطوله نحو الأول ، وقال في إسناده عن أبي طلق.

ورواه ابن عدي في كتاب الكامل عن حذيفة بن الحسن عن أبي أمية ، وقال علي بن طلق (٧) قال :

__________________

(١) في المعرفة والتاريخ : لبيك لبيك لا شريك لك.

(٢) الأصل : الصغاني ، والمثبت عن م ، وانظر ترجمة إسماعيل بن أبي أويس في تهذيب الكمال ٢ / ١٣٩ وذكر في أسماء الرواة عنه : علي بن المبارك الصنعاني.

(٣) الأصل وم : عبيد الله.

(٤) في م : بن ، واللفظة سقطت من الأصل.

(٥) الأصل : سمرة ، والمثبت عن م.

(٦) الأصل : ابن ، والمثبت عن م.

(٧) كذا بالأصل ، والذي في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٤ / ٣٥ في ترجمة شرقي بن قطامي :

ثنا حذيفة بن الحسن ، ثنا محمد بن إبراهيم بن مسلم ، ثنا محمد بن زياد بن زيان (زبار) الكلبي ، ثنا شرقي بن قطامي ، عن أبي طلق العائذي ، عن شرحبيل بن القعقاع ، ثم ذكر حديث التلبية.

٣٦٧

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي زكريا البخاري.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس ، أنا أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى ، أنا أبو الفرج الإسفرايني ، أنا رشأ بن نظيف ، قالا : نا عبد الغني بن سعيد قال : وأبو الطلق العائذي عدي بن حنظلة ، روى عنه شرقي بن القطامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال :

وأمدهم يعني أبا عبيدة بن الجرّاح بتسعة عشر رجلا ممن شهد اليرموك ، منهم : عمرو بن معدي كرب الزّبيدي ، وذكر غيره ـ يعني يوم القادسية ـ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : أنا القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد بن سعيد بن خيثم الهلالي ، نا الهيثم بن عدي قال :

قال ابن عبّاس : عمرو بن معدي كرب ذهبت عينه يوم اليرموك.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، أنا أبو طاهر ، وأبو الفضل.

وأخبرنا أبو العزّ الكيلي ، أنا أبو طاهر ، قالا : أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص ، نا خليفة (١) قال :

ومن زبيد وهو منبّه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن الحارث بن صعب أن سعد العشيرة ـ يعني ابن مالك ـ بن أدد : عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن (٢) عمرو بن عصيم بن عمرو بن زبيد ، يكنى أبا ثور ، شهد القادسية ، روى في التلبية ، أمه أسيلة بنت قيس من بني عجل.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٣٥ رقم ٤٩٦.

(٢) أقحم بعدها بالأصل وم : «معدي كرب بن عبد الله» والمثبت يوافق عبارة طبقات خليفة بن خيّاط ، ومصادر ترجمته الأخرى.

٣٦٨

وأخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، أنا أبي أبو يعلى.

قالا : أنا عبيد الله بن علي بن أحمد ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو : حدثهم الهيثم بن [عدي قال : عمرو بن](١) معدي كرب يكنى أبا ثور.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد بن الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال :

في الطبقة الربعة من سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن منبّه ، وهو زبيد الأكبر ، وهو جماع زبيد بن صعب بن سعد العشيرة ، وإنّما سمّي زبيد الصغير زبيدا لأنه لمّا كثر عمومته وبنو عمه قال : من نريد بن بصرة يعني يعطي بصره على ابن أود فأجابوه ، فسمّوا كلهم زبيدا ، ما بين زبيد الأصغر إلى زبيد الأكبر ، كلهم يقال لهم : زبيد : عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصيم (٢) بن عمرو بن زبيد الأصغر ، وكان عمرو فارس العرب ، ويكنى أبا ثور ، وفد إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأسلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني أبو الفضل ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي قال :

ومن بني زبيد بن سلمة بن مازن بن منبّه بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج : عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد ، جاء عنه حديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل قال (٣) في تسمية الصحابة :

عمرو بن معدي كرب أبو ثور الزّبيدي ، كان بالمدينة ، ثمّ كان بالعراق زمن القادسية.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، ولعل ما ارتأيناه الصواب.

(٢) في طبقات ابن سعد ٥ / ٥٢٥ عصم.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣١٢.

٣٦٩

أخبرنا أبو الحسين بن القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

[ح](١) قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، قال (٣) :

عمرو بن معدي كرب أبو ثور (٤) الزّبيدي ، كان بالعراق زمن القادسية ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول :

أبو ثور عمرو بن معدي كرب الزّبيدي ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب (٥) بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، قال :

أبو ثور عمرو بن معدي كرب الزّبيدي ، كان بالمدينة ، ثم كان بالعراق.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنا سليم بن أيوب الفقيه ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، أنا علي بن إبراهيم الحورى ، نا يزيد بن محمّد قال : سمعت أبا عبد الله المقدّمي يقول : عمرو بن معدي كرب الزّبيدي ويكنى أبا ثور.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال : عمرو بن معدي كرب أبو ثور.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي قال :

عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن زبيد ، سكن الكوفة ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما رواه ابن بطة عن البغوي ، فقال : ابن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد.

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن م.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٢٦٠.

(٣) بالأصل وم : ثم قال.

(٤) الأصل : زيد ، تصحيف ، والمثبت عن م والجرح والتعديل.

(٥) الأصل : الخطيب ، تصحيف ، والمثبت عن م ، والسند معروف.

٣٧٠

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا محمّد بن محمّد بن إسحاق (١) قال :

أبو ثور عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم (٢) بن عمرو بن زبيد ، وهو منبّه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة الزّبيدي ، كان بالمدينة ثم كان بالعراق زمن القادسية ، له سماع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمّه أسيلة بنت قيس من بني عجل.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، عن أبي زكريا.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد ، أنا أبو زكريا.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن سلامة ، أنا سهل بن بشر ، أنا رشأ بن نظيف قالا : نا عبد الغني بن سعيد قال : فأما الزّبيدي بضم الزاي فكثير منهم : عمرو بن معدي كرب الزّبيدي ، أنا أبو ثور ، روى عنه حديث التلبية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال :

عمرو بن معدي كرب أبو ثور الزّبيدي عداده [في] أهل الحجاز ، روى عنه شراحيل بن القعقاع.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ ، قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن زبيد أبو ثور الزّبيدي له الوقائع المذكورة في الجاهلية ، وأدركه الإسلام ، فقدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلّمه التلبية ، وله في الإسلام بالقادسية بلاء حسن حين بعثه عمر (٣) إلى سعد بن أبي وقّاص ، وكتب إليه أن يصدر عن مشورته في الحرب.

وكان لعمرو سيف يسمّيه الصّمصامة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (٤) :

__________________

(١) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٣ / ٥ رقم ٩٧٤.

(٢) عصم بالضم وسكون الصاد المهملة ، المغني ص ١٧٤.

(٣) الأصل وم : عمرو ، تصحيف ، وهو يريد : عمر بن الخطاب.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٢١.

٣٧١

وأما الزّبيدي بضم الزاي وفتح الباء فجماعة ، فمنهم : أبو ثور عمرو بن معدي كرب الزّبيدي ، له صحبة ورواية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر (١) بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن عمرو بن زهير ، عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال :

قدم عمرو بن معدي كرب الزّبيدي في عشرة نفر (٣) المدينة ، فقال (٤) : من سيّد هذه البحرة من بني عمرو بن عامر؟ فقيل له : سعد بن عبادة ، فأقبل يقود راحلته حتى أناخ ببابه (٥) ، فخرج إليه سعد ، فرحّب به وأمر برحله ، فحطّ وأكرمه وحباه ، ثم راح إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو ومن معه ، وأقام أياما ، ثم أجازه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بجائزة ، وانصرف إلى بلاده ، فأقام مع قومه على الإسلام ، فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ارتدّ ثم رجع إلى الإسلام (٦) ، وأبلى يوم القادسية وغيرها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن عمرو بن زهير بن محمّد بن عمارة نحوه ، وزاد في أوّله.

وكان عمرو قد قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا قيس إنّك سيّد قومك اليوم ، وقد ذكر لنا أنّ رجلا من قريش يقال له محمّد قد خرج بالحجاز يقول : إنّه نبيّ فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه ، فإن كان نبيّا كما يقول فإنه لن يخفى علينا ، إذا لقيناه اتّبعناه ، وإن كان غير ذلك علمنا علمه ، فإنه إن يسبق إليه رجل من قومك سادنا ، وترأّس علينا وكنا أذنابا ، فأتى عليه قيس وسفّه رأيه ، فركب عمرو بن معدي كرب حتى قدم المدينة ، فقال حين دخلها وهو آخذ بزمام راحلته : من سيّد أهل هذه البحيرة من بني

__________________

(١) الأصل : عمرو ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والسند معروف.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٣٢٧ و ٥ / ٥٢٦.

(٣) في ابن سعد ٥ / ٥٢٦ : في عشرة من زبيد المدينة.

(٤) ابن سعد ٦ / ٥٢٦ : فقال حين دخلها ، وهو آخذ بزمام راحلته.

(٥) الأصل : بناقته ، والمثبت عن م وابن سعد.

(٦) بعدها في ابن سعد : وهاجر إلى العراق وشهد فتح القادسية وغيرها.

٣٧٢

عمرو بن عامر ، فذكر الحديث.

وقال : وأقام عمرو مع زبيد قومه وعليهم فروة بن مسيك سامعا مطيعا ، فإذا أراد أن يغزو أطاعه ، وكان فروة يصيب كلّ من خالفه ، فلمّا بلغ قيس بن مكشوح خروج عمرو بن معدي كرب أوعد عمرا وتحطّم (١) عليه [وقال :](٢) خالفني وترك رأيي.

وقال في ذلك شعرا (٣) ، قال محمّد بن عمر : سمعها من مشيختنا :

أمرتك يوم ذي صنعا

ء أمرا باديا رشده

أمرتك باتقاء الله

والمعروف تتعدّه

خرجت من المنى مثل (٤)

الحمير غرّه وتده

وجعل عمرو بن معدي كرب يقول : قد خبرتك يا قيس بن مكشوح إنك ستكون دينا تابعا لفروة بن مسيك ، وجعل فروة يطلب قيس بن مكشوح كل الطلب حتى فرّ من بلاده ، فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثبت فروة بن مسيك على الإسلام يعير على من خالفه بمن أطاعه ، وارتدّ عمرو بن معدي كرب بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال حين ارتدّ وهو ثبت (٥) :

وجدنا ملك فروة شرّ ملك

حمار ساف منخره بثفر (٦)

وكنت إذا رأيت أبا عمير

ترى الحولاء من خبث وغدر

وجعل فروة يكالب من ارتدّ عن الإسلام ويقاتله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا إبراهيم بن يوسف ، نا زياد ، عن محمّد بن إسحاق (٧) قال :

قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمرو بن معدي كرب الزّبيدي في ناس من زبيد فأسلم ، وقد كان عمرو بن معدي كرب قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر

__________________

(١) تحطم عليه : اشتد عليه.

(٢) زيادة عن المختصر للإيضاح.

(٣) القائل : عمرو ابن معدي كرب.

(٤) تقرأ بالأصل وم : «المناسك» والمثبت «المنى مثل» عن ابن هشام.

(٥) البيتان في سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣١.

(٦) الأصل وم : «يعدر» والمثبت عن ابن هشام. ساف : شمّ ، والثفر من البهائم بمنزلة الرحم في الإنسان.

(٧) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٠ ـ ٢٣١.

٣٧٣

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا قيس إنّك سيّد قومك اليوم ، وقد ذكر لنا أنّ رجلا يقال له محمّد قد خرج بالحجاز يقال : إنه نبيّ ، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه ، فإن كان نبيا كما يقول ، فإنه لن يخفى علينا (١) ، إذا لقيناه اتّبعناه ، وإن كان غير ذلك علمنا علمه ، فأتى عليه قيس بن مكشوح ذلك ، وسفّه رأيه فركب عمرو بن معدي كرب حتى قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدّقه وآمن به.

فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرا وعظم (٢) عليه ، وقال : خالفني وترك رأيي ، فقال عمرو في ذلك شعرا :

أمرتك يوم ذي صنعا

ء أمرا باديا رشده

أمرتك باتّقاء الله

والمعروف تعتقده (٣)

تمنّاني على فرس

عليه جالسا أسده

عليه (٤) مفاضة كالنهي

أخلص ماءه جدده

ترد الرمح مثنى (٥) السنان (٦)

عوائرا (٧) قصده

فلو لاقيتني لاقيت

ليثا فوقه لبده

تلاقي شنبثا شثن

البراثن ناشزا كنده

يسامي القرن إن قرن

تيمّمه فيعتضده (٨)

فيأخذه فيرفعه

فيخفضه فيقتصده (٩)

فيدمغه فيحطمه

فيخضمه فيزدرده (١٠)

ظلوم الشرك فيما أحرزت

أنيابه ويده

متى ما يغدا ويعدى به

مقبولة برده

ويخطر مثل خطر العجل

فوق سمراته ربده

فأمسى بعثرته الثقب

فيه سفى بلده

__________________

(١) في سيرة ابن هشام : عليك.

(٢) كذا بالأصل ، وفي وم سيرة ابن هشام : وتحطّم.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي سيرة ابن هشام : تعتده.

(٤) الأصل وم ، وفي سيرة ابن هشام : عليّ.

(٥) الأصل وم ، وفي سيرة ابن هشام : «منثني» وبهامشه عن نسخة : مثنى.

(٦) الأصل وم : السان ، والمثبت عن سيرة ابن هشام.

(٧) الأصل وم : عوائر ، والمثبت عن سيرة ابن هشام.

(٨) الأصل : فيعضده ، وفي م : «فيعصر» والمثبت عن ابن هشام. ويعتضده : يأخذ تحت عضده ليصرعه.

(٩) يقتصده يقتله. (١٠) يدمغه أي يصيب دماغه ، ويخضمه : يأكله.

٣٧٤

فلا تمتني وعن غيره

أنه؟؟؟ (١) كبده

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنا رضوان بن أحمد ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمرو بن معدي كرب في ناس من زبيد ، فأسلم ، وقد كان عمرو قال لقيس بن مكشوح المرادي ، حين انتهى إليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا قيس إنك سيد قومك اليوم ، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له : محمد ، قد خرج بالحجاز ، يقول : إنه نبي ، فانطلق بنا إليه ، حتى نعلم علمه ، فإن كان نبيّا كما يقول فلن يخفى علينا ، وإن كان غير ذلك علمنا علمه ، فأبى عليه قيس ذلك ، وسفّه رأيه ، فركب عمرو حتى قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأسلم ، وصدق ، وآمن به.

فلما بلغ ذلك قيسا أوعد عمرا. وتحطم عليه ، وقال : خالفني وترك رأيي. فقال عمرو في ذلك :

أمرتك يوم ذي صنعا (٢)

ء أمرا باديا رشده

أمرتك باتقاء الله

والمعروف يعتضده

خرجت من المنى مثل

الحمير غرّه وتده

تمناني على فرس

عليه جالس (٣) أسده

عليه مفاضة كالنهي

أخلص ماءه جدده

ترد الرمح مثنى السنان

عوائرا (٤) قصده

فلو لاقيتني للقيت

ليثا فوقه لبده

تلاقي شنبثا شثن

البراثن ناشزا كنده

يسامي القرن إن قرن

تيممه فيضطهده

رفيقا بافتراس القر

ن يرميه فيقتصده

فيدفعه فيحطمه

فيخضمه فيزدرده

ظلوم الشرك فيما أح

رزت أنيابه ويده

__________________

(١) كذا بالأصل وم.

(٢) ذو صنعاء : اسم موضع.

(٣) كذا بالأصل وم ، ومرّ : جالسا.

(٤) الأصل وم : عوائر.

٣٧٥

براثنه له وطب (١)

كثير حوله عوده

كذا قال : وطب ، وأخطأ ، وقال : عوده ، وأخطأ إنما هو وطب.

فأقام عمرو في قومه بني زبيد ، وعليهم فروة بن مسيك. فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد قال عمرو بن معدي كرب :

إنني بالنبي موقفة نف

سي وإن لم أر النبي عيانا

سيد العالمين طرّا وأدنا

هم إلى الله حيث كان مكانا

جاء بالناموس من لدن الل

ه وكان الأمين فيه المعانا

حكمة بعد حكمة وضياء

فاهتدينا بنورها من عمانا

ورأينا السبيل حين رأينا

ه جديدا بكرهنا ورضانا

وعبدنا الإله حقا وكنا

للجهالات نعبد الأوثانا

وائتلفنا به وكنا عدوّا

ورجعنا به معا إخوانا

فعليه‌السلام والسلام منا

حيث كنا في البلاد وكانا

إن لم يكن لن يرى النبي فإنّا

قد تبعنا سبيله إيمانا

وأسينا أن لا نكون رأينا

ه فقد أقرح الصّدور أسانا

لو رأيت النّبيّ ما لمت نفسي

فيه بالعون حين كان استعانا

يوم أحد ولا غزاة حنين

يوم ساقت هوازن غطفانا

ويرى أنّ في زبيد صلاحا

وضرابا من دونه وطعانا

وتراني من دونه لا أبالي

فيه وقع السّيوف والمرانا

لوقيت النّبيّ بالنّفس منّي

ولعانقت دونه الأقرانا

ويصلي عليّ حيّا شهيدا

أو أروّي من النّجيع السّنانا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السّري بن يحيى (٢) ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن المستنير (٣) بن يزيد ، عن عروة بن غزية ، وموسى ، عن أبي زرعة السيباني (٤) قال :

ولما فصل المهاجر بن أبي أمية من عند أبي بكر ـ وكان في آخر من فصل ـ اتّخذ مكة

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي المختصر : وظب.

(٢) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٣٢٩ حوادث سنة ١١.

(٣) رسمها بالأصل وم : «المسدير؟؟؟».

(٤) الأرض وم : الشيباني ، والمثبت عن تاريخ الطبري.

٣٧٦

طريقا ، فمرّ بها ، فاتبعه خالد بن أسيد ، ومرّ بالطائف ، فاتبعه عبد الرّحمن بن أبي العاص ، ثم مضى حتى إذا حاذى بجرير بن عبد الله ضمّه إليه ، وانضمّ إليه عبد الله بن ثور حين حاذى به ، ثم قدم على أهل نجران ، فانضمّ إليه فروة بن مسيك ، وفارق عمرو بن معدي كرب قيسا ، وأقبل مستخفيا (١) حتى دخل على المهاجر على غير أمان ، فأوثقه المهاجر وأوثق قيسا (٢) ، وكتب بحالهما إلى أبي بكر وبعث بهما إليه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة (٣) ، نا المنجاب ، أنا خلّاد الأحول ، عن خالد بن سعيد ، عن أبيه قال :

بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن ، وقال له : إن مررت بقرية فلم تسمع أذانا فاسبهم ، قال : فمرّ ببني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم ، فأتاه عمرو بن معدي كرب فكلّمه فيهم ، فوهبهم له خالد ، قال : فوهب له عمرو سيفه الصّمصامة ، فلمّا تسلحه خالد ومضى نظر عمرو بن معدي كرب في قفاه (٤) فقال :

 ........................

على الصمصامة السيف السلام (٥)

ليس عنده تمام البيت.

بأنه [لم](٦) أخنك ولم تخنّي

ولكنّ المواهب للكرام

وكنت إذا نهضت به لقوم

يجاوب صوب نوح بالندام

قال ابن إسحاق : فأقام عمرو بن معدي كرب في قومه من زبيد وعليهم فروة بن مسيك ، فلما توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ارتد عمرو فقال عمرو حين ارتد (٧) :

وجدنا ملك فروة شرّ ملك

حمارا (٨) ساف منخره بقذر (٩)

وكنت إذا رأيت أبا عمير

أرى (١٠) الحولاء من خبث وغدر

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي تاريخ الطبري : مستجيبا.

(٢) الأصل : «وأوتى عمرا».

(٣) من طريقه في الإصابة ٣ / ١٨.

(٤) رسمها بالأصل : «نعاه» ولعل الصواب ما ارتأيناه.

(٥) الإصابة : صمصامة السيف السالم.

(٦) زيادة لإقامة الوزن عن م.

(٧) مرّ البيتان قريبا ، وانظر تاريخ الطبري ٣ / ٣٢٧.

(٨) الأصل وم : حمار ، والمثبت عن ابن هشام والطبري.

(٩) غير مقروءة بالأصل وم ، وهي أقرب إلى ما جاء في الطبري : «بقذر» وفي ابن هشام : بثغر.

(١٠) كذا بالأصل ، وفي م ، والمصدرين السابقين : ترى.

٣٧٧

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها ، وابنه أبو الحسن علي قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، نا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ قال : سمعت أبا مسهر عن محمّد بن شعيب ، عن حبيب قال : قال مالك بن عبد الله الخثعمي :

ما رأيت أشرف من رجل رأيته يوم اليرموك ، أنه خرج إليه علج فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم انهزموا وتبعهم وتبعته ، ثم انصرف إلى خباء له ، أسود عظيم ، فنزل فدعا بالجفان ودعا من حوله ، قلت : من هذا؟ قال : عمرو بن معدي كرب (١).

قال : ونا ابن عائذ ، نا عيسى بن يونس بن (٢) أبي إسحاق ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال :

شهدنا فتح القادسية ، فكان عمرو بن معدي كرب الزّبيدي يمرّ على الصفوف فيقول : يا معشر المهاجرين كونوا أسدا أشداء ، [فإن الفارس](٣) أغنى شأنه ، تيس بعد أن يلقي نيزكه ، قال قيس : وفي القوم أسوار لا تسقط (٤) له نشابة فقلنا له : يا أبا ثور أتقي الإسوار لا يرميك ، ورماه فأصاب قوسه ، فحمل عليه ، فاعتنقه وذبحه وسلبه سواريّ ذهب كانا عليه ، ومنطقة ذهب بقباء ديباج.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، نا السري بن يحيى (٥) ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال :

مرّ بنا عمرو بن معدي كرب وهو يحضّض الناس بين الصفين وهو يقول : إنّ الرجل من هذه الأعاجم إذا ألقى مزراقه فإنّما هو تيس ، فبينما هو كذلك يحرّضنا إذ خرج إليه رجل من الأعاجم ، فوقف بين الصفين فرماه بنشابة ، فما أخطأت سبة قوسه وهو متنكّبها ، فالتفت إليه ، ثم حمل عليه فاعتنقه ثم أخذ بمنطقته ، فاحتمله فوضعه بين يديه ، فجاء به حتى إذا دنا

__________________

(١) الإصابة ٣ / ١٨.

(٢) بالأصل «نا» والمثبت عن م.

(٣) الجملة بالأصل : «أسدا أسدا عنى سانه انما القادسية يئس» وفي م : «أسدا أسدا عنى سانه انما الفارسي يئس» صوبنا الجملة عن الإصابة وتاريخ الطبري.

(٤) كذا بالأصل وم : «لا سقط» (؟!) ، وفي الإصابة : فرماه اسوار من الأساورة بنشابة ، والتصويب عن الطبري.

(٥) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٢ / ٤١١ (ط. بيروت) حوادث سنة ١٤.

٣٧٨

منا كسر عنقه ، ثم وضع سيفه على حلقه فذبحه ثم ألقاه ، فقال : هكذا فاصنعوا بهم ، فقلنا : من يستطيع يا أبا ثور أن يصنع كما تصنع؟

وقال بعضهم : ـ وصوابه غير إسماعيل ـ وأخذ سواريه ومنطقته ويلمق ديباج عليه.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا أبو أسامة قال إسماعيل ، أنا عن قيس قال :

شهدت القادسية فكان سعد على الناس وحارسهم ، فجعل عمرو بن معدي كرب الزّبيدي يمرّ على الصفوف ويقول : يا معشر المهاجرين كونوا أسودا أشداء ، [فإن الفارسي](١) أغنى شأنه ، تيس بعد أن يلقي نيزكه (٢) وكان معهم إسوار لا يسقط نشابه ، فقلنا له : يا أبا ثور اتّق ذاك ، فإنّا لنقول ذاك إذ رماه ، فأصاب قوسه فحمل عمرو عليه ، فاعتنقه ثم ذبحه ، فأخذ سلبه سواريّ (٣) ذهب كانا عليه ، ومنطقة ذهب ، وقباء ديباج ، قال : وفرّ رجل من ثقيف ، فلحق بالمشركين ، فأخبرهم ، فقال : إن بأس (٤) الناس في هذا الجانب وأشار إلى بجيلة ، فوجهوا إليها ستة عشر فيلا عليها المقاتلة وإلى سائر الناس فيلين وكان سعد يومئذ يقول : ... (٥) بجيلة.

قال قيس (٦) : وكنا ربع الناس يومئذ ، فأعطانا عمر ربع السواد ، فأخذناه ثلاث سنين ، فوفد بعد ذلك جرير إلى عمر (٧) وتبعه عمار بن ياسر ، فقال عمر (٨) : ألا تخبروني عن منزليكم (٩) هذين ومع ذلك إنّي لأسألكما ، وإنّي لأبين في وجوهكم أي المنزلتين خير ، فقال له جرير : أنا أخبرك يا أمير المؤمنين ، أما أحد المنزلين أدنى محلة من السواد إلى أرض

__________________

(١) زيادة لإيضاح المعنى ، راجع الإصابة ٣ / ١٨.

(٢) غير مقروءة بالأصل وصورتها : «سركه».

(٣) الأصل وم : «سوار من ذهب» والصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي وانظر الطبري ٣ / ٥٧٦.

(٤) بالأصل وم : «ناس» والمثبت عن الطبري ٣ / ٥٧٦.

(٥) بدون إعجام بالأصل وم ورسمها : «عسا».

(٦) هو قيس بن أبي حازم البجلي ، وكان قد شهد القادسية.

(٧) الأصل وم : عمرو.

(٨) راجع تاريخ الطبري ٢ / ٥٤٤ (ط بيروت) حوادث سنة ٢٢.

(٩) الأصل : منزلكم ، وفي م : «منزل لهم» والتصويب عن الطبري.

٣٧٩

العرب ، وأما المنزل الآخر فأرض فارس : وعكها وحرها (١) ، يعني المدائن ، قال : وكذا بني عمار فقال : كذبت ، فقال عمر : أنت أكذب ، ثم قال عمر : ألا تخبرني عن أميركم (٢) هذا مجزي هو؟ قلت : لا والله ما هو بمجزي ، ولا كاف ، ولا عالم بالسياسة ، فعزله وبعث المغيرة بن شعبة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا عمر ، نا ابن أبي سبرة ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي حبيبة مولى الزبير ، نا نيار بن مكرم الأسلمي قال :

شهدت القادسية فنزلنا يوما اشتد فيه القتال بيننا وبين الفرس ، رجلا يفعل بالعدو يومئذ الأفاعيل قلت : من هذا جزاه الله خيرا؟ قيل : عمرو بن معدي كرب.

قال : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني منصور بن أبي الأسود ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال :

شهدت القادسية ، فسمعت عمرو بن معدي كرب وهو يتمشّى بين الصفين وهو يقول : يا معشر المسلمين كونوا أسودا أشداء أغنى شأنه ، إنّما الفارسي تيس بعد أن يضع نيزكه وأسواره لا يقع له نشابة ، قلنا له : أخذنا أبا ثور بالاسوار فما أخطأ قوسه ، وشدّ عليه عمرو (٣) فأخذه وسقطا إلى الأرض جميعا ، فكشف عنهما وأن عمرا لعلى صدره يذبحه ، وأنا أنظر وأخذ سلبه سوارين ومنطقة ويلمق من ديباج.

قال : ونا محمّد بن عمر ، حدّثني ابن أبي سبرة ، عن عيسى الحنّاط قال :

أتى عمرو بن معدي كرب يوم القادسية بفرس فرمزه فقال : هذا ضعيف ، ثم أتي بآخر فهزه فركضه فقال لأصحابه : إنّي حامل ، فعابر الجسر فإن أسرعتم أدركتموني وقد عقرني القوم ووجدتموني قائما بينهم قد قتلت وجردت ، وإن أبطأتم عني وجدتموني قتيلا ، وجردت فحمل عمرو ، فوجد قد عقره على ما وصفه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن الكرخي ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن عبد الله ، نا أبو عبيدة التّميمي ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا

__________________

(١) الطبري : وأما المنزل الآخر فوعك البحر وغمه وبعوضه.

(٢) يعني عمار بن ياسر ، وكان أميرا على الكوفة.

(٣) الأصل وم : عمر.

٣٨٠