أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
تفعل ، دع داعي اللّبن» [٥٢٩٢].
تابعه هشام بن سعد الطالقاني ، وعمرو بن خالد الحرّاني ، عن زهير.
وأمّا حديث الخريبي :
فأنبأناه أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني ، وأبو الحسين الصّيرفي ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمّد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) ، قال : وقال ابن المثنى : نا عبد الله بن داود ، عن الأعمش ، عن يعقوب ، عن ضرار ـ يعني نحوه ـ.
وأمّا حديث منصور :
فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني هارون بن عبد الله ، نا هشام بن سعيد ، نا زهير ، ومنصور بن أبي الأسود ، عن الأعمش ، عن يعقوب بن بحير ، عن ضرار بن الأزور ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحوه.
وأمّا حديث الجماعة عن أبي معاوية :
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا وكيع وأبو معاوية قالا : نا الأعمش ، عن يعقوب بن بحير ، عن ضرار بن الأزور قال : بعثني أهلي بلقوح ـ وقال أبو معاوية : بلقحة ـ إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأتيته بها ، فأمرني أن أحلبها ثم قال : «دع داعي اللّبن» ـ قال أبو معاوية : لا تجهدنها [٥٢٩٣].
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن يعقوب ، قالا : نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا أبو معاوية.
ح قال : ونا محمّد بن عمرة الأصبهاني ، نا إبراهيم بن الحارث ، نا يعلى بن عبيد
__________________
(١) التاريخ الكبير ٤ / ٣٣٩.
(٢) مسند أحمد ٧ / ١٦ رقم ١٩٠٠٢.
جميعا عن الأعمش ، عن يعقوب بن بحير ، عن ضرار بن الأزور ، قال : بعث معي أهلي إلى النبي صلىاللهعليهوسلم بلقحة ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «احلبها» ، فحلبتها ، فقال : «دع داعي اللّبن لا تجهدها» [٥٢٩٤].
تابعهما ابن المثنى عن أبي معاوية.
وأمّا حديث أبي الوليد عن أبي معاوية الذي جوده :
فأخبرناه أبو الغنائم الكوفي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (١) ، قال : وقال لي أبو الوليد : نا أبو معاوية عن الأعمش ، عن ابن سنان ، عن يعقوب بن بحير ، عن ضرار ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحوه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا علي بن محمّد بن البراء ، قال : قال علي بن المديني : حديث ضرار بن الأزور أن النبي صلىاللهعليهوسلم مرّ به وهو يحلب ، فقال : «دع دواعي اللبن» ، رواه يحيى وأبو معاوية ، وزهير ، عن الأعمش ، عن يعقوب بن بحير ، عن ضرار بن الأزور ، ورواه يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن سنان ، عن ضرار ، وغلط فيه يحيى ، إنّما هو الأعمش ، عن يعقوب بن بحير (٢) ، ويعقوب هذا مجهول لم يرو عنه غير الأعمش.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّاء ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالوا : ثنا أبو العباس الأصمّ ، نا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : حديث الأعمش عن يعقوب بن بحير ، عن ضرار بن الأزور قال سفيان عن (٣) عبد الله بن سنان ، قال يحيى : والقول قول سفيان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن.
ح وأخبرنا أبو العزّ الكيلي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين
__________________
(١) التاريخ الكبير ٤ / ٣٣٩.
(٢) انظر ترجمته في التاريخ الكبير ٤ / ٢ / ٣٨٩.
(٣) بالأصل : بن.
الأصبهاني ، أنا أبو جعفر الأهوازي ، نا خليفة بن خياط (١) قال : ومن بني أسد بن خزيمة بن مدركة : ضرار بن الأزور ، روى عنه أهل الكوفة ، الأزور هو مالك بن أوس بن خزيمة (٢) بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، قال في الطبقة الرابعة : ضرار بن الأزور ، واسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد ، وكان ضرار فارسا شاعرا.
وهو الذي يقول حين أسلم (٤) :
خلعت القداح وعرف (٥) الفال |
|
والحمر يصليه وابتهالا |
وكري المخبّر في غمرة |
|
وجهدي على المشركين القتالا |
وقالت جميلة : بدّدتنا |
|
وطرحت أهلي شيء (٦) وشالا |
فيا ربّ لا أغبن صفقتي |
|
فقد بعت أهلي ومالي بدالا |
وهو الذي روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم حديث اللقوح «دع دواعي اللّبن» ، وكان شهد اليمامة ، فقاتل أشدّ القتال حتى قطعت ساقاه جميعا ، فجعل يحبو (٧) ويقاتل وتطأه الخيل حتى غلبه الموت.
وقال محمّد بن عمر : مكث ضرار باليمامة مجروحا ، فقبل أن يدخل خالد بيوم مات ضرار ، وقد قال قصيدته التي على الميم ، قال محمّد بن عمر : وهذا أثبت عندنا من غيره.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد بن الجوهري [أنا] أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، نا أحمد بن
__________________
(١) طبقات خليفة بن خياط ص ٧٦ رقم ٢٢١.
(٢) في طبقات خليفة : جذيمة.
(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ٣٩.
(٤) الأبيات في الاستيعاب ٢ / ٢١١ وأسد الغابة ٢ / ٤٣٤ والأول والرابع في الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٦٣.
(٥) في الاستيعاب : وعزف القيان والخمر أشربها والثمالا.
(٦) الاستيعاب وأسد الغابة : شتى شمالا.
(٧) تقرأ بالأصل : «يحبو» ومثلها في الاستيعاب ، وفي الوافي بالوفيات : «يجثو».
عبد الله بن عبد الرحيم ، قال : ومن بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار : ضرار بن الأزور الأسدي ، واسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن سعد بن مالك بن ثعلبة (١) بن دودان بن أسد بن خزيمة.
ذكر موسى بن عقبة : أن ضرار بن الأزور استشهد يوم جسر أبي عبيد (٢) في خلافة عمر.
وذكر نعيم بن حمّاد عن ابن المبارك ، عن كهمس (٣) بن الحسن ، عن هارون الأصمّ قال : بعث خالد بن الوليد بضرار بن الأزور في سرية ، فأغاروا على بني أسد ، فكتب خالد إلى عمر ، فجاء كتاب عمر وقد توفي ضرار ، جاء عنه حديث ليس بمتصل ـ يعني حديث يعقوب بن بحير ـ.
أنبأنا أبو الغنائم ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، نا أبو عبد الله البخاري (٤) ، قال : ضرار بن الأزور له صحبة.
ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا محمّد بن أبي حاتم (٥) ، قال : ضرار بن الأزور بن مرداس بن حبيب بن غنم (٦) بن كثير له صحبة ، مات في خلافة عمر بالكوفة ، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة ، ويعقوب بن بجير ، سمعت أبي يقول ذلك.
__________________
(١) بالأصل : «بعليه».
(٢) يوم جسر أبي عبيد : يريد الجسر الذي كانت فيه الوقعة بين الفرس والمسلمين قرب الحيرة ، ويعرف أيضا بيوم قسّ الناطق. وكان عمر قد ندب الناس إلى قتال الفرس بعد موت أبي بكر ، فانتدب أبو عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار ، فأمر أبو عبيد بعقد جسر على الفرات ، ويقال بل كان الجسر قديما هناك لأهل الحيرة .. فأصلحه أبو عبيد (ياقوت).
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ١٥ رقم ٥٥٨٧.
(٤) التاريخ الكبير ٤ / ٣٣٨.
(٥) الجرح والتعديل ٤ / ٤٦٤.
(٦) في الجرح والتعديل : عمر بن كبير.
قال أبو محمّد : روى عنه عبد الله بن سنان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، قال : ضرار بن الأزور الأسدي ، سكن الكوفة ، حدّثني عمّي عن أبي عبيد قال : ضرار بن الأزور بن ثعلبة بن مالك بن دودان.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، قال : ضرار بن الأزور واسمه مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان يقول حرّان : سمعت علي بن أحمد الحرّاني يقول : سمعت الحسين بن محمّد الحرّاني يقول : ذكروا أن اسم الأزور مالك بن أوس ، وهو ممن نزل حرّان.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد الله جارنا ، ثنا محمّد بن سعيد الباهلي الأثرم البصري ، نا سلام بن سليمان القارئ ، نا عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن ضرار بن الأزور قال : أتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فقلت : أمدد يدك أبايعك على الإسلام ، قال ضرار : ثم قلت
تركت القداح وعزف القيا |
|
ن والخمر تصلية وابتهالا |
وكر [ي] المحبّر في غمرة |
|
وحملي على المشركين القتالا |
فيا ربّ لا أغبننّ صفقتي (٢) |
|
فقد بعت أهلي ومالي ابتدالا |
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما غبنت صفقتك (٣) يا ضرار» [٥٢٩٥].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، نا إبراهيم بن يوسف ، نا زياد ، نا بعض أصحابنا عن عاصم بن بهدلة ، عن أشياخ قومه ، عن ضرار بن الأزور قال : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، فبايعت النبي صلىاللهعليهوسلم وأسلمت ، ثم قلت :
__________________
(١) الخبر والشعر في مسند أحمد ٥ / ٦٠٦ رقم ١٦٧٠٣.
(٢) بأصل المسند : «سفعتي .. سفعتك» وقد صوبهما مصححه. والمثبت يوافق ما جاء في الاستيعاب وأسد الغابة.
(٣) بأصل المسند : «سفعتي .. سفعتك» وقد صوبهما مصححه. والمثبت يوافق ما جاء في الاستيعاب وأسد الغابة.
تركت الغناء وعزف القيا |
|
ن والخمر أشربها والثمالا |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أغبن الله صفقتك يا ضرار» [٥٢٩٦].
قال : ونا المنجاب ، نا إبراهيم بن يوسف ، حدّثني رجل من بني أسد عن أبي الحصين بن الزّبرقان قال : أقبل ضرار بن الأزور إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وقد خلّف ألف بعير فأخبره بما خلّف وببغضه للإسلام ، ثم إنّ الله هداه وحبّب إليه الإسلام ، وقال : يا رسول الله إنّي قد قلت شعرا فاسمعه ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «هيه» قال : قلت :
تركت القداح وعزف القيا |
|
ن والخمر أشربها والثمالا |
وشدّ المحبّر (١) في غمرة |
|
وكرّي على المسلمين القتالا |
وقالت جميلة : شتّتنا |
|
وبدّدت أهلي شتّى شلالا (٢) |
فيا ربّ بعني به جنة |
|
فقد بعت أهلي وما لي بدالا |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وجب البيع» ـ مرتين أو ثلاثا ـ فقتل يوم مسيلمة [٥٢٩٧].
قال : ونا المنجاب ، قال : وزعم إبراهيم بن يوسف أن أبا عامر الأسدي حدّثه به.
قال : ونا منجاب وحدّثنيه أنا أبو عامر ، عن أبي عمير الحارث ، عن عمير قال : فقال النبي صلىاللهعليهوسلم حين أنشده : «ربح البيع ، ربح البيع» ثلاثا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني عبد الله بن جعفر بن أبي ميسرة المكي ، نا يعقوب بن محمّد الزهري ، نا عبد العزيز بن عمران ، نا حامد بن مروان ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن ضرار بن الأزور أنه وقف بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أنشدك شعرا ، فقال : «أنشد» فقال :
خلعت العزاف وضرب القيان |
|
ن والخمر تصلية وابتهالا |
وكرّي المحبّر في غمرة |
|
وشدّي على المسلمين القتالا |
فيا ربّ لا أعتبني (٣) بيعتي |
|
فقد بعت أهلي ومالي بدالا |
__________________
(١) المحبر : فرس ضرار بن الأزور الأسدي ، وفي الإصابة : المجبر.
(٢) الشلال : القوم المتفرقون (اللسان).
(٣) كذا رسمها.
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ربح البيع ، ربح البيع» [٥٢٩٨].
رواها بشر بن أزهر بن يعقوب قال :
خلعت القداح وعزف القيان
وأخبرناه أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا خيثمة بن سليمان ، نا عبد الله بن أحمد بن أبي مرّة ، نا يعقوب بن محمّد الزهري ، نا عبد العزيز بن عمران ، نا ماجد (١) بن مروان ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن ضرار بن الأزور قال : أتيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله ألا أنشدك شعرا قلته؟ قال : «بلى» ، فأنشدته ، واتفقا في الشعر إلّا في قوله : خلعت فقال خيثمة : تركت [٥٢٩٩].
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النّحّاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثنا أبو يحيى ، نا يعقوب بن محمّد ، نا عبد العزيز بن عمران ، نا ماجد بن مروان الأسدي ، [نا](٢) أبي عن أبيه ، عن ضرار بن الأزور أنه وقف بين يدي النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله أنشدك شعرا؟ قال : «أنشد» [قال : فأنشد :](٣) :
خلعت القداح وعزف القيا |
|
ن والخمر تصلية وابتهالا |
وكرّ المحبّر في غمرة |
|
وشدّي على المؤمنين القتالا |
فيا رب لا أغبنن بيعتي |
|
فقد بعت أهلي ومالي بدالا |
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ربح البيع» [٥٣٠٠].
كتب إليّ أبو علي بن نبهان ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق بن الباقرجي ، وأبو علي بن نبهان.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو طاهر الباقلاني ، قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو الحسن بن مقسم المقرئ ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى (٤) ، ثعلب ، أنشدني عبد الله بن شبيب :
__________________
(١) كذا بالأصل والإصابة ومرّ قريبا : حامد.
(٢) زيادة منا للإيضاح.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة منا اقتضاها السياق.
(٤) بالأصل : «يحيى بن ثعلب» وثعلب لقبه ، حذفنا «بن» بينهما لأنها مقحمة ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٥.
تقول جميلة : فرّقتنا |
|
وتركت أهلي شتّى شلالا |
تركت القداح وعزف القيا |
|
ن والخمر تصلية وابتهالا |
وكرّي المحبّر في غمرة |
|
وشدّي على المشركين (١) القتالا |
فيا ربّ لا أغبن بيعتي |
|
فقد بعت أهلي ومالي بدالا |
قال رسول الله : صلىاللهعليهوسلم : «ربح البيع ، ربح البيع».
تصلية من الصّلاة ، وابتهالا من الدعاء ، يقال : صليت صلاة وتصلية ، والأبيات لعبد يزيد بن الأزور الأسدي ، كذا قال [٥٣٠١].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن عبد الله بن سيف ، نا السري بن (٢) يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، نا الضّحّاك بن يربوع ، عن أبيه ، ماهان (٣) ، قال : قال ابن عباس : وبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضرار بن الأزور الأسدي إلى عوف الورقاني (٤) من بني الصّيداء.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا الحسن بن الرّبيع ، نا ابن المبارك ، عن كهمس بن الحسن ، عن هارون بن الأصمّ قال : بعث عمر بن الخطاب خالد بن الوليد في جيش ، فبعث خالد ضرار بن الأزور في سرية في خيل فأغاروا على حيّ من بني أسد ، فأصابوا امرأة عروسا جميلة ، فأعجبت ضرارا ، فسألها أصحابه فأعطوه إيّاها ، فوقع عليها ، فلما فعل ندم ، فكتب خالد إلى عمر ، فكتب عمر أن ارضخه بالحجارة ، قال : فجاء كتاب عمر وقد توفي ، فقال : ما كان الله ليخزي ضرار بن الأزور (٥).
__________________
(١) كذا بهذه الرواية هنا.
(٢) بالأصل : عن.
(٣) كذا ، ولعله عن ماهان.
(٤) في الطبري ط بيروت ٢ / ٢٢٦ عوف الزرقاني.
(٥) الخبر في الإصابة ٢ / ٢٠٩.
أخبرنا بها أتمّ من هذا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان ، نا الحسن بن الربيع ، قال : وأنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو الفضل بن خميرويه ، أنا أحمد بن نجدة ، نا الحسن بن الربيع ، نا عبد الله بن المبارك ، عن كهمس ، عن هارون بن الأصمّ قال : بعث عمر بن الخطاب خالد بن الوليد في جيش ، فبعث خالد ضرار بن الأزور في سرية في خيل ، فأغاروا على حيّ من بني أسد ، فأصابوا امرأة عروسا جميلة ، فأعجبت ضرارا فسألها أصحابه فأعطوه إيّاها ، فوقع عليها ، فلما قفل ندم وسقط في يده ، فلما رجع إلى خالد أخبره بالذي فعل ، قال خالد : فإنّي قد أجرتها لك وطيّبتها ، قال : لا حتى تكتب بذلك إلى عمر ، فكتب عمر أن ارضخه بالحجارة ، فجاء كتاب عمر بن الخطاب ، وقد توفي ، فقال : ما كان الله ليخزي ضرار بن الأزور.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا عد الحميد بن صالح ، نا عبد الله بن المبارك ، نا كهمس بن الحسن ، عن هارون الأصمّ ، فذكر نحوه.
أخبرنا أبو علي الحسن الخطيب ، أنا محمّد بن الحسن القاضي ، نا أحمد بن الحسين النهاوندي ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا أحمد بن أبي رجاء ، ثنا سلمة بن المبارك ، عن كهمس بن الحسن ، عن هارون الأصمّ قال : جاء كتاب عمر بن الخطاب وقد توفي ضرار بن الأزور فقال ـ يعني خالد بن الوليد ـ : ما كان الله ليخزي ضرار بن الأزور.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص (١) ، أنا أحمد بن عبد الله بن سيف ، نا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن الربيع ، وأبي المجالد ، وأبي عثمان ، وأبي حارثة (٢) ، قالوا : وكتب أبو عبيدة إلى عمر : إنّ نفرا من المسلمين أصابوا الشراب منهم ضرار ،
__________________
(١) بالأصل : المخلصي.
(٢) الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت ٢ / ٥٠٧ حوادث سنة ١٨.
وأبو جندل ، فسألناهم فتأوّلوا وقالوا : خيّرنا فاخترنا ، قال : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(١) ولم يعزم ، فكتب إليه عمر ، فذلك بيننا وبينهم (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) ـ يعني فانتهوا ـ وجمع الناس ، فاجتمعوا على أن يضربوا فيها ثمانين جلدة ، وتضمّنوا النفس (٢) ، ومن تأوّل عليها مثل هذا ، فإن أبي قتل ، وقالوا : من تأوّل على ما فسّر رسول الله صلىاللهعليهوسلم منه بالفعل ، والقتل ، فكتب عمر إلى أبي عبيدة : أن ادعهم ، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم ، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ، فبعث إليهم فسألهم على رءوس الأشهاد ، فقالوا : حرام ، فجلدهم ثمانين ثمانين ، وحدّ القوم وندموا على لجاجتهم ، وقال : ليحدثنّ فيكم يا أهل الشام حادث ، فحدثت الرّمادة.
قال : ونا سيف ، عن محمّد بن عبيد الله ، عن الحكم بن عتيبة ، قال : فلمّا كتب أبو عبيدة في أبي جندل وضرار بن الأزور جمع عمر الناس فاستشارهم في ذلك الحدث ، فأجمعوا أن يحدّوا في شرب الخمر ـ والسكر من الأشربة ـ حدّ القاذف ، وإن مات في حدّ من هذا الحد فعلى بيت المال ديته لأنه شيء رأوه هم.
قال : ونا سيف ، عن عبد الله بن شبرمة ، عن الشعبي بمثله.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن علي ، قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائد ، نا الوليد بن مسلم عن (٣) عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وقتل من المسلمين يوم أجنادين ابن ضرار بن الأزور بن الأزدي ، كذا وقع في الأصل ، وفيه وهمان : أحدهما قوله ابن ضرار ، وإنما هو ضرار ، والثاني قوله الأزدي وإنما هو الأسدي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن الحسن القطان ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن موسى بن عقبة ، قال :
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٩٢.
(٢) في الطبري : الفسق.
(٣) بالأصل : بن.
وقتل يوم أجنادين من المسلمين ضرار بن الأزور الأسدي (١).
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري ، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا ابن فليح عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : قتل ضرار بن الأزور يوم أجنادين في خلافة أبي بكر الصّدّيق.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان.
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السمّاك ، نا حنبل بن إسحاق ، قالا : أنا إبراهيم بن المنذر ، حدّثني محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب ـ زاد يعقوب وابن لهيعة ـ عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وقتل يوم أجنادين ضرار بن الأزور الأسدي.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : واستشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة ضرار بن الأزور السّدوسي ، كذا قال ، وهو أسدي لا سدوسي ، وقد بقي بعد ذلك ونزل حرّان (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد ، نا أبو طاهر الذهني ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد ، نا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان الغسّاني ، عن أبيه ، قال (٣) : قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ ـ يعني يوم اليرموك ـ : من يبايع على الموت ، فبايعه الحارث بن هشام ، وضرار بن الأزور في أربع مائة من وجوه المسلمين وفرسانهم ، فقاتلوا قدّام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جرّاحا ، وقتلوا إلّا من برئ. منهم ضرار بن الأزور.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب.
__________________
(١) أسد الغابة ٢ / ٤٣٥ والإصابة ٢ / ٢٠٩.
(٢) نقل ابن حجر في الإصابة عن أبي عروبة أنه نزل حران ومات بها ، ولم يذكر متى كانت وفاته بها.
(٣) الخبر في تاريخ الطبري ٢ / ٣٣٨ حوادث سنة ١٣ (خبر اليرموك).
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : ومات ضرار بن الأزور في خلافة عمر.
٢٩٣٢ ـ ضرار بن الخطّاب
ابن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب عن عمرو بن شيبان
ابن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة الفهري (١)
له صحبة ، أسلم يوم فتح مكة ، وشهد مع أبي عبيدة فتوح الشام.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال : ومن ولد عمرو بن حبيب آكل السّقب : ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير بن عمرو ، وأمّه ابنة أبي عمرو بن أمية ، أخت أبي معيط ، وكان ضرار يوم الفجار على بني محارب بن فهر ، وكان أبوه خطاب بن مرداس يأخذ المرباع (٢) ، وهو الذي غزا بني سليم ، وهو رئيس بني فهر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال في الطبقة الرّابعة : ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير (٣) بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر ، وأمّه أم ضرار ، واسمها هند بنت مالك بن حجوان بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارث بن فهر ، وجدّه عمرو بن حبيب هو آكل السّقب ، وذاك أنه أغار على بني بكر ولهم سقب (٤) يعبدونه ، فأخذ السّقب فأكله ، وكان عمّه حفص بن مرداس شريفا ، وكان ضرار بن الخطّاب فارس قريش وشاعرهم ، وحضر معهم المشاهد كلها ، فكان يقول (٥) يقاتل أشد القتال ويحرّض المشركين بشعره ، وهو
__________________
(١) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٢٠٩ وأسد الغابة ٢ / ٤٣٥ والإصابة ٢ / ٢٠٩ وطبقات ابن سعد ٥ / ٣٣٦ وجمهرة أنساب العرب ص ١٧٩ والوافي بالوفيات ١٦ / ٣٦٣.
(٢) المرباع : ربع الغنيمة الذي كان يأخذه الرئيس في الجاهلية.
(٣) في طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٤ كبير.
(٤) الشّقب : ولد الناقة (اللسان : سقب.
(٥) كذا ، ولا لزوم لها ، والأشبه حذفها.
قتل عمرو بن معاذ أخا سعد بن معاذ يوم أحد ، وقال حين قتله : لا تعدّ من رجلا زوّجك من الحور العين ، وكان يقول : زوّجت عشرة من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وأدرك عمر بن الخطّاب فضربه بالقناة ، ثم رفعها عنه ، فقال : يا ابن الخطّاب إنّها نعمة مشكورة ، والله ما كنت لأقتلك ، وهو الذي نظر يوم أحد إلى خلاء الجبل من الرماة ، وأعلم خالد بن الوليد فكرّا جميعا بمن معهما حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجبل ، ثم دخلوا عسكر المسلمين من ورائهم ، وكان له ذكر بالخندق يريد أن يغيره من معه فيمنعه المسلمون من ذلك ، ولقد وافقه عمر بن الخطّاب ليلة على الخندق ومع ضرار عيينة بن حصين في خيل من خيل غطفان عند خيل بني عبيد والمسلمون يرامونهم بالحجارة والنبل حتى رجعوا مغلوبين ، فذكرت فيهم الجرّاحة ، ثم إنّ الله منّ عليه بالإسلام ، فأسلم يوم فتح مكة ، فحسن إسلامه ، كان يذكر ما كان فيه من مشاهدته القتال ، فمباشرته ذلك ويترحم على الأنصار ، ويذكر بلاءهم ومواقفهم وبذلهم أنفسهم لله في تلك المواطن الصّالحة ، وكان يقول : الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ، ومنّ علينا بمحمّد صلىاللهعليهوسلم.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال فيمن نزل الشام : ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير (٢) بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر ، وكان شاعرا ، أسلم يوم فتح مكة ، وكان فارسا ، وصحب النبي صلىاللهعليهوسلم وحسن إسلامه ، وخرج إلى الشام [مجاهدا فمات هناك](٣).
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي (٤) محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٥) قال : ضرار بن الخطّاب كان فارس قريش وشاعرهم ، وأسلم يوم الفتح ، ولم يزل بمكة حتى خرج إلى اليمامة ، فقتل شهيدا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٧.
(٢) في ابن سعد : كبير.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
(٤) بالأصل : «أبو».
(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٤.
أحمد بن علي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان.
ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا أبو الحسن اللبناني ، قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا (١) ، نا محمّد بن سعد قال : ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن عمرو بن كثير بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وكان فارس قريش وشاعرهم ـ زاد اللبناني : أسلم يوم الفتح ـ.
قال أبو بكر الخطيب : قال غير ابن سعد : هو ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير بن (٢) عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر ، قال الخطيب : وضرار بن الخطّاب الفهري الشاعر حضر فتح المدائن ونزل بلاد الشام ، وله عن النبي صلىاللهعليهوسلم رواية.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير الفهري ، فارس قريش وشاعرهم.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبيد الله بن منده ، قال : ضرار بن الخطّاب له ذكر ، وليس له حديث ، حكى عنه عمر بن الخطّاب.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر (٣) بن ماكولا ، قال : أما كبير بفتح الكاف وكسر الباء المعجمة بواحدة ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير (٤) الفهري ، فارس قريش وشاعرهم.
ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى قال جدي عبد الملك ، عن مساحق ، عن أبيه قال : خرج مع أبي عبيدة ضرار بن الخطّاب وكان شجاعا شاعرا فقال :
بلّغ أبا بكر إذا ما لقيته |
|
بأن الهرقل عنك غير نائم |
يقيك الأسى أم دون غيره |
|
وحسبي إله بصره غير غائم (٥) |
__________________
(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(٢) بالأصل : عن.
(٣) بالأصل : ابن منصور ، وانظر الاكمال ٧ / ١٢٥.
(٤) كذا وفي الاكمال : كبير ، وهو المناسب لتنظير ابن ماكولا.
(٥) كذا ورد البيتان بألفاظها بالأصل ، ولست مطمئنا إليهما.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال : لما بلغ دوسا (١) قتل هشام بن الوليد بن المغيرة أبا أزيهر (٢) وثبوا على كل من فيهم من قريش ، فقتلوه وقتل بجير بن العوّام صبيح بن سعد بن هانئ الدّوسي جد أبي هريرة أبو أمّه ، وكان ضرار بن الخطّاب المحاربي ـ محارب فهر ـ منهم ، فأجارته أم غيلان [وكانت أم غيلان](٣) تمشط النساء فقال ضرار بن الخطّاب في ذلك (٤).
جزى الله عنا أم غيلان صالحا |
|
ونسوتها إذ هنّ شعث عواطل (٥) |
يزحزحهنّ (٦) الموت بعد اقترابه |
|
وقد برزت للثائرين المقاتل |
وعوفا جزاه خيرا فما ونى |
|
وما بردت منه لدي المفاصل |
دعا دعوة دوسا فسالت شعابها |
|
بعزّ واديها الشعاب الغوائل (٧) |
أليس الألى يوقى الحوار عبيدهم |
|
لقوم كرام حين تبلى المحاصل |
وقمت إلى سيفي فجرّدت نصله |
|
عن أي نفس بعد نفسي أقاتل |
وأقبلت أمشي بالحسام مهنّدا |
|
فلا هو مفلول ولا أنا ناكل |
قال : ونا الزبير ، حدّثني علي بن المغيرة ، عن معمر بن المثنّى ، قال : قال ضرار بن الخطّاب : أدخلتني في درعها حتى وجدت تسبيد (٨) ركنها ـ يعني الشعر ـ فبذلك سمية أم غيلان إحدى الموفيات.
وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري قال : كان ضرار بن الخطّاب بن مرداس الفهري بالسراة وهي فوق الطوائف ، وهي بلاد دوس والأزد ، فوثبت دوس عليه ليقتلوه
__________________
(١) بالأصل : «أوسا».
(٢) قتله وهو بسوق ذي المجاز ، وكان أبو أزيهر رجلا شريفا في قومه : فقتله بعقر الوليد الذي كان عنده ، لوصية أبيه إياه (سيرة ابن هشام).
(٣) الزيادة منا للإيضاح.
(٤) الشعر في سيرة ابن هشام ٢ / ٥٦ والأول والثالث في الإصابة ٢ / ٢٠٩ والأول والثاني والخامس في طبقات ابن سلّام ص ٩٨.
(٥) العواطل : النساء اللواتي لا حلي عليهن.
(٦) في ابن هشام وطبقات ابن سلّام : فهن دفعن الموت.
(٧) ابن هشام : بعزّ وأدّتها الشراج القوابل.
(٨) التسبيد : أن ينب الشعر بعد أيام (اللسان).
بأبي أزبهر ، فسعى حتى دخل بيت امرأة من الأزد يقال لها أم جميل ، واتّبعه رجل منهم ليضربه (١) فوقع ذباب السيف على الباب ، وقامت في وجوههم فذبّتهم ونادت قومها فمنعوه لها ، فلما استخلف عمر بن الخطّاب ظننت أنه أخوه ، فأتت المدينة ، فلما كلمته عرف القصة ، فقال : لست بأخيه إلّا في الإسلام ، وهو غاز بالشام. وقد عرفنا منّتك عليه ، فأعطاها على أنها بنت سبيل ، وقال الواقدي : اسمها أم غيلان ، وذلك أثبت ، والذي زعم أن اسمها أم جميل ، أبو عبيدة معمر بن المثنّى (٢) ، وقال ضرار بن الخطّاب :
جزى الله عنّا أم غيلان صالحا |
|
وكسنها إذ هنّ شعث عواطل |
فهنّ دفعن الموت بعد اقترابه |
|
وقد برزت للثائرين المقاتل |
دعت دعوة دوسا فسالت شعابها |
|
بعزّ ولما يبد منهم تخاذل |
وجرّدت سيفي ثم قمت بنصله |
|
وعن أيّ نفس بعد نفسي أقاتل |
وقيل : أم غيلان هذه كانت مولاة الأزد ماشطة.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، أنا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن حسن ، حدّثني هشام بن سليمان بن عكرمة المخزومي ، قال : كان فارس قريش في الجاهلية هشام بن المغيرة المخزومي ، وأبو لبيد بن عبدة من بني حجة بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ، وكان يقال لهشام فارس البطحاء ، وكان فرسانهم في الجاهلية بعد هشام بن المغيرة ، وأبي لبيد بن عبدة عمرو بن عبد العامري ، وضرار بن الخطّاب المحاربي من بني فهر ، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ، وعكرمة بن أبي جهل المخزومي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، نا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٣) ، قال :
__________________
(١) رسمها غير واضح وقد تقرأ : «ابصرته» ولعل الصواب ما أثبت. وفي الإصابة : «فضربه».
(٢) وعنه قال ابن هشام : يجوز أن يتكون أم غيلان قامت مع أم جميل فيمن قام دونه (سيرة ابن هشام ٢ / ٥٦).
(٣) الخبر في مغازي الواقدي ١ / ٢٨٢.
ويقبل ضرار بن الخطّاب ـ يعني يوم أحد ـ فارسا يجر قناة له طويلة ، فيطعن عمرو بن معاذ فأنفذه ، ويمشي عمرو إليه حتى غلب ، فوقع لوجهه ، يقول ضرار : لا تعدمنّ رجلا زوّجك من الحور العين ، وكان يقول : زوّجت عشرة من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم ، قال ابن واقد : سألت ابن جعفر : هل قتل عشرة؟ فقال : لم يبلغنا أنه قتل إلّا ثلاثة ، وقد ضرب يومئذ عمر بن الخطّاب حيث جال المسلمون تلك الجولة بالقناة ، قال : يا ابن الخطّاب إنّها نعمة مشكورة ، والله ما كنت لأقتلك.
وكان ضرار بن الخطّاب يحدّث ويذكر وقعة أحد ، ويذكر الأنصار فيترحم عليهم ، ويذكر غناءهم في الإسلام وشجاعتهم ، وتقدّمهم على الموت ، ثم يقول : لما قتل أشراف قومي ببدر جعلت أقول : من قتل أبا الحكم؟ فيقال : ابن عفراء ، من قتل أمية بن خلف؟ يقال : خبيب (١) بن يساف ، من قتل عقبة بن أبي معيط؟ قالوا : عاصم بن ثابت بن (٢) الأقلح؟ من قتل فلانا فيسمّى لي ، من أسر فلانا ـ أي سهيل بن عمرو ـ؟ قالوا : مالك بن الدخشم ، فلما خرجنا إلى أحد وأنا أقول : إن أقاموا في صياصيهم فهي منيعة ، لا سبيل لنا إليهم ، نقيم أياما ، ثم ننصرف ، وإن خرجوا إلينا من صياصيهم أصبنا [منهم] معنا عدد كثير أكثر من عددهم ، وقوم موتورون خرجنا بالظعن يذكّرننا قتلى بدر ، ومعنا كراع ولا كراع معهم ، معنا سلاح ولا سلاح معهم (٣) ، فقضي لهم أن خرجوا ، فالتقينا ، فو الله ما قمنا لهم حتى هزمنا وانكشفنا مولّين ، فقلت في نفسي : هذه أشد من وقعة بدر ، وجعلت أقول لخالد بن الوليد : كرّ على القوم ، فجعل يقول : وترى (٤) وجها نكر فيه؟ حتى نظرت إلى الجبل الذي كان عليه الرماة خاليا ، فقلت : أبا سليمان انظر وراءك ، فعطف عنان فرسه ، فكرّ وأنا معه ، فانتهينا إلى الجبل ، فلم نجد عليه أحدا له بال ، وجدنا نفيرا فأصبناهم ، ثم دخلنا العسكر والقوم غارّون ينتهبون العسكر ، فأقحمنا الخيل عليهم ، فتطايروا في كلّ وجه ، ووضعنا السّيوف فيهم حيث شئنا ، وجعلت أطلب الأكابر من الأوس والخزرج ، قتلة الأحبة فلا أرى أحدا ، قد هربوا ، فما كان حلب ناقة حتى تداعت الأنصار بينها ، فأقبلوا فخالطونا ونحن فرسان ، فصبروا لنا وبذلوا أنفسهم
__________________
(١) عن الواقدي وبالأصل : حبيب.
(٢) في الواقدي : «بن أبي الأقلح» وبالأصل : الأفلح.
(٣) في الواقدي : ومعنا سلاح أكثر من سلاحهم.
(٤) بالأصل : «وتروي» والمثبت عن الواقدي.
حتى عقروا فرسي ، فترجّلت فقتلت منهم عشرة ، ولقيت من رجل منهم الموت الناقع ، حتى وجدت ريح الدم ، وهو معانقي ، ما يفارقني حتى أخذته للرماح من كل ناجية ، فالحمد لله الذي أكرمهم بيدي ، ولم يهنّي بأيديهم.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن الضحاك ، عن أبيه وعمي مصعب بن عبد الله ، عن الضحاك بن عثمان قال :
امترى مجلس من الأوس والخزرج : أيّهم كان أحسن بلاء يوم أحد؟ فمر بهم ضرار بن الخطّاب ، فقالوا : هذا ضرار قد قاتلنا يومئذ وهو عالم بما اختلفنا فيه ، فأرسلوا إليه فتى منهم رسالة ، فسأله : من كان أشجع يوم أحد الأوس أو الخزرج؟ قال : لا ، ما أدري ما أوسكم من خزرجكم ، ولكني زوّجت يومئذ أحد عشر منكم من الحور العين (١).
قال : ونا الزبير ، حدّثني محمّد بن الضحّاك عن أبيه :
أن عبد الله بن جحش التقى يوم أحد هو وضرار بن الخطّاب ، فلما عرفه ضرار قال : إليك يا ابن جحش ، وقد كان بلالا قد آلى أن لا يقتل مضريا ، فقال له عبد الله بن جحش : ما كان دمك يا عدو الله أعجب إليّ منه الآن حين جمعت كفرا وعصبة ، فنادى ضرار : يا معشر قريش ، اكفوني ابن جحش ، فانتظموه برماحهم.
وقال ضرار بن الخطّاب لأبي بكر الصّديق : نحن كنّا خيرا لقريش منكم ، نحن أدخلناهم الجنة وأنتم أدخلتموهم النار ، وهو أحد الأربعة من قريش الذين ظفروا الخندق يوم الأحزاب وشعره وحديثه كثير.
قال الزبير : وكان من فرسان قريش وشعرائهم ، وهو الذي يقول في يوم أحد (٢) :
القوم أعلم لو لا مقدمي فرسي |
|
إذ جالت الخيول بين الجزع (٣) والقاع |
__________________
(١) انظر الاستيعاب ٢ / ٢١٠ وأسد الغابة ٢ / ٤٣٦.
(٢) الأبيات في سيرة ابن هشام ٣ / ١٥٢.
(٣) الجزع : منعطف الوادع.
ما زال منا بجنب الجزع من أحد |
|
أخلاق هام تزاقى (١) أمرها شاعي |
وفارس قد أصاب السيف مفرقه |
|
أفلاق هامته كفروة الراعي |
ولا تذيب إلى حرز ولا كسف |
|
ولا لئام غداة الروع أوزاعي (٢) |
قوم هم يضربون الكيس صاحبته |
|
ولا يراعون عند الموت للداعي |
شمّ ما غير محمود لقاهم |
|
وسعيهم كان سعيا غير دعداع |
ولا يظنّون بالمعروف قد علموا |
|
لكنهم عند عرق حق سماع |
قوله : شاع يريد شائعا ، قال الله تعالى : (عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ)(٣) معنى هار هائر (٤) وقال الحارث بن خالد بن العاص المخزومي :
القلب تاق إليكم كي يلاقيكم |
|
كما يتوق إلى منجاته العرق |
يريد بقوله : تاق تائق ، وقال العجّاج :
لاث به الأنبياء والعبري (٥)
يريد لائث وقوله : كفروة الراعي : الفروة قدح صغير يتخذه الراعي.
وضرار بن الخطّاب الذي يقول (٦) :
لمّا أتت من بني (٧) عمي ململمة |
|
والخزرجية فيها البيض تأتلق |
وجرّدوا مشرفيات مهنّدة |
|
وراية كجناح النسر تختفق |
قد عوّدوا كلّ يوم أن يكون لهم |
|
ريح القتال وأسلاب الذين لقوا |
أكرهت مهري حتى خاض غمرتهم |
|
وبلّه من نجيع ضانك علق |
وقلت : يوم كأيام ومكرمة |
|
بنسا الذي بعدها ما هزهز (٨) الورق |
__________________
(١) عن سيرة ابن هشام وبالأصل : «نرفى».
(٢) روايته في ابن هشام :
وما انتميت إلى خور ولا كشف |
|
... البأس أوراع |
(٣) سورة التوبة ، الآية : ١٠٩.
(٤) يقال : تهور البناء إذا سقط ، وهار : ساقط.
(٥) غر واضحة بالأصل ، والمثبت عن تفسير القرطبي ٨ / ٢٦٤ تفسير سورة التوبة (الآية : ١٠٩).
(٦) الأبيات في سيرة ابن هشام ٣ / ١٥٣.
(٧) ابن هشام : من بني كعب مزينة.
(٨) عن ابن هشام ورسمها بالأصل : «الفر».
مهلا فدا لكم أمّي وما ولدت |
|
تعاوروا الضّرب حتى يطلع الشفق |
خيّرت نفسي على ما كان من وجل |
|
منها وأيقنت أنّ المجد مستبق |
قال : وأنشدني عمي مصعب وغيره لضرار بن الخطّاب بن مرداس :
نحن بنو الحرب العوان نشنّها |
|
وبالحرب سمّينا فنحن محارب |
إذا تقصرن (١) أسيافنا كان وصلها |
|
خطانا إلى أعدائنا فتضارب |
فذلك أفنانا وأبقى قبائلا |
|
سوانا توقتهم قراع الكتائب |
قال الزبير : البيت الأوسط يتنازع.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن خالد بن خلي الحمصي ، نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة ، عن أبيه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، وأبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد العطار الأبيوردي ، قالا : أنا أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد الشرقي ، نا محمّد بن يحيى ، نا بشر بن شعيب بن حمزة ، حدّثني أبي عن الزهري ، قال : قال السائب بن يزيد بينا نحن مع عبد الرّحمن بن عوف في طريق الحج ، ونحن نؤمّ مكة اعتزل عبد الرّحمن ـ زاد محمّد بن يحيى : بن عوف وقالا : ـ الطريق ثم قال لرياح بن المغترف (٢) : غنّنا يا أبا حسّان ، وكان يحسن النصب ، فبينا رياح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطّاب في خلافته ، فقال : ما هذا؟ فقال عبد الرّحمن : ما بأس بهذا ، وقال محمّد بن يحيى : غير ما بأس نلهو ونقصر عنا سفرنا ، فقال عمر : وإن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطّاب ، وضرار رجل من بني محارب بن فهر ، تابعه ابن جريج عن الزهري.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد ، نا أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن إسماعيل ، قال : وقال
__________________
(١) كذا.
(٢) بالأصل : «الرياح» والمثبت عن الإصابة.