تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، حدثني محمّد بن عبد العزيز الرملي ، حدّثنا الوليد ، عن صدقة بن يزيد الدمشقي ، حسن الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) قال : وصدقة بن يزيد فشيخ ثقة ، روى عنه الوليد بن مسلم.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد [الله] الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا محمّد بن أبي حاتم (٢) قال : سألت أبي عن حال صدقة الخراساني؟ فقال : صالح ، وصدقة بن خالد أحبّ إليّ منه.

أنبأنا أبو القاسم التيمي ، وأبو الفضل السلامي ، قالا : أنا أبو الحسين الحمّامي ، أنا أبو إسحاق الرملي ، أنا محمّد بن عبد الله بن خلف ، أنا عمر بن محمّد الجوهري ، أنا أحمد بن محمّد بن هاني ، قال : قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل أن بدمشق عدة صدقة ، قلت له : صدقة بن خالد؟ قال : نعم ، ذاك ثقة ، قال : وصدقة الذي يروي عن حمّاد يروي عنه أبو عصام ، قلت : كيف ذاك؟ قال : لا أدري ، قلت : أين من هو فلم يعرف ذلك ، وأما غير أبي عبد الله فقال صدقة بن يزيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر ، أنبأ أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف ، أنا أبو جعفر العتيقي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : صدقة بن يزيد كان يكون بناحية بيت المقدس ، حديثه ضعيف ، وهو ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو عمرو الفارسي ، نا أبو أحمد بن عدي (٣) ، نا ابن حمّاد ، حدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه قال : صدقة بن يزيد إنما حديثه ضعيف ، كأن يكون بناحية بيت المقدس ،

__________________

(١) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٧.

(٢) الجرح والتعديل ٤ / ٤٣١.

(٣) الكامل لابن عدي ٤ / ٧٧.

٤١

يحدّث عن حمّاد بن أبي سليمان ، وهو ضعيف.

قال (١) : وسمعت ابن حمّاد يقول : قال البخاري : صدقة بن يزيد خراساني الأصل ، منكر الحديث.

كتب أبو بكر الأنماطي ، وأبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني ، أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري.

ح وقرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر (٢) بن حيّوية ، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم الكوكبي ، نا إبراهيم بن الجنيد ، قال : سمعت يحيى يقول : صدقة بن عبد الله الدمشقي ، وصدقة بن يزيد الدمشقي ضعيفان ليسا بشيء ، وأرفعهم صدقة بن خالد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب بن جعفر ، أنا عبد الجبار بن عبد الصّمد ، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى القصار ، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي ، قال : صدقة السّمين ، وصدقة بن يزيد لينا الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو يعلى حمزة بن علي ، قالا : أنا الفرج الإسفرايني ، أنا علي بن منير بن أحمد ، أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي ، قال : صدقة بن يزيد ضعيف ، خراساني الأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأ أبو عمرو الفارسي ، أنبأ أبو أحمد بن عدي (٣) قال : وما أقرب أحاديثه من أحاديث صدقة بن عبد الله ، وصدقة بن موسى اللذين تقدم ذكرهما ، يقرب بعضهم من بعض وثلاثتهم إلى الضعف أقرب منهم إلى الصّدق ، وأحاديثهم بعضها مما يتابعون عليها ، وبعضها لا يتابعهم أحد عليها ، وصدقة بن يزيد خراساني الأصل ، سكن الشام ، والله أعلم.

__________________

(١) المصدر نفسه ٤ / ٧٨.

(٢) بالأصل : «عمرو» خطأ ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ كثيرا.

(٣) الكامل لابن عدي ٤ / ٧٨ و ٧٩.

٤٢

٢٨٧٣ ـ صدقة بن يزيد

حكى عنه ابنه عبيد الله بن صدقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن عمر النصيبي ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد الواسطي ، أخبرني أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي ، قال : قرأت على أبي الحسن أحمد بن عمير الدمشقي ، حدّثكم عبد الله بن محمّد بن عبيد القرشي ، نا محمّد بن الحسين ، قال العتكي : وقرأت على الحسن بن الحسين المقدسي ، حدّثكم إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا العمر بن عبد الرّحمن ، نا عبيد الله بن صدقة بن يزيد ، عن أبيه ، قال

نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض بناحية أطرابلس ، كذا قال إبراهيم بن الجنيد ـ قال أحمد بن عمير : أنطابلس ـ أحدها مكتوب عليه :

وكيف يلذّ العيش من هو موقن

بأن المنايا بغتة ستعاجله

وتسلبه ملكا عظيما ونخوة

وتسكنه القبر الذي هو آهله

وعلى القبر الثاني مكتوب :

وكيف يلذّ العيش من هو عالم

بأن إله الخلق لا بدّ سائله

فيأخذ منه ظلمه لعباده

ويجزيه بالخير الذي هو فاعله

وعلى القبر الثالث مكتوب :

وكيف يلذّ العيش من هو صائر

إلى جدث تبلي الشباب منازله

ويذهب حسن الوجه من بعد ضوئه

سريعا وتبلى جسمه ومفاصله

فإذا هي قبور مسنمة على قدر واحد ، بعضها إلى جنب بعض ، فنزلت بالقرب منها ، فقلت لشيخ بها : لقد رأيت عجبا ، قال : وما ذاك؟ قلت : هذه القبور ، قال : حدثها أعجب مما رأيت عليها ، قلت : فحدّثني ، قال : كانوا ثلاثة إخوة ، واحد (١) يصحب السلطان (٢) ويؤمّر على الجيوش والمدن ، وآخر تاجر مطاع في تجارته ، وآخر زاهد قد

__________________

(١) بالأصل : «وأخذ» ولعل الصواب ما أثبتناه.

(٢) بالأصل : للسلطان.

٤٣

تخلّى وتفرّد لعبادة ربّه ، فحضرت العابد الوفاة ، فأتاه أخوه صاحب السّلطان ، وكان عبد الملك بن مروان قد ولّاه بلادنا ، وأتاه التاجر فقالا له : توصي بشيء (١)؟ قال : والله ما لي مال أوصي فيه ، ولا عليّ دين فأوصي به ، ولا أخلف من الدنيا عرضا ، فقال ذو السّلطان : هذا مالي يا أخي فاعهد إليّ بما أحببت ، فأمسك عنه ، وقال التاجر : قد عرفت مكسبي ، ولعل في قلبك غصة من الخير لم تبلغها إلّا بالاتفاق فاحكم في مالي بما أنفذه لك ، قال : لا حاجة لي في مالكما ، ولكن أعهد إليكما عهدا فلا تخالفاه ، إذا متّ فادفناني على نشز (٢) من الأرض واكتبا على قبري :

وكيف يلذّ العيش من هو عالم

بأن إله العرش لا بدّ سائله

فيأخذ منه ظلمه لعباده

ويجزيه بالخير الذي هو فاعله

ثم زورا قبري ثلاثة أيام لعلّكما تتعظان ، ففعلا ذلك ، وكان أخوه يركب في جنوده حتى يأتي قبره ، فيقرأ عليه ويبكي ، فلما كان اليوم الثالث أتى القبر ، فلما أراد الانصراف سمع داخل القبر هدة (٣) أرعبته وأفزعته ، فانصرف مذعورا وجلا ، فلما كان الليل رأى أخاه في منامه فقال : أي أخي ، ما الذي سمعت في قبرك؟ قال : تلك هذه المقمعة (٤) ، قيل لي : رأيت مظلوما فلم تنصره ، فأصبح فدعا أخاه وخاصته ، فقال : ما أرى أخي أراد بما أوصانا أن يكتب على قبره إلّا لنعتبر ونراجع ، ونتوب ، وإني أشهدكم أنّي لا أقيم بين ظهرانيكم أبدا ، فترك الإمارة ولزم العبادة ، وبلغ ذلك عبد الملك فقال : خلوه وما اختار لنفسه ، وكان مأواه البراري والجبال وبطون الأودية ، فحضرته الوفاة وهو مع بعض الرعاء ، فأتى الراعي أخاه فأعلمه ، فأتاه فحمله إلى منزله قبل موته فقال : يا أخي ألا توصي إليّ؟ فقال : ما لي مال ، ولا عليّ دين فأوصيك ، ولكن أعهد إليك إذا أنا متّ فاجعل قبري إلى جنب قبر أخي واكتب عليه :

وكيف يلذّ العيش من كان موقنا

بأن المنايا بغتة ستعاجله

وتسلبه ملكا عظيما ونخوة

وتسكنه البيت الذي هو آهله

__________________

(١) بالأصل : شيء.

(٢) بالأصل : «نشر» والصواب ما أثبت ، والنشر : المرتفع من الأرض (اللسان).

(٣) هدّة : صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل (اللسان).

(٤) المقمعة : جمعها مقامع : وهي سياط تعمل من حديد رءوسها معوجة (اللسان).

٤٤

ثم تعاهد قبري ، وادع الله عزوجل لي لعلّه أن يرحمني ، فلما مات فعل به أخوه ذلك ، فلما كان في اليوم الثالث من إتيانه القبر أراد أن ينصرف فسمع وجبة (١) من القبر كادت أن تذهل عقله ، فرجع مرعوبا فلما كان الليل رأى أخاه في منامه ، قال : فوثبت إليه ، لما تداخل قلبي من السّرور ، فقال : أتيتنا زائرا أم راغبا ، قال : هيهات بعد المزار واطمأنت بنا الدار ، فليس لنا مزار ، فقلت : كيف أنت؟ قال : بكل خير ، وما أجمع التوبة لكل خير ، قلت : فكيف أخي؟ قال : مع الأئمة الأبرار ، قال : قلت : فما أمرنا قبلكم ، قال : من قدّم شيئا وجده ، فاغتنم وجدك قبل فقرك ، فأصبح أخوه الثالث معتزلا للدنيا ، وفرّق ماله ، وقسّم متاعه ، وأقبل على طاعة الله عزوجل ، فقال : يا بني ما لأبيك مال فأوصي فيه ، ولكن أعهد إليك إذا أنا متّ أن تدفني مع عمّيك وأن تكتب على قبري :

وكيف يلذّ العيش من هو صائر

إلى جدث تبلي الشباب منازله

ويذهب رسم الوجه من بعد ضوئه

سريعا ويبلى جسمه ومفاصله

ثم تعاهد قبري ثلاثة وادع الله عزوجل لي ، ففعل ذلك الفتى ذلك.

فلما كان اليوم الثالث سمع من القبر صوتا هاله ، وانصرف مهموما ، فلما كان الليل رأى أباه في منامه ، فقال له : يا بني أنت عندنا عن قليل والأمر جدّ ، فاستعدّ وتأهّب لرحيلك ، وطول سفرك ، وحول جهازك من المنزل الذي أنت عنه ظاعن إلى المنزل الذي أنت له قاطن ، ولا تغترّ بما اغترّ به البطالون من طول آمالهم فقصروا في أمر معادهم ، فندموا عند الموت وأسفوا على تضييع العمر ، ولا الندامة عند الموت نفعتهم ، ولا الأسف على التقصير أنقذهم ، أي بني فبادر ثم بادر ثم بادر.

قال الشيخ : فدخلت على الفتى صبيحة ثالثة رؤياه فقصّها عليّ ، وقال : ما أرى الأمر الذي قال أبي إلّا قد أظلّني فجعل يفرّق ماله ويقضي دينه واستحلّ معاملته وودعهم وداع من أيقن أمرا فهو يتفجعه ، وكان يقول : قال أبي : بادر ، ثم بادر ، ثم بادر ، ولا أحسبها إلّا ثلاثة أشهر وثلاثة أيام ولعلّي لا أدركها لأنه أنذرني بالمبادرة (٢) ثلاثا ، فلما كان في آخر اليوم الثالث دعا أهله وولده فودّعهم ثم استقبل القبلة ، وتشهّد ، وجعل يدعو ويستغفر ، فلما وجد الموت سجّى نفسه ، ومدّ الثوب على وجهه ، ثم مات من

__________________

(١) الوجبة : صوت الشيء يسقط (اللسان).

(٢) بالأصل : المبادرة.

٤٥

الليل ـ رحمه‌الله ـ فمكث الناس ثلاثا يزورونه.

فهذه قصة القبور وإن فيهم يا ابن أخي لمعتبرا.

عبد الرّحمن العمري هذا يكنى أبا عمر ، وقد روى الخرائطي هذا الخبر عن إبراهيم بن الجنيد عن (١) محمّد بن الحسين ، عن أبي عمر العمري ، عن عبيد الله بن صدقة بن مرداس (٢) البكري عن أبيه.

٢٨٧٤ ـ صدقة بن اليمان الهمداني

ذكر أنه قدم دمشق ، وخرج منها غازيا مع مسلمة بن عبد الملك إلى القسطنطينية (٣) ، وجعل أمير على همدان.

حكى ذلك عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني ، وقد تقدّم ذكر الأستاذ بذلك في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.

٢٨٧٥ ـ صدقة [الدمشقي]

يروي عن ابن عباس.

روى عنه : أبو هريرة ، ويقال أبو هزم الحمصي ، وأبو فضالة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد (٤) ، نا أبو النضر ، نا الفرج بن فضالة ، عن أبي هرم ، عن صدقة الدمشقي ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس يسأله عن الصّيام فقال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن من أفضل الصّيام صيام أخي داود ، كان يصوم يوما ويفطر يوما» ، كذا قال عن أبي هرم ، وإنما هو أبو هريرة [٥١٥٣].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي ، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني (٥) ، أنا أبو عمر عبد الله بن محمّد بن أحمد بن

__________________

(١) بالأصل «بن».

(٢) بالأصل : «مردا بن» كذا ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّت ترجمته قريبا. وفيها البلوى بدل البكري.

(٣) بالأصل : القسطنطينة.

(٤) الخبر في مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ١ / ٦٧٣ ح (٢٨٧٨).

(٥) إعجامها غير واضح بالأصل ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٥٤٩.

٤٦

عبد الوهاب السّلمي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن يزيد الزهري ، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر ، لقبه رستة (١) ، نا أبو قتيبة ، نا فرج بن فضالة ، نا أبو هريرة الحمصي عن صدقة الدمشقي :

أن رجلا سأل ابن عبّاس عن الصّيام ، فقال : لأحدّثنك بحديث كان عندي في التخت (٢) مخزونا ، إن شئت أنبأتك بصيام داود ، فإنه كان صوّاما قوّاما ، وكان شجاعا لا يفرّ إذا لاقى ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضل الصّيام صيام داود» ، وكان يقرأ الزبور سبعين صوتا يكون (٣) فيها ، وكانت له ركعة من آخر الليل ، وكان يبكي فيها نفسه ، ويبكي لبكائه كل شيء ، ويضطرب لصوته المهموم والمحموم.

وإن شئت أنبأتك بصوم ابنه سليمان ، فإنه كان يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام ، ومن وسطه ثلاثة أيام ، ومن آخره ثلاثة أيام ، يستفتح الشهر بصيام ، ووسطه بصيام ، ويختمه بصيام.

وإن شئت أنبأتك بصيام ابن (٤) العذراء البتول عيسى بن مريم ، فإنه كان يصوم الدهر ، ويأكل الشعير ، ويلبس الشعر ، يأكل ما وجد ، ولا يسأل عمّا فقد ، ليس له ولد يموت ولا بيت يخرب ، وكان أينما أدركه الليل صفق بيديه وقام يصلي حتى يصبح ، وكان راميا لا يفوته صيد يريده ، وكان يمرّ بمجال من بني إسرائيل فيقضي لهم حوائجهم ، وإن شئت أنبأتك بصوم أمّه مريم ابنة عمران فإنها كانت تصوم يوما وتفطر يومين ، وإن شئت أنبأتك بصوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم العربي الأميّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإنه كان يوم من كل شهر ثلاثة أيام ، ويقول : «إنّ ذلك صوم الدهر» [٥١٥٤].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمر ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد ، نا محمّد بن أحمد بن عبد الجبار ، نا حميد بن زنجويه ، نا أحمد بن عبد السلام بن سلم ، عن أبي فضالة ، عن صدقة ، عن ابن عباس قال :

__________________

(١) تقرأ بالأصل : «وشقه» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٢٤٢.

(٢) التخت : وعاء تصان فيه الثياب (اللسان).

(٣) كذا وفي مختصر ابن منظور ١١ / ٧٥ «يلوّن فيها» وهو أشبه.

(٤) بالأصل : أبي العذراء.

٤٧

جاءه رجل فسأله عن الصيام ، فقال : لأحدّثنك حديثا هو عندي في التخت المخزون ، أو قال المخزوم ، إن أردت صيام داود خليفة الرّحمن كان من أعبد الناس ، وأشجع الناس ، وكان لا يفرّ إذا لاقى ، وكان يقرأ الزبور باثنين وسبعين صوتا لا يكون (١) فيهن ، فيقرأ قراءة يطرب منها المحموم ، وكان إذا أراد أن يبكي نفسه اجتمعت دواب البر والبحر حول محرابه فينصتن لقراءته ويبكين ، وكان يسجد لله عزوجل في آخر الليل سجدة يتضرّع فيها إلى الله عزوجل ، ويسأله حاجته ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أفضل الصيام صيام أخي داود ، كان يصوم يوما ويفطر يوما» ، وإن أردت صيام ابنه سليمان ، وكان يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام ، ومن أوسطه ثلاثة أيام ، ومن آخره ثلاثة أيام ، فكان يستفتح الشهر بالصّيام ووسطه بالصيام ويختمه بالصّيام ، وإن أردت صيام عيسى بن مريم فكان يصوم الدهر فلا يفطر ويقوم الليل ولا ينام ، وكان يلبس الشعر ، ويأكل الشعير ، ويبيت حيث أمسى ، ولا يحبس شيئا لغد ، وكان راميا ، إذا أراد الصيد لم يخطئه ، وكان يمر بمجالس بني إسرائيل ، فمن كانت له إليه حاجة قضاها ، وكان ينظر إلى الصّيد ، فإذا رآها قد غربت قام فصفّ بين قدميه ، ولا يزال قائما لله عزوجل حتى يراها حتى طلعت ، فكان هذا شأنه حتى رفعه الله إليه ، وانح أردت صيام أمّه مريم فإنها كانت تصوم يومين وتفطر يوما ، وإن أردت صيام خير البشر النبيّ العربيّ القرشيّ أبي القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان يصوم في كل شهر ثلاثة أيام ويقول : «هي صيام الدهر ، وهي أفضل الصيام» ، كذا قال ، وأبو فضالة هو الفرج بن فضالة ، يرويه عن أبي هريرة ، عن صدقة [٥١٥٥].

أخبرنا أبو سعد البغداذي ، أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمّد ، أنا أبو عمر عبد الله بن محمّد ، أنا عبد الله بن محمّد بن عمر الزهري ، ثنا عمي عبد الرّحمن بن عمر ، ولقبه رستة ، نا أبو قتيبة ، نا فرج بن فضالة ، عن أبي هريرة الحمصي ، عن صدقة الدمشقي ، عن ابن عباس قال :

كان عيسى بن مريم يصوم الدّهر ، ويلبس الشعر ، ويأكل الشعير ، يأكل ما وجد ، ولا يسأل عمّا فقد ، ليس له ولد يموت ، لا بيت يخرب ، حيث ما أواه الليل صفّ قدميه يصلّي حتى يصبح صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) كذا وفى مختصر ابن منظور ١١ / ٧٥ «يلوّن فيها» وهو أشبه.

٤٨

٢٨٧٦ ـ صدقة أبو معاوية

حدّث عن القاسم بن عبد الرّحمن.

روى عنه : الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) قال : صدقة أبو معاوية الدمشقي عن القاسم.

روى عنه الوليد بن (٢) مسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور ، أنبأ أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو معاوية صدقة الدمشقي ، عن القاسم بن عبد الرّحمن ، روى عنه الوليد بن مسلم ، فرّق البخاري ومسلم بين هذا وبين أبي معاوية صدقة بن عبد الله السّمين ، فإن لم يكونا اثنين فلعلّ شيخ صدقة الذي روى عنه عن القاسم بن عبد الرّحمن سقط ، وعندي أنهما واحد.

__________________

(١) التاريخ الكبير ٤ / ٢٩٦.

(٢) عن البخاري وبالأصل «أبو» خطأ.

٤٩

ذكر من اسمه صدي

٢٨٧٧ ـ صديّ (١) بن عجلان بن عمرو

أبو أمامة الباهلي (٢)

صحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه.

وروى عن عمر بن الخطاب ، وأبي عبيدة بن الجرّاح ، وأبي الدرداء ، ومعاذ بن جبل.

وسكن حمص ، وقدم دمشق.

روى عنه القاسم أبو عبد الرّحمن ، وعمر (٣) بن عبد الله الحضرمي ، وسليمان بن حبيب المحاربي ، وحصين بن الأسود الهلالي ، وخالد بن معدان ، وأبو سلّام الأسود ، والزبير بن خربق ، والوليد بن عبد الرّحمن الجرشي ، ويوسف بن حزن الباهلي ، وسالم بن أبي الجعد ، وشرحبيل بن مسلم الخولاني ، ومحمّد بن زياد الألهاني ، وحزوّر (٤) أبو غالب ، وأبو إدريس الخولاني ، وحاتم بن حريث الطائي ، ورجاء بن

__________________

(١) صدي بالتصغير كما في تقريب التهذيب.

(٢) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ١٩٨ هامش الإصابة ، وأسد الغابة ٢ / ٣٩٨ والإصابة ٢ / ١٨٢ وتهذيب الكمال ٩ / ٩٣ وتهذيب التهذيب ٢ / ٥٥٠ والوافي بالوفيات ١٦ / ٣٠٥ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. والباهلي نسبة إلى باهلة وهم بنو معن وسعد مناة ابني مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.

ويقال : «ابن وهب» بدل «بن عمرو» كما في تهذيب الكمال.

(٣) تهذيب الكمال : عمرو.

(٤) بالأصل : حرور ، والمثبت عن أسد الغابة.

٥٠

حيّوية (١) ، وسليم بن عامر أبو يحيى الكلاعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف ، نا عمرو بن عثمان ، نا إسماعيل بن عيّاش (٢) ، عن شرحبيل بن مسلم ، ومحمّد بن زياد ، قالا : سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«يا أيّها الناس إنّه لا نبيّ بعدي ، ولا أمّة بعدكم ، ألا فاعبدوا ربّكم ، وصلّوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدّوا زكاة أموالكم طيّبة بها أنفسكم ، وأطيعوا ولاة أموركم ، تدخلوا جنة ربّكم» [٥١٥٦].

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، وطاهر بن سهل بن بشر ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر السّرّاج ، قالوا : أنا أبو القاسم (٣) الحنّائي ، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب ، أنا الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد (٤) الكلابي ـ لفظا ـ أخبرنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي ، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، نا إسماعيل بن عيّاش (٥) ، حدّثني شرحبيل بن مسلم الخولاني ، وأسد بن وداعة الكلبي ، ومحمّد بن زياد الألهاني ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ألا أنه لا نبيّ بعديّ ولا أمّة بعدكم ، ألا فصلّوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وصلوا أرحامكم ، وأدّوا زكاة أموالكم طيّبة بها أنفسكم تدخلوا جنّة ربكم» [٥١٥٧].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا (٦) أبو محمّد الصّريفيني (٧) ، ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني ، نا عبد الله بن محمّد ، نا شيبان بن أبي شيبة الأيلي ، نا سلّام بن مسكين ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة قال :

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي تهذيب الكمال : حيوة.

(٢) بالأصل : «عباس» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٣١٢.

(٣) بالأصل : «أبو القا».

(٤) مهملة بالأصل بدون نقط والصواب ما أثبت ، انظر المطبوعة عاصم ـ عائذ ص ٤٩١ وانظر الفهارس ص ٧٢٠.

(٥) بالأصل : «عباس» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٣١٢.

(٦) بين الرقمين مكرر بالأصل.

(٧) بين الرقمين مكرر بالأصل.

٥١

أتي برءوس حرورية ، فنصبت على درج مسجد دمشق ، فنظر إليها أبو أمامة فهي منصوبة فقال : شرّ قتلى تحت السماء هؤلاء ، ثلاثا ، طوبى ثلاثا ، طوبى لمن قتلهم ، وطوبى لمن قتلوه ، قلت : يا أبا أمامة أشيء تقوله أم شيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : إنّي إذا لجريء ـ ثلاثا ـ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقولها وإلّا فصمّتا.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد المقرئ ، قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أحمد بن محمّد بن سلّامة التّنّيسي ، أنا خيثمة ، أنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة (١) ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا أبو غالب ، قال : رأيت أبا أمامة الباهلي أبصر رءوس الخوارج على درج بدمشق ، وذكر الحديث.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغداذي ، أنا أبو المظفّر محمّد بن جعفر الكوسج ، وأبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن محمود شكرويه ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان ، وأبو بكر محمّد ، وأبو القاسم علي ، ابنا أحمد بن محمّد السّمسار ، قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم الطيّار ، قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن خرشيذ (٢) قوله ، أنا عبد الله بن محمّد بن زياد النيسابوري الفقيه ، نا العباس أبو الوليد ، أخبرني أبي ، نا عبد الله بن شوذب ، عن أبي غالب قال :

كنت في مسجد دمشق إذ قدمت رءوس من رءوس الأزارقة مما كان بعث به المهلّب بن أبي صفرة ، فنصبت عند درج المسجد ، فاجتمع الناس ينظرون إليها ، فدنوت منها ، فجاء أبو أمامة ، فدخل المسجد ، فصلّى ثم خرج ، فلما رآها قال : سبحان الله ما يصنع الشيطان بأهل الإسلام ، ثم دنا من الرءوس ، فقال : كلاب جهنم ، ثلاثا ، شرّ قتلى تحت ظل السماء ، شرّ قتلى قتلوا تحت ظل السماء ، شرّ قتلى قتلوا تحت ظل السماء ، قتلى قتلهم هؤلاء ، ثلاث مرات ، ثم نظر في القوم فإذا هو فيّ فقال : أما إن هؤلاء بأرضك يا أبا غالب؟ قلت : أجل ، فأعوذ بالله من شرّهم ، قال : نعم ، فأعاذك الله من شرّهم ، قال : أما أن تقرأ الآية التي في أوّل آل عمران (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما

__________________

(١) بالأصل : «ميسرة» خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٦٣٢.

(٢) بالأصل : «خرشد» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٩.

٥٢

تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ)(١) قال : أما أن تقرأ التي في أخر آل عمران (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ)(٢) الآية ، قال : وافترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة ، أو ثنتين وسبعين فرقة ، وهذه الأمة ستزيد عليهم فرقة كلّهم في النار إلّا فرقة واحدة غير السواد الأعظم ، قال : ألا ترى ما فيه السّواد الأعظم ، وذلك في أوّل خلافة عبد الملك ، والقتل يومئذ ظاهر ، قال : عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ، قال : فقلت : أو قيل له : ما تقول في هؤلاء القوم؟ أشيء قلته برأيك أم شيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : إنّي إذا لجريء ، لقد سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير مرّة ولا ثنتين ولا ثلاثا ولا أربعة ولا خمسة ولا ستة ولا سبعة (٣).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أنبأ علي بن حجر ، أنبأ إسماعيل بن عياش ، حدّثني شرحبيل بن مسلم قال : سمعت أبا أمامة صديّ بن عجلان بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا أحمد بن إبراهيم العبدي ، حدّثني أبو نعيم قال : اسم أبي أمامة الصّديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد ، قالا : نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحدّاد ، أنا أحمد بن الهيثم البلدي ، قال : قال أبو نعيم الفضل بن [دكين :] أبو (٤) أمامة الباهلي صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله بن أبي

__________________

(١) سورة آل عمران ، الآية : ٧.

(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٦.

(٣) كذا والأشبه : أربعا ... خمسا ... ستّا ... سبعا.

(٤) بالأصل : «أبو نعيم الفضل بن أبي أمامة» ولعل الصواب ما أثبت وما أضيف للإيضاح.

٥٣

عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد ، قال : أبو أمامة الباهلي [صديّ](١) بن عجلان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، قالا : أنا عبد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ، أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنا العباس بن العباس بن محمّد ، أنا صالح بن أحمد قال : أبو أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي ، أنا نعمة الله بن محمّد المرندي (٢) ، نا أحمد بن محمّد بن عبد الله ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني عمي الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن علي بن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : أبو أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن (٣) أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : وسمعت أبي يقول : أبو أمامة صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي قال : حدّثت [عن](٤) أبي أمامة صديّ بن عجلان بن عمرو بن وهب الباهلي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّاء ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو طاهر أحمد بن الحسن.

ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور ، قال : أنا أبو طاهر الباقلاني ، قالا : أنا

__________________

(١) الزيادة لازمة منا للإيضاح.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت ، انظر المطبوعة عاصم ـ عائذ الفهارس ص ٨٥٣.

(٣) بالأصل «بن» خطأ ، والصواب «عن» وقد مرّ السند كثيرا.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

٥٤

محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط (١) قال : من قيس عيلان (٢) ، ثم من بني أعصر بن سعد (٣) بن قيس بن عيلان (٤) ، أبو أمامة ، اسمه الصّدي بن عجلان بن وهب بن عريب (٥) بن وهب بن رياح بن الحارث بن معمر (٦) بن مالك بن أعصر ، من أهل الشام ، مات سنة ست وثمانين ، نسبه ابن قريب ، نسبوا إلى باهلة ، وباهلة (٧) بنت أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب. هي امرأة معن بن زيد بن أعصر بن قيس عيلان (٨).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنبأ أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت عمي أبا بكر يقول : اسم أبي أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر ، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد الله الجواليقي.

وأخبرنا أبو البركات ابن المبارك ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو طاهر بن سوار ، قالا : أنا الحسين بن علي ، قالا : أنا محمّد بن زيد الأنصاري ، أنبأ محمّد بن محمّد بن عقبة ، نا هارون بن حاتم ، قال : اسم أبي أمامة صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنا إبراهيم بن أبي أمية ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : اسم أبي أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٩) قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو أمامة الباهلي ، واسمه

__________________

(١) طبقات خليفة بن خياط رقم ٢٩٧ ص ٩٣.

(٢) بالأصل : «غيلان ، والمثبت عن خليفة.

(٣) بالأصل : «أسعد» والمثبت عن خليفة.

(٤) بالأصل : «غيلان ، والمثبت عن خليفة.

(٥) عن خليفة وبالأصل «زيب».

(٦) في طبقات خليفة : معن.

(٧) مكررة بالأصل.

(٨) بالأصل : «غيلان ، والمثبت عن خليفة.

(٩) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٥٥

الصّديّ بن عجلان ، توفي سنة ست وثمانين ، وهو ابن إحدى وتسعين سنة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال : في الطبقة الرابعة : من باهلة بنت صعب (٢) بن سعد العشيرة من مذحج بها يعرفون ، أبو أمامة الباهلي ، واسمه صديّ بن عجلان من بني سهم بن عمرو بن ثعلبة بن عثمان (٣) بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر ، صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسمع منه ، وروى عنه ، وتحول إلى الشام فنزل بها.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن علي الآبنوسي.

ح وأخبرني عنه أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم (٤) ، قال : ومن باهلة بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان (٥) بن مضر ، وباهلة امرأة أم ولد معن بن مالك بن يعصر ، وهي باهلة بنت سعد العشيرة من مذحج ، أبو أمامة الباهلي ، واسمه الصّديّ بن عجلان بن عمرو بن غنم بن عمير (٦) بن وهب بن عريب (٧) بن وهب بن رياح بن الحارث بن معن بن مالك بن يعصر ، مات أبو أمامة الباهلي ، سنة ست وثمانين ، لم يختلف أحد فيه من أهل الحديث ، ولا أهل التاريخ ، وتوفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثلاثين سنة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن المسلم ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٨) ، قال : صديّ بن عجلان بن وهب بن عمرو

__________________

(١) الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع ، ونقله المزي في تهذيب الكمال ٩ / ٩٥ عن محمد بن سعد.

(٢) غير واضحة بالأصل ورسمها : «يتنصعب» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٣) في تهذيب الكمال : غنم.

(٤) نقله المزي في تهذيب الكمال ٩ / ٩٥.

(٥) بالأصل : غيلان.

(٦) تهذيب الكمال : عمرو.

(٧) الأصل : زيب ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٨) التاريخ الكبير ٤ / ٣٢٦.

٥٦

أبو أمامة الباهلي من قيس عيلان (١) ، قال لي خالد بن خلي عن محمّد بن حرب عن حميد بن (٢) ربيعة : رأيت أبا أمامة خارجا من عند الوليد في ولايته ، قال الحسن عن (٣) ضمرة : مات الوليد سنة ست وتسعين ، ومات عبد الملك سنة ست وثمانين ، نزل الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، قال : أبو أمامة الصّدي بن عجلان الباهلي ، من سهم باهلة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأ أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو أمامة صديّ بن عجلان الباهلي سكن حمص ، له صحبة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكرخي ، أنا أبو عامر محمود بن القاسم ، وأبو نصر عبد العزيز بن محمّد التّرياقي ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر ، قالوا : أنا محمّد بن عبد الجبار بن محمّد بن عبد الله ، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب ، أنا أبو عيسى الترمذي ، قال : أبو أمامة الباهلي ، اسمه صديّ بن عجلان.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد بن الحسن.

ح وأخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد ، أنا أحمد بن الحسين بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن إسحاق ، قال : قال أبو عبد الرّحمن النسائي : اسم أبي أمامة صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة ، قال : أبو أمامة الباهلي ، واسمه صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، ثنا أبو بشر الدولابي (٤) ،

__________________

(١) بالأصل : غيلان.

(٢) بالأصل «بن» والمثبت عن البخاري.

(٣) بالأصل «بن» والمثبت عن البخاري.

(٤) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٣.

٥٧

قال : أبو أمامة الباهلي صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الشافعي ، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا سليم بن أيوب الفقيه ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد الجوزي ، نا يزيد بن محمّد بن إياس ، قال : سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول : أبو أمامة الباهلي صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد قال : أبو أمامة اسمه صديّ بن عجلان من بني سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان (١) بن مضر ، وأم بني معن بن مالك : باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج بها يعرفون ، سكن أبو أمامة دمشق ، وبيت المقدس ، وتوفي في سنة ست وثمانين ، حدّثني أحمد بن زهير ، حدّثني أبو الفتح ـ يعني نصر بن المغيرة قال : قال سفيان : كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالشام أبو أمامة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم (٢) ، قال : أبو أمامة الصّدي بن عجلان بن والية (٣) بن رياح (٤) ، ويقال : ابن عجلان بن وهب بن عمرو (٥) ، ويقال : ابن وهب بن عمرو (٦) ، [ويقال :](٧) بن وهب (٨) بن رباح بن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، أحد بني سهم ، له صحبة ، سكن مصر ، ومات بالشام.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن

__________________

(١) بالأصل : «غيلان» والصواب بالعين المهملة المفتوحة كما في الاكمال ٧ / ٤١ والمغني ص ١٨٢.

(٢) كتاب الأسامي والكنى للحاكم ٢ / ٨.

(٣) والبة بكسر لام وفتح موحدة (المغني ص ٢٦٣).

(٤) رياح : بكسر الراء وفتح الباء المعجمة باثنتين من تحتها (الاكمال ٤ / ١٤).

(٥) عن الأسامي والكنى للحاكم وبالأصل : عمر.

(٦) عن الأسامي والكنى للحاكم ، وبالأصل : عزيز.

(٧) الزيادة لازمة للإيضاح عن الأسامي للحاكم.

(٨) عند الحاكم : ابن وهب عريب بن وهب بن رياح.

٥٨

منده ، قال : صديّ بن عجلان بن الحارث بن سهم بن عمرو بن ثعلبة ، أبو أمامة الباهلي ، آخر من بقي بالشام من الصحابة (١) ، مات سنة ست وثمانين ، وهو ابن إحدى وتسعين سنة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو أحمد بن محمّد الكلاباذي ، قال : صديّ بن عجلان بن وهب بن عمرو ، أبو أمامة الباهلي من قيس عيلان (٢) ، نزل حمص من الشام ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه خالد بن معدان ، ومحمّد بن زياد الألهاني ، وسليمان بن حبيب في : المزارعة ، والأطعمة ، والجهاد ، قال الذهلي : قال يحيى بن بكير : مات سنة ست وثمانين ، سنّه إحدى وتسعون.

وقال عمرو بن علي ، ومحمّد بن سعد نحو قول ابن بكير سواء ، وقال أبو عيسى ، وابن عمير : مات سنة ست ثمانين ، وقال سليم بن عامر : قلت لأبي أمامة : مثل من أنت يوم حجة الوداع ، قال : أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا نصر بن علي قال : خبّرنا الأصمعي قال : أبو أمامة الباهلي من بني الحارث بن سهل من بني قتيبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى المنقري ، قال : قال الأصمعي : أبو أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان من حي يقال لهم : بنو سهم بن عمرو ، بطن من بني قتيبة ، ومن بني سهم سلمان بن ربيعة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن عبد الله أنا أبو منصور محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس ، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني

__________________

(١) عقب ابن الأثير في أسد الغابة على هذا القول : وقيل : كان آخرهم موتا عبد الله بن بسر ، وهو الصحيح. ٢ / ٣٩٨.

وانظر الاستيعاب ٢ / ١٩٩ هامش الإصابة.

(٢) بالأصل : «غيلان» والصواب بالعين المهملة المفتوحة كما في الاكمال ٧ / ٤١ والمغني ص ١٨٢.

٥٩

معاوية بن صالح ، ثنا سليمان (١) بن عامر أبو يحيى ، سمع أبا أمامة الباهلي ، قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجة الوداع ، قلت لأبي أمامة : مثل من أنت يومئذ؟ قال : أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة ، أزاحم البعير حتى أدحرجه قدما إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قوله : أدحرجه تصحيف ، إنما هو أزحزحه.

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة بن يحيى ، نا ابن وهب ، حدّثني معاوية بن صالح ، عن أبي (٢) يحيى سليم بن عامر الكلاعي ، عن جدته (٣) قال : سمعت أبا أمامة يقول : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فينا في حجة الوداع وهو على ناقته الجذعاء ، فأدخل رجليه في غرزي الركاب يتطاول يسمع الركاب والناس ، فقال : «ألا تسمعون» وطوّل صوته ، فقال رجل من طوائف الناس : بما ذا تعهد لنا؟ قال : «اعبدوا ربّكم ، وصلّوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدّوا زكاة أموالكم ، وأطيعوا ولاة (٤) أمركم تدخلوا جنة ربّكم» ، قال : فقلت : يا أبا أمامة ، مثل من أنت يومئذ؟ قال : أنا يا ابن أخي يومئذ ابن ثلاثين سنة ، أزاحم البعير حتى أزحزحه قربا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [٥١٥٨].

كذا وقع في الأصل ، وهذا تصحيف فاحش ، فإن سليما سمعه من أبي أمامة نفسه ، ويدل عليه قوله له في الحديث : يا ابن أخي ، ولو كان عن جدته لقال : يا بنت أخي ، ويدل عليه ما قال.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٥) ، نا عبد الله بن صالح ، نا معاوية بن صالح ، عن أبي يحيى سليم بن عامر أنه سمع أبا أمامة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجّة الوداع

__________________

(١) كذا بالأصل ، ولعل الصواب «سليم» راجع بداية الترجمة فيمن يروي عن أبي أمامة ، وانظر تهذيب الكمال ٩ / ٩٤ وفيه : سليم بن عامر الخبائري.

(٢) بالأصل «ابن» خطأ والصواب ما أثبت.

(٣) كذا بالأصل ، وهو خطأ والصواب أن سليم سمعه من أبي أمامة ، وسينبه المصنف إلى هذا الخطا في آخر الخبر.

(٤) تقرأ بالأصل «ذا» ولعل الصواب ما أثبت ، عن رواية سابقة للحديث ، في بداية الترجمة.

(٥) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٦٤.

٦٠