تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

روى عنه عمر بن مضر العبسي.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل المقرئ ـ قراءة عليه ـ نا عبد الوهاب بن الحسن العدل ، حدّثني أبو القاسم صاعد بن عبد الرّحمن بن صاعد ، نا عمر بن مضر ، نا سلمة بن صالح الحرستاني العنسي.

وأنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ـ قراءة عليه ، بمصر ـ أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذّهلي القاضي ، نا علي بن سراج ، نا أبو حفص عمر بن مضر الدمشقي ، نا سلمة بن صالح العنسي ، نا أبو جرير المدني عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : عمم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الرّحمن بن عوف بفناء بيتي هذا ، وترك من عمامته مثل ورق العشراء ثم قال : ـ وفي حديث ابن الخطاب وقال : ـ رأيت أكثر من رأيت من الملائكة معتمّين.

٢٦١٨ ـ سلمة بن عبد الله بن الوليد (١) بن المغيرة

ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المدني

حدّث عن أبيه.

روى عنه ابنه أيوب بن سلمة ، وقدم دمشق في أيام معاوية ، وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة ابنه أيوب بن سلمة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا سهل بن السري [نا] أبو حاتم البخاري ، نا محمّد بن المنذر الهروي ، نا النّضر بن سلمة ، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن الشامي ، عن إسحاق بن بسام ، عن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد المخزومي ، عن أبيه ، عن جده أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له :

«ما اسمك؟» فقال : الوليد بن الوليد ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما كانت بنو مخزوم أن

__________________

(١) فوق اللفظة بالأصل كلمة «صح».

٨١

يجعلوا أبا ابنك عبد الله بن الوليد» (١) قال ابن منده : غريب لا يعرف إلّا من هذا الوجه [٤٨٧٥].

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال : وولد الوليد بن الوليد عبد الله ، وأمه ريطة بنت هشام بن المغيرة ، وكان عبد الله ولد بعد [موت](٢) أبيه قال عمي مصعب بن عبد الله : فسمي الوليد بن الوليد بن الوليد ، فقالت أم سلمة بنت أبي أمية ترثي الوليد (٣) :

يا عين بكّي الوليد بن الوليد بن المغيرة (٤)

مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيرة

الأبيات ، فسمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ما اتخذتم الوليد إلّا حنانا فسموه عبد الله» [٤٨٧٦].

فولد عبد الله بن الوليد سلمة ، وأمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة ، وإخوته لأمه : يحيى ، وعيسى ابنا طلحة بن عبيد الله ، والمغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام.

٢٦١٩ ـ سلمة بن عثمان القرشي

حكى عن يحيى بن الحارث الذّماري (٥) قارئ أهل دمشق.

حكى عنه سلمة بن بشر الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو القاسم البغوي ، نا داود بن رشيد ، نا

__________________

(١) في أسد الغابة ٣ / ٣٠٩ والإصابة ٢ / ٣٨٠ في ترجمة عبد الله بن الوليد : «أن تجعل الوليد ربّا ، لكنت أنت عبد الله».

(٢) الزيادة عن نسب قريش للمصعب ص ٣٢٩.

(٣) البيتان في نسب قريش ص ٣٢٩ والإصابة ٢ / ٣٨١.

(٤) في الإصابة : أبكي الوليد ...

(٥) أبو عمرو الغساني الذماري الدمشقي ، ترجمته في سير الأعلام ٦ / ١٨٩.

٨٢

سلمة بن بشر ، أخبرنا سلمة بن عثمان القرشي ، نا يحيى بن الحارث الذّماري قال : أخذت بيد واثلة بن الأسقع فقبلتها.

٢٦٢٠ ـ سلمة بن عمرو بن الأكوع

واسمه سنان بن عبد الله بن بشير (١) بن خزيمة

ابن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة

أبو عامر ، ويقال : أبو مسلم ، ويقال : أبو إياس

الأسلمي المعروف بابن الأكوع (٢)

قيل : إنه شهد غزوة مؤتة من أرض البلقاء.

روى (٣) عنه ابنه إياس بن سلمة ، ومولاه يزيد بن أبي عبيد ، ويزيد بن خصيفة ، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، وموسى بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن أبي ربيعة ، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف ، والحسن بن محمّد بن الحنفية.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن ، أنا أبي أبو القاسم ، وأبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري.

ح وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، أنا أبو القاسم القشيري.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أحمد بن منصور بن خلف.

وأخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد بن حيد ، أنا جدي أبو منصور بكر بن محمّد قالوا : أنا أحمد بن محمّد بن عمر الخفّاف ، أنا أبو العباس السّرّاج ، نا قتيبة بن سعيد ، أنا حاتم بن إسماعيل ، ح قال أبو العباس قال : ونا محمّد بن رافع ، نا صفوان ـ زاد ابن حيد : بن عيسى ، جميعا ـ عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي المغرب إذا غابت الشمس وتوارت بالحجاب ، ولم

__________________

(١) في الاستيعاب : «قيس» وفي أسد الغابة : قشير.

(٢) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٨٧ هامش الإصابة ، أسد الغابة ٢ / ٢٧١ الإصابة ٢ / ٦٧ تهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٧ الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٢١ وسير الأعلام ٣ / ٣٢٦ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) قبلها في تهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٧ : روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة.

٨٣

يذكر إسماعيل حديث ابن رافع.

رواه مسلم (١) والترمذي (٢) عن قتيبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٣) ، حدّثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، عن المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يومئذ ـ يعني مؤتة ـ :

«خير الفرسان أبو قتادة ، وخير الرّجّالة سلمة بن الأكوع» [٤٨٧٧].

كذا قال الواقدي ، وهو وهم ، إنما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هذا ، يوم أغار عبد الرحمن (٤) بن عيينة بن حصن الفزاري على لقاحه (٥) بالغابة (٦) بالمدينة. وقد ذكرت ذلك في ترجمة أبي قتادة إلّا أن يكون قاله في الموطنين جميعا فالله أعلم.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا أحمد بن عبيد بن أيوب ، نا إبراهيم بن سعد ، عن أبي إسحاق قال : سلمة بن عمرو بن الأكوع ، والأكوع اسمه سنان ، وسلمة يكنى أبا مسلم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي ، قالت : أنا أبو طاهر الثقفي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم ، نا عمي ـ يعني يعقوب بن إبراهيم ـ عن أبيه ، عن ابن إسحاق ، قال : سلمة بن الأكوع هو سلمة بن عمرو بن الأكوع ، واسم الأكوع سنان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل (٧) بن غسان ، نا أبي قال : قال يحيى بن

__________________

(١) صحيح مسلم كتاب المساجد باب ٣٨ ح ٢١٦.

(٢) صحيح الترمذي رقم ١٦٤.

(٣) مغازي الواقدي ٢ / ٧٦٢.

(٤) كذا بالأصل ، وفي مغازي الواقدي ٢ / ٥٣٧ أن الذي أغار هو عيينة بن حصن.

(٥) بالأصل : «ألقاحه» والصواب عن م والواقدي.

(٦) الغابة موضع قرب المدينة من ناحية الشام (معجم البلدان).

(٧) بالأصل : الفضل ، خطأ ، والصواب ما أثبت عن م ، وقد تقدم التعريف به.

٨٤

معين : سلمة بن عمرو بن الأكوع واسم الأكوع سنان.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو (١) محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن رشأ أنا (٢) محمّد بن أحمد بن نصير ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلاس ، قال في تسمية من روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : سلمة بن الأكوع ، وهو سلمة بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني عمي ، عن أبي عبيد قال : سلمة بن الأكوع وأخواه عامر وأهبان ابنا الأكوع من بني سلامان بن أسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسين بن محمّد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٣) قال في الطبقة الثالثة من المهاجرين : سلمة بن الأكوع الأسلمي ، يكنى أبا إياس ، مات بالمدينة سنة أربع وسبعين ، وقد روى عن أبي بكر وعمر ، وعثمان. قال الهيثم بن عدي : يكنى أبا عامر ، ومات في آخر خلافة معاوية. وقال أبو عاصم ، عن يزيد بن أبي عبيد قال : كان يكنى أبا مسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) قال في الطبقة الثالثة : الأكوع واسمه سنان بن عبد الله بن بشير (٥) بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى ، أسلم قديما هو وابناه عامر وسلمة وصحبوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جميعا.

قال محمّد بن عمر (٦) : قد سمعت من يذكر أن سلمة كان يكنى أبا إياس.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٢) بالأصل وم : «بن» خطأ والصواب ما أثبت ، ورشأ هو بن نظيف بن ما شاء الله ، ترجمته في معرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ٣٤٢.

(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٠٢.

(٥) في ابن سعد : قشير.

(٦) ابن سعد ٤ / ٣٠٦.

٨٥

الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال : ومن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر : سلمة بن وهب بن الأكوع ، واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قيس بن يقظة بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم ، ويقال : سلمة (١) بن عمرو ، ويكنى أبا إياس ، كان يسكن الرّبذة (٢) ، توفي سنة أربع وسبعين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسن الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٣) قال : سلمة بن عمرو بن الأكوع أبو مسلم الأسلمي ، له صحبة ، ويقال سلمة بن الأكوع ، سكن الرّبذة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٤) قال : سلمة بن عمرو بن الأكوع والرواة تقول في المجاز : سلمة بن الأكوع ينسبونه إلى جده ، ويكنى بأبي مسلم الأسلمي ، له صحبة ، سكن الرّبذة يعد في أهل المدينة ، روى عنه إياس بن سلمة ابنه ، ومولاه يزيد بن أبي عبيد ، ويزيد بن خصيفة ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم ، أنا عبد الرحمن بن منده ، أنا أبي أبو عبد الله قال : سلمة بن عمرو بن وهب بن سنان ، وهو الأكوع الأسلمي المدني ، يكنى أبا مسلم ، توفي بالمدينة سنة أربع وستين ، وهو ابن ثمانين سنة.

روى عنه ابنه إياس ، والحسن بن محمّد بن الحنفية ، وعبد الرحمن ابن (٥) كعب بن مالك ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا

__________________

(١) بالأصل هنا : مسلمة ، خطأ. والمثبت عن م.

(٢) الربذة من قرى المدينة ، على ثلاثة أميال منها.

(٣) التاريخ الكبير ٤ / ٦٩.

(٤) الجرح والتعديل ٤ / ١٦٦.

(٥) بالأصل وم : «ابنا» خطأ.

٨٦

عبد الملك بن الحسن ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال : سلمة بن عمرو بن الأكوع ، أبو مسلم الأسلمي المدني ، وقال الهيثم بن عدي : يكنى أبا عامر ، وقال الواقدي ويحيى بن بكير ، وابن نمير : يكنى أبا إياس ، سكن الرّبذة ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه ابنه إياس ، ومولاه يزيد بن أبي عبيد ، والحسن بن محمّد بن الحنفية في : العلم ، والنّكاح ، والجهاد ، وعمرة الحديبيّة.

قال محمّد بن يحيى الذّهلي : قال يحيى بن عبد الله بن بكير المصري : مات سلمة بن الأكوع ، يكنى أبا إياس سنة أربع وسبعين هكذا كناه ، وقال الواقدي نحو قول ابن بكير إلى آخره ، وقال : مات بالمدينة ، وقال محمّد بن سعد : قال الهيثم بن عدي : يكنى أبا عامر ، ومات آخر خلافة معاوية ، وقال الواقدي في التاريخ : كان سلمة يوم مات ابن ثمانين سنة ، وقال ابن نمير : مات سنة أربع وسبعين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١) ، قالا : أما سنان بنونين : عامر بن الأكوع ، واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن جارية (٢) بن عمرو بن عامر ماء السماء ، وابن أخيه سلمة بن الأكوع ، نسب إلى جده وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع ، كنيته أبو سلمة (٣) ، كذا فيه والصواب أبو مسلم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أحمد بن محمود ، أنا محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الطّيّب المنبجي ، نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزّهري ، نا مكي بن إبراهيم ، نا يزيد بن أبي عبيد ، قال : خرجت أنا وسلمة بن الأكوع فلقيه رجل فقال : يا أبا مسلم.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، وأحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي ، قالا : أنا محمّد بن أحمد السّعدي ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن إبراهيم ، أنا أحمد بن الهيثم البلدي ، قال : قال أبو نعيم : سلمة بن الأكوع أبو مسلم.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٤٣٩ و ٤٤٤ ـ ٤٤٥.

(٢) في الاكمال : حارثة.

(٣) كذا في أصل الاكمال ، وصوبها محققه في المتن : أبو مسلم.

٨٧

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كنيته أبو مسلم.

أخبرنا أبو البركات ، أنا أبو الفضل ، وأبو المعالي ثابت بن بندار قالا : أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أمية ، نا أبي قال : قال أبو زكريا سلمة بن الأكوع أبو مسلم ، وفي رواية ثابت : كان سلمة بن الأكوع يكنى أبا مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد قال : قال أبو موسى هارون بن عبد الله : سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي ، يقال كنيته أبو إياس ، ويقال : أبو عامر ، ويقال : أبو مسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو مسلم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو مسلم سلمة بن الأكوع سكن الرّبذة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد (١) قال : أبو مسلم سلمة بن الأكوع.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب ، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد الحوري ، نا يزيد بن محمّد بن إياس ، قال : سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول : سلمة بن الأكوع الأسلمي يكنى أبا مسلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن

__________________

(١) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٥٥.

٨٨

منجويه ، أنا محمّد بن محمّد الحاكم قال : أبو مسلم ، ويقال : أبو عامر ، ويقال : أبو إياس سلمة بن عمرو بن الأكوع ، واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي ، ويقال الخزاعي ابن عم الأنصار. له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله أخ يسمى وهب ، أدرك زمن الحجاج ويقال مات سنة أربع وستين.

أخبرنا أبو حاتم مكي بن عبدان ، نا محمّد بن يحيى ، حدّثني يحيى ـ يعني ـ ابن عبد الله بن بكير ، قال : سلمة بن الأكوع يكنى أبا إياس.

قال : وحدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن سختويه ، نا محمّد ـ يعني ـ ابن عبدوس بن كامل ، نا محمّد ـ يعني ـ ابن عبد الله بن نمير ، قال : سلمة بن الأكوع أبو إياس. قال الحاكم : قال محمّد بن عمر الواقدي : سلمة بن الأكوع الأسلمي ، قال الهيثم بن عدي : يكنى أبا عامر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني أحمد بن زبير ، نا يعقوب بن كعب ، نا أبو خالد الأحمر ، عن يزيد بن أبي عبيد قال : رأيت سلمة يصفّر لحيته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمرو بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي ، حدّثني أبي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه وكان من أصحاب الشجرة ـ يعني أنه شهد الحديبيّة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وبايع تحت الشجرة ، ونزل فيهم القرآن ، (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)(٢).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا عبد الصمد ، نا عمر بن راشد اليمامي ، نا إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي ، عن أبيه قال : ما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستفتح دعاء إلّا استفتحه : بسبحان ربي الأعلى العلي الوهاب.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٠٦.

(٢) سورة الفتح ، الآية : ١٨ وفي التنزيل العزيز : يبايعونك.

(٣) مسند الإمام أحمد ٤ / ٥٤.

٨٩

وقال سلمة : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيمن بايعه تحت الشجرة ، ثم مررت به بعد ذلك ومعه قوم فقال : «بايع يا سلمة» ، فقلت : قد فعلت ، قال : «وأيضا» ، فبايعته الثانية. [٤٨٧٨]

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا أبو القاسم الوزير ، نا أبو القاسم البغوي ، حدّثني جدي ، نا أبو أحمد ـ يعني الزّبيري ـ نا يعلى بن الحارث المحاربي ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه ، وكان من أصحاب الشجرة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه ، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون الرّوياني ، نا عمرو بن علي ، نا صفوان ـ يعني ابن عيسى ـ عن يزيد بن أبي عبيد قال : قلنا لسلمة : على أي شيء بايعتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : على الموت.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد قالا : أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو الفضل الفامي وهو عبيد الله بن محمّد في شوال سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ، أنا أبو العباس السّرّاج ، نا قتيبة بن سعيد ، نا حاتم بن إسماعيل ، عن يزيد بن أبي عبيد قال : قلت لسلمة بن الأكوع : على أي شيء بايعتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الحديبيّة؟ قال : على الموت.

رواه البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي عن قتيبة. (١)

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي التميمي ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله (٢) بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا حمّاد بن مسعدة ، عن يزيد ـ يعني ابن أبي عبيد ـ عن سلمة بن الأكوع ، قال : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع الناس يوم الحديبيّة ثم قعدت متنحيا فلما تفرق الناس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«يا ابن الأكوع ألا تبايع؟» فقلت : قد بايعت يا رسول الله قال : «وأيضا». قلت : على ما بايعتم؟ قال : على الموت [٤٨٧٩].

__________________

(١) في البخاري كتاب المغازي باب غزوة الحديبية ٧ / ٣٤٦ ، وصحيح مسلم في الإمارة ح (١٨٦٠) وسنن الترمذي رقم (١٩٥٢) والنسائي ٧ / ١٤١.

(٢) مسند الإمام أحمد ٤ / ٤٧.

٩٠

قال (١) : وحدّثني أبي ، نا مكي بن إبراهيم ، نا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم عدلت إلى ظل شجرة ، فلما خفّ الناس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«يا ابن الأكوع ألا تبايع؟» قلت : قد بايعت يا رسول الله ، قال : «وأيضا» ، قال : فبايعت الثانية ، قال يزيد : فقلت : يا أبا مسلم على أي شيء يبايعون (٢) يومئذ؟ قال : على الموت [٤٨٨٠].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا عمرو بن علي ، نا أبو عاصم ، نا يزيد بن أبي عبيد ، نا سلمة بن الأكوع قال : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غزوات.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا حمّاد بن مسعدة ، عن يزيد ، عن سلمة ، قال : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع غزوات ، فذكر الحديبيّة ويوم خيبر ، ويوم القرد (٤) ، ويوم حنين ، قال يزيد : ونسيت بقيتهن.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر المقرئ (٥) بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا ابن نمير ، نا أبو عاصم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع أنه قال : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات ، أمّره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علينا.

أخبرنا أبو سهل المزكّي ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا أبو القاسم بن فناكي ، نا محمّد بن هارون ، نا عمرو بن علي ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، نا عكرمة بن عمار ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : كان شعارنا ليلة بيّتنا (٦) هوازن مع أبي بكر الصّدّيق أمّره

__________________

(١) مسند أحمد ٤ / ٥٤.

(٢) كذا بالأصل ، وفي المسند : تبايعون.

(٣) مسند أحمد ٤ / ٥٤.

(٤) ذو قرد : ماء ليلتين من المدينة ، بينها وبين خيبر.

(٥) كذا بالأصل ، ويبدو أنها مقحمة ولا لزوم لها.

(٦) بيّتنا ، التبييت الطروق ليلا على غفلة للغارة.

٩١

علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أمت أمت ، فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات (١).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنا الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، عن عكرمة بن عمّار ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال : كان شعارنا ليلة بيّتنا فيها هوازن مع أبي بكر الصّدّيق أمّره علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أمت أمت وقتلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات (٢).

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا عبد الله بن عمّار أبو عبد الرّحمن البصري ، نا عكرمة بن عمّار ، حدّثني إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : كان شعارنا ليلة بيّتنا فيها هوازن مع أبي بكر أمّره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علينا (٣) : أمت أمت ، قال : فقتلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري ، أنا أحمد بن علي بن المثنّى ، نا عبد الله بن بكّار ، نا عكرمة بن عمّار ، حدّثني إياس بن سلمة ، حدّثني أبي قال :

غزوت مع أبي بكر أمّره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علينا فغزونا هوازن ، فلما دنونا من ماء لبني فزارة عرّس بنا أبو بكر ، فلما صلّينا الصّبح أمرنا فشننّا الغارة ، ووردنا الماء ، فقتل من قتل عليه ، ورأيت عنقا (٤) من الذراري في أوائل الناس ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل ، فغدوت حتى حلت بينهم وبين الجبل ، وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع (٥) من أدم ، معها ابنة لها من أحسن الناس ، فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر ، فنفلني ابنتها فما كشفت لها عن ثوب حتى قدمت المدينة ، فلقيني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في السوق ، فقال لي :

«يا سلمة ، هب لي المرأة ، لله أبوك» قلت : يا نبي الله لقد أعجبتني المرأة ، وما

__________________

(١) نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق ابن مهدي ٣ / ٣٢٧.

(٢) مسند الإمام أحمد ٤ / ٤٦.

(٣) من هنا إلى «فغزونا هوازن» في الخبر التالي سقط من م.

(٤) العنق : الجماعة من الناس (اللسان : عنق).

(٥) القشع أراد به الفرو الخلق (النهاية : قشع).

٩٢

كشفت لها ثوبا ، فسكت عني ، حتى إذا كان من الغد لقيني في السوق ولم أكشف لها ثوبا ، فقال : «يا سلمة ، هب لي المرأة ، لله أبوك» قال : قلت : هي لك يا رسول الله ، فبعث بها إلى أهل مكة ففادى بها أسارى من المؤمنين في أيدي المشركين (١) [٤٨٨١]

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا جعفر بن عون ، نا أبو عميس ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال :

جاء عين للمشركين إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فلما طعم انسلّ. قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليّ الرجل ، اقتلوا» قال : فابتدر القوم ، قال : وكان أبي يسبق الفرس شدا قال : فسبقهم إليه فأخذ بزمام ناقته أو بخطامها. قال : ثم قتله. قال : فنقله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سلبه [٤٨٨٢].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ـ قراءة ـ أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السّلمي السّميساطي (٣) ، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ، أنا مكحول وهو محمّد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي (٤) ، نا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن عبد الملك الرّهاوي (٥).

ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد ـ أظنه ـ ابن عبد الله بن نمير قالا : نا جعفر بن عون ، أنا ـ وفي حديث فاطمة ـ نا أبو عميس ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال : جاء عين من المشركين إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو نازل ، فلما طعم انسلّ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي حديث فاطمة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «عليّ الرجل ، فاقتلوه» قال : فابتدر ـ وقالت فاطمة : فابتدره ـ القوم قال : فكان أبي يسبق الفرس شدا ، فسبقهم إليه فأخذ بخطام راحلته فقتله ، قال : فنفّله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سلبه.

__________________

(١) الحديث في مسند الإمام أحمد ٤ / ٥١.

(٢) مسند الإمام أحمد ٤ / ٥٠ ـ ٥١.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٧١.

(٤) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٣.

(٥) ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٤٧٥.

٩٣

رواه النسائي ، عن الرّهاوي.

أخبرنا أبو سهل الأصبهاني ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا أبو القاسم بن فناكي ، نا محمّد بن هارون ، نا عمرو بن علي ، نا مكي بن إبراهيم ، نا يزيد بن أبي عبيد قال :

رأيت أثر ضربة في ساق سلمة بن الأكوع فقلت : يا سلمة ما هذه الضربة؟ قال : أصابتني يوم خيبر فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتي به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنفث عليها ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا هارون بن عبد الله.

ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن المثنّى قالا : نا مكي بن إبراهيم ، أخبرني يزيد بن أبي عبيد قال :

رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ قال : هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، وقال الناس : أصيب سلمة ، فأتي بي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة.

وفي حديث أبي يعلى : فأتي بي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنفث فيّ.

أخبرنا أبو عبد الله بن الفضل ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد ، وأبو سهل محمّد بن أحمد بن عبد الله الحمصي.

ح وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني ، وأبو حفص عمر بن أبي الفضل محمّد بن علي بن حيدر ، وأبو عبد الله محمّد بن إسماعيل الجرّاحي ، وأبو الفتح محمّد بن الحسن بن البذيمة ، وأبو بكر عبد الله بن أبي مطيع الهروي ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد الله البراثي ، وأبو محمّد الحسن بن عبد الرحيم بن أحمد المعلم البزار ، قالوا : أنا أبو الخير محمّد بن موسى بن عبد الله الصفار ، قالوا : أنا أبو الهيثم محمّد بن المكي الكشميهني.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن

٩٤

محمّد بن نعيم العيّار ، أنا أبو علي محمّد بن عمر بن يوسف الشبوي (١) ، قالا : أنا أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن مطر الفربري ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري ، نا المكي بن إبراهيم ، نا يزيد بن أبي عبيد قال :

رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ قال : هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن عبد الله الخطيب ، نا محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس ، نا أبو العباس أحمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن إسماعيل ، حدّثني أبو الوليد ، نا عكرمة بن عمّار ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«خير رجالنا سلمة» ، هذا مختصر من حديث طويل [٤٨٨٣].

أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا هاشم بن القاسم ، عن عكرمة بن عمّار ، حدّثني إياس بن سلمة عن أبيه قال :

قدمت المدينة زمن الحديبيّة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرجت أنا ورباح غلام [النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بظهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخرجت بفرس لطلحة بن عبيد الله ، كنت أريد أن](٢) أندّيه (٣) مع الإبل قال : فلما كان بغلس أغار عبد الرّحمن بن عيينة على إبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقتل راعيها ، وخرج يطردها هو وأناس معه في خيل ، فقلت : يا رباح ، اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة ، وأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قد أغير بسرحه (٤) قال : فقمت على تلّ فجعلت

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٢٣.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن طبقات ابن سعد ٢ / ٨٢ تحت عنوان : غزوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغابة.

والظهر : الإبل يحمل عليها ويركب (اللسان).

(٣) أندية ، التندية : أن يورد الرجل فرسه الماء حتى يشرب ثم يرده إلى المرعى ساعة ، ثم يعيده إلى الماء (اللسان : ندى).

(٤) في ابن سعد وسير الأعلام : على سرحه.

٩٥

وجهي قبل المدينة ثم ناديت فقلت ثلاث مرّات : يا صباحاه (١) ، ثم اتّبعت القوم ومعي سيفي ونبلي فجعلت أرميهم وأعقر بهم ، وذلك حين يكثر الشجر قال : قال : فإذا ارجع إليّ فارس جلست في أصل شجرة ثم رميت فلا يقبل عليّ فارس إلّا عقرت [به](٢) ، فجعلت أرميهم وأنا أقول :

أنا ابن الأكوع

اليوم يوم الرضّع

فألحق برجل فأرميه وهو على رحله. فوقع سهمي في الرجل حتى انتظمت كتفه فقلت :

خذها وأنا ابن الأكوع

اليوم يوم الرّضّع

إذا كنت في الشجر أحدقتهم (٣) بالنبل ، وإذا تضايقت الثنايا علوت فرميتهم بالحجارة ، فما زال ذلك شأني وشأنهم ، أتبعهم ، وأرتجز حتى ما خلق الله شيئا من ظهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا خلفته وراء ظهري واستنقذته من أيديهم ، ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا ، وأكثر من ثلاثين بردة ، يستخفون منها ، ولا يلقون من ذلك شيئا إلّا جعلت عليه الحجارة ، وجمعته على طريق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزاري ، ممدا لهم وهم في ثنيّة ضيقة ، ثم علوت الجبل وأنا فوقهم فقال عيينة ما هذا الذي أرى؟ قالوا : لقينا من هذا البرح ما فارقنا الشجر (٤) حتى الآن ، أخذ كل شيء في أيدينا وجعله وراءه. فقال عيينة : لو لا أن يرى أن وراءه طلبا لقد تركهم ، فقال : ليقم إليه نفر منكم ، فقام إليه نفر أربعة فصعدوا في الجبل فلما أسمعهم الصوت فقلت لهم : أتعرفونني؟ قالوا : ومن أنت؟ قلت : أنا ابن الأكوع ، والذي كرّم وجه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يطلبني رجل منكم فيدركني ولا أطلبه فيفوتني ، وساق الحديث.

رواه مسلم (٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة وفيه خلل في أوله.

أخبرناه على الصواب أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو

__________________

(١) بالأصل : «يا صاحباه» والمثبت عن المصدرين السابقين.

(٢) زيادة عن ابن سعد.

(٣) عن ابن سعد ، وبالأصل : أحرقتهم.

(٤) كذا ، وفي ابن سعد وسير الأعلام : ما فارقنا بسحر حتى الآن.

(٥) أخرجه مسلم في صحيحه ح (١٨٠٧).

٩٦

بكر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل ، حدّثني أبي (١) ، نا هاشم بن القاسم ، نا عكرمة بن عمار ، حدّثني إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال :

قدمنا المدينة زمن الحديبية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرجنا أنا ورباح غلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بظهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وخرجت بفرس لطلحة بن عبيد الله ، كنت أريد أن أبدّيه (٢) مع الإبل ، فلما كان بغلس أغار عبد الرّحمن بن عيينة على إبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقتل راعيها وخرج يطردها هو ، وأناس (٣) معه في خيل ، فقلت : يا رباح اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة وأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قد أغير على سرحه ، قال : وقمت على تل فجعلت وجهي من قبل المدينة ثم ناديت ثلاث مرات : يا صباحاه قال : ثم اتّبعت القوم مع سيفي ونبلي فجعلت أرميهم وأعقر بهم وذلك حين يكثر الشجر ، فإذا رجع إليّ فارس جلست له في أصل الشجرة ثم رميت فلا يقبل عليّ فارس إلّا عقرت به ، فجعلت أرميهم وأقول :

أنا ابن الأكوع

اليوم يوم الرضّع

فألحق برجل منهم فأرميه وهو على راحلة رحله فيقع سهمي في الرجل حتى انتظمت كتفه فقلت : خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع ، فإذا كنت في الشجر أحرقتهم بالنبل ، وإذا تضايقت الثنايا علوت الجبل (٤) فردأتهم بالحجارة ، فما زال ذلك شأني وشأنهم أتبعهم ، فارتجز حتى ما خلق الله شيئا من ظهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا خلّفته وراء ظهري واستنقذته من أيديهم ، ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا ، وأكثر من ثلاثين بردة يستخفّون (٥) منها ، ولا يلقون من ذلك شيئا إلّا جعلت عليه حجارة ، وجمعت على طريق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزاري مددا لهم وهم في ثنية ضيقة ، ثم علوت الجبل فأنا فوقهم ، فقال عيينة : ما هذا الذي أرى؟ قالوا : لقينا من هذا البرح ما فارقنا بسحر حتى الآن ، وأخذ كل شيء كان في أيدينا وجعله وراء ظهره ، قال : عيينة : لو لا أن هذا يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم ، ليقم إليه نفر منكم ، فقام إليه نفر منهم أربعة ، فصعدوا في الجبل فلما أسمعتهم الصوت قلت :

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٤ / ٥٢ ـ ٥٣.

(٢) كذا بهذه الرواية بالباء الموحدة ، يعني أبرزه مع الإبل ويذهب معها إلى موضع الكلأ (اللسان : بدا).

(٣) عن مسند أحمد وبالأصل : «وأنا».

(٤) عن المسند وبالأصل وم : الخيل.

(٥) عن المسند وبالأصل : يسحيون.

٩٧

أتعرفوني؟ قالوا : ومن أنت؟ قلت : أنا ابن الأكوع ، والذي كرم وجه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يطلبني منكم رجل فيدركني ولا أطلبه فيفوتني ، قال رجل منهم : إني أظن. قال : فما برحت مقعدي ذلك حتى نظرت إلى فوارس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتخللون (١) الشجر ، وإذا أولهم الأخرم الأسدي وعلى إثره أبو قتادة فارس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلى إثر أبي قتادة المقداد الكندي ، فولّى المشركون مدبرين ، وأنزل من الجبل فأعرض للأخرم فآخذ عنان فرسه ، فقلت : يا أخرم أنذر القوم ـ يعني احذرهم ـ فإني لا آمن أن يقطعوك فائتد حتى يلحق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه قال : يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر ، وتعلم أن الجنة حق والنار حق ، فلا تحل بيني وبين الشهادة ، قال ـ فخلّيت عنان فرسه فيلحق بعبد الرّحمن بن عيينة ويعطف عليه [عبد](٢) الرّحمن فاختلفا طعنتين فعقر (٣) الأخرم بعبد الرّحمن وطعنه عبد الرّحمن فقتله ، فتحول عبد الرّحمن على فرس الأخرم فيلحق أبو قتادة بعبد الرّحمن فاختلفا طعنتين فعقر بأبي قتادة ، وقتله أبو قتادة ، وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم.

ثم إني خرجت أعدو في أثر القوم حتى ما أرى من غبار صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا ويعرضون قبيل غيبوبة الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد (٤) فأرادوا أن يشربوا منه فأبصروني أعدو وراءهم فعطفوا عنه وأسندوا في الثنية ثنية ذي تير ، وغربت الشمس فألحق رجلا فأرميه فقلت :

خذها وأنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرضع

قال : فقال : يا ثكل أمي اكوعي بكرة؟ قلت : نعم يا عدو نفسه ، وكان الذي رميته بكرة فاتبعته سهما آخر فعلق به سهمان ويخلفون فرسين ، فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو على الماء الذي حلّيتهم (٥) عنه ذو قرد ، فإذا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خمس مائة ، وإذا بلال قد نحر جزورا مما خلفت فهو يشوي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من كبدها وسنامها ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله خلّني فانتخب من أصحابك مائة فآخذ على

__________________

(١) عن المسند وبالأصل : يتخلفون.

(٢) زيادة لازمة.

(٣) بالأصل : فعقد ، والمثبت عن المسند.

(٤) ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر (ياقوت).

(٥) حلّيتهم عنه أي صددتهم عنه ، ومنعتهم عن وروده.

٩٨

الكفار بالعشوة فلا يبقى منهم مخبر إلّا قتلته ، قال : «أكنت فاعلا ذلك يا سلمة؟» قال : نعم والذي أكرمك ، فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى رأيت نواجذه في ضوء النار ثم قال : «إنهم يقرون الآن (١) بأرض غطفان» فجاء رجل من غطفان فقال : مرّوا على فلان الغطفاني فنحر لهم جزورا فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة فتركوها وخرجوا هرابا فلما أصبحنا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير فرساننا اليوم أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة» فأعطاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سهم الراجل والفارس جميعا ، ثم أردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة ، فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة ، وفي القوم رجل من الأنصار كان لا يسبق (٢) جعل ينادي : هل من مسابق؟ ألا رجل يسابق إلى المدينة فأعاد ذلك مرارا وأنا وراء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرد في قلت له : أما تكرم كريما ولا تهاب شريفا؟ فقال : لا إلّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي خلني فلأسابق الرجل ، قال : «إن شئت» قلت : أذهب إليك ، فطفر عن راحلته وثنيت رجليّ وطفرت عن الناقة ، ثم إني ربطت عليها شرفا أو شرفين ـ يعني استبقيت نفسي ، أي إني غدوت حتى ألحقه فأصكّ بين كتفيه بيدي. قلت : سبقتك والله أو كلمة نحوها قال : فضحك وقال : إن أظن ، حتى قدمنا المدينة (٣).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد ، أنا محمّد بن سعد (٤) ، أنا سعيد بن منصور ، نا عطاف (٥) بن خالد ، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد (٦) العراقيّ قال : أتينا سلمة بن الأكوع بالرّبذة فأخرج إلينا يدا ضخمة كأنها خفّ البعير. فقال : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي هذه ، فأخذنا يده فقبّلناها. رواه يحيى الحمّاني عن عطاف ، عن عبد الرّحمن بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا

__________________

(١) عن المسند وبالأصل : «الأرض».

(٢) عن المسند وبالأصل : لا يسيف.

(٣) الخبر في طبقات ابن سعد ٢ / ٨٢ وسير الأعلام ٣ / ٣٢٧ وما بعدها ، وأخرجه مسلم في صحيحه في الجهاد ح (١٨٠٧).

(٤) الخبر في طبقات ابن سعد ٤ / ٣٠٦.

(٥) في ابن سعد : «عكاف بن سعد» تحريف.

(٦) عن ابن سعد وبالأصل «زبر» وفي سير الأعلام ٣ / ٣٣٠ «رزين».

٩٩

عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا يونس ، نا العطاف ـ يعني ابن خالد ـ حدّثني عبد الرّحمن قال أبي ، وقال غير يونس : بن رزيق (٢) ، أنه نزل بالرّبذة هو وأصحابه يريدون الحج فقيل لهم : هاهنا سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتيناه فسلّمنا عليه ثم سألناه ، فقال : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي هذه ، وأخرج لنا كفّه ، كفا ضخمة قال : فقمنا إليه فقبّلنا كفيه جميعا.

وهذا هو الصحيح في نسب عبد الرّحمن ، فقد أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفي ـ ببغداد ـ نا أبو نصر التّمّار ، نا عطاف بن خالد المخزومي ، عن عبد الرّحمن بن رزيق ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : بايعت بيدي هذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقبّلناها فلم ينكر ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، نا هارون بن عبد الله ، نا هارون بن عبد الله بن الزبير ، نا علي بن يزيد بن أبي حكيمة ، حدّثني إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : أردفني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرارا ومسح على وجهي مرارا ، واستغفر لي مرارا ، عدد ما في يدي من الأصابع.

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وجماعة ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة (٣) ، نا سلمان بن أحمد الطّبراني ، نا بشر بن موسى ، نا الحميدي ، نا علي بن يزيد بن حكيم ـ وفي حديث ابن مندة : بن حكيمة وقالوا : ـ الأسلمي ، نا إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : أردفني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرارا ومسح رأسي مرارا ، واستغفر لي ولذرّيّتي عدد ما بيدي من الأصابع.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٤) ، حدّثني أبي ، نا حمّاد بن مسعدة ، عن يزيد ـ يعني ابن أبي عبيد ـ عن سلمة أنه استأذن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في البدو فأذن له.

__________________

(١) الخبر في مسند أحمد ٤ / ٥٤.

(٢) كذا بالأصل ، وفي المسند وم : ابن رزين.

(٣) بالأصل : ربذة ، خطأ والصواب ما أثبت وضبط : «ريذه» وقد تقدم التعريف به.

(٤) مسند أحمد ٤ / ٤٧ و ٥٤.

١٠٠