تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٢٧٠٤ ـ سليمان بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

٢٧٠٥ ـ سليمان بن يحيى بن معاذ

أحد قواد المتوكل ، قدم معه دمشق فيما ذكر أبو محمّد عبد الله بن محمّد الخطّابي ، وقرأته بخطه غير أنه سماه سليمان بن معاذ نسبه إلى جده.

وولي سليمان هذا الحرس من قبل المتوكل والمنتصر أيضا.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق قال : مات سليمان بن يحيى بن معاذ يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

٢٧٠٦ ـ سليمان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي (١)

كان بدمشق مع يزيد بن الوليد على أخيه الوليد بن يزيد ، فلما قتل الوليد سرّ بقتله لسوء سيرته وقبح أفعاله ، ووجه إليه عبد الله بن علي في أواخر سنة اثنتين (٢) وثلاثين ومائة جندا إلى البلقاء فقتل سليمان. له ذكر في التاريخ.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال (٣) : وولد يزيد بن عبد الملك : عبد الجبار بن يزيد ، وسليمان ، وأبا سفيان ، وهاشما لا بقية له (٤) ، وداود والعوّام لا بقية له (٥) وهم لأمهات أولاد شتى.

٢٧٠٧ ـ سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري المصري

له ذكر في تاريخ أهل مصر.

__________________

(١) أخباره في تاريخ الطبري ، (انظر الفهارس) ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٤٤٤.

(٢) بالأصل : «اثنين».

(٣) انظر نسب قريش للمصعب ص ١٦٧.

(٤) في نسب قريش : لهم.

(٥) نسب قريش : لا عقب لهما.

٤٠١

روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي.

ووفد على معاوية ، ومضى إلى العراق.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد ، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عمرو بن منده قال اللفتواني : وأنبأني أبو عمرو بن منده ، عن أبيه أبي عبد الله قال : قال أنا أبو سعيد بن يونس : سليمان بن يزيد الأزدي الحجري يعرف بالشريف قديم دخل مع معاوية الكوفة. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١) ، قال : أمّا الحجري بفتح الحاء وسكون الجيم من حجر الأزد جماعة منهم سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري يعرف بالشريف قديم دخل مع معاوية بن أبي سفيان الكوفة. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي ، قاله ابن يونس.

والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.

تم الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما دائما إلى يوم الدين ، وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلّا على الظالمين ، آمين (٢).

يتلوه في الجزء الذي يليه : سليمان بن يسار أبو عبد الرّحمن ويقال أبو عبد الله.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٨٣ و ٨٦.

(٢) إلى هنا ينتهي .....

٤٠٢

بسم الله الرّحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم

ذكر من اسمه شدّاد

٢٧٠٨ ـ [شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري البخاري]

(١) أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله قال : أنبأ أبو السعود أحمد بن محمّد بن المجلي (٢) ، ثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، أنبأ أبي أبو يعلى قالا : أنبأ عبيد الله بن أحمد بن علي ، ثنا محمّد بن محمّد بن حفص قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدثكم الهيثم بن عدي قال : قال ابن عباس : شداد بن أوس يكنى أبا يعلى (٣).

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنبأ أبو طاهر

__________________

(١) من هنا يتبع ترجمة شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري النجاري الصحابي.

هكذا بدأ المجلد الثامن المخطوط من أصلنا بجزء من ترجمة شداد بن أوس مع العلم أن المجلد السابع المخطوط انتهى بترجمة سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري المصري ، وكتب في آخر ترجمته : ثم الجزء المبارك بحمد الله ... ويتلوه في الجزء الذي يليه : سليمان بن يسار أبو عبد الرحمن ويقال : أبو عبد الله.

فيكون السقط في التراجم من سليمان بن يسار إلى شداد بن أوس ، صاحب الترجمة المبتورة المذكورة في هذا الجزء.

راجع في هذا الشأن التراجم الواردة في مختصر ابن منظور ١٠ / ١٩٢ وما بعدها إلى صفحة ٢٧٦ ، وهي تسع وستون ترجمة مع العلم أن ابن منظور كان يسقط بعض التراجم.

(٢) بالأصل المحلي ، بالحاء المهملة خطأ ، والصواب ما أثبت بالجيم ، وضبطت عن التبصير ، وقد تقدم التعريف به.

(٣) ترجمة شداد بن أوس في الاستيعاب ٢ / ١٣٥ هامش الإصابة ، أسد الغابة ٢ / ٣٥٥ والإصابة ٢ / ١٣٩ تهذيب التهذيب ٢ / ٤٨٣ الوافي بالوفيات ١٦ / ١٢٣ وسير الأعلام ٢ / ٤٦٠ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٤٠٣

أحمد بن الحسن الباقلاني ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا : أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنبأ عمر بن أحمد بن أحمد بن إسحاق ، ثنا خليفة بن خياط (١) قال : شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار يكنى أبا يعلى ، مات بالشام سنة ثمان وخمسين ، أمه صريمة (٢) من بني عدي بن النجار ، وفي نسخة صرمة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأ أبو الفضل بن خيرون.

ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، قالا : أنبأ أبو القاسم الأزهري ، أنبأ عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنبأ العباس بن العباس بن محمّد بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ، أنبأ أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : شداد بن أوس أبو (٣) يعلى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأ عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني صالح بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : شداد أبو يعلى.

ح قال وأنبأ عبد الله ثنا ابن زنجويه ، قال : سمعت عبد الله بن صالح يقول : شداد أبو يعلى.

قال عبد الله بن محمّد : شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان بن ثابت ، سكن (٤) حمص وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

رأيت في كتاب محمد بن سعد : شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عامر بن عمرو بن مالك بن النجار ، يكنا أبا يعلى ، وهو ابن أخي حسّان بن ثابت ، مات بفلسطين سنة ثمان وخمسين في خلافة معاوية ، وهو ابن خمس وسبعين وله بقية وعقب ببيت المقدس ، وكان له اجتهاد وعبادة.

قوله سكن حمص وهم.

__________________

(١) طبقات خليفة ص ١٥٧ رقم ٥٦١.

(٢) في طبقات خليفة : «صرمة».

(٣) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٤) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، باعتبار ما سيأتي بعد في آخر الخبر.

٤٠٤

أخبرنا أبو الأعز (١) قراتكين (٢) بن الأسعد ، أنبأ الحسن بن علي أبو محمّد ، أنبأ علي أبو محمّد ابنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ (٣) شهريار ، ثنا عمرو بن علي بن بحر بن كثير في تسمية من روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

[أخبرنا أبو بكر](٤) محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ الأسعد بن علي ، أنبأ أبو عمر (٥) بن حيّوية (٦) ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٧) ، قال في الطبقة الثالثة : شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو (٨) بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عامر بن عمرو بن مالك بن النجار ، ولم يسم لنا أمّه ، فولد شداد محمدا ويعلى ، وبه يكنى ، وكبشة ولم يسم لنا أمهم ، وشداد هو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر ، وتحول إلى فلسطين فنزلها ، ومات بها سنة ثمان وستين (٩) في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، وهو ابن خمس وسبعين (١٠) سنة ، وله بقية وعقب ببيت المقدس ، وكانت له عبادة واجتهاد في العلم.

روى عن كعب الأحبار.

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي ، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأ أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنبأ أحمد بن علي بن الحسن ، أنبأ أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم.

قال : ومن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عامر بن عمرو ثم من بني النجار ، وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج شداد بن أوس بن ثابت ، وهو ابن أخي حسان بن

__________________

(١) مهملة بدون إعجام الزاي بالأصل.

(٢) بالأصل : «فراتكين» خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ كثيرا.

(٣) بياض بالأصل.

(٤) بياض بالأصل ، وما بين معكوفتين زيادة منا قياسا إلى سند مماثل.

(٥) بالأصل : عمرو ، خطأ.

(٦) غير مقروءة بالأصل ، والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٠٩.

(٧) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠١.

(٨) قوله : «المنذر بن حرام بن عمرو» مكرر بالأصل ، وذكر مرة واحدة في ابن سعد.

(٩) كذا بالأصل وفي ابن سعد : وخمسين.

(١٠) في ابن سعد : وتسعين.

٤٠٥

ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، وكان أوس بن ثابت شهد بدرا واستشهد يوم أحد ، وتوفي شداد بن أوس بالشام سنة ثمان وخمسين فيما يقال ، له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأ أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأ عبد الوهاب بن محمد ـ زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا : أنبأ أحمد بن عبدان ، أنبأ محمد بن سهل ، أنبأ محمد بن إسماعيل (١) قال : شداد بن أوس بن ثابت أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت النجاري الأنصاري (٢) [له](٣) صحبة.

وقال بعضهم : شهد بدرا ، ولم يصح ، نزل الشام.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال (٤) ، أنبأ أبو القاسم بن منده ، أنبأ أبو علي إجازة.

قال : وأنبأ أبو طاهر بن مسلمة ، أنبأ علي بن محمد قالا : أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم (٥) ، قال : شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أحد بني حديلة (٦) ، وهم بنوا عمرو بن مالك النجار أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت الأنصاري النجاري نزل الشام تحول إلى فلسطين ، مات بها سنة ثمان وخمسين ، وهو ابن خمس وسبعين ، له صحبة.

روى عنه ابنه يعلى بن شداد ، وأبو الأشعث الصنعاني ، وضمرة بن حبيب ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأ أبو

__________________

(١) التاريخ الكبير ٤ / ٢٢٤.

(٢) قوله الأنصاري سقطت من البخاري.

(٣) زيادة عن البخاري.

(٤) بالأصل : الحلال بالحاء المهملة ، والصواب ما أثبت ، وقد مرّ كثيرا.

(٥) الجرح والتعديل ٤ / ٣٢٨.

(٦) بالأصل جديلة بالجيم ، والمثبت عن الجرح والتعديل ، وضبطت بالتصغير عن المشتبه.

٤٠٦

سعيد بن حمدون [أنا](١) مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان (٢) ، له صحبة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأ أبو القاسم تمام بن محمد (٣) ، أنبأ أبو عبد الله جعفر بن محمد ، ثنا أبو زرعة قال : شداد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت ، يكنى أبا يعلى ، نزل بيت المقدس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأ أبو نصر الوائلي ، أنبأ الخصيب بن عبد الله ، أنا (٤) عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان بن ثابت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنبأ هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل ، ثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد (٥) قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه. قال : شداد بن أوس كنيته أبو يعلى ، قال أبو بشر : أبو يعلى شداد بن أوس.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي (٦) ، أنبأ أبو بكر الصّفار ، أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنا [أبو] أحمد الحافظ قال : أبو يعلى شداد بن أوس ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري الأنصاري بن أخي حسان بن ثابت وأمه صريمة من بني عدي بن النجار ، له صحبة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقال : شهد بدرا ، ولا يصح ذلك ، كان له خمسة أولاد : يعلى ، ومحمّد ، وعبد الوهّاب ، والمنذر ، وأختهم الخزرج ، نزل بيت المقدس من الشام ، وفي أهلها عداده ، مات سنة أربع وخمسين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن

__________________

(١) بياض بالأصل مقدار كلمة. وما بين معكوفتين زيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل. وبعدها ورد بالأصل «محمد» خطأ والصواب ما أثبت «مكي».

(٢) بياض بالأصل مقداره كلمتان.

(٣) بالأصل «أحمد» خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٢٨٩.

(٤) بالأصل «بن» خطأ ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٥) غير واضحة بالأصل ، مطموسة ، والصواب ما أثبت ، وهو أبو بشر الدولابي.

(٦) بالأصل : يعلى ، خطأ.

٤٠٧

منده قال : شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أخو بني خويلد ، وهم بنو عمرو بن مالك بن النجار ، شهد بدرا ، قاله موسى بن عقبة ، يكنى أبا يعلى.

روى عنه محمود بن الربيع ، وأبو الأشعث الصنعاني ، توفي بفلسطين سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أبو الفضل محمد بن طاهر ، أنبأ مسعود بن ناصر ، أنبأ عبد الملك بن الحسن ، أنبأ أحمد بن محمد الكلاباذي قال : شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت الأنصاري النجاري الخزرجي المديني ، نزل الشام ، وقال بعضهم : شهد بدرا ولم يصح ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عنه بشير بن كعب في الدعوات حديث سيد الاستغفار ، قال الواقدي : مات بفلسطين سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وقال ابن سعد : قال الهيثم : توفي في آخر خلافة معاوية.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأ أبو نعيم بن يونس بن محمد ، أنبأ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد ـ إجازة ـ أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي الخطيب ، ثنا عمر بن الفضل بن مهاجر ، ثنا أبي ، ثنا الوليد بن حمّاد ، ثنا أبو نعيم بن محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن عبد الرحمن قال : سمعت أبي يحدث عن جده شداد بن أوس قال : لما دنت وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام شداد بن أوس ثم جلس ، ثم قام ثم جلس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ما قلقك يا شداد؟» فقال : يا رسول الله ضاقت بي الأرض ، فقال : «ألا إن الشام إن شاء الله وبيت المقدس ستفتح إن شاء الله ، وتكون أنت وولدك من بعدك أئمة بها إن شاء الله» (١) [٤٩٧٤].

أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد وغيره في كتبهم ، قالوا : أنبأ أبو بكر بن ريذة (٢) ، ثنا سليمان بن أحمد (٣) ، ثنا علي بن سعيد الرازي ، ثنا محمد بن مسلم بن

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بالأصل.

(٢) بالأصل : ربده ، خطأ والصواب ما أثبت وضبط وقد مرّ كثرا.

(٣) المعجم الكبير للطبراني ٧ / ٢٨٩ ح (٧١٦٢).

٤٠٨

واره ، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال : سمعت أبي يذكر عن أبيه ، عن جده ، عن شداد بن أوس أنه كان عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يجود بنفسه فقال :

«ما لك يا شداد؟» قال : ضاقت بي الدنيا ، فقال : «ليس عليك إنّ الشام تفتح ويفتح بيت المقدس ، فتكون أنت وولدك أئمة فيهم إن شاء الله» [٤٩٧٥].

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصفار ، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أنبأ أحمد بن عمير ، حدّثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الوهاب ـ وهو ابن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حدّثني أبي عن أبيه ، عن جده قال :

كانت كنية شداد أبو يعلى ، وكانت له خمسة أولاد أربع بنين وبنت وكان أكبرهم يعلى ، ثم محمد ، وعبد الوهاب ، والمنذر فمات شداد وعبد الوهاب والمنذر صغيرين ، ولم يعقب يعلى وأعقبوا كلهم ، وكانت البنت اسمها خزرج ، تزوجت في الأزد ، وتوفي شداد سنة أربع وستين ، ونشأ لابنته خزرج نسل إلى سنة ثلاثين ومائة ، وكانت الرجفة التي كانت بالشام سنة ثلاثين ومائة ، وكان فيها خروج أبي مسلم وزوال أمر بني أمية ، فرجفت (١) الشام وكان أكثر ذلك ببيت المقدس ففني (٢) كثير ممن كان فيها من الأنصار وغيرهم (٣) ووقع المنزل الذي كان فيه محمد بن شداد على كلّ من كان فيه من أهله وولده ففنوا جميعا ، وسلم محمد قد ذهبت رجله تحت الردم ، فعمّر بعد ذلك إلى قدوم المهدي ، وكانت النعل (٤) زوج (٥) خلّفها شداد عند ولده فصارت إلى محمد بن شداد ، فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به وبأهله ، وأنه لم يبق منهم أحد جاءت فأخذت فرد النعلين وقالت : يا أخي ، ليس لك نسل وقد رزقت ولدا وهذه مكرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحب أن تشرك فيها ولدي ، فأخذتها منه.

وكان ذلك في أوان الرجفة ، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها ، فلما أن صار المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها وعرّفوه نسبها من شداد فعرف ذلك ، وقبل النعل

__________________

(١) بالأصل : فرجعت ، خطأ والصواب ما أثبت باعتبار سياق العبارة وانظر مختصر ابن منظور ١٠ / ٢٧٨.

(٢) رسمها مضطرب بالأصل وتقرأ «ففي» والمثبت عن سير الأعلام ٢ / ٤٦٣.

(٣) بالأصل : وميرهم ، خطأ.

(٤) أي نعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٥) كذا بالأصل وصوابه : زوجا.

٤٠٩

منهما ، وأجاز كل واحد منهما بألف دينار ، وأمر لكل واحد منهما بضيعة ، وكتب كل واحد منهما في مائة من العطاء ، ثم بعث إلى محمد بن شداد فأتي به فحمل على أيدي الرجال للزمانة (١) التي كانت به أصابته من الرجفة فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الرجلين فيها ، وقال له المهدي : ائتني بالأخرى ، فبكا محمد بن شداد واسترحمه وناشده بقرابته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : إن الأمر قد فرت مني قلا تفجعني بها ولا تسلبني مكرمة اختصّنا بها ابن عمك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نبي الرحمة ، فرّق المهدي للشيخ وأقرّها على حالتها فأخبرني من أدركت من مشايخ الأنصار من ولد شداد وغيره أن الرجلين هلكا وهلك ما كان لهما ولم يعقبا (٢).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنبأ أبو نعيم (٣) ، ثنا أبي ، وأبو محمد بن حيّان (٤) قالا : نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن ، ثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن محمّد بن سيار ، ثنا شريح بن يزيد الحضرمي أبو حيّوية ، ثنا معان بن رفاعة ، عن أبي يزيد الغوني (٥) عن من حدّثه ، عن أبي الدرداء أنه كان يقول : لكلّ أمة فقيها ، وإن فقيه هذه الأمة شدّاد بن أوس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقند [ي] ، أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، ثنا سفيان قال : قال أبو الدرداء : منهم من أوتي علما ولم يؤت حلما وإن شداد بن أوس أوتي علما وحكما (٦).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنبأ علي بن محمد بن علي ، أنبأ محمد بن عبد الله بن محمد ، أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي (٧) ، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، ثنا نصر بن المغيرة ،

__________________

(١) الزمانة : العاهة المزمنة.

(٢) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٦٢ ـ ٤٦٣ من طريق ابن جوصا.

(٣) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٦٥ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٦٣.

(٤) بالأصل حبان بالباء الموحدة والمثبت عن الحلية.

(٥) كذا ، وفي الحلية وسير الأعلام : الغوثي.

(٦) كذا ، وفي سير الأعلام ٢ / ٤٦٤ وحلية الأولياء ١ / ٢٦٤ «حلما».

(٧) بالأصل الدعولي بالعين المهملة ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب.

٤١٠

قال : قال سفيان : قال عبادة : من الناس من أتي علما ولم يؤت حكما (١) ، ومنهم من أوتي حكما (٢) ولم يؤت علما ، وإنّ شداد بن أوس من الذين أوتوا العلم والحلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأ أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي ، أنا أبو زرعة ، حدّثنا أبو مسهر ، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال : فضّل شداد بن أوس الأنصاري بخصلتين : ببيان إذا نطق ، وبكظم إذا غضب (٣).

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنبأ محمد بن عبد الله الضبّي ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو الحسن محمد بن سنان القرار ، ثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي ، ثنا عكرمة بن عمّار قال : سمعت شدادا أبا عمّار يحدّث عن شداد بن أوس ، وكان بدريا عن محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر حديثا (٤).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن محمد الفقيه ، نا محمد بن سعد قال : أخبرني من سمع ثور بن يزيد بجير بن خالد بن سعدان (٥) قال : لم يبق من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالشام كان أوثق ، ولا أفقه ، ولا أرضا من عبادة بن الصامت وشداد بن أوس.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنبأ الأحوص (٦) بن المفضل ، ثنا أبي قال : زهاد الأنصار ثلاثة : أبو الدرداء ، وشداد بن أوس ، وعمير بن سعد ، وقد كان عمر بن الخطاب ولّاه حمص (٧).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطبري ، وكان الحسين محمد بن عبد الواحد ، أنبأ أبو بكر محمد بن إسماعيل ، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية قال : كان شداد بن أوس في سفر ، فقال لغلامه : ائتنا بالسفرة نصيب بها فأنكرت عليه فقال : ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلّا وأنا أحفظها.

__________________

(١) كذا.

(٢) كذا.

(٣) الإصابة ٢ / ١٣٩ ، ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٦٤ من طريق سعيد بن عبد العزيز.

(٤) سير الأعلام ٢ / ٤٦٤ وبالأصل : شداد أنا عمار خطأ والصواب ما أثبت «أبا» عن سير الأعلام.

(٥) كذا بالأصل ، ولعل الصواب : «يخبر عن خالد بن معدان» ، كما يفهم من عبارة سير الأعلام ٢ / ٤٦٤.

(٦) بالأصل : الأخوص خطأ والصواب بالحاء المهملة.

(٧) سير الأعلام ٢ / ٤٦٥.

٤١١

كذا قال وازمها غير كلمتي هذه فلا تحفظوها علي.

قال : وثنا الحسين بن الحسن المروزي ، ثنا عبد الله بن المبارك ، أنبأ الأوزاعي ، عن حسان بن عطية قال : بلغني أن شداد بن أوس نزل منزلا فقال : ائتوني بالسفرة نصب بها ، فأنكرت منه ، فقال : ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أحفظها ثم أزمها غير هذه فلا تحفظوها علي.

أخبرنا أبو غالب البنا ، أنبأ أبو محمد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ يحيى بن محمد ، أنبأ الحسين بن الحسن ، أنبأ عبد الله بن المبارك ، ثنا الأوزاعي ، عن حسان بن عطية فذكر مثله.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم قال : أنبأ محمد بن علي بن محمد الخشاب (١) ، أنبأ أبو بكر الجوزقي (٢) ، أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي (٣) ، ثنا محمد بن الليث ، أنبأ أبي عثمان ، أنبأ عبد الله ، أنبأ السري بن يحيى ، عن ثابت البناني قال : قال شداد بن أوس لغلامه :

ائتنا بسفرة نصب بها ببعض ما فيها ، فقال له من أصحابه : ما سمعتك أي منك هذه الكلمة منذ صاحبتك أرى أن تكون فيها شيء من هذه قال : صدقت ، ما تكلمت بكلمة منذ تابعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا أزمّها فاخطمها غير هذه ، وأيم الله لا يذهب مني هكذا فجعل يسبّح ويكبّر ويهلل ويحمد الله عزوجل (٤).

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، عن أبي الفرج سهل بن بشر بن أحمد ، أنبأ أبو الحسين علي بن بشير بن أحمد بن الحسن الخلال بمصر ، أنبأ أبو محمد الحسن بن رشيق ، ثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم ـ إملاء ـ حدّثني علي بن عبد الله المديني ، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن رجل ، عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير ، عن رجل من أهل بلقين قال : ـ وأحسبه من بني مجاشع ـ قال : انطلقنا نؤم البيت فلما

__________________

(١) بالأصل : الحساب ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٥٠.

(٢) بالأصل : «الحورقي» والصواب ما أثبت ، واسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أبو بكر الشيباني الجوزقي ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٩٣.

(٣) بالأصل الدعولي بالعين المهملة ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب.

(٤) انظر حلية الأولياء ١ / ٢٦٥ و ٢٦٦.

٤١٢

علونا في الأرض إذا نحن بأخبية مثبوتة وإذا فيها بفسطاط (١) فقلت لصاحبي : عليك بصاحب الفسطاط (٢) فإنه سيد القوم ، فلما انتهينا إلى باب الفسطاط فسلّمنا ، فردّ السلام ، ثم خرج إلينا شيخ ، فلما رأيناه هبناه مهابة لم نهبها ولدا قط ولا سلطانا ، فقال : ما أنتما؟ قلنا : فئة نؤم البيت ، قال : وأنا قد حدثتني نفسي بذاك ، ولا أراني إلّا سأصحبكم ، ثم نادى للرجال ، فخرج إليه من تلك الأخبية شباب يدقون إليه كما تدق النسور فجمعهم ثم خطبهم ، وقال : إني تذكرت بيت ربي ، ولا أراني إلّا زائره ، فجعلوا ينتحبون عليه بكاء ، فالتفتّ إلى شابّ منهم فالتفت إليّ وقال : لا تعرفه؟ قلت : لا ، قال : هذا شداد بن أوس صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان أميرا فلما أن قتل عثمان اعتزلهم ، قال : ثم دعا لنا بسويق له عريض فجعل يبس (٣) لنا ويطعمنا ويسقينا ، فلما حضر خروجه خرجنا معه ، فلما علونا في الأرض قال لغلام له : يا غلام اصنع لنا طعاما ما نقطع عنا الجوع بصغره ، كلمة قالها ما تمالكنا أن ضحكنا ، فالتفت قرآنا فقال : ما لي أراكم إلّا صغار فكما قلنا : يرحمك الله ، إنك كنت لا تكاد أن تتكلم فلما تكلمت لا نتمالك أن ضحكنا ، وإنا نغيضك يرحمك الله. قال : وما أراني إلّا مفارقكم وإن كسوتكما من ثياب أبليتموها ، وإن زودتكم من زادي أفنيتموه ولكن أزودكم حديثا كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تعلمناه في السفر والحضر ، فأملى علينا فكتبناه ، بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إني أسألك الثبات (٤) في الأمر ، وأسألك عزمة (٥) الرشد ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، واستغفرك لما تعلم إنك علّام الغيوب. قال شداد : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا أخذ أحدكم مضجعه فليقرأ بأمّ الكتاب وسورة (٦) ، فإن الله يوكل به ملكا يهبّ معه إذا هبّ» قال شداد بن أوس : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات» ،

__________________

(١) بالأصل بالقاف خطأ.

(٢) بالأصل بالقاف خطأ.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت ، يقال : بسّ السويق والدقيق يبسّه بسّا ، خلطه بسمن أو زيت.

(٤) في حلية الأولياء ١ / ٢٦٥ التثبت في الأمر.

(٥) في سير الأعلام ٢ / ٤٦٥ وحلية الأولياء ١ / ٢٦٥ : عزيمة الرشد.

(٦) كذا بالأصل.

٤١٣

ثم قال أبو شيبة : فأنا قد كنزت هذا الكلام في قلبي منذ ثمانين سنة [٤٩٧٦].

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم الحافظ (١) ، ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحرّاني ، ثنا جدي ، ثنا موسى بن أعين ، عن بكر بن خنيس ، عن عطاء بن عجلان ، عن خالد بن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن نسيّ قال :

مربي شداد بن أوس ، فأخذ بيدي فانطلق بي إلى منزله ثم جلس يبكي حتى بكيت لبكائه فلما سري عنه قال : ما يبكيك؟ قلت : رأيتك تبكي فبكيت ، قال : إني ذكرت حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إني (٢) أخوف ما أتخوف (٣) على أمتي الشرك ، والشهوة الخفية» [٤٩٧٧].

أخبرنا أبو الأعز (٤) قراتكين (٥) بن الأسعد ، أنبأ أبو محمد الجوهري ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الحراح (٦) ، نا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن السري بن البزار ، ثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن الحسن بن عدي الكندي ، ثنا أبو خالد ، عن ابن عجلان ، عن رجاء بن حيوة الكندي ، عن محمود بن الربيع قال :

خرجت مع شداد بن أوس إلى السوق ثم رجع فاستلقى على فراشه فبكى بكاء ليس بالتبكي ، ثم قال : ألا يا بغايا العرب ، يا بغايا العرب ، ألا لا يعد الإسلام وأهله ، إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك والشهوة الخفية ، قال : ثم جلس فقلت : لقد رأيتك فعلت شيئا ما رأيت فعلت قبله مثله ، قلت : أتخاف علينا الشرك وقد هدانا الله إلى الإسلام ، قال : فضرب بيده عليّ ثم قال : ثكلتك أمك يا محمود ، أوما كان الشرك إلّا أن تجعل مع الله إلها آخر (٧).

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطبر الجريري ، أنبأ أبو الحسن

__________________

(١) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٦٨.

(٢) في الحلية : إن.

(٣) في الحلية : أخاف.

(٤) تقرأ بالأصل : الأغر ، خطأ والصواب بالزاي.

(٥) بالأصل : فراتكين ، والصواب بالقاف.

(٦) كذا.

(٧) انظر حلية الأولياء ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.

٤١٤

محمد بن عبد الواحد ، أنبأ أبو بكر محمد بن إسماعيل ، ثنا محمد بن محمد بن صاعد ، ثنا يوسف بن موسى القطان ، ثنا خلف بن الوليد ، نا أبو معشر ، عن محمد بن عبد الله البصري :

إن شداد بن أوس شيّع رجالا غزوا في سبيل الله فقالوا : يا أبا يعلى أنزل كل معنا ، قال : لو كنت أكلت الطعام قبل أن أعلم (١) من أين أصله منذ بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأكلت معكم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأ أبو الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن الحنائي ، ثنا عبد العزيز الكتاني.

ح وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال : ثنا عبد العزيز ، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا زهير بن عباد الرواسي الكلابي ، ثنا الصلت بن حكيم ، عن أبي فضالة ، عن أسد بن وداعة قال :

كان شداد بن أوس إذا أخذ مضجعه من الليل كان كالحبّة على المقلى فيقول : اللهم إنّ النار قد حالت بيني وبين النوم ، ثم يقوم فلا يقوم فلا يزال يصلي حتى يصبح (٢). أبو فضالة هذا هو الفرج بن فضالة.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم الحافظ (٣) ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمّد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الفرج بن فضالة ، عن أسد بن وداعة ، عن شداد بن أوس الأنصاري :

أنه كان إذا دخل الفراش يتقلب (٤) على فراشه لا يأتيه النوم ، فيقول : اللهمّ إنّ النار أذهبت مني النوم ، فيقوم فيصلي حتى يصبح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي (٥) ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف بن بشر ، نا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد ، أنبأ

__________________

(١) بالأصل : «أن أر أعلم» حذفنا «أر» فهي مقحمة.

(٢) نقله ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٣٥٥ من طريق أسد بن وداعة.

(٣) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٦٤ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٦٦ من طريق قتيبة.

(٤) عن الحلية وسير الأعلام وبالأصل : ينقلب.

(٥) بالأصل : عبيد الثاني ، خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

٤١٥

يزيد بن هارون ، أنبأ فرج بن فضالة ، عن أسد بن وداعة قال :

كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كان كأنه حبّة على مقلى فيقول : اللهم إن النار قد أسهرتني ، ثم يقوم إلى الصّلاة.

قال : ونا محمّد بن سعد ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا سلّام بن مسكين ، ثنا قتادة :

أن شداد بن أوس خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس ألا إن الدنيا أجل حاضر ، يأكل منها البر والفاجر ، ألا وإن الآخرة أجل متأخر يقضي فيها ملك قادر ، ألا إن الخبر كله بحذافيره في الجنة ، ألا وإن الشر في النار ، واعلموا أنه من يعلم مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأ أبو عمرو بن منده ، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنبأ أبو الحسن اللبناني ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد ـ هو ابن الحسين ـ ثنا داود بن مهران ، ثنا حفص بن سليمان المقرئ ، عن أبي رجاء الشامي ، عن شداد بن أوس قال :

الموت أقطع هول في الدنيا والآخرة على المؤمن ، والموت أشد من نشر بالمناشير ، وقرض بالمقاريض وغلي في القدور ، ولو أنّ الميت نشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت ما انتفعوا بعيش ولا لذو بنوم.

قال ونا ابن أبي الدنيا ، أخبرني محمّد بن صالح ، عن علي بن محمّد ، عن جويرية (٢) بن أسماء قال : قال معاوية لشداد بن أوس : يا شداد أنا أفضل أم علي؟ وأينا أحب إليك؟ قال : علي أقدم هجرة وأكثر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الخير سابقة ، وأشجع منك نفسا ، وأسلم منك قلبا ، وأما الحب فقد مضى عليّ وأنت اليوم عند الناس أرجى منه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو الحسين الآبنوسي ، أنبأ أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن بن جوصا (٣) ـ إجازة ـ ح.

__________________

(١) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٦٤ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٦٦.

(٢) بالأصل : جويرة ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٧ / ٣١٧.

(٣) بالأصل : حوصا ، بالحاء المهملة ، خطأ ، والصواب بالجيم ، وقد مضى التعريف به.

٤١٦

وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنبأ أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأ أبو الحسن الرّبعي ، أنبأ أبو الحسين الكلابي ، أنا أبو الحسن ـ قراءة ـ :

قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : وشداد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت يكنى أبا يعلى ، توفي ببيت المقدس.

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد قالا : أنبأ أبو نعيم الأصبهاني ، ثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمّد بن إسحاق ، أخبرني أبو يونس ، نا أبو نعيم بن المنذر قال : مات شداد بن أوس بن المنذر بن ثابت بن حرام ـ ويكنى أبا يعلى ـ فنزل شداد بفلسطين ، ومات سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسبعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد ، أنبأ أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى بن زكريا ، ثنا خليفة بن خياط ، قال : وفيها ـ يعني سنة ثمان وخمسين ـ مات شداد بن أوس الأنصاري ، ويقال : مات في آخر خلافة معاوية (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو القاسم بن البسري (٢) ، أنبأ أبو طاهر المخلص ـ إجازة ـ ثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلّام ، قال : سنة ثمان وخمسين فيها مات شداد بن أوس الأنصاري ، وكان ينزل فلسطين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأ أبو عمرو بن منده ، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (٣) ، أنا ابن سعد ، قال شداد بن أوس بن ثابت بن منذر ، أحد بني حديلة وهم بنو عمرو بن مالك بن النجار ـ ويكنى أبا يعلى ـ وهو ابن أخي حسان بن ثابت قال محمّد بن عمر : تحول إلى فلسطين ، ومات بها سنة ثمان وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة. قال الهيثم : توفي آخر خلافة معاوية بالشام.

__________________

(١) لم يذكره خليفة في تاريخه في وفيات سنة ٥٨ ، وذكر في حوادث سنة ٥٩ وفيها قال : ومات في آخر ولاية معاوية ، وذكر ناسا ثم قال : وشداد بن أوس ، ويقال مات سنة إحدى وأربعين.

(٢) بالأصل : السري ، خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٣) الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٤١٧

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسين ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر ، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : وبلغني أن شداد بن أوس توفي سنة ثمان وخمسين في خلافة معاوية وهو ابن خمس وسبعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأ مكي بن محمّد ، أنبأ أبو سليمان الربعي قال : قال محمّد بن سعد : شداد بن أوس بن ثابت بن منذر بن حرام تحول إلى فلسطين ، ومات بها سنة ثمان وخمسين ـ وهو ابن خمس وسبعين سنة ـ.

٢٧٠٩ ـ شدّاد بن خالد الباهلي

من وجوه أهل خراسان ، وفد على هشام بن عبد الملك ، وشكا إليه أشرس (١) بن عبد الله السلمي أمير خراسان فعزله واستعمل الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي. له ذكر في تاريخ أبي جعفر الطبري (٢).

٢٧١٠ ـ شدّاد بن عبد الله

أبو عمّار القرشي الأموي مولاهم (٣)

صحب أنس بن مالك ، وروى عن أبي هريرة ، وواثلة بن الأسقع ، وأبي أمامة الباهلي ، وعوف بن مالك الأشجعي ، وشداد بن أوس ، وأبي أسماء الرحبي ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبد الله بن فروخ.

روى عنه الأوزاعي ، ويحيى بن أبي كثير ، وسلمة بن عمرو القاضي ، وكلثوم بن زياد المحاربي ، وعكرمة بن عمّار ، والنهاس بن قهم (٤) ، وعوف الأعرابي (٥).

__________________

(١) عن الطبري ط بيروت ٤ / ١٣٧ حوادث سنة ١١١ وبالأصل : أسوس.

(٢) ورد ذكر شداد في تاريخ الطبري في حوادث سنة ١١١ تحت عنوان : ذكر السبب الذي من أجله عزل هشام أشرس عن خراسان واستعماله الجنيد.

(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٤٨٥ وتقريب التهذيب ، والكاشف للذهبي.

(٤) النهاس بتشديد الهاء ثم مهملة.

وقهم بفتح القاف وسكون الهاء عن تقريب التهذيب ، وبالأصل نهم.

(٥) بالأصل : الأوزاعي ، والمثبت عن تهذيب التهذيب.

وكرر بعده بالأصل : يحيى بن أبي كثير وسلمة بن عمرو القاضي وكلثوم بن زياد المحاربي.

٤١٨

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، وأبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد البيهقي قالوا : أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد الصابوني ، أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب القرشي الرّازي ، قدم علينا نيسابور ، أنبأ محمّد بن أيوب الصريسي (١) الرازي ، أنبأ أبو الوليد الطيالسي ، ثنا عكرمة بن عمّار ، ثنا شداد ـ أبو عمّار ـ حدّثني أبو أمامة قال :

بينما أنا قاعد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فسكت عنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أعاد فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فسكت عنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أعاد فقال : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فأقيمت الصّلاة فلم يردّ عليه شيئا حتى صلّى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم انصرف ، قال شداد : فحدّثني أبو أمامة قال : إني مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والرجل يتبع ويقول : إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أرأيت حين خرجت من بيتك أليس توضأت فأحسنت الوضوء؟» قال : بلى يا رسول الله ، قال : «قال الله عزوجل : قد غفر لك حدّك ـ أو قال : غفر لك ذنبك ـ» [٤٩٧٨].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضاح ، أنبأ أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني ، ثنا يحيى بن عبد الله البابلتّي (٢) ، ثنا الأوزاعي ، نا أبو عمّار ، حدّثني ثوبان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات ، ثم قال : «اللهمّ أنت السّلام ومنك السّلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام» [٤٩٧٩].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وعلي بن مسلّم الفقيهان ، قالا : أنا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي ، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان ، أنبأ خيثمة بن سليمان ، أنا العبّاس ، أخبرني أبي ، أنا الأوزاعي ، حدّثني شداد ـ أبو عمّار ـ حدّثني أبو أمامة أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يلبس الحرير في الدنيا إلّا من لا

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل.

(٢) مهملة بالأصل بدون نقط والصواب ما أثبت وضبط ، ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٣١٨.

٤١٩

خلاق (١) له في الآخرة» [٤٩٨٠].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو طاهر أحمد بن عبد الملك ، أنبأ أبو الحسن بن السقاء ، ثنا محمّد بن يعقوب ، ثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : شداد الذي روى عنه عكرمة بن عمّار ، وعوف ، والأوزاعي هو واحد : هو شداد أبو عمّار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد ـ زاد البركات : وأبو الفضل بن خيرون قالا : أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن ، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو حفص الأهوازي ، ثنا خليفة بن خياط (٢) قال في الطبقة الثانية من أهل الشامات : شداد بن عبد الله أبو عمّار.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنبأ أبو محمّد الحسن بن علي ، أنبأ أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنبأ محمّد بن الحسين بن شهريار ، ثنا أبو حفص الفلّاس (٣) ، قال : شداد أبو عمّار هو شداد بن عبد الله.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ محمّد بن أحمد بن الآبنوسي (٤) ، ثنا عبد الله بن عتّاب ، أنبأ أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنبأ الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن ، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن ، أنبأ أحمد بن عمير (٥) ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : شداد بن عبد الله أبو عمّار دمشقي ، سمع منه الأوزاعي باليمامة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسن الأصبهاني قالا : ـ أنبأ أحمد بن عبدان ، أنبأ محمّد بن

__________________

(١) الخلاق بالفتح الحظ والنصيب (النهاية : خلق).

(٢) طبقات خليفة بن خياط ص ٥٦٧ رقم ٢٩٣٥ وبالأصل : «السد مات» بدل «الشامات».

(٣) بالأصل القلاس بالقاف خطأ والصواب ما أثبت بالفاء انظر ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٤٧٠ واسمه عمرو بن علي بن بحر بن كنيز.

(٤) بالأصل : الاسوسي ، خطأ والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٥) بالأصل «عمر» والصواب ما أثبت ، قياسا إلى سند مماثل.

٤٢٠