تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب - ج ٤

الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب - ج ٤

المؤلف:

الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي


المحقق: حسين درگاهى
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٥

قلت : قد يكون الغلام ابن ثمان عشرة سنة أو أقل أو أكثر ولا يحتلم.

قال : إذا بلغ وكتب عليه الشّيء ، جاز أمره إلّا أن يكون سفيها أو ضعيفا.

(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ) : بالعدل والسّويّة.

(لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) : إلّا ما يسعها ، ولا يعسر عليها.

وفي اتّباع إيفاء الكيل والوزن بذلك ، تنبيه على تعسّره. وأن ما وراء الوسع فيه ، معفوّ.

(وَإِذا قُلْتُمْ) : في حكومة ونحوها.

(فَاعْدِلُوا) : فيه.

(وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) : ولو كان المقول له أو عليه من ذوي قرابتكم.

(وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا) ، يعني : ما عهد إليكم من ملازمة العدل وتأدية أحكام الشّرع.

(ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (١٥٢) : تتّعظون به.

وقرأ (١) حمزة وحفص والكسائيّ : «تذكرون» بتخفيف الذّال حيث وقع في القرآن.

والباقون ، بتشديدها.

وفي تفسير العيّاشي (٢) : عن أبي بصير قال : كنت جالسا عند أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ وهو متّك على فراشه ، إذ (٣) قرأ الآيات المحكمات الّتي لم ينسخهنّ شيء من الأنعام.

فقال (٤) : شيّعهنّ سبعون ألف ملك (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) (الآيات).

وفي مجمع البيان (٥) ، عن ابن عبّاس : أنّ (٦) هذه الآيات محكمات ، لم ينسخهنّ شيء من جميع الكتب. وهي محرّمات على بني آدم كلّهم. وهنّ أمّ الكتاب. من عمل

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٨.

(٢) تفسير العيّاشيّ ١ / ٣٨٣ ، ح ١٢٣.

(٣) بعض النسخ : إذا.

(٤) المصدر : قال.

(٥) مجمع البيان ٢ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥.

(٦) ليس في المصدر.

٤٨١

بهنّ ، دخل الجنّة. ومن تركهنّ ، دخل النّار.

(وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً) قيل (١) : الإشارة فيه إلى ما ذكر في السّورة. فإنّها بأسرها في إثبات التّوحيد والنّبوّة ، وبيان الشّريعة.

وقرأ (٢) حمزة والكسائيّ «إنّ» بالكسر ، على الاستئناف. وابن عامر ويعقوب ، بالفتح ، والتّخفيف. والباقون به مشدّدة ، بتقدير «اللّام» على أنّه علّة لقوله :

(فَاتَّبِعُوهُ).

وقرأ (٣) ابن عامر : «صراطي» بفتح الياء.

وقرئ (٤) : «هذا صراطي». و «هذا صراط ربّكم». و «هذا صراط ربّك».

(وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) : الأديان المختلفة المشعّبة عن الأهوية المتباينة. فإنّ مقتضى الحجّة واحد ، ومقتضى الهوى متعدّد ، لاختلاف الطّبائع والعادات.

(فَتَفَرَّقَ بِكُمْ) : فتفرّقكم وتزيلكم.

(عَنْ سَبِيلِهِ) : الّذي هو اتّباع الوحي واقتضاء البرهان.

(ذلِكُمْ) : الاتّباع.

(وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (١٥٣) : الضّلال ، والتّفرّق عن الحقّ.

وفي تفسير العيّاشي (٥) : عن بريد العجليّ عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال :

[أ] (٦) تدري ما يعني ب «صراطي مستقيما»؟

قلت : لا.

قال : ولاية عليّ والأوصياء.

قال : وتدري ما يعني «فاتّبعوه»؟

قلت : لا.

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٨.

(٢) نفس المصدر ، والموضع.

(٣) نفس المصدر ، والموضع.

(٤) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٨.

(٥) تفسير العياشي ١ / ٣٨٣ ـ ٣٨٤ ، ح ١٢٥.

(٦) من المصدر.

٤٨٢

قال : يعني : عليّ بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ.

قال : وتدري ما يعني (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)؟

قلت : لا.

قال : ولاية فلان وفلان ، والله. قال : وتدري ما يعني «فتفرّق» بكم عن سبيله؟

قال : يعني : سبيل عليّ ـ عليه السّلام ـ.

عن سعد (١) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ).

قال : آل محمّد ـ عليهم السّلام ـ الصّراط الّذي دلّ عليه.

وفي روضة الواعظين (٢) للمفيد ـ رحمه الله ـ : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ :

(وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ [فَتَفَرَّقَ بِكُمْ).

قال :] (٣) سألت الله أن يجعلها لعليّ ، ففعل.

وفي شرح الآيات الباهرة (٤) : وذكر عليّ بن يوسف بن جبير (٥) في كتاب نهج الإيمان قال : «الصّراط (٦) المستقيم» هو عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ في هذه الآية [ل] (٧) ما رواه إبراهيم الثّقفيّ في كتابه بإسناده إلى أبي (٨) بريدة الأسلميّ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) قد سألت الله أن يجعلها لعليّ ، ففعل. فقوله : «يجعلها لعليّ ـ عليه السّلام ـ» ، أي (٩) : سبيله الّتي هي الصّراط (١٠) المستقيم ، وسبيله القويم الهادي إلى جنّات النّعيم.

__________________

(١) تفسير العياشي ١ / ٣٨٤ ، ح ١٢٦.

(٢) روضة الواعظين / ١٠٦.

(٣) من المصدر.

(٤) تأويل الآيات الباهرة / ٦١ ـ ٦٢.

(٥) المصدر : حبر.

(٦) المصدر : صراط.

(٧) من المصدر.

(٨) ليس في المصدر : أبى كما في جامع الرواة ١ / ١١٩.

(٩) المصدر : أن.

(١٠) المصدر : صراط.

٤٨٣

وفي بصائر الدرجات (١) : عمران بن موسى [عن موسى] (٢) بن جعفر ، عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثّماليّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال :

سألته عن قول الله ـ تبارك وتعالى ـ : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ).

قال : هو ، والله ، عليّ (٣) [هو ، والله] (٤) الميزان والصّراط.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٥) : أخبرنا الحسن بن الحسن بن عليّ بن عليّ ، عن أبيه ، عن الحسن (٦) بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي خالد القمّاط ـ ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في هذه الآية قال : نحن السّبل (٧) فمن أتى فهذه السّبل (٨).

وفي كتاب الاحتجاج (٩) للطّبرسيّ ، بإسناده إلى الإمام محمّد بن عليّ الباقر ـ عليهما السّلام ـ ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل. وفيه خطبة الغدير ، وفيها : معاشر النّاس ، إنّ الله قد أمرني ونهاني وقد نهاني وقد أمرت عليّا ونهيته ، فعلم الأمر والنّهي من ربّه. فاسمعوا لأمره تسلموا ، وأطيعوه (١٠) تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا إلى مراده ولا تتفرّق بكم السّبل عن سبيله. معاشر النّاس ، أنا الصّراط (١١) المستقيم الّذي أمركم باتّباعه ، ثمّ عليّ من بعدي ، ثمّ ولدي من صلبه أئمّة يهدون بالحقّ (١٢) وبه يعدلون.

وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفيّ (١٣) : فرات قال : حدّثني جعفر بن محمّد الفزاريّ معنعنا ، عن أبي مالك الأسديّ قال : قلت لأبي جعفر ـ عليه السّلام ـ : قول الله

__________________

(١) البصائر / ٩٩ ، ح ٩.

(٢) من المصدر.

(٣) يوجد في المصدر و «ج» و «ر».

(٤) يوجد في «ج» و «ر».

(٥) تفسير القميّ ١ / ٢٢١.

(٦) المصدر و «ج» و «ر» : الحسين.

(٧) المصدر : السبيل.

(٨) المصدر : فمن أبى فهذه السبل فقد كفر ، ونور الثقلين ١ / ٧٧٩ ح ٣٤٧ نسخة منه موافقة للمتن وفي نسخته المصحّحة : فمن أبى فهذه السبل.

(٩) الاحتجاج / ٧٨ ـ ٧٩.

(١٠) المصدر : أطيعوا.

(١١) المصدر : صراط الله.

(١٢) إلى الحقّ.

(١٣) تفسير الفرات / ٤٤.

٤٨٤

ـ تعالى ـ : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) [إلى آخر الآية] (١).

فبسط أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ يده اليسرى (٢) ، ثمّ دوّر فيها يده اليمنى ، ثمّ قال :

نحن صراط (٣) المستقيم. فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل ، فتفرّق بكم عن سبيله يمينا وشمالا.

[ثمّ خطّ] (٤) بيده.

فرات (٥) قال : حدّثني جعفر بن محمّد الفزاريّ معنعنا ، عن حمران قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول في قول الله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ).

قال : عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولد فاطمة ـ عليهما السّلام ـ. هم [صراط الله] (٦). فمن أتاه سلك السّبل (٧).

فرات (٨) قال : حدّثني محمّد بن القاسم بن عبيد (٩) معنعنا ، عن حمران قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ [يقول] (١٠) في قول الله ـ تعالى ـ : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ).

قال : عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولد فاطمة ـ عليهما السّلام ـ. هم صراط الله. فمن أتاه ، سلك السّبل (١١).

فرات (١٢) قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن إبراهيم (١٣) معنعنا ، عن أبي جعفر قال :

حدّثنا أبو برزة قال : بينما نحن عند رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ إذ قال ، وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ : و (أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)

__________________

(١) المصدر : فتفرق بكم عن سبيله ، قال.

(٢) كذا في المصدر ، والنسخ : اليسار.

(٣) «ج» و «ر» : صراطه.

(٤) كذا في المصدر ، والنسخ : خطه.

(٥) تفسير فرات / ٤٤ ـ ٤٥.

(٦) المصدر : صراطه.

(٧) المصدر : السبيل.

(٨) تفسير فرات / ٤١.

(٩) المصدر : «جعفر بن محمد الفزاري» بدل «محمد بن القاسم بن عبيد».

(١٠) من المصدر.

(١١) المصدر : السبيل.

(١٢) تفسير فرات / ٤٣.

(١٣) المصدر : محمد بن الحسين بن إبراهيم.

٤٨٥

(إلى آخر الآية).

فقال رجل : أليس إنّما يعني الله : فضل هذا الصّراط على ما سواه؟

فقال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : هذا جفاء بك (١) ، يا فلان. أمّا قولك : «فضّل الإسلام على ما سواه» كذلك (٢).

وأمّا قول الله : (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) فإنّي (٣) قال قلت لربّي مقبل من (٤) غزوة تبوك الأولى : اللهم ، إنّي جعلت عليا منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة له من بعدي. فصدّق كلامي ، وأنجز وعدي. واذكر عليّا [بالقرآن كما ذكرت] (٥) هارون ، فإنّك قد ذكرت اسمي في القرآن. فقرأ آية ، فأنزل تصديق قولي ، فرسخ حسده (٦) من أهل هذه القبلة ، وتكذيب المشركين حتّى شكّوا في منزلة (٧) عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ.

فنزل «هذا صراط عليّ مستقيم» وهو هذا (٨) جالس عندي. فاقبلوا نصيحته (٩) ، واتّبعوا (١٠) قوله. فإنّه من [سبّني ، فقد سبّ] (١١) الله. ومن سبّ عليّا ، فقد سبّني.

(ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) : عطف على «وصّاكم». و «ثمّ» للتّراخي في الأخبار ، أو للتّفاوت في الرّتبة ، كأنّه قيل : ذلكم وصّاكم به قديما وحديثا ، ثمّ أعظم من ذلك إنّا آتينا موسى الكتاب.

(تَماماً) : للكرامة والنّعمة.

(عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) : على من أحسن القيام. ويؤيّده أن قرئ : «على الّذين

__________________

(١) المصدر : جفاؤك.

(٢) المصدر : فكذلك.

(٣) كذا في المصدر ، والنسخ : قال.

(٤) المصدر : عن.

(٥) كذا في المصدر ، والنسخ : بالقلب كما ذكر.

(٦) كذا في المصدر ، وفي «ج» : حيله ، وفي سائر النسخ : جسده.

(٧) كذا في المصدر ، وفي النسخ : منزل.

(٨) ليس في المصدر.

(٩) كذا في المصدر ، وفي ج ور : لنصيحته ، وفي سائر النسخ : النصيحة.

(١٠) المصدر : وأقبلوا.

(١١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : يسبّني يسبّ.

٤٨٦

أحسنوا» ، «أو على الّذي أحسن تبليغه» (١) وهو موسى ـ عليه السّلام ـ أو تماما على ما أحسنه ، أي : أحاده من العلم والشّرائع ، أي : زيادة على علمه إتماما له.

وقرئ (٢) : بالرّفع ، على أنّه خبر مبتدأ محذوف ، أي : على الدّين الّذي هو أحسن. أو على الوجه الّذي هو أحسن ما يكون عليه الكتب.

(وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) : بيانا مفصّلا لكل ما يحتاج إليه في الدّين. وهو عطف على تماما. ونصبهما يحتمل العلّة ، والحال ، والمصدر.

(وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ) : لعلّ بني إسرائيل.

(بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) (١٥٤) ، أي : بلقاء الجزاء.

(وَهذا كِتابٌ) ، يعني : القرآن.

(أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ) : كثير النّفع.

(فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (١٥٥) : بواسطة اتّباعه. وهو العمل بما فيه.

(أَنْ تَقُولُوا) : كراهة أن تقولوا. علّة «لأنزلناه».

(إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا) ، أي : اليهود والنّصارى.

قيل (٣) : ولعلّ الاختصاص في «إنّما» ، لأنّ الباقي المشهور حينئذ من الكتب السّماويّة لم يكن غير كتبهم.

(وَإِنْ كُنَّا).

«إن» هي المخفّفة. ولذلك دخلت اللام الفارقة على خبر كان ، أي : وإنّه كنّا.

(عَنْ دِراسَتِهِمْ) : قراءتهم.

(لَغافِلِينَ) (١٥٦) : لا ندري ما هي. أو لا نعرف مثلها.

(أَوْ تَقُولُوا) : عطف على الأوّل.

(لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ) : لحدّة أذهاننا وثقابة أفهامنا.

__________________

(١) «ج» : بتبليغه.

(٢) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٨.

(٣) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٨.

٤٨٧

ولذلك تلقّفنا من العلم ، كالقصص والأشعار (١) والخطب ، على أنّا أمّيّون.

(فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) : حجّة واضحة تعرفونها.

(وَهُدىً وَرَحْمَةٌ) : لمن تأمّل فيه وعمل به.

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ) : بعد أن عرف صحّتها ، أو تمكّن من معرفتها.

(وَصَدَفَ) : وأعرض ، أو صدّ.

(عَنْها) : فضلّ وأضلّ.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٢) ، أي (٣) : دفع عنها. [فضلّ وأضلّ] (٤).

(سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ) : لشدّته.

(بِما كانُوا يَصْدِفُونَ) (١٥٧) : بإعراضهم ، أو صدّهم ، أو دفعهم.

في كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (٥) ، بإسناده إلى الحسين بن المختار قال :

دخل حيّان (٦) السّراج على الصّادق جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ فقال له : يا حيان (٧) ، ما يقول أصحابك في محمّد بن الحنفيّة؟

قال : يقولون : إنّه حيّ يرزق.

فقال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : حدّثني أبي أنّه كان في من عاده في مرضه ، وفي من أغمضه ، وأدخله حفرته ، وزوّج نسائه ، وقسم ميراثه.

فقال : يا أبا عبد الله ، إنّما مثل محمّد بن الحنفيّة في هذه الأمّة ، كمثل عيسى بن مريم ـ عليه السّلام ـ شبّه أمره للنّاس.

فقال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : شبّه أمره على أوليائه أو على أعدائه؟

__________________

(١) كذا في المصدر ، وفي ر : الألقان ، وفي سائر النسخ : الألغاز.

(٢) تفسير القمي ١ / ٢٢١.

(٣) المصدر : يعني.

(٤) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المصدر.

(٥) كمال الدّين / ٣٦.

(٦) كذا في المصدر ، وجامع الرواة ١ / ٢٨٨ ، وفي «ج» : حنان.

(٧) كذا في المصدر ، وفي النسخ : حنان.

٤٨٨

قال : [بل] (١) على أعدائه.

فقال : أتزعم أنّ أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ـ عليهما السّلام ـ عدوّ عمّه محمّد بن الحنفيّة؟

فقال : لا.

فقال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : يا حيان (٢) ، إنّكم صدفتم عن آيات الله ، وقد قال الله ـ تبارك وتعالى ـ (سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ).

(هَلْ يَنْظُرُونَ) : إنكار ، أي : ما ينتظرون ، يعني : أهل مكّة. وهم ما كانوا منتظرين لذلك ، ولكن لمّا كان يلحقهم ما يلحق المنتظر من الإعراض والصّد شبّهوا بالمنتظرين.

(إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) : ملائكة الموت ، أو العذاب.

وقرأ (٣) حمزة والكسائي ، بالياء.

(أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ) ، أي : أمره بالعذاب. أو كلّ آياته ، يعني : آيات القيامة والهلاك الكلّيّ ، لقوله : (أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ).

قيل (٤) : يعني : أشراط السّاعة.

وفي كتاب الاحتجاج (٥) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في معنى هذه الآية :

فإنّما خاطب نبيّنا ـ صلّى الله عليه وآله ـ هل ينتظر (٦) المنافقون والمشركون إلّا أن تأتيهم الملائكة ، فيعاينوهم (٧). أو يأتي ربّك. أو يأتي بعض آيات ربّك ، يعني بذلك : أمر ربّك. والآيات هي العذاب في دار الدّنيا ، كما عذّب الأمم السّالفة والقرون الخالية.

وفيه ، وفي كتاب التّوحيد (٨) : عنه ـ عليه السّلام ـ : يخبر محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن المشركين والمنافقين الّذين لم يستجيبوا لله ولرسوله ، فقال :

__________________

(١) من المصدر.

(٢) كذا في المصدر ، وفي النسخ : حنان.

(٣) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٩.

(٤) نفس المصدر ، والموضع.

(٥) الإحتجاج ١ / ٣٧٢.

(٦) كذا في المصدر ، وفي النسخ : ينظرون.

(٧) المصدر : فيعاينونهم.

(٨) الإحتجاج ١ / ٣٦٢ ـ ٣٦٣ ، والتوحيد / ٢٦٦.

٤٨٩

(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ). وحيث لم يستجيبوا لله ولرسوله (أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) ، يعني بذلك : العذاب يأتيهم في دار الدّنيا ، كما عذّب القرون الأولى.

وفي رواية العامّة (١) ، عن حذيفة والبراء بن عازب : كنّا نتذاكر السّاعة ، إذ أشرف علينا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.

فقال : ما تتذاكرون؟

قلنا : نتذاكر السّاعة.

قال : إنّها لا تقوم حتّى تروا قبلها عشر [آيات : الدخان] (٢) ، ودابّة الأرض ، وخسفا بالمشرق ، وخسفا بالمغرب ، وخسفا بجزيرة العرب ، والدّجّال ، وطلوع الشّمس من مغربها ، ويأجوج ومأجوج ، ونزول عيسى ، ونارا تخرج من عدن.

(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها) ، كالمحتضر ، إذا صار الأمر عيانا والإيمان برهانيّ.

وقرئ (٣) : «تنفع» بالتّاء. لإضافة الإيمان إلى ضمير المؤنّث.

(لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) : صفة «نفسا».

(أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) : عطف على «آمنت».

والمعنى : أنّه لا ينفع الإيمان حينئذ نفسا غير مقدّمة إيمانها. أو مقدمة إيمانها ، غير كاسبة في إيمانها خيرا.

وفي كتاب التّوحيد (٤) ، في الحديث السّابق : «من قبل» ، يعني : من قبل أن تجيء هذه الآية. وهذه الآية طلوع الشّمس من مغربها.

وفي كتاب الخصال (٥) : عن [حفص بن غياث عن] (٦) أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : سأل رجل أبي (٧) ـ عليه السّلام ـ عن حروب أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ. وكان

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٩.

(٢) كذا في المصدر ، وفي النسخ : آيات الله دخان.

(٣) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٩.

(٤) التوحيد / ٢٦٦.

(٥) الخصال / ٢٧٤ ، صدر ح ١٨.

(٦) من المصدر.

(٧) المصدر : أبا عبد الله.

٤٩٠

السّائل من محبّينا.

فقال له أبي (١) : إنّ الله ـ تعالى ـ بعث محمّدا بخمسة أسياف ، [ثلاثة] (٢) منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها ، ولن تضع الحرب أوزارها حتّى تطلع الشّمس من مغربها. فإذا طلعت الشّمس من مغربها ، آمن النّاس كلّهم في ذلك اليوم.

فيومئذ (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً). والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي الكافي (٣) ، مثله.

وفي تفسير العيّاشي (٤) : عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ في قوله : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها).

قال : طلوع الشّمس من المغرب ، وخروج الدّابّة ، والدّجّال ، والرّجل يكون مصرّا ولم يعمل (٥) عمل (٦) الإيمان. ثمّ تجيء الآيات ، فلا ينفعه إيمانه.

عن عمرو بن شمر (٧) ، عن أحدهما ـ عليه السّلام ـ في قوله : (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً). قال : المؤمن العاصي حالت بينه وبين إيمانه كثرة ذنوبه وقلّة حسناته ، فلم يكسب في إيمانه خيرا.

وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (٨) : حدّثنا أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال في هذه الآية : «الآيات» هم الأئمّة ـ عليهم السّلام ـ. والآية المنتظرة ، القائم ـ عليه السّلام ـ. فيومئذ (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) قيامه بالسّيف ، وإن آمنت بمن تقدّمه من آبائه ـ عليهم السّلام ـ.

__________________

(١) المصدر : أبو عبد الله.

(٢) من المصدر.

(٣) الكافي ٥ / ١٠ ، صدر ح ٢.

(٤) تفسير العياشي ١ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ ، ح ١٢٨.

(٥) كذا في المصدر وج ور. وفي سائر النسخ : لم يحمل.

(٦) المصدر : على.

(٧) تفسير العيّاشيّ ١ / ٣٨٥ ، ح ١٣٠.

(٨) كمال الدين / ٣٣٦ ، ح ٨.

٤٩١

وبإسناده (١) إلى عليّ بن أبي حمزة : عن أبي بصير قال : قال الصّادق جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) ، يعني : خروج القائم المنتظر منّا.

وبإسناده (٢) إلى إنزال بن سيّارة (٣) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل يذكر فيه خروج الدّجال وقاتله. وفي آخره يقول : ألا إنّ بعد ذلك الطّامّة الكبرى.

قيل (٤) : وما ذلك ، يا أمير المؤمنين؟

قال : خروج دابّة [من] (٥) الأرض عند الصّفا معها خاتم سليمان وعصا موسى ـ عليهما السّلام ـ. تضع (٦) الخاتم على وجه كلّ مؤمن فينطبع فيه : هذا مؤمن حقّا.

وتضعه (٧) على وجه كلّ كافر فيكتب (٨) : هذا كافر حقّا. حتّى أنّ المؤمن لينادي : الويل لك ، يا كافر. وأنّ الكافر لينادي : طوبى لك ، يا مؤمن ، وددت أنّي [اليوم] (٩) كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثمّ ترفع الدّابّة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله ـ جلّ جلاله ـ. وذلك بعد طلوع الشّمس من مغربها. فعند ذلك ترفع التّوبة ، فلا توبة تقبل (١٠) ولا عمل يرفع و (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً).

ثمّ قال ـ عليه السّلام ـ : لا تسألوني عمّا يكون بعد هذا ، فإنّه [عهده] (١١) إليّ حبيبي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أن لا أخبر به غير عترتي.

وبإسناده (١٢) إلى [الربيع بن] محمّد بن المسلى (١٣) عن (١٤) عبد الله بن سليمان العامريّ :

__________________

(١) كمال الدين / ٣٥٧ ، صدر ح ٥٤.

(٢) كمال الدين / ٥٢٧.

(٣) المصدر : النزال بن سبرة.

(٤) المصدر : قلنا.

(٥) من المصدر.

(٦) المصدر : يضع.

(٧) المصدر : يضعه.

(٨) المصدر : فتنكتب.

(٩) من المصدر.

(١٠) المصدر : فلا تقبل توبة.

(١١) من المصدر.

(١٢) كمال الدين / ٢٢٩ ح ٢٤.

(١٣) كذا في المصدر ، وفي جامع الرواة ١ / ٤٨٦ : ربيع بن محمد المسليّ ، وفي النسخ : «محمد بن مسلم» بدل «الربيع بن محمد بن المسلىّ».

(١٤) كذا في المصدر ، وفي النسخ : و.

٤٩٢

عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : ما زالت الأرض ولله ـ تعالى ذكره ـ فيها حجّة ، يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله ـ جلّ وعزّ ـ. ولا ينقطع الحجّة من الأرض إلّا أربعين يوما قبل يوم القيامة. فإذا رفعت الحجّة ، أغلقت أبواب التّوبة. ولن ينفع نفسا (إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) أن ترفع الحجّة. أولئك شرار من (١) خلق الله. وهم الّذين تقوم عليهم القيامة.

وفي أصول الكافي (٢) : محمّد بن يحيى ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمّد اليمانيّ ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) ، يعني : في الميثاق. (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً). قال : الإقرار بالأنبياء والأوصياء ، وأمير المؤمنين خاصّة. قال : لا ينفع إيمانها لأنّها سلبت.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : حدّثني أبي ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إذا طلعت الشّمس من مغربها ، فكلّ من آمن في ذلك اليوم لا (٤) ينفعه إيمانه.

واعلم أنّه من لم يعتبر الإيمان المجرّد عن العمل ، استدلّ بهذه الآية وبعض الأخبار السّالفة. وللمعتبر تخصيص هذا الحكم بذلك اليوم. وحمل التّرديد على اشتراط عدم النّفع بأحد الأمرين على معنى : لا ينفع نفسا خلت عنها إيمانها. والعطف على «لم تكن» بمعنى : لا ينفع نفسا إيمانها الّذي أحدثته حينئذ وإن كسبت فيه خيرا. وحمل بعض الأخبار على ما إذا حالت معاصيه بينه وبين إيمانه ، أي : صار قساوة المعاصي سبب زوال إيمانه واعتقاده.

(قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (١٥٨) : وعيد لهم ، أي : انتظروا إتيان أحد الأمور الثّلاثة فإنّا منتظرون ، وحينئذ لنا الفوز وعليكم الويل.

(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) : بدّدوه. فآمنوا ببعض وكفروا ببعض ، وافترقوا فيه.

__________________

(١) المصدر : [من].

(٢) الكافي ١ / ٤٢٨ ، ج ٨١.

(٣) تفسير القمي ١ / ٢٢١.

(٤) كذا في المصدر ، وفي النسخ : لم.

٤٩٣

وقرأ (١) حمزة والكسّائيّ : «فارقوا» ، أي : باينوا.

ونسبها في مجمع البيان إلى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ.

وفي تفسير العيّاشي (٢) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ قال : كان عليّ ـ عليه السّلام ـ يقرأها : «فارقوا دينهم».

ثمّ قال : فارق والله القوم [دينهم] (٣).

(وَكانُوا شِيَعاً) : فرقا ، يتشيّع كلّ فرقة إماما.

وفي مجمع البيان (٤) : عن الباقر ـ عليه السّلام ـ : إنّهم أهل الضلالة (٥) وأصحاب الشّبهات والبدع من هذه الأمّة.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٦) : قال : فارقوا أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وصاروا أحزابا.

وعن الصّادق ـ عليه السّلام (٧) ـ في هذه الآية : فارق القوم [والله] (٨) دينهم.

وعن النّبيّ (٩) ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية إلّا واحدة. وافترقت النّصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية إلّا واحدة. وستفترق (١٠) أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في الهاوية (١١) إلّا واحدة.

وفي رواية أخرى (١٢) عنه ـ عليه السّلام ـ : ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في النّار إلّا واحدة ، وهي الّتي تتبع وصيّي عليّا.

(لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).

__________________

(١) مجمع البيان ٢ / ٣٨٨.

(٢) تفسير العياشي ١ / ٣٨٥ ح ١٣١.

(٣) من المصدر.

(٤) مجمع البيان ٢ / ٣٨٩.

(٥) كذا في المصدر ، وفي النسخ : الضلال.

(٦) تفسير القمي ١ / ٢٢٢.

(٧) نفس المصدر ، والموضع.

(٨) من المصدر.

(٩) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٩.

(١٠) كذا في المصدر ، وفي النسخ : تفرق.

(١١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : النّار.

(١٢) تفسير الصافي ٢ / ١٧٤.

٤٩٤

قيل (١) : أي : [في شيء] (٢) من السّؤال عنهم وعن تفرّقهم. أو من عقابهم. أو أنت بريء منهم.

وقيل (٣) : معناه : أنّك على المباعدة التّامّة من الاجتماع معهم في شيء (٤) من مذاهبهم الفاسدة.

والحمل على العموم ، أولى.

وقيل (٥) : هو نهي عن التّعرض لهم ، وهو منسوخ بآية السيف.

(إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ) : يتولّى جزاءهم.

(ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) (١٥٩) : بالعقاب.

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) ، أي : عشر حسنات أمثالها فضلا من الله.

وقرأ (٦) يعقوب : «عشر» بالتّنوين ، «وأمثالها» بالرّفع على الوصف. وهذا أقلّ ما وعد من الأضعاف. وقد جاء الوعد بسبعين وبسبعمائة وبغير حساب. ولذلك قيل : المراد بالعشرة ، الكثرة دون العدد.

وفي مجمع البيان (٧) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ [أنه قال] (٨) : لمّا نزلت هذه الآية : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) (٩) قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ربّ زدني فأنزل الله ـ سبحانه ـ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (الحديث).

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١٠) : فهذه ناسخة لقوله : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها).

وأقول : إنّما تكون ناسخة إذا كان بينهما منافاة ولبس ، فليس بل هي تفصيل

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٩.

(٢) من المصدر.

(٣) المجمع ٢ / ٣٨٩.

(٤) المصدر : معنى.

(٥) أنوار التنزيل ١ / ٣٣٩.

(٦) أنوار التنزيل ١ / ٣٤٠.

(٧) المجمع ١ / ٣٤٩.

(٨) من المصدر.

(٩) النحل : ٨٩ ، والقصص : ٨٤.

(١٠) تفسير القمي ١ / ٢٢٢.

٤٩٥

لها.

وفي أصول الكافي (١) : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قلت : هل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك؟

فقال : لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحد. ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقرّبان به إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ.

قلت (٢) : أليس الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) وزعمت أنهم مجتمعون على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ مع المؤمن؟

قال : أليس قد قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : [(فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) (٣)؟ فالمؤمنون هم الذين] (٤) يضاعف الله ـ عزّ وجلّ ـ لهم حسناتهم ، لكلّ حسنة سبعون ضعفا. فهذا فضل المؤمن. ويزيده الله في حسناته على قدر صحّة إيمانه أضعافا كثيرة ، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير. والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٥) : حدّثنا محمّد بن سلمة قال : حدّثنا [محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا] (٦) يحيى بن زكريا اللّؤلؤيّ ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرّحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في هذه الآية : [قال] (٧) هي للمسلمين عامّة.

والحسنة الولاية. فمن عمل حسنة ، كتب له عشرا (٨).

قال : فإن لم تكن له ولاية ، دفع (٩) عنه بما عمل من حسنة في الدّنيا وماله في الآخرة من خلاق.

__________________

(١) الكافي ٢ / ٢٦ ـ ٢٧ ، ضمن ح ٥.

(٢) كذا في المصدر ، وفي النسخ : قيل.

(٣) البقرة : ٢٤٥.

(٤) من المصدر.

(٥) تفسير القمّي ٢ / ١٣١.

(٦) من المصدر.

(٧) من المصدر.

(٨) كذا في المصدر ، وفي النسخ : عشرة.

(٩) المصدر : رفع.

٤٩٦

(وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) : قضيّة للعدل.

(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١٦٠) : بنقص الثّواب وزيادة العقاب.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال : لما أعطى الله ـ تعالى ـ إبليس ما أعطاه من القوّة (٢) قال آدم : يا ربّ ، سلّطته على ولدي وأجريته فيهم (٣) مجرى الدّم في العروق ، وأعطيته ما أعطيته. فما لي ولولدي؟

فقال : لك ولولدك السّيّئة بواحدة والحسنة بعشر (٤) أمثالها.

قال : ربّ ، زدني.

قال : التّوبة مبسوطة إلى [أن تبلغ] (٥) النّفس الحلقوم.

فقال : يا ربّ ، زدني.

قال : أغفر ولا أبالي.

قال : حسبي.

وفي كتاب معاني الأخبار (٦) : أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : كان عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ يقول : ويل لمن غلبت آحاده [أعشاره] (٧).

فقلت له : وكيف هذا؟ فقال : أما سمعت الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ، وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها). فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا ، والسّيّئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة. فنعوذ بالله [ممن يرتكب] (٨) في يوم واحد عشر سيّئات ولا يكون له حسنة واحدة ، فتغلب حسناته سيّئاته.

__________________

(١) تفسير القميّ ١ / ٤٢.

(٢) «ج» و «ر» : الحياة.

(٣) ليس في المصدر : فيهم.

(٤) المصدر : بعشرة.

(٥) المصدر : حين يبلغ.

(٦) المعاني / ٢٤٨ ، ح ١.

(٧) من المصدر.

(٨) كذا في المصدر ، وفي النسخ : من يركب.

٤٩٧

وفي الكافي (١) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقيّ ، عن القاسم بن محمّد ، عن العيص ، عن نجم بن حطيم ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : من نوى الصّوم ثمّ دخل على أخيه ، فسأله أن يفطر عنده ، فليفطر وليدخل عليه السّرور. فإنه يحسب له بذلك اليوم عشرة أيّام. وهو قول الله ـ تعالى ـ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

عليّ بن إبراهيم (٢) ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن حمّاد ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه سئل عن الصّوم في الحضر.

فقال : ثلاثة أيّام في كلّ شهر ، الخميس من جمعة ، والأربعاء من جمعة ، والخميس من جمعة أخرى.

وقال : [قال] (٣) أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : صيام شهر الصّبر [وثلاثة أيّام من كلّ شهر يذهبن ببلابل الصدور] (٤) وصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر صيام الدهر (٥). إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

وفي كتاب التّوحيد (٦) ، بإسناده إلى زيد بن عليّ ـ عليه السّلام ـ قال : سألت أبي سيّد العابدين ـ عليه السّلام ـ فقلت : يا أبة ، أخبرني عن جدّنا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لما عرج به إلى السّماء وأمره ربّه ـ عزّ وجلّ ـ بخمسين صلاة ، كيف لم يسأله التّخفيف عن أمّته حتّى قال له موسى بن عمران : ارجع إلى ربّك فاسأله التّخفيف ، فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك؟

فقال : يا بنيّ ، إنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ [كان] (٧) لا يقترح على ربّه ـ عزّ وجلّ ـ ولا يراجعه في شيء يأمره به. فلمّا سأله موسى ـ عليه السّلام ـ ذلك وصار شفيعا لأمّته إليه ، لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسى ـ عليه السّلام ـ. فرجع إلى ربّه فسأله التّخفيف إلى أن ردّها (٨) إلى خمس صلوات.

__________________

(١) الكافي ٤ / ١٥٠ ، ح ٢.

(٢) الكافي ٤ / ٩٢ ـ ٩٣ ، ح ٦.

(٣ و ٤) من المصدر.

(٥) كذا في المصدر ، وفي النسخ : الشهر.

(٦) التوحيد / ١٧٦ ـ ١٧٧ ، صدر ح ٨.

(٧) من المصدر.

(٨) كذا في المصدر ، وفي النسخ : يردّها.

٤٩٨

قال : فقلت له : يا أبة ، فلم لم يرجع إلى ربّه ـ عزّ وجلّ ـ ولم يسأله التّخفيف بعد (١) خمس صلوات؟

فقال : يا بنيّ ، أراد ـ صلّى الله عليه وآله ـ أن يحصل لأمّته التّخفيف مع أجر خمسين صلاة. لقول (٢) الله ـ عزّ وجلّ ـ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي تفسير فرات بن إبراهيم (٣) الكوفيّ : [فرات] (٤) قال : حدّثني محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قوله (٥) : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) فإذا جاء بها مع الولاية ، فله عشر أمثالها. (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ) (٦) في نار جهنّم لا يخرج منها ولا يخفّف عنها العذاب. (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) من غيرهم (فَلا يُجْزى) (٧) (إِلَّا مِثْلَها).

قوله : [(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ)] (٨) أمن من فزع يوم القيامة. قال : الحسنة ولايتنا وحبّنا. (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ولم يقبل لهم عدلا ولا صرفا ولا عملا ، فهو بغضنا أهل البيت. هل يجزون إلّا ما كانوا يعملون»؟

قال بعض الموافقين (٩) : لعلّ السّر في كون الحسنة بعشر أمثالها والسّيّئة مثلها ، أنّ الجوهر الإنسانيّ المؤمن [بطبعه مائل] (١٠) إلى العالم العلويّ ، لأنه مقتبس عنه. وهبوطه إلى القالب الجسمانيّ ، غريب من طبيعته. والحسنة [إنّما] (١١) ترتقى إلى ما يوافق طبيعة ذلك الجوهر ، لأنها من جنسه. والقوّة الّتي تحرّك الحجر إلى [ما] (١٢) فوق ذراعا واحدا [هي] (١٣) بعينها إن استعملت في تحريكه إلى أسفل حرّكته عشرة أذرع وزيادة. فلذلك (١٤) كانت

__________________

(١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : عن.

(٢) كذا في المصدر ، وفي النسخ : يقول.

(٣) تفسير فرات / ٤٥.

(٤) من المصدر.

(٥) المصدر : قرأ.

(٦) النحل : ٩٠.

(٧) المصدر و «ج» : لا يجازى.

(٨) من المصدر.

(٩) هو المولى الفيض الكاشاني كما في تفسير الصافي ٢ / ١٧٦.

(١٠) كذا في المصدر ، وفي النسخ : لطيفة مائلة.

(١١ و ١٢ و ١٣) من المصدر.

(١٤) كذا في المصدر ، وفي النسخ : فكذلك.

٤٩٩

الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، ومنها ما يوفى (١) بغير حساب. والحسنة الّتي لا يدفع تأثيرها سمعة أو رياء أو عجب ، كالحجر الّذي يدور من شاهق لا يصادفه دافع.

لأنّه (٢) لا يتقدّر مقدار هويته (٣) بحساب حتّى تبلغ الغاية. (انتهى كلامه).

ولا يخفى أنّه لو تمّ ، لناسب ادعاء كون النّفس إلى ارتكاب الحسنة أميل وعليه من ارتكاب السّيّئة أقدر. ولا يخفى كذب ذلك الادعاء كلّيّا وعدم ادّعائه هاهنا جزئيّا.

فهذا خبط في أمانة السّرّ ، وعلى الله التّكلان في التّوفيق للبرّ.

(قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : بالوحي والإرشاد إلى ما نصب من الحجج.

وفي أمالي شيخ الطّائفة (٤) ـ قدّس سرّه ـ ، بإسناده إلى النّبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل. فيه يقول لعليّ ـ عليه السّلام ـ : من أحبّك لدينك (٥) وأخذ بسبيلك ، فهو ممّن هدي إلى صراط مستقيم.

(دِيناً) : يدل من محلّ «إلى صراط» ، إذ المعنى : هداني صراطا. أو مفعول فعل مضمر ، دلّ عليه الملفوظ.

(قِيَماً) : فيعل ، من قام ، كسيّد من ساد ، وهيّن من هان. وهو أبلغ من المستقيم باعتبار الزّنة ، والمستقيم باعتبار الصّيغة.

وقرأ (٦) ابن عامر وحمزة والكسائيّ : «قيما» ، على أنّه مصدر نعت به. وكان قياسه «قوما» كعوض فاعل لإعلال فعله ، كالقيام.

(مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) : عطف بيان ل «دينا».

(حَنِيفاً) : حال من «إبراهيم». وهو أحد المواضع الثّلاثة الّتي يجوز فيها الحال عن المضاف إليه.

__________________

(١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : يؤتى.

(٢) كذا في المصدر ، وفي النسخ : فإنّه.

(٣) كذا في المصدر ، وفي النسخ : هويه.

(٤) أمالي الطوسي ٢ / ١٠٦.

(٥) كذا في المصدر ، وفي النسخ : «ثم يأتيك» بدل «لدينك».

(٦) أنوار التنزيل ١ / ٣٤٠.

٥٠٠