الشيخ فخر الدين الطريحي
المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٩٢
بفتحتين كِلَاءً بالكسر والمد : حفظه ويجوز التخفيف فيقال : كليته أكلاه من باب تعب ، ومنه قَوْلُهُ : « اللهُمَّ اجْعَلْنِي فِي كَلَايَتِكَ ». أي في حفظك وحمايتك.
« كَلَّا » كلمة ردع وزجر ومعناها انته لا تفعل ، قال تعالى : ( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا ) [ ٧٠ / ٣٨ ] أي لا يطمع في ذلك.
ويكون بمعنى حقا كقوله تعالى : ( كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ ) [ ٩٦ / ١٥ ].
قوله تعالى : ( كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) [ ٨٩ / ٢١ ] أي لا ينبغي أن يكون الأمر هكذا ، وقيل : كَلَّا زجر تقديره لا تفعلوا هكذا ثم خوفهم فقال : ( إِذا ) إلخ. قال الشيخ أبو علي (ره) : وكَلَّا حرف وليس باسم وتضمنه معنى ارتدع لا يدل على أنه كصه بمعنى اسكت ومه بمعنى اكفف ، ألا ترى أن « أما » تتضمن معنى مهما يكن من شيء وهو حرف فكذا كَلَّا ينبغي أن يكون حرفا وقال في قوله تعالى : ( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ ) [ ١٠٢ / ٥ ] جواب لو محذوف ، وفي ( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) [ ٨٣ / ٧ ] كَلَّا هو ردع وزجر ، أي ارتدعوا وانزجروا عن المعاصي ليس الأمر على ما أنتم عليه ... إلى أن قال : وعند أبي حاتم كَلَّا ابتداء كلام يتصل بما بعده ، على معنى حقا أن ( كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) ، يعني كتابهم الذي تثبت أعمالهم فيه من الفجور والمعاصي ـ انتهى.
وقال ابن هشام : هي مركبة عند تغلب من كاف التشبيه ولا الناهية ، وإنما شددت لامها لتقوية المعنى ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين ، وعند غيره هي بسيطة ، وهي عند سيبويه والأكثر حرف معناه الردع والزجر لا معنى لها عندهم إلا ذلك ... حتى قال جماعة منهم : متى سمعت كَلَّا في سورة فاحكم أنها مكية ، لأن فيها معنى التهديد والوعيد وأكثر ما نزل ذلك بمكة ، لأن أكثر العتو كان
بها. قال : وفيه نظر [ لأن لزوم المكية إنما يكون عن اختصاص العتو بها لا عن غلبته ، ثم لا تمتنع الإشارة إلى عتو سابق ، ثم ] (١) لا يظهر معنى الزجر في كَلَّا المسبوقة بنحو ( فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ) [ ٨٢ / ٨ ] ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) [ ٨٣ / ٦ ] ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ ) [ ٧٥ / ١٩ ] في مفتتح الكلام ، ونحوها من الآيات الواردة في الكتاب العزيز. ثم حكى مجيئها في التنزيل في ثلاثة وثلاثين موضعا كلها في النصف الأخير. قال : ورأى الكسائي وأبو حاتم ومن وافقهما أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيهما ، فزادوا فيها معنى ثانيا يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها ثم اختلفوا في تعيين ذلك المعنى على ثلاثة أقوال :
( أحدها ) أن تكون بمعنى حقا.
( الثاني ) أن تكون بمعنى « ألا » الاستفتاحية.
( الثالث ) أن تكون حرف جواب بمنزلة إي ونعم ، وحملوا عليه ( كَلَّا وَالْقَمَرِ ) [ ٧٤ / ٣٢ ] فقالوا : معناه إي والقمر ... إلى أن قال : وقرئ كَلًّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ [ ١٩ / ٨٢ ] بالتنوين إما على أنه مصدر « كل » إذا أعيا أي كلوا في دعواهم وانقطعوا ، أو من « الكل » وهو الثقل أي حملوا كلا ـ انتهى.
ومن كلامهم : « بلغ الله بك أَكْلَاءَ العمر » أي آخره وأبعده.
و « الْكَلَأُ » بالفتح والهمز والقصر : العشب رطبا كان أو يابسا ، والجمع « أَكْلَاءٌ » مثل سبب وأسباب.
ومنه الْحَدِيثُ : « إِدْمَانُ الْحَمَّامِ كُلَّ يَوْمٍ
__________________
(١) الزّيادة من مغني اللّبيب ( كلّا ).
يُذِيبُ شَحْمَ الْكُلْيَتَيْنِ » (١). قال الأزهري : الْكُلْيَتَانِ للإنسان ولكل حيوان ، وهما لحمتان حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين ، وهما منبت زرع الولد.
و « كِلَا » بالكسر والتخفيف اسم مفرد ومعناه مثنى ، يقال في تأكيد الاثنين نظير كل في المجموع ، و « كِلْتَا » مؤنث كلا ، وأجيز في ضميرهما الإفراد باعتبار اللفظ والتثنية باعتبار المعنى ، وقد اجتمع في قوله : (٢)
كلاهما حين جد الجري بينهما |
|
قد أقلعا وكلا أنفيهما رابى |
واعتبار اللفظ أكثر وبه جاء التنزيل قال الله تعالى : ( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ) [ ١٨ / ٣٣ ] ولم يقل آتتا.
( كما )
« الْكَمْأَةُ » بفتح كاف وسكون ميم وفتح همزة والعامة لا تهمز : شيء أبيض مثل الشحم ينبت من الأرض يقال له : « شحم الأرض » ليس هو المنزل على بني إسرائيل فإنه شيء كان يسقط عليهم ، واحدها « كَمْءٌ » والجمع « أَكْمُؤٌ ».
والْكَمِيُ : الشجاع الْمُتَكَمِّي ، أي المتستر في سلاحه ، والجمع « الْكُمَاةُ » كقضاة.
وكَمَى فلان شهادته يَكْمِيهَا : إذا كتمها.
( كنا )
الْكُنْيَةُ : اسم يطلق على الشخص للتعظيم كأبي القاسم وأبي الحسن ، والجمع « كُنَى » بالضم في المفرد والجمع ، والكسر فيهما لغة مثل برمة وبرم وسدرة وسدر. وكنّيته أبا محمد كما تقول سمّيته ، وتقول : يُكَنَّى بأبي محمد ، ولا تقول : يُكْنَى بمحمد.
وفيه « الْكِنَايَةُ » بالكسر وهي ما دل على معنى يجوز حمله على جانبي الحقيقة والمجاز بوصف جامع بينهما ، ويكون في المفرد والمركب ، وهي غير التعريض ،
__________________
(١) مكارم الأخلاق ص ٥٨.
(٢) البيت ( للفرزدق ) ، انظر ديوانه ص ٣٤.
فإنه اللفظ الدال على معنى لا من جهة الوضع الحقيقي أو المجازي بل من جهة التلويح والإشارة ، فيختص باللفظ المركب كقول من يتوقع صلة : « والله إني لمحتاج » فإنه تعريض بالطلب.
( كوى )
قوله تعالى : ( يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ) [ ٩ / ٣٥ ] قال المفسر : أي تُكْوَى بتلك الكنوز المحماة جباههم وجنوبهم وظهورهم. قيل : خصت هذه الأعضاء لأنهم لم يطلبوا بترك الإنفاق إلا الأغراض الدنيوية من وجاهة عند الناس وأن يكون ماء وجوههم مصونا ، ومن أكل الطيبات يتضلعون منها فينفخون جنوبهم ، ومن لبس ثياب ناعمة يطرحونها على ظهورهم. وقيل : لأنهم كانوا يعبسون وجوههم للفقير ويولون جنوبهم في المجلس وظهورهم.
وَفِي حَدِيثِ الشَّمْسِ : « حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْجَوَّ وَجَازَتِ الْكَوَّ قَلَبَهَا مَلَكُ النُّورِ ظَهْراً لِبَطْنٍ ». قيل : المراد من الْكَوِّ هنا الدخول في دائرة نصف النهار على الاستعارة ، يؤيده ما روي من أن الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فإذا دخلت فيها زالت الشمس.
و « الْكُوَّةُ » بالضم والفتح والتشديد : النقبة في الحائط غير نافذة ، وجمع المفتوح « كَوَّاتٌ » كحية وحيات. وكِوَاءٌ أيضا مثل ظِبَاء ، ومِنْهُ : « لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ فِي مَسْجِدٍ حِيطَانُهُ كِوَاءٌ ». وجمع المضموم « كُوًى » بالضم والقصر.
والْكُوَّةُ بلغة الحبشة : المشكاة.
و « الْكَيَّةُ » بالفتح : اسم من كَوَاهُ بالنار كَيّاً من باب رمى.
و « الكَوَّاءُ » اسم رجل ، ومنه « ابن الكواء » (١).
و « كَيْ » مخففة ، وهي جواب
__________________
(١) هو عبد الله بن عمرو من بني يشكر ، كان ناسبا عالما كبيرا ، من أصحاب علي (ع) خارجي ملعون. الكنى والألقاب ج ١ ص ٣٨٩.
لقولك : « لم فعلت كذا »؟ فتقول : « كَيْ يكون كذا » ، وهي للعاقبة كاللام ، وينصب الفعل المستقبل بعدها. قال ابن هشام : كَيْ على ثلاثة أوجه :
( أحدها ) تكون اسما مختصرا من كيف كقوله :
كَيْ تجنحون إلى سلم وما ثئرت |
|
قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم |
( الثاني ) أن تكون بمنزلة التعليل معنى وعملا ، وهي الداخلة على ماء الاستفهامية كقولهم في السؤال عن علة الشيء : « كَيْمَهْ » بمعنى لمه.
( الثالث ) أن تكون بمنزلة المصدر معنى وعملا نحو ( لِكَيْلا تَأْسَوْا ) [ ٥٧ / ٢٣ ] و ( كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً ) [ ٥٩ / ٧ ] إذا قدرت اللام قبلها ، فإن لم تقدر فهي تعليلية جارة ـ انتهى.
ومن كلامهم : « كان من الأمر كَيْتَ وكَيْتَ » إن شئت كسرت التاء وإن شئت فتحت ، وأصل التاء هاء وإنما صارت تاء في الوصل.
باب ما أوله اللام
اللام المفردة على أقسام : عاملة للجر ، وعاملة للجزم ، وغير عاملة.
والعاملة للجر تكون لمعان :
للاستحقاق وهي الواقعة بين معنى وذات نحو ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) و ( الْعِزَّةَ لِلَّهِ ) و ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) ونحو ذلك.
وللاختصاص نحو ( الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ).
والملك نحو ( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ) [ ٢ / ٢٥٥ ].
والتمليك نحو « وهبت لِزَيْدٍ دينارا ».
وشبه التمليك نحو ( جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً ) [ ١٦ / ٧٢ ].
والتعليل نحو قول الشاعر (١) :
ويوم عقرت لِلْعَذَارَى مطيتي
وتوكيد النفي ، وهي التي يعبر عنها بِلَامِ الجحود نحو قوله تعالى : ( وَما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ) [ ٣ / ١٧٩ ] ( لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ) [ ٤ / ١٣٧ ].
وموافقة إلى نحو ( بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ) [ ٩٩ / ٥ ].
وموافقة على في الاستعلاء الحقيقي نحو ( يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ ) [ ١٧ / ١٠٩ ] ( دَعانا لِجَنْبِهِ ) [ ١٠ / ١٢ ] ( وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) [ ٣٧ / ١٠٣ ] والمجازي نحو ( وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها ) [ ١٧ / ٧ ].
وموافقة في نحو ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) [ ٢١ / ٤٧ ] ( لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ) [ ٧ / ١٨٧ ].
وبمعنى عند كقوله : « كتبته لِخَمْسٍ خلون من كذا » ، قيل : ومنه قراءة الجحدري : بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لِمَا جاءَهُمْ [ ٥٠ / ٥ ] بكسر اللام وتخفيف الميم.
وموافقة بعد نحو ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) [ ١٧ / ٧٨ ] ومنه الْحَدِيثُ : « صُومُوا لِلرُّؤْيَةِ وَأَفْطِرُوا لِلرُّؤْيَةِ (٢) ».
وموافقة مع نحو قول الشاعر (٣) :
فلما تفرقنا كأني ومالكا |
|
لِطُولِ اجتماع لم نبت ليلة معا |
وموافقة من نحو « سمعت لَهُ صراخا ».
وللتبليغ وهي الجارة لاسم السامع لقول أو ما في معناه نحو « قلت له » و « أذنت له » و « فسرت له ».
وموافقة عن نحو قوله تعالى : ( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ ) [ ٤٦ / ١١ ].
وللصيرورة وتسمى لَامَ العاقبة ولَامَ المآل نحو قوله تعالى : ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) [ ٢٨ / ٨ ].
والقسم والتعجب معا ويختص باسم الله
__________________
(١) من معلقة ( امرىء القيس ).
(٢) من لا يحضر ج ٢ ص ٨٠.
(٣) لمتمم بن نويرة.
تعالى كقول الشاعر (١) :
لِلَّهِ يبقى على الأيام ذو حيد
وللتعجب المجرد عن القسم ويستعمل في النداء نحو « يا لَكَ رجلا عالما » و « يا لَلْمَاءِ » و « يا لَلْغَيْثِ » إذا تعجبوا من كثرتهما ، وفي غير النداء نحو « لِلَّهِ دره فارسا » و « لِلَّهِ أنت ».
وللتوكيد وهي اللَّامُ الزائدة ، وهي أنواع : ( منها ) المعترضة بين الفعل المتعدي ومفعوله نحو قول الشاعر (٢) :
وملكت ما بين العراق ويثرب |
|
ملكا أجار لمسلم ومعاهد |
و ( منها ) اللَّامُ المسماة بالمقحمة ، وهي المعترضة بين المتضائفين تقوية للاختصاص نحو قوله (٣) :
يا بؤس للحرب التي |
|
وضعت أراهط فاستراحوا |
وهل انجرار ما بعد هذه بها أو بالمضاف؟ قولان أقربهما الأول.
و ( منها ) اللَّامُ المسماة لَامُ التقوية ، وهي المزيدة لتقوية عامل ضعف إما بتأخره نحو ( هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ) [ ٧ / ١٥٤ ] ونحو ( إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ) [ ١٢ / ٤٣ ] أو بكونه فرعا في العمل نحو ( مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ ) [ ٢ / ٤١ ] ( فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ ) [ ١١ / ١٠٧ ] ( نَزَّاعَةً لِلشَّوى ) [ ٧٠ / ١٦ ] واختلف في اللَّامِ من نحو ( يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ ) [ ٤ / ٢٦ ] ( وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) [ ٦ / ٧١ ] فقيل زائدة ، وقيل للتعليل ، وفي قوله : ( رَدِفَ لَكُمْ ) [ ٢٧ / ٧٢ ] فقال المبرد ومن وافقه إنها زائدة ، وقال غيره ضمن ( رَدِفَ ) معنى اقترب ، فهو مثل قوله : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ ) [ ٢١ / ١ ].
وتكون للتبيين نحو « ما أحبني لفلان »
__________________
(١) من قصيدة ( لعبد مناة الهذلي ).
(٢) ( لابن ميادة الرماح بن البرد بن ثوبان ).
(٣) ( لسعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ).
ومنه قوله تعالى : ( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ. هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ ) [ ٢٣ / ٣٥ ـ ٣٦ ] هذا إن جعل فاعل هيهات ضميرا مستترا راجعا إلى البعث والإخراج ، وإن جعل فاعله « ما » فَاللَّامُ زائدة.
وللتعدية نحو ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ) [ ١٦ / ٥ ].
وأما اللَّامُ العاملة للجزم فهي اللَّامُ الموضوعة للطلب ، وحركتها الكسر وسليم تفتحها ، وإسكانها بعد الواو والفاء أكثر من تحريكها كقوله تعالى : ( فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ) [ ٢ / ١٨٦ ].
وأما اللَّامُ الغير العاملة فمنها لَامُ الابتداء ، وفائدتها توكيد مضمون الجملة نحو قوله تعالى : ( لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً ) [ ٥٩ / ١٣ ] ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) [ ١٦ / ١٢٤ ] ( إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ) [ ١٢ / ١٣ ].
و ( منها ) الواقعة بعد إن نحو ( إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ ) [ ١٤ / ٣٩ ] ( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [ ٦٨ / ٤ ].
و ( منها ) اللَّامُ الزائدة نحو قوله (١) :
أم الحليس لعجوز شهربه
و ( منها ) لَامُ الجواب نحو قوله تعالى : ( لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ ) [ ٤٨ / ٢٥ ] ( وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) [ ٢ / ٢٥١ ] و ( تَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ ) [ ٢١ / ٥٧ ].
و ( منها ) الداخلة على أداة الشرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها لا على الشرط ، ومن ثم تسمى اللَّامُ المؤذنة ، وتسمى اللَّامُ الموطئة ، لأنها أوطأت الجواب للقسم ، أي مهدته له نحو قوله تعالى : ( لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ) [ ٥٩ / ١٢ ].
__________________
(١) ( لرؤبة بن العجاج بن رؤبة التميمي ) ، وقيل ( لعنترة بن عروس ) ، وبقية البيت :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ) |
و ( منها ) لَامُ « أل » نحو الرجل والحارث.
و ( منها ) اللَّامُ اللاحقة لأسماء الإشارة للدلالة على البعد أو على توكيده على خلاف في ذلك ، وأصلها السكون كما في تلك ، وإنما كسرت في ذاك لالتقاء الساكنين.
و ( منها ) لَامُ التعجب نحو « لظرف زيد » و « لكرم عمرو » ذكره بعضهم وفيه نظر.
( لآ )
اللَّأْيُ : الشدة والإبطاء ، يقال : « فعل كذا بعد لَأْيٍ » أي بعد شدة وإبطاء.
واللَّأْيُ : الشدة وضيق المعيشة.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) : « فَدَلَفَتْ رَاحِلَتُهُ فَدَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي طَلَبِهَا فَلَأْياً بِلَأْيٍ مَا لُحِقَتْ (١) ». كذا في النسخ ، وكان المعنى بجهد ومشقة لم تلحق.
وَفِي الدُّعَاءِ : « اللهُمَّ اصْرِفْ عَنِّيَ الْأَزْلَ وَاللَّأْوَاءَ ». يعني الشدة وضيق المعيشة.
وقد جاء اللَّأْوَاءُ في كلامهم ويريدون القحط.
ولَأَيٌ : اسم رجل ، وتصغيره « لُؤَيٌ » ، ومنه لُؤَيُ بن غالب أحد أجداد النبي (ص).
و « لَا » تكون لمعان : للنهي في مقابلة الأمر وتكون للنفي ، فإذا دخلت على الاسم نفت متعلقه لا ذاته لأن الذات لا تنفى نحو قولك : « لَا رجل في الدار » أي لا وجود رجل فيها ، وإذا دخلت على مستقبل عمت جميع الأزمنة إلا إذا خص بقيد نحو « والله لَا أقوم » وإذا دخلت على الماضي نحو « والله لَا قمت » قلبت معناه إلى الاستقبال ، وإذا أريد الماضي تقول : « والله ما قمت » وهذا كما تقلب لم إلى الماضي.
وجاء « لَا » بمعنى لم كقوله تعالى : ( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ) [ ٧٥ / ٣١ ] أي فلم يتصدق.
وجاءت بمعنى ليس نحو ( لا فِيها غَوْلٌ ) [ ٣٧ / ٤٧ ] ومنه قولهم : « لَا ها الله
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ١٥٣.
ذا » أي ليس والله ذا ، أي لا يكون هذا الأمر.
وجاءت جوابا للاستفهام يقال : هل قام زيد؟ فيقال : لَا.
وتكون عاطفة في الإيجاب ، ولا تقع بعد كلام منفي لأنها تنفي للثاني ما وجب للأول ، وإذا كان الأول منفيا فما ذا تنفي.
وتكون زائدة نحو ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) [ ٤١ / ٣٤ ] ( ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ) [ ٧ / ١٢ ] أي من السجود.
وتكون عوضا عن الفعل مثل « إما لَا فافعل هذا » أي إن لم تفعل الجميع فافعل هذا ، ثم حذف الفعل لكثرة الاستعمال.
واعتراضها بين الجار والمجرور مثل « غضب من لَا شيء » ، وبين الناصب والمنصوب نحو ( لِكَيْلا يَعْلَمَ ) ، وبين الجازم والمجزوم نحو ( إِلَّا تَفْعَلُوهُ ) [ ٨ / ٧٣ ] دليل على أنها ليس لها الصدر بخلاف « ما » اللهم إلا أن تقع في جواب القسم.
وجاءت قبل المقسم به كثيرا للإيذان بأن جواب القسم منفي نحو « لَا والله لَا أفعل » ، وقيل أقسم قليلا نحو ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) [ ٧٥ / ١ ] وشذت بعد المضاف كقول الشاعر (١) :
في بئر لَا حور سرى وما شعر
والحور : الهلكة.
واختلف في « لَا » من قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) [ ٨ / ٢٥ ] فقيل ناهية والأصل لَا تتعرضوا للفتنة ، وقيل نافية.
ومن كلامهم : « لَا وقرة عيني » قيل هي زائدة ، أو نافية للشيء المحذوف ، أي لا شيء غير ما أقول.
ومن أمثالهم « قد كان ذلك مرة فاليوم لَا » قِيلَ : أَوَّلُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُرٍّ الْخَثْعَمِيَّةُ ، وَمِنْ قِصَّتِهَا أَنَّهَا كَانَتْ بِمَكَّةَ وَكَانَتْ قَدْ قَرَأْتِ الْكُتُبَ ، فَأَقْبَلَ
__________________
(١) الصّحاح ( حور ).
عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَمَعَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ يُرِيدُ أَنْ يُزَوِّجَهُ مِنْ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ابْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ ، فَمَرَّ بِهِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُرٍّ ، فَرَأَتْ نُورَ النُّبُوَّةِ فِي وَجْهِ عَبْدِ اللهِ فَقَالَتْ لَهُ : مَنْ أَنْتَ يَا فَتَى؟ قَالَ : أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ ، فَقَالَتْ لَهُ : هَلْ لَكَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ فَأُعْطِيَكَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ لَهَا :
أَمَّا الْحَرَامُ فَالْمَمَاتُ دُونَهُ |
|
وَالْحِلُّ لَا حَلَّ فَأَسْتَبِينُهُ |
فَكَيْفَ بِالْأَمْرِ الَّذِي تَنْوِينَهُ |
|
[يَحْمِي الْكَرِيمُ عِرْضَهُ وَدِينَهُ] |
فَخَلَّى وَمَضَى مَعَ أَبِيهِ فَزَوَّجَهُ آمِنَةَ فَظَلَّ عِنْدَهَا يَوْماً وَلَيْلَةً فَاشْتَمَلَتْ بِالنَّبِيِّ (ص) ثُمَّ انْصَرَفَ وَدَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَى الْإِبِلِ فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا : هَلْ لَكِ فِيمَا قُلْتِ؟ فَقَالَتْ : « قَدْ كَانَ ذَلِكَ مَرَّةً فَالْيَوْمَ لَا ». فصار مثلا (١).
( لألأ )
فيه اللؤلؤة واللآلىء. اللُّؤْلُؤَةُ : الدرة ، والجمع اللَّؤْلُؤُ واللَّئَالِئُ. وتَلَأْلَأَ البرق : إذا لمع. وَفِي وَصْفِهِ (ص) : « يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ نُوراً تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ » (٢). أي يستنير ويشرق ، مأخوذ من اللُّؤْلُؤِ.
( لبا )
« اللِّبَأُ » مهموز وزان عنب : أول اللبن عند الولادة. وقال أبو زيد : وأكثر ما يكون ثلاث حلبات وأقله حلبة في النتاج ، وجمع اللِّبَأُ « أَلْبَاءٌ » كأعناب.
و « اللَّبُوءَةُ » بضم الباء : الأنثى من الأسود ، والهاء فيها لتأكيد التأنيث كما في ناقة ، لأنها ليس لها مذكر حتى تكون الهاء فارقة ، وسكون الباء مع الهمزة وإبدالها واوا لغتان فيها.
و « اللُّوبِيَاءُ » بمد ويقصر : حب معروف ، ويقال : « لوباء » على
__________________
(١) انظر المثل والقصة في مجمع الأمثال ج ٢ ص ١٠٥.
(٢) مكارم الأخلاق ص ٩.
فوعال.
( لتا )
قوله تعالى : ( وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ ) [ ٤ / ١٥ ] اللَّاتِي واحدها الَّتِي ، وجاء اللائي أيضا ، وواحدها الذي والتي جميعا. قال الجوهري : « الَّتِي » اسم مبهم للمؤنث وهو معرفة ، ولا يجوز نزع الألف واللام منه للتنكير ، ولا يتم إلا بصلة ، وفيه ثلاث لغات : الَّتِي ، واللَّتِ بكسر التاء ، واللَّتْ بإسكانها ، وفي تثنيتها ثلاث لغات أيضا : اللتان ، واللتا بحذف النون ، واللتان بتشديد النون ، وفي جمعها خمس لغات : اللاتي ، واللات بكسر التاء بلا ياء ، واللواتي ، واللوات بلا ياء ... واللوا بإسقاط التاء. قال : وتصغير الَّتِي « اللَّتَيَّا » بالفتح والتشديد. إلى أن قال : « وقع فلان في اللَّتَيَّا والَّتِي » وهما اسمان من أسماء الدواهي ـ انتهى.
وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ : « بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي ». قيل : هما كنايتان عن الشدائد المتعاقبة يكنى بها عنها ، فهي كالمثل ، وأصله أن رجلا تزوج قصيرة فقاسى منها شدة فطلقها ، وتزوج طويلة فقاسى منها أضعاف ذلك فطلقها فقال : « بعد اللَّتَيَّا والَّتِي لا أتزوج أبدا » فكنى بها عن الشدائد المتعاقبة (١).
وَفِي الْحَدِيثِ : « أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوَاتِي بِاللَّوَاتِي مَا حَدُّهُنَّ فِيهِ؟ قَالَ : حَدُّ الزِّنَا » (٢). يريد بذلك مساحقة النساء بعضهن في بعض.
( لثا )
فِي حَدِيثِ السِّوَاكِ : « ويَشُدُّ اللِّثَةَ » (٣). هي بالكسر وخفة الثاء : ما حول الأسنان من اللحم الخفيف ، وقيل : هي مفارز الأسنان ، والأصل « لثى » على فعل فحذف اللام وعوض عنها الهاء ، وجمعها
__________________
(١) مجمع الأمثال ج ١ ص ٩٢.
(٢) الكافي ج ٥ ص ٥٥٢.
(٣) من لا يحضر ج ١ ص ٣٤.
« لِثَاتٌ ».
( لجأ )
قوله تعالى : ( لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً ) [ ٩ / ٥٧ ] أي مكانا يلجئون إليه يتحصنون فيه من رأس جبل أو قلعة.
وَفِي الدُّعَاءِ : « لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ ». بهمز الأول دون الثاني ، وربما خفف بحذف الهمزة للمزاوجة ، أي لا ملجأ ولا مخلص ولا مهرب ولا ملاذ لمن طلبه إلا إليك. يقال : « لَجَأَ إلى الحصن لَجَأً » بالتحريك مع الهمز من بابي نفع وتعب.
و « الْتَجَأَ إليه » أي اعتصم ، فالحصن مَلْجَأٌ بفتح الجيم.
وأَلْجَأَهُ : اضطره.
وأَلْجَأْتُ ظهري إليك : اعتمدت في أموري كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يستند إليه.
ومثله « أَلْجَأْتُ أمري إلى الله » أي أسندته إليه ، وفيه تنبيه على أنه اضطر ظهره إلى ذلك حيث لم يعلم استنادا يتقوى به غير الله ولا ظهرا يشد به أزره سواه.
ولَجَأَ إلى الحرم : تحصن به ، ولَجَأْتُ عنه إلى غيره.
( لحا )
فِي الْحَدِيثِ : « أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ص بِالتَّلَحِّي وَنَهَى عَنِ الِاقْتِعَاطِ (١) ». التَّلَحِّي : جعل بعض العمامة تحت الحنك ، والاقتعاط بخلاف ذلك.
و « اللَّحْيُ » كفلس : عظم الحنك. و « اللَّحْيَانُ » بفتح اللام العظمان اللذان تنبت اللحية على بشرتهما ، ويقال لملتقاهما الذقن ، وعليهما نبات الأسنان السفلى ، وجمع اللَّحْيِ « لُحِيٌ » على فعول ، ومِنْهُ « الصَّدَقَةُ تُفَكُّ مِنْ بَيْنِ لَحْيَيْ سَبْعِمِائَةِ شَيْطَانٍ أَوْ سَبْعِينَ شَيْطَاناً كُلٌّ يَأْمُرُهُ أَنْ لَا يَفْعَلَ » (٢).
وَفِي الْحَدِيثِ : « الْمُعَافَارَةُ قَلِيلَةٌ اللِّحَاءِ ». بالكسر والمد ، أي قليلة القشر عظيمة النوى ، والأصل في اللِّحَاءِ قشر العود
__________________
(١) من لا يحضر ١ / ١٧٣.
(٢) من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ٣٧.
والشجر ، يقال : « لحوت العود لحوا » من باب قال ، و « لَحَيْتُهُ لَحْياً » من باب نفع : قشرته ، وقد يستعمل في غير ذلك على الاستعارة ، ومِنْهُ « سُبْحَانَ مَنْ يَعْلَمُ مَا فِي لِحَاءِ الْأَشْجَارِ وَلُجَجِ الْبِحَارِ ».
ومنه حَدِيثُ لُقْمَانَ : « ذُقْتُ الصَّبْرَ وَأَكَلْتُ لِحَاءَ الشَّجَرِ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئاً هُوَ أَمَرُّ مِنَ الْفَقْرِ ».
و « اللِّحْيَةُ » كسدرة : الشعر النازل على الذقن ، وجمعها « لِحَى » كسدر ، وقد تضم اللام فيهما كحلية وحلي.
ولِحْيَانُ أبو قبيلة. وَفِي الْحَدِيثِ : « بَجِيلَةُ خَيْرٌ مِنْ رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَلِحْيَانَ ».
وملاحاة الرجال : مقاومتهم ومخاصمتهم ، ومِنْهُ « نُهِيتُ عَنْ مُلَاحَاةِ الرِّجَالِ » (١). من قولهم : لَحَيْتُ الرجل أَلْحَاهُ لَحْياً : إذا لمته وعذلته ، ولَاحَيْتُهُ مُلَاحَاةً : إذا نازعته.
وبيني وبينه مُلَاحَاةٌ ، أي منازعة ، من لَاحَاهُ : إذا نازعه ، ومِنْهُ : « إِنَّ زُرَارَةَ لَاحَانِي ».
( لذا )
« الَّذِي » اسم مبهم للمذكر ، وهو معرفة مبني ، ولا يتم إلا بصلة. قال الجوهري : وأصله « لذي » فأدخل عليه الألف واللام ولا يجوز أن ينزعا منه لتنكير ، وفيه أربع لغات : الَّذِي ، واللَّذِ بكسر الذال ، واللَّذْ بإسكانها ، والَّذِيُ بتشديد الياء. قال : وفي تثنيته ثلاث لغات : اللَّذَانِ ، واللَّذَا بحذف النون ... واللَّذَانِ بتشديد النون ، وفي جمعها لغتان : الَّذِينَ في الرفع والنصب والجر ، والَّذِي بحذف النون ... ومنهم من يقول في الرفع : اللَّذُونَ.
( لطا )
فِي الْخَبَرِ : « إِذَا ذُكِرَ عَبْدُ مَنَافٍ فَالْطَهْ ». من لَطَأَ بالهمز فحذفت الهمزة ثم أتبعها هاء السكت ، يريد إذا ذكر فالصقوا في الأرض ولا تعدوا أنفسكم
__________________
(١) تحف العقول ص ٤٢.
وكونوا كالتراب ، يقال : « لَطَأَ بالأرض يَلْطَأُ » مهموزين مثل لصق وزنا ومعنى. وَفِي الْحَدِيثِ : « تَسْجُدُ الْمَرْأَةُ لَاطِئَةً بِالْأَرْضِ ». أي لازقة بها « ولَا تَتَخَوَّى كَالرَّجُلِ فَتَبْدُو عَجِيزَتُهَا ».
( لظا )
قوله تعالى : ( إِنَّها لَظى ) [ ٧٠ / ١٥ ] هي اسم من أسماء جهنم ـ نعوذ بالله منها ـ لا ينصرف.
قوله تعالى : ( فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ) [ ٩٢ / ١٤ ] أي تلهب ، بحذف إحدى التاءين منه.
( لغا )
قوله تعالى : ( لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ) [ ٢ / ٢٢٥ ] يعني بما تعقدوه يمينا ولم توجبوه على أنفسكم نحو « لا والله » و « بلى والله » قال الشيخ أبو علي : اللَّغْوُ في اللغة ما لا يعتد به ، وَلَغْوُ الْيَمِينِ هُوَ الْحَلْفُ عَلَى وَجْهِ اللَّغَطِ ، مِثْلُ قَوْلِ الْقَائِلِ : « لَا وَاللهِ » و « بَلَى وَاللهِ » عَلَى سَبْقِ اللِّسَانِ ، وَهَذَا هُوَ الْمَرْوِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام (١).
قوله تعالى : ( وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) [ ٢٥ / ٧٢ ] اللَّغْوُ الباطل ، واللَّغْوُ الفحش من الكلام ، واللَّغْوُ الكذب واللهو والغناء ، واللَّغْوُ أيضا المسقط الْمُلْغَى ، تقول : « لَغَيْتُ الشيء » أي طرحته وأسقطته.
قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) [ ٢٣ / ٣ ] يعني عن كل لعب ومعصية ، ومثله قوله تعالى : ( وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ) [ ٢٨ / ٥٥ ].
قوله تعالى : ( وَالْغَوْا فِيهِ ) [ ٤١ / ٢٦ ] من اللَّغْوِ ، وهو الهجر في الكلام الذي لا نفع فيه. وقيل : تشاغلوا عن قراءته بالهذيان.
وكلمة لاغِيَةً [ ٨٨ / ١١ ] أي ذات لغو. قال الشيخ أبو علي في قوله تعالى : ( لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً ) قرأ ابن كثير وأهل البصرة غير سهل لَا يُسْمَعُ
__________________
(١) انظر البرهان ج ١ ص ٤٢٢.
بضم الياء ، ولاغِيَةٌ بالرفع ، وقرأ نافع لَا تُسْمَعُ بضم التاء ولاغِيَةً بالنصب ، يعني على أنه مصدر منزل منزلة العافية والعاقبة أو صفة. ثم قال : والأول أوجه لقوله تعالى : ( لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً ) [ ٧٨ / ٣٥ ] ، ولا يُسْمَعُ على بناء الفعل للمفعول حسن لأن الخطاب ليس بمصروف إلى واحد بعينه ، وبناء الفعل للفاعل أيضا حسن ، والمعنى : لا يسمع فيها كلمة ساقطة لا فائدة فيها. وقيل : لاغِيَةً ذات لغو كنابل وزارع أي ذو نبل وزرع.
وَفِي الْحَدِيثِ : « إِنَّ اللهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ فَحَّاشٍ بَذِيٍّ قَلِيلِ الْحَيَاءِ ، لَا يُبَالِي بِمَا قَالَ وَلَا مَا قِيلَ فِيهِ ، فَإِنَّكَ إِنْ فَتَّشْتَهُ لَمْ تَجِدْهُ إِلَّا لِغَيَّةٍ أَوْ شِرْكِ شَيْطَانٍ » (١). قال بعض الأفاضل : يحتمل أن يكون بضم اللام وإسكان الغين المعجمة وفتح الياء المثناة من تحت ، أي ملغى ، والظاهر المراد به المخلوق من الزنا ، ويحتمل أن يكون بالعين المهملة المفتوحة أو الساكنة والنون ، أي من دأبه أن يلعن الناس أو يلعنوه. ثم ذكر ما نقله من كتاب أدب الكاتب من أن فعلة ـ بضم الفاء وإسكان العين ـ من صفات المفعول ، وبفتح العين من صفات الفاعل ، يقال : « رجل هزءة » للذي يهزأ به و « هزءة » للذي يهزأ بالناس ، وكذلك لعنة ولعنة وقد تقدم الحديث في « غيا » (٢).
واللُّغَةُ أصلها لغي أو لغو ، والهاء عوض ، وجمعها « لُغًى » مثل برة وبرى ـ قاله الجوهري. قيل : واشتقاقها من « لَغِيَ » بالكسر : إذا لهج به ، وأصلها لغوة كغرفة ، وتجمع على لُغَاتٍ ، ومنه « سمعت لُغَاتِهِمْ » أي اختلاف كلامهم.
وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ (ع) : « إِنَّ لِلَّهِ
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٣٢٣.
(٢) جاء الحديث في ( غيّا ) هكذا : « إذا رأيتم الرّجل لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه فهو لغيّة شيطان » وهذا الحديث موجود في الكافي ج ٢ ص ٣٢٣.
مَدِينَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَالْأُخْرَى بِالْمَغْرِبِ عَلَيْهِمَا سُورٌ مِنْ حَدِيدٍ ، وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَلْفُ أَلْفِ مِصْرَاعٍ ، وَفِيهِمَا سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَةٍ ، تَتَكَلَّمَ كُلِ لُغَةٍ بِخِلَافِ لُغَةِ صَاحِبِهَا ، وَأَنَا أَعْرِفُ جَمِيعَ اللُّغَاتِ ».
( لفا )
قوله تعالى : ( وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ ) [ ١٢ / ٢٥ ] أي صادفا زوجها.
قوله تعالى : أَلْفَيْنا [ ٢ / ١٧٠ ] أي وجدنا.
ومنه الْحَدِيثُ : « لَا أُلْفِيَنَ مِنْكُمْ رَجُلاً مَاتَ لَهُ مَيِّتٌ لَيْلاً فَانْتَظَرَ بِهِ الصُّبْحَ » (١). أي لا أجدن منكم أحدا كذلك ، يقال : « أَلْفَيْتُهُ » أي وجدته على تلك الحالة.
و « تَلَافَيْتُهُ » تداركته ، و « ما تَلَافَاهُ غيرها » أي ما تداركه.
( لقا )
قوله تعالى : ( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ ) [ ٥٠ / ٢٤ ] قيل : الخطاب لمالك وحده لأن العرب تأمر الواحد والجمع كما تأمر الاثنين.
قوله تعالى : ( وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا ) [ ٤١ / ٣٥ ] أي ما يعلمها ويوفق لها بالأخذ والقبول ، يقال : « تَلَقَّيْتُ من فلان الكلام » أي أخذته وقبلته.
قوله تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ) [ ٢ / ٣٧ ] قال الشيخ أبو علي (ره) : ومعنى تَلَقِّي الكلمات : استقبالها بالأخذ والقبول والعمل بها ، أي أخذها من ربه على سبيل الطاعة ورغب إلى الله فيها قال : ومن قرأ ( فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ ) بالنصب وكلمات بالرفع فالمعنى أن الكلمات استقبلت آدم بأن بلغته ، والكلمات هي قوله : ( رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) ، وقيل : هي قوله : ( لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال :
__________________
(١) من لا يحضر ج ١ ص ٨٥.
وَفِي رِوَايَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ (ع) إِنَّ الْكَلِمَاتِ هِيَ أَسْمَاءُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ. انتهى (١) وفِي الْحَدِيثِ : « وكَانَ مَا بَيْنَ أَكْلِ آدَمَ مِنَ الشَّجَرَةِ وَبَيْنَ مَا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ».
قوله تعالى : ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ) [ ٢٤ / ١٥ ] أي يرويه بعضكم عن بعض يقال : « تَلَقَّيْتُ عن فلان الحديث » أي أخذته عنه ، ويقال : أي يستقبلونه من « تَلَقَّاهُ » إذا استقبله ، وقرئ « تُؤْلِقُونَهُ » من الولق وهو استمرار اللسان بالكذب.
قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ) [ ٢٧ / ٦ ] أي تؤتاه وتلقنه ( مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ).
قوله تعالى : ( فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ) [ ٥٤ / ١٢ ] يعني ماء السماء والأرض ، والماء هاهنا في معنى التثنية ، وفي قراءة بعضهم « فالتقى الما آن ».
قوله تعالى : ( يَوْمَ التَّلاقِ ) [ ٤٠ / ١٥ ] أي يوم يلتقي فيه أهل الأرض والسماء والأولون والآخرون أو الظالم والمظلوم أو المرء وعمله أو الأرواح والأجساد.
قوله تعالى : ( فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً ) [ ٧٧ / ٥ ] قِيلَ : هِيَ الْمَلَائِكَةُ تُلْقِي الذِّكْرَ مِنَ اللهِ تَعَالَى عَلَى الْأَنْبِيَاءِ.
قوله تعالى : ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ ) [ ٥٠ / ١٧ ] قِيلَ : هُمَا الْمَلَكَانِ الْحَافِظَانِ يَأْخُذَانِ مَا يُتَلَفَّظُ بِهِ. قوله تعالى : ( تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ ) [ ٧ / ٤٧ ] أي تجاههم ، ومثله ( تِلْقاءَ مَدْيَنَ ) [ ٢٨ / ٢٢ ] و ( مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي ) [ ١٠ / ١٥ ] أي من عند نفسي وجهتها.
و « التِّلْقَاءُ » بالكسر والمد : الحذاء ومنه « جلس تِلْقَاءَهُ ».
و « تِلْقَاءَ وجهه » حذاء وجهه.
قوله تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من تلقائه ) [ ٣٢ / ٢٣ ] قيل : الكتاب اسم جنس
__________________
(١) معاني الأخبار ص ٢٢٥.
والضمير في تلقائه له ، وقيل لموسى ، والتقدير من لقائك موسى أو من تلقاء موسى إياك ليلة الإسراء ، فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ (ص) قَالَ : « رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ مُوسَى (ع) ».
قوله تعالى : ( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) [ ٥٠ / ٣٧ ] أي استمع كتاب الله وهو شاهد القلب ليس بغافل ولا ساه.
قوله تعالى : ( أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ) أي أوصلها إليها.
وَفِي الْحَدِيثِ : « مَنْ أَحَبَ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ » (١). قيل : المراد بِلِقَاءِ الله المصير إلى دار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض الموت لأن كلا يكرهه ، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لِقَاءَ الله ، ومن آثرها وركن إليها كره لِقَاءَ الله.
وَفِي الْخَبَرِ الصَّحِيحِ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَكْرَهُ الْمَوْتَ! فَقَالَ : « لَيْسَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَ لِقَاءَ اللهِ وَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَكَرِهَ لِقَاءِ اللهِ فَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ ».
وَفِي الْحَدِيثِ : « إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ » (٢). أي إذا حاذى أحدهما الآخر ، يقال : « الْتَقَى الفارسان » إذا تحاذيا وتقابلا.
وفيه نهى عن تَلَقِّي الركبان ، وهي أن يستقبل الحضري البدوي قبل وصوله إلى البلد ، فربما أخبره بكساد ما معه كذبا ليشتري منه سلعته بالوكس والقيمة القليلة ، وذلك تغرير محرم.
وأَلْقَيْتُ الشيء : طرحته ، ومنه « أَلْقِ السجدتين » أي اطرحهما ولا تعتد بهما.
ومنه « الركن اليماني نهر من الجنة تُلْقَى فيه أعمال العباد ».
__________________
(١) الكافي ج ٣ ص ١٣٤.
(٢) الإستبصار ج ١ ص ١٠٨.
وأَلْقَيْتُ إليه القول وبالقول : أبلغته إياه.
ولَقِيتُهُ لِقَاءً بالكسر والمد ولُقًى بالضم والقصر من باب تعب أي صادفته.
ولَقِيتُهُ لُقْيَةً أخرى بضم لام وقيل بفتحها. والْتَقَوْا وتَلَاقَوْا بمعنى.
و « صلى مُسْتَلْقِياً » أي صلى على قفاه ، من قولهم : « استلقى على قفاه » (١).
و « اللَّقْوَةُ » بالفتح : داء بالوجه يميله.
و « اللقوة » بالفتح والكسر : العقاب الأنثى ، سميت بذلك لسعة أشداقها.
( لما )
قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ ) [ ٣ / ٨١ ] قيل : اللام لتوطئة القسم ، لأن أخذ الميثاق بمعنى الاستخلاف ، و « ما » يحتمل الشرطية ، و ( لَتُؤْمِنُنَّ ) ساد مسد جواب القسم والشرط ، ويحتمل الخبرية ، يعني الذي أوتيتموه لتؤمنن به ، والموصول مبتدأ ، و ( لَتُؤْمِنُنَّ ) ساد مسد جواب القسم وخبر المبتدأ.
( لوا )
قوله تعالى : ( يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ ) [ ٣ / ٧٨ ] أي يحرفونه ويعدلون به عن القصد. قيل : تكتب بواو واحدة وإن كان لفظها بواوين ، وهي كذلك في المصاحف القديمة. قوله تعالى : ( لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ ) [ ٤ / ٤٦ ] أي فتلا بها وتحريفا ، من « لَوَيْتُ الحبل » فتلته ، حيث يضعون ( راعِنا ) موضع ( انْظُرْنا ) ، وقيل : ( مُسْمَعٍ ) موضع « لا سمعت مكروها » ، أو يفتلون بألسنتهم ما يضمرونه إلى ما يظهرونه من التوقير نفاقا.
قوله تعالى : ( وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ ) [ ٣ / ١٥٣ ] أي لا يقف أحد لأحد ولا ينتظره ، يقال : « لَوَى عليه » إذا عرج فأقام.
قوله تعالى : ( لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ ) [ ٦٣ / ٥ ] أي عطفوها وأمالوها إعراضا عن ذلك
__________________
(١) وردت هذه الجملة في حديث في التهذيب ج ٥ ص ٤٥٣.