مجمع البحرين - ج ١

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ١

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٩٢

والتَّنْقِيَةُ : إفراز الجيد من الرديء.

وَفِي الْحَدِيثِ : « إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّقِيَ النَّقِيَ ». قيل : المراد بِالتَّقِيِ من حسن ظاهره وبِالنَّقِيِ ـ بالنون ـ من حسن باطنه.

و « النَّقِيُ » عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الْهَادُي عليه السلام (١).

وَفِي الدُّعَاءِ : « اللهُمَ انْقَ عَمَلِي ». أي ارفع عملي عما يشوبه.

وَفِي حَدِيثِ قَابِيلَ : « وقَرَّبَ قَابِيلُ مِنْ زَرْعِهِ مَا لَمْ يُنَقَ ». أي لم يكن خاليا من الغش ، ولذا لم يتقبل قربانه.

( نكا )

فِي الْحَدِيثِ : « لَا شَيْءٌ أَنْكَى لِإِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ مِنْ زِيَارَةِ الْإِخْوَانِ ». أي أوجع وأضرّ.

وفيه : « الْمُؤْمِنُ لَا يَنْكِي الطَّمَعُ قَلْبَهُ ». أي لا يجرحه فيؤثر فيه كتأثير الجرح بالمجروح ، من « نَكَيْتُ في العدو نِكَايَةً » من باب رمى : إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل ، وقد يهمز فيقال : « نَكَأْتُ في العدو نَكْأ » من باب نفع.

و « نَكَأْتُ القُرْحَةَ أَنْكَأُهَا » مهموز : قشرتها ، وبابه منع.

( نما )

فِي الْحَدِيثِ : « مَنِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ ». أي من انتسب إلى غيرهم ، من قولهم : « نَمَيْتُ الرجل إلى أبيه نَمْياً » نسبته إليه.

ونَمَى الشيء يَنْمِي من باب رمى نَمَاءً بالمد : كثر ، وفي لغة يَنْمُو نُمُوّاً من باب قعد ، ويتعدى بالهمز والتضعيف. وَفِي الْخَبَرِ : « لَا تُمَثِّلُوا بِنَامِيَةِ اللهِ ». يعني الخلق لأنه يَنْمِي ، من نَمَى الشيء يَنْمُو ويَنْمِي : إذا ازداد وارتفع ، ومنه « صلاة نَامِيَةٌ ».

__________________

(١) ولد (ع) بمدينة الرسول (ص) للنصف من ذي الحجة سنة ٢١٢ وتوفي بسر من رأى في رجب سنة ٢٥٤. انظر أخباره وترجمته في الإرشاد للمفيد ص ٣٠٧ ـ ٣١٤.

٤٢١

و « يَنْمِي صعدا » يرتفع ويزيد صعودا.

ويَنْمِي له علمه وعمله أي يكثر ومَنْمَاةُ أعمالهم هو مفعلة من النُّمُوِّ : الزيادة.

و « نَمَيْتُ الحديث » مخففا [ مشددا ] : إذا بلغته على وجه النميمة والإفساد ، وإنما لم يكن هذا النوع كذبا لأن القصد فيه صحيح.

( نوا )

في الخبر : « ثلاثة من أمر الجاهلية » وعدّ منها الأنواء ، وهي جمع « نوء » بفتح نون وسکون واو فهمزة وهو النجم (١). قال أبو عبيدة ـ نقلاً عنه ـ كـ هي ثمانية وعشرون نجماً (٢) معروفة المطالع في أزمنة السنة [ کلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف ] يسقط منها في كل ثلاث عشر ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته [ وکلاهما معلوم مسمى ] وانقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء السنة [ ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة ] ، وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع الآخر قالوا : لابد أن يكون عند ذلك رياح ومطر ، فينسبون كلّ غيث يكون عند ذلك إلى النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون : « مطرنا بنوء كذا » ... قال : ويسمى نوءاً لأنه إذا سقط الساقط

__________________

(١) ويجمع أيضاً على « نوآن » بضم النون ومد الألف ـ انظر الصحاح ( نوأ ).

(٢) اسامي هذه النجوم كما يلي : الشرطان : البطين ، النجم ، الدبران ، الهقعة ، الهنعة ن الذراع ، النثرة الطرف ، الجبهة ، الخراتان ، الصرفة ، العواء ، السماك ، الغفر ، الزباني ، الاكليل ، القلب ، الشولة ، النعائم ، البلدة ، سعد الذابح ، سعد بلع ، سعد السعود ، سعد الأخبية ، فرغ الدلو المقدم ، فرغ الدلو المؤخر ، الحوت. انظر لسان العرب ( نوأ ).

٤٢٢

منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع ، وذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به ... (١) قالوا : وقد يكون النوء السقوط ، وانما غلظ النبي القول فيمن يقول : « مطرنا بنوء كذا » لأن العرب کانت تقول إنما هو فعل النجم ولا يجعلونه سقياً من الله تعالى ، وأما من جعل المطر من فعل الله تعالى وأراد مطرنا بنوء كذا أي في هذا الوقت فلا بأس فيه.

وفي الحديث : « نية المؤمن خير من عمله » (٢) وله وجوه من التفسير :

( منها ) أن المؤمن ينوي فعل خيرات كثيرة ويفعل بعضها فنيّته خير من عمله.

و ( منها ) ما نقل أنه كان في المدينة قنطرة فعزم رجل مؤمن على بنائها فسبقه كافر إلى ذلك فقيل للنبي (ص) في ذلك فقال : « نيّة المؤمن خير من عمله » يعن من عمل الکافر.

و ( منها ) ما قيل من أن النية هي القصد ، وذلك واسطة بين العلم والعمل ، لأنه إذا لم يعلم بترجيح أمر لم يقصد فعله وإذا لم يقصد فعله لم يقع ، وإذا كان المقصود حصول الكمال من الكامل المطلق ينبغي اشتمال النية على طلب القربة إلى الله تعالى إذ هو الكامل المطلق ، وإذا كانت كذلك كانت وحدها خيراً من العمل بلا نيّة وحده ، لأنها بمنزلة الروح والعمل بمنزلة الجسد ، وحياة الجسد بالروح لا الروح بالجسد ، فهي خير منه لأن الجسد بغير روح لا خير فيه ، ويأتي في « شکل » ما ينفع هنا.

و « النيّة » ه القصد والعزم على الفعل ، اسم من نويت نيّة ونواة أي قصدت وعزمت ، والتخفيف لغة ، ثم خصّت في غالب الاستعمال بعزم القلب على أمر من الأمور.

__________________

(١) انظر الحديث والشرح في معاني الأخبار ص ٣٢٦.

(٢) الكافي ج ٢ ص ٨٤ وعلل الشرائع ج ٢ ص ٢١١.

٤٢٣

والنيّة أيضاً : الوجه الذي ينويه المسافر من قرب أو بعد.

وفي الحديث المشهور : « إنّما الأعمال بالنيات وإنما لكلّ امريء ما نوى » (١) قيل : الجملة الأولى لشرط الأعمال والثانية لتعيين المنوي.

و « النّوى » بالفتح : البعد ، ومنه حديث علي (ع) للمغيرة بن الأخنس (٢) : « أبعد الله نواك » من قولهم : « بعدت نواهم » إذا بعدوا بعداً شديداً.

و « النّواة » اسم الخمسة دراهم عندهم.

و « النّوى » معروف ، وسمّي بذلك من أجل أنه ناءٍ عن الخير ومتباعد عنه ، و « فلان النوى لمن يزاوله ».

و « المناوأة » إظهار المعاداة والمفاخرة ، والأصل فيه الهمز لأنه من « النوء » وهو النهوض ، وربما تركت الهمزة فيه ، وانما استعمل في المعاداة لأن كلاً من المتعاديين ينهض إلى قتال صاحبه ومفاخرته.

( نها )

قوله تعالى : ( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ) أي عن أكل هذه الشجرة ( إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ) [ ٧ / ٢٠ ] قال المفسر : والمعنى أنه أوهمهما أنهما إن أكلا من هذه الشجرة تغيرت صورتهما إلى صورة الملك وأن الله قد حكم بذلك وأن لا تبيد حياتهما إذا أكلا منها.

قوله تعالى : ( أَلَمْ أَنْهَكُما ) [ ٧ / ٢٢ ] هو عتاب من الله وتوبيخ على الخطإ حيث لم يحذرا مما حذرهما الله من عداوة إبليس. رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ لِآدَمَ (ع) : أَلَمْ يَكُنْ لَكَ فِيمَا مَنَحْتُكَ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ مَنْدُوحَةً عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟! قَالَ : بَلَى

__________________

(١) سفينة البحار ج ٢ ص ٦٢٨.

(٢) هو مغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي الصحابي حليف بني زهرة ، قتل يوم الدار مع عثمان بن عفان. الاصابة ج ٣ ص ٤٣١.

٤٢٤

وَعِزَّتِكَ وَلَكِنْ مَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ يَحْلِفُ بِكَ كَاذِباً ، قَالَ : فَبِعِزَّتِي لَأُهْبِطَنَّكَ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ لَا تَنَالُ الْعَيْشَ إِلَّا كَدّاً » فَأُهْبِطَ وَعُلِّمَ صَنْعَةَ الْحَدِيثِ [ الْحَرْثِ ] وَأَمَرَ بِالْحَرْثِ فَحَرَثَ وَسَقَى وَدَاسَ وَذَرَى وَعَجَنَ وَخَبَزَ. وسميا ذنبيهما وإن كان مغفورا لهما ظلما وقال : ( لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) على عادة الأولياء الصالحين.

قوله تعالى : ( لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) [ ٢٠ / ٥٤ ] بضم النون أي لأولى العقول والأحلام ، واحدها « نهية » بالضم ، لأن صاحبها ينتهي إليها عن القبائح ، وقيل ينتهي إلى اختياراته العقلية.

قوله تعالى : ( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) [ ٥٣ / ٤٢ ] قِيلَ : مَعْنَاهُ إِذَا انْتَهَى الْكَلَامِ إِلَيْهِ فَانْتَهُوا وَتَكَلَّمُوا فِيمَا دُونَ الْعَرْشِ وَلَا تَكَلَّمُوا فِيمَا فَوْقَ الْعَرْشِ ، فَإِنَّ قَوْماً تَكَلَّمُوا فِيمَا فَوْقَ الْعَرْشِ فَتَاهَتْ عُقُولُهُمْ (١).

قوله تعالى : ( عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ) [ ٥٣ / ١٤ ] أي الذي إليه ينتهي علم الملائكة. وَفِي الْحَدِيثِ : « إِلَيْهَا يَنْتَهِيَ عِلْمُ الْخَلَائِقِ ». وقِيلَ : يَنْتَهِي إِلَيْهَا مَا يَأْتِي مِنْ فَوْقُ وَمَا يَصْعَدُ مِنْ تَحْتُ ، وَالنَّهْرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ يُخْرَجَانِ مِنْ أَصْلُهَا ثُمَّ يُسَيَّرَانِ حَيْثُ أَرَادَ اللهُ ثُمَّ يُخْرَجَانِ مِنَ الْأَرْضِ. و « سدرة الْمُنْتَهَى » على ما ذكره الشيخ أبو علي شجرة نبق عن يمين العرش فوق السماء السابعة ثمرها كقلال هجر وورقها كآذان الفيول يسير الراكب في ظلها سبعين عاما.

والْمُنْتَهَى : موضع الِانْتِهَاءِ لم يجاوزها أحد وإليه يَنْتَهِي علم الملائكة وغيرهم ، لا يعلم أحد ما وراءها. وقيل يَنْتَهِي إليه أرواح الشهداء. وقيل : هي شجرة طوبى كأنها في منتهى الجنة ، ( عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) ، وهي جنة الخلد يصير إليها المتقون.

__________________

(١) هذا التفسير مأخوذ من أحاديث مذكورة في الكافي ج ١ ص ٩٢.

٤٢٥

وَفِي الْحَدِيثِ : « خِيَارُكُمْ أُولُو النُّهَى ». وهم كما وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ « أُولُو الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ وَالْأَحْلَامِ الرَّزِينَةِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالْبَرَرَةُ بِالْأُمَّهَاتِ وَالْآبَاءِ وَالْمُتَعَاهِدُونَ لِلْفُقَرَاءِ وَالْجِيرَانِ وَالْيَتَامَى ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ ) وَيُفْشُونَ السَّلَامَ فِي الْعَالَمِ وَيُصَلُّونَ وَالنَّاسُ نِيَامٌ غَافِلُونَ ».

وَفِي وَصْفِ الصَّانِعِ تَعَالَى : « لَمْ يَتَنَاهَ إِلَى غَايَةٍ إِلَّا كَانَتْ غَيْرَهُ ». قيل : تقرأ على صيغة الخطاب ، أي لم يبلغ ذهنك إلى اسم إلا كان ذلك الاسم غيره.

ونَهَاهُ يَنْهَاهُ نَهْياً : ضد أمره ، والنُّهْيَةُ بالضم منه.

والنَّهْيَةُ أيضا العقل الناهي عن القبائح ، والجمع « نُهًى » كمدى.

ونَهَيْتُهُ عن الشيء فَانْتَهَى ، ونَهَوْتُهُ لغة.

ونَهَى الله عن الحرام أي حرم.

وتَنَاهَوْا عن المنكر أي يَنْهَى بعضهم بعضا.

و « نِهَايَةُ الشيء » بالكسر : آخره وأقصاه.

ونِهَايَاتُ الدور : حدودها.

وانْتَهَى الأمر : بلغ نِهَايَتَهُ ، وهي أقصى ما يمكن أن يبلغه.

والْإِنْهَاءُ : الإبلاغ.

وَفِي الدُّعَاءِ : « أَسْأَلُكَ بِمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ ». المراد غاية الرحمة ، والمعنى برحمتك كلها ، لأن الوصول إلى الغاية وصول إلى الجميع.

وأَنْهَيْتُ الأمر إلى الحاكم : أعلمته به.

و « نَاهِيكَ بزيد فارسا » (١) كلمة تعجب واستعظام ، وتأويلها أنها غاية تَنْهَاكَ عن طلب غيره. قال الجوهري : وتقول في المعرفة : « هذا عبد الله ونَاهِيَكَ من رجل » فتنصب نَاهِيَكَ على الحال.

وَفِي الْحَدِيثِ : « إِذَا بَلَغَهُ فَلْيَنْتَهِ ». أي إذا بلغ من خلق ربك فَلْيَنْتَهِ ، أي فليترك التفكير في هذا الحال فليستعذ ،

__________________

(١) ويقال أيضا : « ( نَهْيُكَ ) من رجل » و « ( نَهَاكَ ) من رجل ».

٤٢٦

فإنه لا تدبير في دفع وسوسة الشيطان أقوى من الاستعاذة. و « نَهَاوَنْدُ » بلد بالعجم بفتح الأول وضمّه ـ قاله في المصباح (١).

باب ما أوله الواو

الواو المفردة

تكون للعطف ، ومعناها مطلق الجمع ، فتعطف الشيء على صاحبه نحو : ( فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ ) [ ٢٩ / ١٥ ] ، وعلى سابقه نحو ( لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ ) [ ٥٧ / ٢٦ ] ، وعلى لاحقه نحو ( كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ) [ ٤٢ / ٣ ] ، وقد اجتمع هذان في قوله تعالى : ( مِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) [ ٣٣ / ٧ ].

وللاستيناف نحو ( لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ ) [ ٢٢ / ٥ ] ، ونحو ( مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ ) [ ٧ / ١٨٦ ] فيمن رفع ، ونحو ( وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ ) [ ٢ / ٢٨٢ ].

وللحال وتسمى واو الابتداء نحو « جاء زيد والشمس طالعة ».

وللمعية نحو « سرت والنيل » بالنصب وليس النصب لها خلافا للجرجاني. قال ابن هشام : ولم تأت في التنزيل بيقين ، فأما قوله تعالى : ( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ) [ ١٠ / ٧١ ] في قراءة السبعة ، ( وَشُرَكاءَكُمْ ) بالنصب فيحتمل

__________________

(١) قيل : أصلها « نوح آوند » فعربت كذلك ، وهي أقدم مدينة في الجبل ، وبها قبور جماعة من المسلمين ، وبين نهاوند وهمذان أربعة عشر فرسخا. انظر مراصد الاطلاع ص ١٣٩٨.

٤٢٧

أن الواو فيه ذلك ، وأن تكون عاطفة مفردا على مفرد بتقدير مضاف ، أي وأمر شركائكم ، أو جملة على جملة بتقدير فعل ، أي واجمعوا شركاءكم ـ انتهى.

وتكون للقسم ولا تدخل إلا على مظهر ولا تتعلق إلا بمحذوف نحو ( يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ) [ ٣٦ / ١ ـ ٢ ] ، فإن تلتها واو أخرى نحو ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) [ ٩٥ / ١ ] فهي عاطفة. وبمعنى رب نحو قوله (١) :

وليل كموج البحر أرخى سدوله

وزائدة نحو ( حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها ) [ ٣٩ / ٧١ ].

وواو الثمانية ، ذكرها جماعة زاعمين أن العرب إذا عدوا قالوا : ستة سبعة وثمانية ، إيذانا بأن السبعة عدد تام وأما بعده عدد مستأنف ، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : ( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ) إلى قوله : ( سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) [ ١٨ / ٢٢ ] وقيل فيها عاطفة.

ولضمير الذكور نحو « الزيدون » قالوا وهي اسم ، وقيل حرف والفاعل مستتر.

وعلامة للمذكرين في لغة طي ، ومنه الْحَدِيثُ : « يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمُ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ ». وهي عند سيبويه حرف دال على الجماعة.

( وا )

قال ابن هشام : هي حرف نداء مختص بالندبة نحو » وا زيداه » ، واسم لأعجب نحو قوله (٢) :

وَا بأبي أنت وفوك الأشنب

وقد يقال : « واهاً » كقوله

__________________

(١) وبقيته

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

وهو من معلقة ( امرىء القيس ). انظر ديوانه ص ١٣٢.

(٢) لتيمي يخاطب به امرأة وبقية البيت ،

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

انظر لسان العرب ( زرنب ).

٤٢٨

لسلمى (١) :

ثم وَاهاً وَاهاً

وقد يقال « ويْ » ، وقد يلحق بها كاف الخطاب.

( وآ )

فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ : « وقَدْ وَأَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِي ». أي جعلته وعدا على نفسي ، من الْوَأْيِ : الوعد الذي يوثقه الرجل على نفسه ويعزم على الوفاء به ، ومنه وَأَيْتُهُ وَأْياً : وعدته ، ومنه « كان له عندي وَأْيٌ » والْوَأْيُ يقال للعدة المضمونة ، ومنه قَوْلُهُ (ع) : « وأْيٌ فَلْيَحْضُرْ ». وللتعريض بالعدة من غير تصريح.

ونقل عن سيبويه أنه سأل الخليل عن فعل من وَأَيْتُ؟ فقال : وَأَيَ ، فقلت : فمن خفف؟ فقال : أَوَي [ فأبدل من الواو همزة وقال : لا يلتقي واوان في أول الحرف ] (٢).

( وبا )

فِي الْحَدِيثِ : « السِّوَاكُ فِي الْحَمَّامِ يُورِثُ وَبَاءَ الْأَسْنَانِ » (٣). أي مرضها.

و « الْوَبَاءُ » يمد ويقصر : المرض العام ، ويعبر عنه بالطاعون ، وجمع الممدود « أَوْبِئَةٌ » كمتاع وأمتعة ، والمقصور على « أَوْبَاءٍ » كسبب وأسباب.

و « وبِئَتِ الأرض » من باب تعب : كثر مرضها.

و « المرعى الْوَبِيُء » الذي يأتي بِالْوَبَاءِ والشراب الذي يمرض ، وقد جاء في الحديث.

( وجا )

فِي الْحَدِيثِ : « عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ وِجَاءٌ ». الْوِجَاءُ بالكسر ممدود : رض عروق البيضتين حتى تنفضح فيكون شبيها

__________________

(١) من أبيات لأبي النجم العجلي ، والبيت كما يلي :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

(٢) انظر الصحاح ( وأي ).

(٣) مكارم الأخلاق ص ٥٣.

٤٢٩

بالخصاء ، وقيل : هو رض الخصيتين ، شبه الصوم به لأنه يكسر الشهوة كَالْوِجَاءِ.

وَفِي الْحَدِيثِ : « ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ ».

ووَجَأْتُهُ بالسكين : ضربته بها. ووَجَأْتُ عنقه وَجْأً : إذا دُسْتَهَا بِرِجْلِكَ. ووَجَأْتُهُ بحديدة : ضربته بها.

( وحا )

قوله تعالى : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) [ ١٦ / ٦٨ ] أي ألهمها وقذف في قلبها وعلمها على وجه لا سبيل لأحد على الوقوف ( أَنِ اتَّخِذِي ) هي المفسرة ، لأن الْإِيحَاءَ فيه معنى القول ، وقرئ بِيُوتًا بكسر الباء في جميع القرآن ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي.

قوله تعالى : ( فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) [ ٥٣ / ١٠ ] الضمير لله وإن لم يجر له ذكر ، لعدم الالتباس فيه ، ( ما أَوْحى ) تفخيم لِلْوَحْيِ ، و « ما » مصدرية ، ويجوز أن تكون موصولة. قِيلَ : أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى تَدْخُلَهَا ، وَعَلَى الْأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتُكَ. وقيل : معنى ( فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) من « الْوَحْيِ » الإشارة لقوله تعالى : ( فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) [ ١٩ / ١١ ]. وقيل : معنى أَوْحَى إليهم : أومأ ورمز ، وقِيلَ كَتَبَ لَهُمْ بِيَدِهِ فِي الْأَرْضِ.

قوله تعالى : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ ) [ ٥ / ١١١ ] أي ألقيت في قلوبهم ، وقيل : أمرتهم ، ومثله قوله تعالى : ( وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى ) [ ٢٨ / ٧ ] وقيل : هي وَحْيُ إعلام لا إلهام ، يدل عليه قوله تعالى : ( إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ). وأصله في لغة العرب إعلام في خفاء ولذلك صار الإلهام يسمى وَحْياً.

قوله تعالى : ( وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ ) [ ٦ / ١٢١ ] أي ليوسوسون لأوليائهم من الكفار.

٤٣٠

قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) [ ٦ / ١١٢ ] قال المفسر : نصب على أحد وجهين : إما أن يكون مفعول ( جَعَلْنا ) و ( شَياطِينَ ) بدل منه ومفسر له و ( عَدُوًّا ) بمعنى أعداء ، وإما أن يكون مفعولا ثانيا على تقدير جعلنا شياطين الإنس والجن أعداء. و ( غُرُوراً ) نصب على المصدر من معنى الفعل المتقدم ، لأن في معنى الزخرف من القول معنى الغرور ، فكأنه قال : يغرون غرورا ، وقوله : يُوحِي أي يوسوس ويلقي خفية ( بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ) ، وقوله : ( زُخْرُفَ الْقَوْلِ ) أي المزين الذين يستحسن ظاهرا ولا حقيقة له ولا أصل ، والمراد بشياطين الإنس والجن مردةُ الكفار من الفريقين ، وقِيلَ : شَيَاطِينُ الْإِنْسِ الَّذِينَ يَغُرُّونَهُمْ وَشَيَاطِينُ الْجِنِّ الَّذِينَ مِنْ وُلْدِ إِبْلِيسَ.

وعَنْ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ إِبْلِيسَ جَعَلَ جُنْدَهُ فَرِيقَيْنِ فَبَعَثَ فَرِيقاً مِنْهُمْ إِلَى الْإِنْسِ وَفَرِيقاً إِلَى الْجِنِّ ، فَشَيَاطِينُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَعْدَاءُ الرُّسُلِ وَالْمُؤْمِنِينَ ، فَيَلْتَقِي شَيَاطِينُ الْإِنْسِ وَشَيَاطِينُ الْجِنِّ فِي كُلِّ حِينٍ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَضْلَلْتَ صَاحِبِي بِكَذَا فَأُضِلُّ صَاحِبَكَ بِمِثْلِهَا ، فَذَلِكَ مَعْنَى ( يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ )(١).

وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ الشَّيَاطِينَ يَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَيُلْقِي إِلَيْهِ مَا يُغْوِي بِهِ الْخَلْقَ حَتَّى يَتَعَلَّمَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ » (٢).

والْوَحْيُ مصدر وَحَى إليه يَحِي من باب وعد ، وأَوْحَى له بالألف مثله ، وجمعه » وحِيٌ » والأصل فعول مثل فلوس ثم غلب استعمال الوحي فيما يلقى إلى الأنبياء من عند الله.

وفي القاموس : الْوَحْيُ الإشارة والكتابة والمكتوب والرسالة والإلهام

__________________

(١) مجمع البيان ج ٢ ص ٣٥٢.

(٢) البرهان ج ١ ص ٥٤٩.

٤٣١

والكلام الخفي وكل ما ألقيته إلى غيرك ـ انتهى.

و « الفرج الْوَحِيُ » بتشديد الياء : السريع ، ومثله « موت وَحِيٌ » مثل سريع لفظا ومعنى ، فعيل بمعنى فاعل ، ومنه « ذكاة وَحِيَّةٌ » أي سريعة.

و « الْوَحَا الْوَحَا » بالمد والقصر أي السرعة السرعة ، وهو منصوب بفعل مضمر.

واسْتَوْحَيْتُهُ : استصرخته.

( وخا )

فِي الْحَدِيثِ : « يَتَوَخَّى شَهْرَ رَمَضَانَ ». أي يقصده ويتحراه ، ومثله حَدِيثُ فَوَائِتِ النَّوَافِلِ : « قُلْتُ : لَا أُحْصِيهَا ، قَالَ : تَوَخَّ ».

والْوَخَى : القصد ، ومنه قَوْلُهُ : « أَرْجُو أَنْ يَكُونَ هَذَا الْأَمْرُ بِحَيْثُ تَوَخَّيْتُ ». أي قصدت وأردت.

وتَوَخَّى مرضاته : تحراها وتطلبها.

وتَوَخَّيْتُ أَخاً : اتخذته.

ووَخَيْتُ وَخْيَكَ : قصدت قصدك.

ووَاخَاهِ لغة ضعيفة في آخَاهُ ـ قاله الجوهري.

( ودا )

قوله تعالى : ( فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها ) [ ١٣ / ١٧ ] هي جمع « وادٍ » على القياس ، وهو الموضع الذي يسيل منه الماء بكثرة فاتسع فيه واستعمل للماء الجاري.

قوله تعالى : ( أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ ) [ ٢٧ / ١٨ ] هو واد بالشام أو بالطائف كثير النمل أضيف إليه (١).

قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِ وادٍ يَهِيمُونَ ) [ ٢٦ / ٢٢٥ ] قيل : هو كما تقول : « أنا لك في وَادٍ وأنت لي في وَادٍ آخر » يعني أنا لك في صنف وأنت في صنف ، فهو مثل إذهابهم في كل شعب من القول وقلة مبالاتهم بالغلو في

__________________

(١) وادي النمل الذي خاطب سليمان بن داود (ع) بين بيت جبرين وعسقلان ، مراصد الاطلاع ص ١٤١٨.

٤٣٢

النطق ومجاوزة حد القصد فيه وقذف التقي وبهت البري.

ووَدَىَ الشيء : إذا سال ، ومنه اشتقاق الْوَادِي.

و « الْوَدْيُ » بسكون الدال وكسرها وتشديد الياء ، وهو على ما قيل أصح وأفصح من السكون : البلل اللزج الذي يخرج من الذكر بعد البول.

و « الْوَدْيُ » بالياء المشددة : هو صغار النخل قبل أن يحمل ، الواحدة « ودِيَّةُّ » ، ومنه « لو ساقاه على وَدِيٍ غير مغروس ففاسد ».

و « الدِّيَةُ » بالكسر : حق القتل ، والجمع « ديات » والأصل وَدِيَّةٌ مثل وعدة والهاء عوض ، يقال : « ودِىَ القاتل القتيل بِدِيَةِ دمه » إذا أعطى وليه المال الذي هو بدل النفس ، ثم قيل لذلك : « الدِّيَةُ » تسمية بالمصدر.

وأَيْدَيْتُ : أخذت الدِّيَةَ.

و « الدِّيَةُ » أنواع : فَدِيَةُ الجنين قبل ولوج الروح مائة دينار ، ودِيَةُ النطفة عشرون وهو أن الرجل يفزع عن عرسه ويلقي نطفته لا يريد ذلك ، ودِيَةُ العلقة أربعون ، ودِيَةُ المضغة ستون ، ثم العظم ثمانون ، ثم الجنين مائة ، فإذا استكمل فَدِيَتُهُ ألف دينار للذكر ، والأنثى على مثل هذا الحساب خمسمائة دينار.

( وذا )

« الْوَذْيُ » بالذال المعجمة الساكنة والياء المخففة ، وعن الأموي بتشديد الياء : ماء يخرج عقيب إنزال المني.

وَفِي الْحَدِيثِ : « هُوَ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَدْوَاءِ » (١). بالدال المهملة جمع داء وهو المرض.

وذكر الْوَذْيِ مفقود في كثير من كتب اللغة.

وقولهم : « ما به وَذْيَةٌ » بالتسكين أي عيب.

وَذَأْتُهُ بالهمز فَاتَّذَأَ : زجرته فانزجر.

__________________

(١) الإستبصار ج ١ ص ٩٣.

٤٣٣

( ورا )

قوله تعالى : ( وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ ) [ ١٨ / ٧٩ ] أي أمامهم ، ويكون الْوَرَاءُ خلفا ، وهو من الأضداد.

قوله تعالى : ( مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ ) [ ٤٥ / ١٠ ] يحتمل المعنيين. قال في القاموس : وهو مهموز لا معتل ووهم الجوهري.

و « الْوَرَى » معناه ما توارى عنك واستتر. وقول النابغة :

وليس وَرَاءَ الله للمرء مذهب

أي بعد الله.

قوله تعالى : ( وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ ) [ ٢ / ٩١ ] أي بما سواه ، ومثله قوله تعالى : ( فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ ) [ ٢٣ / ٧ ] أي طلب سوى الأزواج وملك اليمين ( فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ ) الكاملون في العداوة.

قوله تعالى : ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ ) [ ٨٤ / ١٠ ] أي خلف ظهره ، لأن يمينه مغلولة إلى عنقه ويكون يده اليسرى خلف ظهره ، وكان الوجه في ذلك أن إعطاء الكتاب باليمين من علامات السعادة والقبول ومن وراء ظهره من علامات الشقاوة والرد.

قوله تعالى : ( تَوارَتْ بِالْحِجابِ ) [ ٣٨ / ٣٢ ] أي استترت بالليل يعني الشمس ، أضمرها ولم يجر لها ذكر ، والعرب تقول ذلك إذا كان في الكلام ما يدل على المضمر.

قوله تعالى : ( يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ ) [ ١٦ / ٥٩ ] أي يستخفي من أجل سوء المبشر به ويحدث نفسه وينظر ( أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ ) وذل ( أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ ) حيا. قوله تعالى : ( أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ) [ ٥٦ / ٧١ ] أي تستخرجون بقدحكم ، وكانت العرب تقدح بعودين تحك بأحدهما على الآخر ، ويسمى الأعلى الزند ، يقال : وَرَىَ الزند يَرَى وَرْياً : إذا أخرجت ناره ، وأَوْرَيْتُهُ أنا.

٤٣٤

قوله تعالى : ( فَالْمُورِياتِ قَدْحاً ) [ ١٠٠ / ٢ ] يعني الخيل في المكر تقدح النار بحوافرها عند صك الحجارة ، يقال : « أَوْرَى النار » إذا أوقدها وأشعلها.

قوله تعالى : ( ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما ) [ ٧ / ٢٠ ] أي غطى عنهما من عورتهما ، قيل تكتب بواو واحدة وتلفظ بواوين.

و « التَّوْرَاةُ » الضياء والنور. قال البصريون ـ نقلا عنهم ـ : أصلها « ووْرِيَةُ » فَوْعَلة ، من « وري الزند » إذا خرجت ناره ، ولكن الأولى قلبت تاء كما في « تولجه » والياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. قال الكوفيون ـ نقلا عنهم ـ : أصلها « تَوْرِيَةٌ » على تفعلة ، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. قيل نزلت التَّوْرَاةُ في ست مضين من شهر رمضان والإنجيل في اثني عشر منه والزبور في ثمانية عشر منه والقرآن في ليلة القدر.

وَفِي الْحَدِيثِ : « إِذَا تَوَارَى الْقُرْصُ كَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ وَالْإِفْطَارِ ». أي إذا استتر وخفي ، من « وارَيْتُ الشيء » إذا سترته وأخفيته ، ومثله « تَوَارَى من البيوت ».

وَفِي الدُّعَاءِ : « تُحِيطُ دَعْوَتَكَ مِنْ وَرَائِهِمْ ». أي تحيط بهم من جميع جوانبهم.

وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ (ع) : « إِنِّي كُنْتُ خَلِيلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءُ ». يروى مبنيا على الفتح ، أي من خلف حجاب.

ومثله فِي حَدِيثِ الْأَطْفَالِ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) يَأْمُرُ بِهِمْ فَيُدْفَنُونَ مِنْ وَرَاءَ وَرَاءُ ». أي من خلف حجاب ، يريد بذلك الإخفاء والاستتار ، يعني من غير حاجة إلى إظهارهم والصلاة عليهم.

وَمِنْ كَلَامِ الْحَقِّ تَعَالَى فِي أَهْلِ عَرَفَةَ : « أَرْسَلْتُ إِلَيْهِمْ رَسُولاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءُ فَسَئَلُونِي وَدَعَوْنِي ». أي من خلف حجاب.

ومنه : « سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله

٤٣٥

مِنْ وَرَاءَ وَرَاءُ ». أي ممن جاء خلفه وبعده ، و « الْوَرَى » الخلق ، ومِنْهُ « أَنْتُمْ كَهْفُ الْوَرَى يَسْتَظِلُّونَ بِكُمْ ». كالكهف الذي يستظل به.

ووَرَّيْتُ الخبر بالتشديد تَوْرِيَةً : إذا سترته وأظهرت غيره حيث يكون للفظ معنيان أحدهما أشيع من الآخر فتنطق به وتريد الخفي ، ومنه : « كَانَ ص إِذَا أَرَادَ السَّفَرَ أَوْرَى ». أي ألقى البيان وَرَاءَ ظهره لئلا ينتهي خبره إلى مقصده فيستعدوا للقتال.

وَفِي الْحَدِيثِ : « كَأَنِّي بِالْقَائِمِ (ع) يَخْرُجُ مِنْ وَرَيَانَ ». كأنه اسم موضع.

( وسا )

في الحديث ذكر الْمُوسَى ، وهو فُعلَى أو مُفْعَل بضم الفاء فيهما ، وهو ما يحلق به الرأس ، يذكر ويؤنث ، وعلى الأول لا ينصرف للألف المقصورة ، ويجمع على صرفه على « الْمَوَاسِي » وعلى « الْمُوسَيَاتِ » كالحبليات.

ومُوسَى (ع) لقيط آل فرعون من البحر. قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ الْتُقِطَ مِنْ بَيْنِ الْمَاءِ وَالشَّجَرِ. والماء بلغة القبط اسمه « مور » والشجر « سا » فركبا وجعلا اسما لموسى (ع) لأدنى ملابسة.

وقِيلَ : إِنَ مُوسَى (ع) مَاتَ فِي التِّيهِ وَكَانَ عُمُرُهُ مِائَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ مِائَةَ وَعِشْرِينَ ، وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام خَمْسُمِائَةِ عَامٍ ، وَفَتَحَ يُوشَعُ الْمَدِينَةَ بَعْدَهُ ، وَكَانَ يُوشَعُ ابْنَ أُخْتِ مُوسَى وَالنَّبِيَّ فِي قَوْمِهِ بَعْدَهُ. وجمع مُوسَى مُوسَوْنَ وجمع عيسى عيسون بفتح السين فيهما ـ قاله الجوهري.

ومُوسَى بن جعفر (ع) الإمام بعد أبيه ، ولد بالأبواء سنة ثمان ـ وقال بعضهم تسع ـ وعشرين ومائة ، وقبض لست خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وهو ابن أربع أو خمس وخمسين سنة ، قبض في بغداد بحبس السندي بن شاهك.

٤٣٦

وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُ (١) كَانَ عَامِلَ عَلِيٍّ (ع) عَلَى الْكُوفَةِ ، وَقَدْ بَلَغَهُ عَنْهُ أَنَّهُ ثَبَّطَ النَّاسَ عَنِ الْخُرُوجِ إِلَيْهِ لَمَّا نَدَبَهُمْ لِحَرْبِ أَصْحَابِ الْجَمَلِ.

( وشا )

قوله تعالى : ( مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها ) [ ٢ / ٧١ ] أي ليس فيها لون يخالف معظم لونها ، والأصل فيها وشية كالصلة والزنة ، مأخوذة من وَشْيِ الثياب : إذا نسجه على لونين.

وثور مُوَشًّى : في وجهه وقوائمه سواد.

وَفِي الْحَدِيثِ : « يُكْرَهُ ثِيَابُ الْحَرِيرِ وَثِيَابُ الْوَشْيِ ». بفتح الواو وسكون الشين : نقش الثوب من كل لون.

ووَشَىَ الثوب كرعى وَشْياً : حسنه ونقشه.

وثوب وَشِيٌ : ثوب منقوش : وجمعه « وشَاةٌ » بالكسر.

ومنه الْحَدِيثُ : « اشْتَرِ جُبَّةَ خَزٍّ وَإِلَّا فَوَشْيٍ ».

ووَشَى به إلى السلطان : نَمَّ وسعى ، فهو واش ، يقال : « وشَىَ كلامه » أي كذب.

و « الْوَشَّا » بياع الوشي ، ولقب رجل من رواة الحديث (٢).

( وصا )

قوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللهُ ) [ ٤ / ١١ ]

__________________

(١) هو عبد الله بن قيس ، كان واليا على البصرة أيام عمر وعثمان ، وقصته في أمر التحكيم واجتماعه مع عمرو بن العاص مشهورة ، وكان يبغض أمير المؤمنين (ع) بغضا شديدا. انظر الكنى والألقاب ج ١ ص ١٥٨ ـ ١٦٠.

(٢) هو الحسن بن علي بن زياد البجلي الكوفي من أصحاب الرضا (ع) وكان من وجوه هذه الطائفة وعينا من عيونها ، وله كتب ومؤلفات. الكنى والألقاب ج ٣ ص ٢٤٦.

٤٣٧

قيل : معناه يفرض عليكم ، لأن الْوَصِيَّةَ من الله فرض.

وقوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) [ ٢٩ / ٨ ] أي وَصَّيْنَاهُ بأن يفعل خيرا.

قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ ) [ ٢ / ٢٤٠ ] قال الشيخ أبو علي : من قرأ وَصِيَّةٌ بالرفع فالتقدير حكم الذين يتوفون وَصِيَّةٌ ، أو الذين يتوفون وَصِيَّةٌ لأزواجهم ، ومن قرأ ( وَصِيَّةً ) بالنصب فالتقدير والذين يتوفون يُوصُونَ وَصِيَّةً ، و ( مَتاعاً ) نصب بِالْوَصِيَّةِ أو يَتَوَصَّوْنَ إذا أضمرته ... إلى أن قال : كان ذلك قبل الإسلام ثم نسخت بقوله : ( أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ).

قوله تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ ) الآية [ ٢ / ١٨٠ ] هي أيضا منسوخة بقوله : ( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ).

قوله تعالى : ( فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً ) [ ٢ / ١٨٢ ] قرئ مُوَصٍّ من وَصَّى بالتشديد والباقون ( مُوصٍ ) بالتخفيف من أَوْصَى يُوصِي.

قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ ) إلى قوله : ( ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ ) [ ٥ / ١٠٦ ـ ١٠٨ ] قال المفسر : قوله تعالى : ( شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ) و ( اثْنانِ ) فاعل فعل محذوف أي يشهد اثنان ، وفائدة الإبهام والتفسير تقرير الحكم في النفس مرتين ، ولما قال : ( شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ) كأن قائلا يسأل : من يشهد؟ فقال : ( اثْنانِ ) أي يشهد اثنان ، و ( إِذا حَضَرَ ) ظرف لتعلق الجار والمجرور ، أي عليكم شهادة بينكم إذا حضر أحدكم أسباب الموت ، و ( حِينَ الْوَصِيَّةِ ) بدل منه. وقوله : ( مِنْكُمْ ) أي من المسلمين و ( مِنْ غَيْرِكُمْ ) أي من

٤٣٨

غير المسلمين ، وقيل ( مِنْكُمْ ) أي من أقاربكم و ( غَيْرِكُمْ ) أي من الأجانب ، وقد وقع الجاران والمجروران صفة للاثنان. وقوله : ( تَحْبِسُونَهُما ) أي توقفونهما صفة للآخران ، والشرط مع جوابه المحذوف المدلول عليه بقوله : ( أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ) اعتراض ، وفائدة الدلالة على أنه ينبغي أن يشهد منكم اثنان ، فإن تعذر ـ كما في السفر ـ فآخران من غيركم.

قال : والأولى أن ( تَحْبِسُونَهُما ) لا تعلق لها بما قبلها لفظا ولا محل لها من الإعراب ، والمراد بالصلاة صلاة العصر لأنها وقت اجتماع صلاة الأعراب ، وقيل أي صلاة كانت ، واللام للجنس. وقوله : ( لا نَشْتَرِي بِهِ ) هو المقسم عليه ، و ( إِنِ ارْتَبْتُمْ ) أي ارتاب الوارث وهو اعتراض ، وفائدته اختصاص الحكم بحال الريبة ، والمعنى لا نستبدل بالقسم أو بالله غرضا من الدنيا ، أي لا نحلف بالله كذبا لأجل نفع ولو كان المقسم له ذا قربى ، وجوابه محذوف أي لا نستبدل قوله : ( فَإِنْ عُثِرَ ) أي اطلع ( عَلى أَنَّهُمَا ) فعلا ما يوجب إثما فشاهدان آخران ( مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ ) من الورثة ، وقرأ حفص ( اسْتَحَقَ ) على البناء للفاعل ، و ( الْأَوْلَيانِ ) أي الأحقان بالشهادة لقرابتهما ، وهو خبر مبتدإ محذوف ، أي هما الأوليان ، أو خبر آخران ، أو بدل منهما ، أو من الضمير في ( يَقُومانِ ). وقوله : ( لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما ) أي يميننا أصدق من يمينهما لخيانتهما وكذبهما في يمينهما ، وإطلاق الشهادة على اليمين مجاز لوقوعها موقعها في اللعان. قوله : ( أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ ) أي ترد اليمين على المدعين بعد إيمانهم فيفتضحون بظهور الخيانة واليمين الكاذبة ، وإنما جمع الضمير لأنه حكم يعم الشهود كلهم ، قوله : ( أَتَواصَوْا بِهِ ) أي أوصى أولهم وآخرهم ، والألف للاستفهام ، ومعناه التوبيخ

٤٣٩

و « الْوَصِيَّةُ » فعيلة من وَصَى يَصِي : إذا أوصل الشيء بغيره ، لأن الْمُوصِي يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله ، وفي الشرع هي تمليك العين أو المنفعة بعد الوفاة أو جعلها في جهة مباحة.

وأَوْصَيْتُ له بشيء وأَوْصَيْتُ إليه : إذا جعلته وَصِيَّكَ ، والاسم « الْوِصَايَةُ » بالكسر والفتح ، وهي استنابة الْمُوصِي غيره بعد موته في التصريف فيما كان له التصرف فيه من إخراج حق واستيفائه أو ولاية على طفل أو مجنون يملك الولاية عليه.

وأَوْصِيَاءُ الأنبياء ـ كما جاءت به الرواية ـ هو شيث بن آدم وَصِيُ آدم ، وسام بن نوح وَصِيُ نوح ، ويوحنا بن حنان ابن عم هود وَصِيُ هود ، وإسحاق بن إبراهيم وَصِيُ إبراهيم ويوشع بن نون وَصِيُ موسى ، وشمعون بن حمون الصفا عم مريم وَصِيُ عيسى ، وعلي وَصِيُ محمد ص.

وَفِي حَدِيثِ شَيْبَةِ الْجِنِّ الَّذِي يُسَمَّى بالهام بْنِ لَاقِيسَ بْنِ إِبْلِيسَ وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ص : مَنْ وَجَدْتُمْ وَصِيَ مُحَمَّدٍ ص؟ فَقَالَ : إِلْيَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ وَلَهُ اسْمٌ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ : نَعَمْ هُوَ حَيْدَرَةُ ، فَلِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ : إِنَّا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ الْأَنْبِيَاءِ أَنَّهُ فِي الْإِنْجِيلِ هَيْدَرَةُ ، قَالَ : هُوَ حَيْدَرَةُ.

( وضا )

فِي الْحَدِيثَ : « كَانَ ص إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ النَّاسُ مَا يَسْقُطُ مِنْ وُضُوئِهِ لِيَتَوَضَّئُوا بِهِ ». هو بفتح الواو ، اسم للماء الذي يَتَوَضَّأُ به ، ومنه « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ ». ويقال للمصدر أيضا كالولوغ. وقيل : « الوضوء » بالضم مصدر ، وقيل : هما لغتان بمعنى واحد.

و « الوضوء » بالضم ، كل غسل ومسح يتعلق ببعض البدن بنية القربة ، وأصله من « الْوَضَاءَةِ » وهي الحسن ، يقال : « وضُأَ الرجل » أي صار وَضِيئاً ، ومنه « امرأة وَضِيئَةٌ » أي حسنة جميلة ،

٤٤٠