أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٤
محمّد بن عبد الملك العرشي ، أنا أبو بكر بن الجراح ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن أبي يعقوب الدينوري ، نا موسى بن عمر الدمشقي ، نا عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري (١) بحديث ذكره.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) :
محمّد بن أبي يعقوب ـ زاد ابن زريق : أبو بكر وقالا : ـ الدينوري ، حدّث ببغداد ، وسرّ من رأى عن : عبد الله بن محمّد البلوي ، وعبد الله بن أبي رومان الإسكندراني ، ومحمّد بن صالح مولى جعفر بن سليمان الهاشمي ـ زاد ابن رزيق : ويمان بن سعيد المصيصي وقالا : ـ وأحمد بن سعيد الهمداني (٣) ، وروح بن محمّد السكوني (٤) ، روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن عبد الله المستعيني ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، وعبد الله بن إسحاق البغوي ، وأبو بكر النجاد ، وفي حديثه غرائب ومناكير.
٧١٣٠ ـ محمّد بن يوسف بن أحمد أبو الحسن البغدادي الاخباري الأديب (٥)
له شعر متوسط.
وسمع أبا عبد محمّد بن أحمد بن حبيب بأرّجان ، وأبا زرعة أحمد بن الفضل الطبري بشيراز ، والحسن بن رشيق بمصر ، وخيثمة بن سليمان ، وعبد الله بن أحمد بن ثرثال ، وأبا القاسم منصور بن محمّد بن المنبسط ، وأبا القاسم علي بن أحمد المكي البزار (٦) بالبصرة ، وأبا العباس بن عقدة.
روى عنه أبو الحسن بن السمسار ، والحنائي ، وأبو القاسم بن الغراب.
أنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنا أبو الحسن محمّد بن يوسف البغدادي الأديب ، نا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن حبيب بأرجان ، نا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم ، نا محمّد بن يونس الكديمي ، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي ، نا محمّد بن مروان السدي ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال :
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : المزني ، راجع ترجمة خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح في سير الأعلام ٩ / ٤١٢.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٣٩٠.
(٣) في تاريخ بغداد : الهمذاني.
(٤) كذا ، وفي تاريخ بغداد : السكري.
(٥) ترجمته في الوافي بالوفيات ٥ / ٢٤٤.
(٦) في الوافي بالوفيات : البزاز.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صلّى عليّ عند قبري وكّل الله به ملكا يبلّغني ، وكفي أمر دنياه وآخرته ، وكنت شهيدا له وشفيعا له يوم القيامة» [١١٨٣٩].
حدّث محمّد بن يوسف هذا بدمشق سنة سبع (١) وتسعين وثلاثمائة.
٧١٣١ ـ محمّد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرّحمن
أبو عبد الرّحمن النيسابوري الأعرج القطّان (٢)
سمع فأكثر.
وحدّث بدمشق وبغداد ، وروى عن أبي إسحاق بن أحمد البخاري الحصري ، وكان قد سمع بدمشق : أبا محمّد بن أبي نصر ، ومحمّد بن حمزة بن محمّد القطّان ، وبمصر : أبا محمّد بن النحاس ، وببغداد : أبا أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، وبالبصرة : القاضي أبا عمر الهاشمي ، وبنيسابور : الحاكم أبا عبد الله ، وغيره.
روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وعبد العزيز الكتّاني ، وعلي بن الخضر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ، حدّثني أبو عبد الرّحمن محمّد بن يوسف بن عبد الرّحمن القطّان الأعرج النيسابوري ، قدم علينا ، نا أبو إسحاق بن أحمد الحصري ـ ببخارى ـ نا الهيثم بن كليب ، نا عيسى بن أحمد العسقلاني ، نا إسحاق بن الفرات ، نا خالد بن عبد الرّحمن العبدي ، عن سماك بن حرب ، عن طارق بن شهاب ، عن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«بعثت داعيا ومبلّغا ، وليس إليّ من الهدى شيء» [١١٨٤٠].
أخبرناه عاليا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي ، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي ـ ببلخ ـ أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد الخزاعي ، أنا الهيثم بن كليب ، نا عيسى بن أحمد العسقلاني ، نا إسحاق بن الفرات ، نا.
ح وأخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد النسوي ، وأبو القاسم عبد الكريم ، وأبو عبد الرّحمن أحمد ابنا الحسن بن أحمد بن يحيى الكاتب ـ بنيسابور ـ قالوا : أنا أبو
__________________
(١) في الوافي بالوفيات : تسع.
(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٤١١ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٢٣ وشذرات الذهب ٣ / ٢٢٥.
الفضل محمّد بن عبيد الله بن محمّد الصّرّام (١) ، أنا القاضي الإمام أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي ، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود بن هارون الرقّي ، أنا عيسى بن أحمد العسقلاني ، أنا إسحاق بن الفرات المصري (٢).
أنا خالد بن عبد الرّحمن العبدي أبو الهيثم ، عن سماك بن حرب ، عن طارق بن شهاب ، عن عمر بن الخطّاب قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بعثت داعيا ومبلّغا وليس إليّ من الهدى» ، وقال ابن الجارود : من ـ الهداية شيء ، وخلق إبليس قرينا وليس إليه من الضلالة شيء [١١٨٤١].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) :
محمّد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن عبد الرّحمن ، أبو عبد الرّحمن القطّان الأعرج النيسابوري ، قدم بغداد في أيام أبي أحمد الفرضي ، فكتب عنه ، وعن شيوخ ذلك الوقت ، ورحل إلى البصرة ، فسمع بها من القاضي أبي عمر بن عبد الواحد ونحوه ، ثم خرج إلى مصر ، فسمع من أبي محمّد بن النحاس وجماعة معه ، وسمع بدمشق من أبي محمّد بن أبي نصر وغيره ، وعاد إلى بغداد فأقام بها مدة ، وخرج إلى نيسابور ، وكان قد سمع من الحاكم أبي عبد الله بن البيع ، وعبد الرّحمن ويحيى ابني أبي إسحاق المزكي وأمثالهم ، ثم رحل إلى أصبهان ، فسمع من أبي بكر بن أبي علي ، وأبي نعيم الحافظ ، وعاد إلى بغداد فمكث بها ، وحدّث ، وكتبت عنه شيئا يسيرا ، وأدركته الوفاة ، فمات في يوم السبت الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب ، وكان صدوقا ، له معرفة بالحديث ، وقد درس شيئا من فقه الشافعي ، وله مذهب مستقيم [وطريقة جميلة](٤).
وقرأت بخط ابن خيرون : إنه كان له تنبه وحفظ.
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٨٣ رقم ٢٤٧.
(٢) أبو نعيم التجيبي فقيه الديار المصرية ، ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٥٠٣.
(٣) تاريخ بغداد ٣ / ٤١١.
(٤) بياض بالأصل ، والزيادة المستدركة عن تاريخ بغداد.
٧١٣٢ ـ محمّد بن يوسف بن إبراهيم
أبو عبد الله الأنباري الكاتب المعروف بابن حلحان
سكن دمشق ، وكان فاضلا في الكتابة ، وقعت له إليّ رسالة كتب بها إلى أخيه أحمد بن يوسف بن إبراهيم أبي جعفر الكاتب : يذكر له حوادث حدثت بدمشق في سنة تسع وثمانين ومائتين وما بعده ، تدل على فصاحة وفضل (١).
٧١٣٣ ـ محمّد بن يوسف بن بشر القرشي (٢)
ذكر ابن منده أنه من أهل دمشق.
حدّث عن مدرك بن أبي سعد ، والوليد بن محمّد الموقّري ، وحصين بن جعفر الفزاري.
روى عنه : محمّد بن أحمد بن مطر الفزاري.
[أخبرنا] أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو القاسم غانم بن محمّد.
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد ، أنا أبو علي ، قالوا : أنا أبو نعيم ، نا عمر بن محمّد بن جعفر المعدل ، أنا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن علي الآملي ، نا أحمد (٣) بن محمّد بن مطر ، نا محمّد بن يوسف بن بشر القرشي ، نا الوليد بن محمّد الموقّري قال : سمعت محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري قال : قدمت على عبد الملك بن مروان الحكاية في ذكر الموالي.
[قال ابن عساكر :](٤) كذا قال ، وهو خطأ ، والصواب : محمّد بن أحمد.
أخبرنا بذلك على الصواب أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنا أبو بكر بن خلف ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، أنا أبو علي الحافظ ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله البيروتي ، نا محمّد بن أحمد بن مطر بن العلاء ، حدّثني محمّد بن
__________________
(١) كتبت اللفظة على هامش الأصل.
(٢) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٧٢ ولسان الميزان ٥ / ٤٣٤.
(٣) كذا بالأصل : «أحمد بن محمد» وهو خطأ ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
(٤) الزيادة منا للإيضاح.
يوسف بن بشر القرشي ، حدّثني الوليد بن محمّد الموقّري قال : سمعت محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري يقول :
قدمت على عبد الملك بن مروان فقال لي : من أين قدمت يا زهري؟ قلت : من مكة ، قال : فمن خلفت يسود أهلها ، قال : قلت : عطاء بن أبي رباح ، قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قال : قلت : من الموالي ، قال : وبم سادهم؟ قلت : بالديانة والرواية ، قال : إنّ أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا. فمن يسود أهل اليمن؟ قال : قلت : طاوس بن كيسان ، قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قلت : من الموالي ، قال : وبم سادهم؟ قال : قلت : بما سادهم به عطاء ، قال : إنه لينبغي. فمن يسود أهل مصر؟ قال : قلت : يزيد بن أبي حبيب ، قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قال قلت : من الموالي. قال : فمن يسود أهل الشام؟ قال : قلت : مكحول ، قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قال : قلت : عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل ، قال : فمن يسود أهل الجزيرة؟ قال : قلت : ميمون بن مهران ، قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قال : قلت : من الموالي ، قال : فمن يسود أهل خراسان؟ قال : قلت : الضحاك بن مزاحم ، قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قال : قلت : من الموالي ، قال : فمن يسود أهل البصرة؟ قلت : الحسن بن أبي الحسن. قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قال : قلت : من الموالي. قال : فمن يسود أهل الكوفة؟ قلت : إبراهيم النّخعي ، قال : فمن العرب أم من الموالي؟ قلت : من العرب ، فقال : ويلك يا زهري ، فرّجت عني ، والله ليسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها. قال : قلت : يا أمير المؤمنين ، إنّما هو أمر الله ودينه من حفظه ساد ومن ضيّعه سقط.
٧١٣٤ ـ محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر بن مرداس
أبو عبد الله الهروي الحافظ الفقيه الشافعي (١)
من الجوالين المكثرين.
روى عن : محمّد بن حمّاد الطّهراني ، وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، وعلي بن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة المخزومي المصري ، وإبراهيم البرلّسيّ ، ومحمّد
__________________
(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٥ وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٥٢ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣٧ والوافي بالوفيات ٥ / ٢٤٦ وغاية النهاية ٢ / ٢٨٤ وشذرات الذهب ٢ / ٣٢٨.
ابن ...... (١) بن سالم القزاز ، وروح بن الفرج أبي الزنباع ، وأبي حاتم عبد الجليل بن عبد الرّحمن بن أيوب الهروي ، والربيع بن سليمان ، وأحمد بن منصور ، وإسحاق بن سيار النصيبي ، وأبي عتبة أحمد بن الفرج ، ومحمّد بن إدريس بن عمرو المكي وراق الحميدي ، وأحمد بن العبّاس بن الوليد ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وعمر بن ثور بن عمر القيسراني ، وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم النحوي المصري ، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة ، ومحمّد بن علي بن راشد الطبري ـ نزيل صور ، وأحمد بن محمّد بن طريف البجلي ، وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس الورّاق ، وعبد الأعلى بن سليمان بن بسطام الكناني ، والحسن ابن مكرم بن حسّان البزاز ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، وعبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة.
روى عنه : سليمان بن أحمد الطّبراني ، وأبو العبّاس وأبو بكر محمّد وأحمد ابنا موسى ابن الحسين ، وأبو العبّاس أحمد بن محمّد ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني ، وأبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمّد بن أبي هاشم ، وأبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، وأبو بكر بن أبي دجانة ، وأبو بكر بن أبي الحديد ، وأبو علي بن مهنا الداراني ، وأبو القاسم الحسن بن محمود بن أحمد الربعي ، وأبو بكر بن المقرئ ، وأبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي ، وأحمد بن عبد الله بن زريق البغدادي ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن الحطاب البزار ، وأبو سليمان بن زبر ، وأبو الحسين الرازي ، والزبير بن عبد الواحد ، والعباس بن محمّد بن حسان ، وعبد الوهّاب الكلابي ، وأبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر الهروي ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد أن أباه أخبره ، حدّثني الأوزاعي ، حدّثني قرّة بن عبد الرّحمن بن حيويل (٢) ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» [١١٨٤٢].
قال أبو عبد الله الهروي : قرأته على العباس بن الوليد فأخذ بثوبي فقال : أعده ، فأعدته عليه ، فقال : سبحان الله ما أحسنه من حديث.
أنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا منصور بن الحسن ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنا
__________________
(١) غير واضحة بالأصل.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : حويل.
أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر الهروي الحافظ بدمشق ، نا إسماعيل بن محمّد بن يوسف الثقفي ، نا زكريا بن نافع ، نا سعيد بن الحسن ، عن السري بن يحيى ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه».
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا ـ وأبو منصور محمّد (١) بن عبد الملك ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أحمد بن محمّد [بن غالب](٣) أنا أبو بكر الإسماعيلي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن يوسف الهروي غندر قاطن دمشق ـ ببغداد ـ ، حدّثني سعد بن محمّد الأزدي ، حدّثنا (٤).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](٥) علي ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، سكن دمشق ، سمع محمّد بن عبد الحكم ، ومحمّد بن حمّاد الطّهراني.
أنبأنا أبو القاسم العلوي ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب (٦) : محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر بن مرداس ، أبو عبد الله الهروي ، ويعرف بغندر ، كان أحد الحفّاظ ، [الثقات](٧) وسكن دمشق ، وورد بغداد ، وحدّث بها ، وكان سمع من محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، والربيع بن سليمان المصريين ، وبكار بن قتيبة ، وإبراهيم بن مرزوق البصريين ، وإبراهيم بن منقذ الخولاني ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وسعد بن محمّد البيروتي ونحوهم ، روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المدني (٨) ، وعبد الله ابن إبراهيم الزينبي ، وأبو بكر الأبهري (٩) وغيرهم ، وكان ثقة.
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر ، وذكر أنه نقله من خط عبد العزيز مما نقله من كتاب فتق الأفهام لعبيد بن فطيس ، نا أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر الهروي بدمشق سنة
__________________
(١) بالأصل : ومحمد.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٦.
(٣) زيادة عن تاريخ بغداد.
(٤) كذا ، وفي تاريخ بغداد : حدثني ، بداية خبر جديد ، فاشتبه على الناسخ.
(٥) زيادة منا للإيضاح.
(٦) تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٥.
(٧) زيادة عن تاريخ بغداد.
(٨) في تاريخ بغداد : المقرئ.
(٩) كذا بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : «الأزهري.» ولعله تحريف ، فقد جاء في سير أعلام النبلاء : «الأبهري» أيضا.
خمس وعشرين ومائتين (١) في منزله بحضرة سوق النحاسين في الدار المعروفة بدار بني عوف ، وكان مولده سنة تسع وعشرين ومائتين ، وكانت وفاته بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة ، وكان قد جاوز المائة سنة بأشهر ، وكانت وفاته في ذي القعدة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت منه في يوم شتاء عظيم.
قرأت بخط نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق.
أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر بن النّضر بن مرداس الهروي ، سكن دمشق ، وكان شيخا حافظا للحديث ، وكان قد كفّ بصره ، مات في شهر رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :
وفي شهر رمضان ليلة الاثنين لثمان عشرة مضت من شهر رمضان ـ يعني ـ سنة ثلاثين وثلاثمائة ، توفي أبو عبد الله محمّد بن يوسف الهروي ، ودفن يوم الاثنين.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، حدّثني أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني بدمشق ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر المؤدب ، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال :
توفي أبو عبد الله محمّد بن يوسف الهروي ليلة الاثنين لثمان عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثلاثين يعني وثلاثمائة.
٧١٣٥ ـ محمّد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثّقفي (٣) أخو الحجّاج بن يوسف
كان أميرا على اليمن.
ووفد على عبد الملك بن مروان.
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
__________________
(١) كتبت على هامش الأصل.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٦.
(٣) ترجمته في الوافي بالوفيات ٥ / ٢٤٢ والجرح والتعديل ٨ / ١٢٠.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) قال :
محمّد بن يوسف أخو الحجّاج بن يوسف (٢).
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي محمّد ابن الحسن ، أنا المعافى بن زكريا (٣) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، نا عبد الله ابن عمرو الورّاق ، نا محمّد بن عبد الله [بن طهمان](٤) ، نا عمرو بن أبي عمرو الشيباني ، عن أبي عمرو الشيباني ، حدّثني مروان بن أبي حفصة قال :
جلس عبد الملك (٥) يوما للناس على سرير ، وعند رجل السرير محمّد بن يوسف أخو الحجّاج بن يوسف (٦) ، وجعل الوفود يدخلون عليه ، ومحمّد بن يوسف يقول : يا أمير المؤمنين ، هذا فلان ، هذا فلان ، إلى أن دخل جرير بن الخطفي ، فذكر حكاية تقدمت في ترجمة جرير.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، حدّثني إبراهيم بن خالد ، أخبرني محمّد بن ماجان قال : قدم محمّد بن يوسف صنعاء سنة ثلاث وسبعين ولم يكن عبد الله بن الزبير قتل ، ثم قتل ابن الزبير.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، حدّثني سلمة بن شبيب ، نا إبراهيم بن خالد ، حدّثني محمّد بن ماجان قال : بعث الحجّاج بكف ابن الزبير مقطوعة بعد ما قتله إلى أخيه محمّد بن يوسف بصنعاء.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم أحمد ابن عبد الله الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة النيسابوري ، نا أبو العباس السراج ، حدّثني محمّد
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٢٠.
(٢) كذا بالأصل والجرح والتعديل ، ولم يزد على هذا.
(٣) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ١ / ٥٧٦ في خبر طويل.
(٤) بياض بالأصل ، والمستدرك عن الجليس الصالح.
(٥) بالأصل : «الحجاج» والمثبت عن الجليس الصالح ، وعنه يأخذ المصنف.
(٦) كذا بالأصل والجليس الصالح هنا ، والذي في ذيل أمالي القالي ص ٤٢ أن الحجاج أرسل ابنه محمد بن الحجاج لا أخاه في وفد إلى عبد الملك بن مروان ، وكان من أعضاء الوفد جرير.
ابن مسعود ، نا عبد الرزّاق ، أنا أبي ، عن عبد الملك بن خشك ، عن حجر المدري (١) قال : قال لي علي :
كيف بك إذا أمرت أن تلعنني؟ قلت : أو كائن ذلك؟ قال : نعم ، قلت : فكيف أصنع؟ قال : العن ولا تتبرأ مني ، فأقامه محمّد (٢) بن يوسف إلى جنب المنبر يوم الجمعة فقال له : العن عليا ، فقال : إنّ الأمير محمّد بن يوسف أمرني أن ألعن عليا ، العنوه ، لعنه الله ، قال : فلقد تفرق أهل المسجد وما فهمها إلّا رجل واحد.
رواها خلف بن سالم عن عبد الرزّاق عن أبيه أن حجر المدري ، ولم يذكر عبد الملك ابن خشك.
أنبأنا بها أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ، أنا محمّد بن علي العشاري ، نا أبو القاسم عمر بن ثابت بن القاسم ، نا علي بن أحمد بن علي بن أبي قيس ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني خلف بن سالم ، عن عبد الرّحمن ، عن أبيه أن حجر المدري قال : قال لي علي : كيف بك إذا أمرت أن تلعنني؟ قلت : وكائن ذلك؟ قال : نعم ، قلت : فكيف أصنع؟ قال : العن ولا تتبرأ مني ، قال : فأمره محمّد بن يوسف أن يلعن عليا ، فقال : إنّ الأمير أمرني أن ألعن عليا محمّد بن يوسف ، فالعنوه ، لعنه الله ، قال : فعماها على أهل المسجد ، قال : فما فطن لها إلّا رجل واحد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي ، وأبو عبد الله السلماسي.
وأنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو عبد الله السلماسي.
قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد الهاشمي ، نا صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال (٣).
حجر المدري : يماني ، تابعي ، ثقة ، وكان من خيار التابعين ، دعاه محمّد بن يوسف وهو أمير اليمن ، فقال : إنّ أخي الحجّاج بن يوسف كتب إليّ أن أقيمك للناس فتلعن علي بن أبي طالب ، فقال : اجمع لي الناس ، فجمعهم ، فقام فقال : ألا إنّ الأمير محمّد بن يوسف أمرني بلعن علي ، فالعنوه ، لعنه الله.
__________________
(١) في المختصر : المدني.
(٢) بالأصل : ومحمد.
(٣) تاريخ الثقات للعجلي ص ١١٠ رقم ٢٥٩.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، نا علي بن محمّد أبو طالب الكاتب ، نا جعفر بن محمّد الراسبي ، نا محمّد بن كثير ، عن النعمان قال :
استعمل محمّد بن يوسف طاوسا باليمن ، فلمّا فرغ ، قال له : ارفع حسابك ، قال : ما لي حساب ، أخذت من الغني وأعطيت الفقير.
أخبرني أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي المقرئ ببغداد ، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد الزينبي ، أنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار ، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا أحمد بن منصور بن سيار ، نا عبد الوهّاب ، أنا إبراهيم بن عمر الصنعاني ـ وهو أخو محمّد ابن عمر ـ عن أبيه أنه قال : حدّثني وهب بن منبه قال :
صلّيت أنا وطاوس المغرب خلف محمّد بن يوسف ـ يعني أخا الحجاج ـ قال : فلمّا أن سلّم قام طاوس ، فشفع بركعة ثم صلّى المغرب.
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمل ، نا أحمد بن محمّد ، نا أحمد بن حنبل ، نا عبد الرزّاق ، أخبرني قال :
كان طاوس يصلي في غداة باردة متغيمة (١) ، فمرّ به محمّد بن يوسف أو أبو نصر يحيى وهو ساجد في موكبه ، فأمر بساج أو طيلسان مرتفع فطرح عليه ، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته ، فلمّا سلّم نظر ، فإذا الساج عليه ، قال : فانتفض ولم ينظر حتى (٢) أتى إلى منزله.
أنبأنا أبو نصر بن البنّا ، وأبو طالب بن يوسف ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا الفضل بن دكين ، نا أبو إسحاق الصنعاني قال :
دخل طاوس ووهب بن منبّه على محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف ، وكان عاملا علينا ، في غداة باردة ، قال : فقعد طاوس على الكرسي ، فقال : يا غلام ، هلم ذلك الطيلسان فألقه على أبي عبد الرّحمن ، فألقوه عليه ، فلم يزل يحرك كتفيه حتى ألقى عنه الطيلسان ، وغضب محمّد بن يوسف فقال له وهب : والله إن كنت لغنيا أن تغضبه علينا ، لو
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي المختصر : «منعمة».
(٢) فوقها بالأصل : ضبة.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٥٤١ ـ ٥٤٢ في ترجمة طاوس بن كيسان.
أخذت الطيلسان فبعته وأعطيت ثمنه المساكين ، فقال : نعم لو لا أن يقال من بعدي أخذه طاوس ، فلا يصنع فيه ما أصنع ، إذا لفعلت.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن حمدان بن القاسم الطّهراني ، وأبو عمرو بن مندة ، قالا : أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللّنباني (١) ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو حاتم الرازي ، حدّثني أحمد بن عبد الله بن عياض القرشي ، نا عبد الرّحمن بن كامل القرقساني ، أنا علوان بن داود [نا](٢) علي بن يزيد قال : قال طاوس :
بينا أنا بمكة بعث إليّ الحجاج فأجلسني إلى جنبه ، وأتكأني على وسادة إذ سمع ملبيا يلبي حول البيت رافعا صوته بالتلبية ، فقال : عليّ بالرجل ، فأتي به ، فقال : ممن الرجل؟
قال : من المسلمين ، قال : ليس عن الإسلام أسألك ، قال : فعمّ سألت؟ قال : سألتك عن البلدة ، قال : من أهل اليمن ، قال : كيف تركت محمّد بن يوسف ـ يريد أخاه ـ قال : تركته عظيما ، جسيما ، لباسا ركابا خراجا ولّاجا ، قال : ليس عن هذا سألتك ، قال : فعمّ سألت؟ قال : سألت عن سيرته؟ قال : تركته ظلوما غشوما مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق ، فقال له الحجّاج : ما يحملك على أن تتكلم بهذا الكلام وأنت تعلم مكانه مني ، قال الرجل : أتراه بمكانه منك أعزّ مني بمكاني من الله ، وأنا وافد بيته ومصدّق نبيه ، وقاضي دينه ، قال : فسكت الحجّاج فما أحار به جوابا ، وقام الرجل من غير أن يؤذن له ، فانصرف.
قال طاوس : فقمت في أثره وقلت : الرجل حكيم ، فأتى البيت فتعلق بأستاره ثم قال : اللهم اجعل لي في اللهف إلى جودك والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين ، وغنّى عما في أيدي المستأثرين (٣) ، اللهم فرجك القريب ، ومعروفك القديم ، وعادتك الحسنة ، ثم دخلت في الناس فرأيته عشية عرفة ، وهو يقول : اللهم إن كنت لم تقبل حجتي وتعبي ونصبي فلا تحرمني الأجر عن مصيبتي بتركك القبول مني ، ثم ذهب في الناس ، فرأيته غداة جمع يقول : وا سوأتاه منك ، والله إن غفرت ، يردد ذلك.
أخبرنا أبو العزّ بن أحمد بن عبيد الله (٤) السلمي ـ مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ـ أنا
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : اللبناني.
(٢) زيادة منا للإيضاح.
(٣) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن المختصر.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : عبد الله ، والصواب عن سند مماثل ، والسند معروف.
محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (١) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا عبد الرّحمن ، عن عمه قال : بلغني أن طاوسا كان يقول :
بينا أنا جالس مع الحجاج بمكة إذ مرّ رجل يلبي حول البيت ، فرفع صوته بالتلبية فقال الحجاج : عليّ بالرجل ، فأتي به ، فقال : ممن الرجل؟ فقال : من المسلمين ، فقال : ليس عن هذا سألتك ، فقال : فعم سألت؟ قال : عن البلد؟ قال : من أهل اليمن ، قال : كيف تركت محمّد بن يوسف؟ قال : تركته عظيما جسيما ركّابا خرّاجا ولّاجا ، قال : ليس عن هذا سألتك ، قال : فعمّ سألت؟ قال : عن سيرته؟ قال : تركته غشوما ظلوما مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق ، قال : فما الذي حملك على أن تكلمت بهذا فيه وأنت تعرف مكانه مني؟ قال : أتراه بمكانه منك أعزّ بمكاني من الله وأنا قاض دينه ، ووافد بيته ، ومصدّق بنبيه صلىاللهعليهوسلم ، قال : فسكت الحجاج ، فما أحار جوابا ، وقام (٢) الرجل فدخل الطواف ، فاتبعته فإذا هو في الملتزم ، وهو يقول : اللهم إنّي أعوذ بك ، اللهم فاجعل لي في اللهف إلى جودك والرضا بضمانك مندوحة عن سوء الباخلين ، وغنى عما في أيدي المستأثرين (٣) ، اللهم فرجك القريب ، ومعروفك القديم ، وعادتك الحسنة ، فلمّا كان عشية عرفة ، رأيته واقفا على الموقف فدنوت منه ، فسمعته يقول : اللهم إن كنت لم تقبل حجتي (٤) وتعبي ونصبي ، فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني ، قال : فلما كان غداة جمع (٥) أفاض مع الناس فسمعته يقول : يا سوأتاه منك يا رب ، وإن غفرت.
ثم لم أره بعد ذلك ،.
قال القاضي (٦) : قوله : مندوحة [المندوحة :](٧) السعة والفسحة (٨) ، كما قال تميم بن أبيّ بن مقبل (٩) :
__________________
(١) رواه المعافى بن زكريا القاضي في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٢٤ وما بعدها.
(٢) بالأصل : وأقام ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٣) بالأصل : المستأجرين ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٤) كذا بالأصل : «حجتي» وفي الجليس الصالح : حجي.
(٥) بالأصل : «رجع» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٦) يعني : المعافى بن زكريا الجريري ، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
(٧) زيادة عن الجليس الصالح.
(٨) بالأصل : الغنية ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٩) بالأصل : معقل ، والمثبت عن الجليس الصالح.
بنو عامر قومي ومن يك قومه |
|
كقومي (١) يكبر فيهم له منتدح |
يعني غنية ومتسعا.
وقوله : عما في أيدي المستأثرين ، المستأثرون : الذين يستبدون بما في أيديهم ، يقال : استأثر فلان (٢) بما عنده أي استبد بما في يده ، وتفرد به ، قال أعشى بني قيس بن ثعلبة :
تمززتها غير مستأثر |
|
على الشرب أو منكر ما علم (٣) |
ويروى :
.... غير مستدبر عن الشرب ومن أمثال العرب : إذا استأثر الله بشيء فاله عنه.
وفي الخبر : أو استأثرت به في علم الغيب عندك.
ويقال في الذم : استأثر فلان بماله أن يخرجه في حقه.
وفي المدح : آثر بما عنده ، إذا آثر غيره على نفسه ، وإذا آثر غيره مع حاجته كان أولى بالمدح والثناء ، وأبعد من الذم والهجاء ، قال الله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٤) فبين المؤثرين والمستأثرين ما بين الأجواد والباخلين ، والمانعين والباذلين ، وأهل هاتين المنزلتين في استحقاق الحمد والذم ، والتفريط والقصد (٥) ، على من التفاوت بحسب ما نقرر في الدين ، وثبت في عرف المسلمين ، وقد قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ، وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً)(٦) ، وقال تعالى : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ، إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ ، إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً)(٧) وقال تقدمت أسماؤه : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ ، وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)(٨).
__________________
(١) في الجليس الصالح : سرّ عامر ...... كقومي يكن له بهم منتدح.
(٢) بالأصل : «فلانا» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٣) ديوان الأعشى ص ١٩٧.
(٤) سورة الحشر ، الآية : ٩.
(٥) بالأصل : والعصب ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٦) سورة الفرقان ، الآية : ٦٧.
(٧) سورة الإسراء ، الآيتان : ٢٩ و ٣٠.
(٨) سورة الإسراء ، الآيتان : ٢٦ و ٢٧.
فقد أبان لنا ربنا بفضله وإنعامه علينا في هذا الباب قصد السبيل ، وأوضح لنا محجة الاقتصاد والتعديل ، وبيّن أن بين الإسراف والتبذير طريقا أمما ، وصراطا قيما ، فإياه نسأل توفيقا لسنن أولى الفضل ، وهدايتنا سواء السبيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وقد روينا عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «لا يعيل أحد على قصد ، ولا يغني أحد على سرف كبير» [١١٨٤٣].
معنى يعيل هاهنا : يفتقر ، يقال : عال الرجل ، يعيل عيلة إذا افتقر ، قال الشاعر :
فما (١) يدري الفقير متى غناه |
|
ولا يدري الغني متى يعيل (٢) |
وجاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال :
«إن المؤمن آخذ عن ربه أدبا حسنا ، فإذا وسع عليه وسّع ، وإذا أمسك عليه أمسك» [١١٨٤٤].
أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، وأبو الحسين بن النقور ، وأبو علي محمّد بن وشاح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور.
قالوا : أنا علي بن يحيى ، نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي ، نا أبو السكين ، حدّثني عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن مهلّب ، حدّثني طاوس قال :
دخلت الحجر فإذا الحجّاج جالس فيه ، فمرّ به رجل ، فدعاه قال له : من أي بلد أنت؟ قال : من أهل اليمن ، قال : فكيف خلفت محمّد بن يوسف؟ قال : خلفته عظيما جسيما ، قال : أفما علمت أنه أخي؟ قال : أخبرني : أخاك بك أعز مني بالله؟ قال : فو الله ما ساكه سوكة ولا سمعت كلاما قط كان أسرّ إليّ منه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن ابن شوذب قال : قال عمر بن عبد العزيز : الوليد بن عبد الملك بالشام ، والحجاج بالعراق ، ومحمّد بن يوسف باليمن ، وعثمان ابن حيان بالحجاز ، وقرّة بن شريك بمصر ، امتلأت (٣) الأرض والله جورا.
__________________
(١) الأصل : «لما» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) البيت في اللسان «عيل» لأحيحة بن الجلاح.
(٣) بالأصل : «امتلأ».
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان ، أنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن علي ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني علي بن إبراهيم البكري ، نا يعقوب بن محمّد الزهري ، نا المغيرة بن عبد الرّحمن ، عن عبد الرّحمن بن عمر بن حفص ، عن ربيعة بن عطاء قال : قلت عند القاسم بن محمّد : قاتل الله محمّد بن يوسف ما أجرأه على الله ، قال : هو أذل وألأم من أن يجترئ على الله ، ولكنها الغرّة ، قال : ما أغرّه بالله.
ذكر سعيد بن كثير بن عفير : أن محمّد بن يوسف مات باليمن لليال خلت من رجب سنة إحدى وتسعين.
٧١٣٦ ـ محمّد بن يوسف بن سليمان بن سليم أبو عبد الله البغدادي الجوهري (١)
سمع بدمشق وغيرها : هشام بن عمّار ، وعبيد الله بن موسى ، وأبا غسان مالك بن إسماعيل ، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، والفضل بن موفق ، وبشر بن الحارث (٢) ، وكان صاحبه ، ومعلّى بن أسد.
روى عنه : عمر بن شبّة النّميري ، وعبد الله بن محمّد [بن](٣) ناجية ، ومحمّد بن مخلد ، وأبو محمّد بن أبي حاتم ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو عبد الله أحمد بن عمر ابن عثمان الواسطي المعدل.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر سنة أربعين وأربعمائة ، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن يوسف الجوهري ، نا معلّى بن أسد ، نا عبد العزيز ـ يعني ابن المختار ـ عن سهيل بن أبي صالح ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تسافر امرأة بريدا إلّا ومعها محرم يحرم عليها» [١١٨٤٥].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو نصر الربعي.
__________________
(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٣٩٤ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٩ والجرح والتعديل ٨ / ١٢٠.
(٢) يعني أبا نصر الحافي ، تقدمت ترجمته في كتابنا هذا ، وراجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / رقم ١٥٣.
(٣) زيادة لازمة.
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا ابن البسري ، قالوا : أنا أبو طاهر المخلّص.
وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي المقرئ ، وأبو الحسن علي بن أبي طالب الفامي ، وأبو صالح ذكوان بن سيار ، وأبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد الهيصمي ، قالوا : أنا محمّد ابن عبد العزيز الفارسي ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن يوسف الجوهري ، نا معلّى بن أسد ، نا وهب ، عن ابن عون ، عن محمّد بن أبي هريرة قال : نهينا أن يتخصّر الرجل في الصلاة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن يوسف الجوهري ، نا الفضل بن موفق ، نا المسعودي ، عن سماك بن حرب ، عن عبد الرّحمن ـ يعني ـ ابن عبد الله ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «اتّقوا الله وصلوا أرحامكم» [١١٨٤٦].
أخبرنا أبو الحسين بن القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (١) :
محمّد بن يوسف الجوهري بغدادي ، روى عن أبي نعيم ، وأبي غسان النهدي ، والفضل بن الموفق ، وبشر بن الحارث ، كتبت عنه مع أبي ببغداد ، وهو صدوق ثقة.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) :
محمّد بن يوسف بن سليم أبو عبد الله الجوهري ، صاحب بشر بن الحارث ، سمع عبيد الله بن موسى ، وأبا غسان النهدي ، وعبد العزيز الأويسي ، والفضل بن الموفق ، وبشر بن الحارث ، وكان من أهل الخير ، موصوفا بالدين والستر ، روى عنه عبد الله بن محمّد بن ناجية ، ومحمّد بن مخلد وغيرهما ، وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي ببغداد ، وهو صدوق.
قال (٣) : وأنا علي بن محمّد السمسار ، أنا عبد الله بن عثمان الصفّار ، نا ابن قانع : أن محمّد بن يوسف الجوهري مات في شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين.
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٢٠ ـ ١٢١.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٣٩٤.
(٣) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٣ / ٣٩٤.
٧١٣٧ ـ محمّد بن يوسف بن صبح والصحيح : محمّد بن صبح بن يوسف
أبو الحسن البزار الصيداوي
حدّث عن أحمد بن عبد الواحد بن سليمان.
روى عنه : أبو الحسين بن جميع ، وعبد الوهّاب الكلابي.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو القاسم بن السمرقندي ، قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، نا محمّد بن يوسف هو ابن صبح أبو الحسين (١) الصيداوي البزار ، أنا أحمد بن عبد الواحد بن سليمان ، نا الهيثم بن جميل ، نا حمّاد بن سلمة ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ بن (٢) حبيش قال :
سألت ابن مسعود عن أيام البيض ما سببها؟ وكيف سميت؟ قال : نعم ، إنّ الله لمّا عصاه آدم ناداه منادى (٣) من لدن العرش : يا آدم اخرج من جواري ، فإنّه لا يجاورني من عصاني ، وذكر الحديث.
[قال ابن عساكر :](٤) كذا في الأصل ، والصواب ابن صبح بن يوسف ، وقد تقدم ذكره في حرف الصاد من أسماء آباء المحمّدين.
٧١٣٨ ـ محمّد بن يوسف بن عبد الله (٥)
روى عن أبي جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني.
روى عنه تمام بن محمّد.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، نا أبو العباس أحمد بن هارون البغدادي الدّلّاء ، ومحمّد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي ، قالا : نا أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني ، نا أحمد بن سعيد الصيرفي.
قال : وأنا تمام قال : وأنا أبو الحسن علي بن عمر البغدادي ، نا محمّد بن عبد الله بن غيلان ، نا الحسن بن الجنيد ، قالا : نا حمّاد بن الوليد الكوفي ، نا سفيان الثوري ، عن محمّد
__________________
(١) كذا وردت كنيته هنا : أبو الحسين.
(٢) بالأصل تحرفت إلى : «زريق».
(٣) كذا بإثبات الياء بالأصل.
(٤) زيادة منا.
(٥) زيد في المختصر : الدمشقي.
ابن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من عزى مصابا فله مثل أجره» [١١٨٤٧].
٧١٣٩ ـ محمّد بن يوسف بن علي أبو عبد الله الحوراني الفقيه الحنيفي
كان جده من أهل غزنة (١) ، وسكن بيت المقدس وسكن بسر (٢) من قرى حوران ، وتفقه أبوه ببيت المقدس ، وعمّر [أبوه](٣) ، فأما محمّد فإنّه تفقه عند أبي الحسن البلخي بدمشق ، وسمع مني قطعة من الحديث ، ومضى إلى حلب وأقام بها مدة ، ثم رجع إلى دمشق ، ونصب للتدريس في جامع قلعتها المحروسة مدة ، وكان مستورا حسن الاعتقاد ، مات ودفن يوم الثلاثاء النصف من صفر سنة أربع وستين وخمسمائة ، وهو كهل.
٧١٤٠ ـ محمد بن يوسف بن عمر بن علي أبو عبد الله الكفرطابي (٤)
نزيل شيزر (٥) ، ويعرف بابن المنيرة.
أديب فاضل.
سمع الحديث من أبي السمح الفقيه الحنيفي ، نزيل شيزر ، وقرأ الأدب على أبي عبد الله الطليطلي ، وكان له نظم ونثر ، وأجاز سنة أربع وخمسمائة جميع مصنفاته وما قاله من نظم أو نثر بدمشق ، وكان قدمها ثم رجع إلى شيزر ، وسمع منه أخي أبو الحسين هبة الله بن الحسن رحمهالله ، أنشدني أبو عبد الله محمود بن نعمة بن رسلان الشيزري ، أنشدني الأستاذ أبو عبد الله ابن المنيرة :
ومهند يعفو المنون سبيله أبدا (٦) |
|
فكيف يقال ريب منون |
ترك المنابا في النفوس فرحن |
|
عن غبن ورواح وليس بالمغبون |
تهوى فتترك كلّ قد ثوى ما |
|
تهويه يكفيك غير خئون |
لو أن شنفا ناطقا لتحديث شعر |
|
أنه سرائر وشجون |
__________________
(١) بدون إعجام بالأصل ، وصورتها : «عر؟؟؟ ه» ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) بسر بالضم ، اسم قرية من أعمال حوران من أراضي دمشق بموضع يقال لها اللحا.
(٣) استدركت عن هامش الأصل.
(٤) ترجمته في معجم الأدباء ١٩ / ١٢٢ وبغية الوعاة ١ / ٢٨٥ والوافي بالوفيات ٥ / ٢٤٧. والكفر طابي بلدة بين المعرة ومدينة حلب في برية (معجم البلدان).
(٥) تحرفت في معجم الأدباء وبغية الوعاة إلى : شيراز.
(٦) كذا صدره بالأصل.
فكأنما القدر المباح لجسم في |
|
أو عرم عز الدين (١) |
قال وأنشدني أبو عبد الله لنفسه :
يا قوم خاب مطلبي لا واحد الله أبي |
|
لأنه درسني أصناف علم العرب |
وعنده أني بها أحوى جزيل النسب |
|
فما أفادتني سوى حرفة أهل الأدب |
فليته درسني في الطين أو في الحطب |
|
أو ليته علمين صنعته وهو صبي |
فإن نسخ الكتب نظير نسخ الكتب |
|
والكردناق والدواة قطعة من خشب |
لا فرق بين الر؟؟؟ ق (٢) والمعط العطلبي |
|
زكاش الحاكة لا مسائل المعتضب |
وفي ..... (٣) عنى عن العروض المطرب |
|
.... (٤) أصبحت صروفه تعلب بي |
كأنه وليدة لاعبه باللعب |
|
ترتب الأشياء ترتيب الهوى واللعب |
وهي أطول من هذا ، ومما كتبه عنه أخي من شعره وقد أجازه لي مما هنأ به صاحب شيزر بولد رزقه :
با من هو الليث لو لا حسن صورته |
|
ومن هو الغيث إلّا أنه بشر |
ومن هو السيف إلّا أن مضربه |
|
لا ينثني ويكل الصارم الذكر |
هنّيت بالولد الميمون طائره |
|
وعاش في ظل عز ماله قصر |
فقد تباشرت الخيل العتاق به |
|
والمشرفية والعسالة السمر |
__________________
(١) كذا بالأصل.
(٢) كذا.
(٣) كلمة غير واضحة بالأصل.
(٤) صورتها : سالدمر.